|
مأساة المديح النبوي مع فرق الشباب
|
خمسة أو ستة من الأطفال (حسب تعريف اليونسكو لأقل من 18 سنة) تجمعوا في مكان ما.. ذهبوا إلى الخياط ففصل لهم لبسات متشابهة، ثم ذهبوا إلى الحلاق فقصر شعورهم، ثم حصلوا على كيبورد (أورج) وانطلقوا إلى استوديهات التلفزيون ليسجلوا مدائح الشيخ البرعي رحمه الله، بعد أن اختاروا اسما لمجموعتهم.. هؤلاء الاطفال دفعتهم (نواياهم الحسنة) وربما حب الشهرة إلى التعاطي مع المدائح النبوية، دون أن ينتبهوا للمديح النبوي ويتمعنوا فيه، ودون أن يعرفوا بأنه فن أصيل لا يمكن التطفل عليه وعلى من يقربه أن يتحلى بأجمل صفات الصفات الفنان وعلى رأسها جمال الصوت والتسامي مع اللحن والانفعال للمعنى والقدرة على التطريب.. كثير من المغنين يتفادون الخوض في غمار المديح خشية أن يوضعوا في مقارنات مع نجوم المديح النبوي في السودان مثل أولاد حاج الماحي وأولاد البرعي الأوائل والشيخ السماني والمرحوم عبد العزيز محمد داؤود وعبد الله الحبر واسماعيل محمد علي وغيرهم.. هؤلاء الأطفال يؤدون المدائح النبوية بطريقة رديئة قائمة على الأداء الكورالي الفج المصحوب بعزف رديء على آلة الأورج (وهي آلة كهربائية تفتقر إلى الروح إلا في يد من رحم ربك من عباقرة العزف).. يخوضوا في هذا الميدان دون معرفة بإيقاعات المديح ودون معرفة بطريقة الأداء التي تتسم بالارتجال والإحساس المرهف بالزمن الموسيقي.. والنتيجة أداء أسوء من أداء الأناشيد المدرسية (غنمي ترعى طول اليوم وسط المرعى طول اليوم).. أتمنى أن يترك المديح النبوي لفرسانه حتى لا تروج الرداءة نتيجة الاستسهال..
|
|
|
|
|
|