د حيدر ابراهيم ... التعليم والانسان المهدور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-01-2005, 09:31 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د حيدر ابراهيم ... التعليم والانسان المهدور

    التعليم والانسان المهدور
    يبدو أن التعليم لا يشكل أولوية في العقل السياسي وبين القوى السياسية
    السودانية الساعية الى السلطة، والا كيف يمكن ان يترك منصب وزير التعليم العام
    خالياً لاكثر من شهرين -وحتى هذه اللحظة- بينما تابعنا الصراع حول وزارة الطاقة؟
    واعتقد ان الامر لو كان يتعلق بوزارة التجارة لرأينا صراعاً مماثلاً، ويكشف هذا
    الموقف عن رؤية السياسيين لقضية التنمية عموماً خاصة تلبية الحاجات الاساسية مثل
    التعليم والصحة، ولا يختلف في ذلك الاحزاب المعارضة او الحزب الحاكم، وبالتالي كان
    لابد ان يكون مستوى التنمية كما نراه اليوم بعد خمسين عاماً من الاستقلال.
    يعاني التعليم من مشكلات عديدة وتدهوراً واضحاً، فقد تخلت الدولة عن
    التعليم من خلال خصخصة مستمرة جعلت التعليم للقادرين فقط. فالرسوم في بعض المدارس
    بلغت اكثر من المليونين.. وكنت اتوقع ان تتسابق الاحزاب الى تقلد منصب وزارة
    التعليم خاصة وان الاسلاميين يهتمون بهذه الوزارة التي تمكنهم من تشكيل عقول النشء.
    وبالفعل تدخلت الايديولوجية الاسلامية بقوة في تصميم المناهج وجعلت من المدارس
    وكأنها مدرسة كادر للحزب. وهذا هو الفرق بين الاسلاميين وخصومهم، فهم يعلمون جيداً
    ماذا يريدون ويعملون في مثابرة لتحقيق اهدافهم. فالآن حقق الاسلاميون -مايسمونه
    التمكن في قطاع التعليم ولذلك لا يهمهم من يجيء الى الوزارة بعد ان احتكروا مفاصلها
    ومناصبها. وسيكون الوزير القادم مثل ملكة بريطانيا، ومع ذلك لم يبد التجمع الوطني
    اي اهتمام بالوزارة كي ينقذ ما يمكن انقاذه.


    يزداد الفاقد التربوي في
    السودان اذ يترك ابناء وبنات الفقراء حتى في المدن وليس الارياف، مقاعد المدارس
    لانها اصبحت عالية التكاليف، ولاحظت ظاهرة ان يأتي اطفال الى المكاتب والمحال
    التجارية يتسولون ثمن الكراسات بعد ان منعتهم ادارة المدرسة من الدخول اذا لم
    يدفعوا ثمن الكتب ويحضروا الكراسات معهم، اي لا تُصرف لهم مجاناً كما كان الامر من
    قبل. واصبح اولياء الامور في احيان كثيرة ينظرون الى الجدوى الاقتصادية للتعليم هل
    يستحق ان يدفعوا مثل هذه الرسوم كاستثمار سيستردونه بعد تخرج الابناء. ولكن هل هناك
    مستقبل للخريجين وهل يتم استيعابهم في سوق العمل ام يمثلون رصيداً لسوق العطالة؟dir=rtl>
    نجد الاجابة عن هذا السؤال حين نتابع ماذا يدرس التلاميذ اصلاً وهل يقدم
    نوع التعليم الحالي قوة عمل مستقبلية؟ عقدت وزارة التعليم العام مؤتمراً لقيادات
    التعليم وصرح وكيل الوزارة انه لا يوجد اي توجه لتغيير المناهج الحالية. ويأتي هذا
    التأكيد علي استمرار المناهج القديمة بعد اتفاقية السلام الشامل، واقصد بذلك ان
    المناهج الحالية وضعها نظام شمولي احادي حسب رؤيته للتعليم والتربية. والآن هناك
    شراكة تضم قوى سياسية غير الحزب الحاكم وبالتالي لها الحق في مراجعة المناهج
    وتغييرها كي تكون قومية. خاصة وان المناهج تعرضت لكثير من النقد بسبب الحشو وعدم
    الملاءمة مع سن الاطفال، وميلها الى الحفظ والتلقين على حساب الفهم وضعف المواد
    الحديثة مثل الرياضيات والعلوم، وغياب النشاطات الفنية والرياضية.


    هذه
    الثنائية في التعامل مع التعليم: الاحتكار والاهمال، تقود بالضرورة الى هدر قدرات
    وطاقات سودانية هي التي يمكن ان تبنى المستقبل. فالسلطة الحاكمة في شقها الممثل في
    حزب المؤتمر الوطني تسعى لتكريس الاحتكار على مستوى مضمون التعليم وعلى مستوى
    المؤسسات اي احتكار الوظائف القيادية والسيطرة على المدارس. اما الشريك الآخر:
    الحركة الشعبية فأخشى ان يكون همها التعليم في الجنوب ولا يهمها ماذا يتعلم
    الشماليون؟ والتجمع الوطني يهمل موضوع التعليم فهو مشغول بزيادة نسب وجوده في
    السلطة غض النظر عن تأثير المشاركة.


    يتساءل المرء هل يمكن في اي بلد
    يحترم قادته شعبهم ان تترك وزارة التعليم لاكثر من شهرين دون وزير بينما كل
    الوزارات المتضخمة الاخرى تعمل؟ هذا وضع غريب تتميز به السياسة في السودان فقط.dir=rtl>
    اما التعليم الجامعي والعالي فقد شهدا تضخماً في فتح الجامعات اذ يخلط
    الانقاذيون بين الجامع والجامعة، فافتتاح الاول لا يحتاج الى معامل ومكتبات ودوريات
    واساتذة مؤهلين. وله وظيفة مقدسة مختلفة. وفي نفس الوقت يكتفون بلافتة ومبنى مستأجر
    في كثير من الحالات وسيارات مكتوب عليها اسم وشعار الجامعة.. ويمكن تجاوزاً بهدف
    الثورة التعليمية فتح اي عدد من الكليات النظرية، ولكن الكارثة في فتح كليات الطب
    والهندسة والمعامل وحتى الكمبيوتر حيث يدرسه الطلاب نظرياً ايضاً، اذ يعجزون بعد
    التخرج عن تصميم المواقع والبرمجة. وتصر دولة العلم والايمان على تدريس الفقه لطلاب
    الكليات العلمية والتطبيقية. وهذا على حساب ساعات معتمدة لمواد اخرى وخصماً على
    طاقات الطلاب الاستيعابية، ويمكن التأكد من ان هذه المواد الاضافية ليس لها اي أثر،
    لو قمنا بتجربة تتمثل في امتحان الطلاب في نفس هذه المواد بعد شهر واحد فقط. سنجد
    بالتأكيد انهم نسوا كل هذه المواد الاضافية.
    هناك تخريب متعمد على
    مستوى الدراسات فوق الجامعية فقد اصبح التضخم واضحاً بين حملة درجات الماجستير
    والدكتوراة. اذ لم تعد شروط التسجيل كما كانت في السابق صارمة ودقيقة. فالمواضيع
    المبحوثة ليست ذات قيمة علمية او عملية، اي يمكن ان توظف البحوث او نتائج الرسائل
    في مجال التنمية ونهضة البلاد. وقد قرأت بعض رسائل يعجز اصحابها عن كتابة الهوامش
    وثبت المراجع والمصادر «بيبلوغرافيا» حسب الطريقة او الترتيب المتعارف عليه.. ولا
    ادري كيف تفوت مثل هذه الاخطاء على المشرفين إلا اذا كان المشرفون هم انفسهم غير
    ملمين بقواعد كتابة الهوامش والمراجع. وبالتالي يعيدون انتاج اخطاء تعلموها. ونلاحظ
    تدني قيمة الدرجات العلمية فوق الجامعية وهذا وضع طبيعي بسبب زيادة العرض على
    الطلب، أي شهادات كثيرة في مجالات وتخصصات غير مرغوبة في سوق العمل. ومن الجدير
    بالذكر ان عدداً من الدول العربية سحبت اعترافها بشهادات غربية.


    رغم ان
    وزير التعليم العالي الجديد، وهو من الحركة الشعبية لتحرير السودان، عرف كأكاديمي
    متميز ونشيط في حقوق الانسان والقانون الا انه ظل صامتاً، وكان المواطنون يؤملون
    كثيراً في دوره في التعليم العالي. وأخشى أن تكون المشكلات فوق طاقته وقدراته على
    حل المعضلات.


    هذا هو وضع التعليم في السودان الذي يمثل نقطة ضعف في اي
    توجه تنموي ما لم يتعرض لاصلاح ومراجعة تجعله تعليماً ملائماً مع متطلبات القرن
    الحادي والعشرين. فهل يحتل الاهتمام بالتعليم موقعه المستحق في برامج الاحزاب
    السياسية؟ هناك بلاد مثل سنغافورة اجمعت كل القوى السياسية على اعتبار التعليم هو
    استراتيجية للنهضة وحماية الوطن مثلما تضع بعض الدول الجيش والدفاع في مقدمة
    الاولويات لحماية الوطن. وقد تورد الأحزاب في السودان بعض الفقرات في برامجها
    وخطابها، ولكن التنفيذ غالباً ما يكون اقل كثيراً من المعنى والمتوقع.


    حقيقة، اقلقني إهمال وزارة التعليم العام وتركها بلا وزير طوال المدة الماضية منذ
    التشكيل الوزاري، كما اقلقني صمت وزير التعليم العالي رغم خطورة الوزارة التي
    تقلدها خاصة ان طلاب الجامعات يواجهون -في كثير من الحالات مشكلات الرسوم التي تهدد
    مستقبلهم- وهذا سببه خصخصة التعليم. أتمنى ألا تهدر امكانات السودان البشرية من
    خلال هذه المسارب التي تضيِّع الكثير من طاقات البناء.













                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de