|
من مشهد أمر من أن ترى موت وطنك ...للكاتب محمد بدر
|
{RED]ما من مشهد أمر من أن ترى موت وطنك ... ( لويس أراغون)
إن هذا الوطن الكامل- السودان والذي لا نمل القول من أنه وطن متعدد الأعراق والثقافات والأديان وهو خلق كذلك ليبقى رغم محاولات الجبهة الإسلامية لتمزيق المشهد بالتشوه المتعمد وتحطيم كل عناصر الجمال المكون الأصيل لهذا المشهد المتفرد جداً .. السودان ليس بالتأكيد هو ليس تلك الصورة المسخ التي تم إيجادها في ذهن مقدم ورقه مستقبل الاستثمار في السودان في مؤتمر القطاع الإقتصادى لما يسمى بالمؤتمر الوطني .. هذه الصورة أوحى بها الانقلاب المشؤم الذي تم فى يونيو من العام 1989 من القرن الفائت وهى صوره من بين عدة صور أخرى يتم إبرازها عند كل منعطف تاريخي يتخيل واضعوها أنها يمكن أن تكسبهم قوه دفع جديدة لتخطى المرحلة ..
إن الانقلابات العسكرية وفيما يعرف عنها أنها لا تصنع وطناً لأنها لعنة شديدة الوطء على واقع الشعوب ولأن منفذي هذه الانقلابات يفتقرون إلى الفكر والقدرات والمواهب إزاء ماهو مطلوب للتغيير الإيجابي فإنهم يلجأون إلى التغيير الإيجابي فإنهم يلجأون إلى تجسيد الأفعال القبيحة في مواجهة القيم النبيلة بأدوات رثه ومنبوذة .
ماذا يعنى مقدم الورقة والذي كان وزيراً للمالية في أضخم اوكازيون للإستوزار عرفه التاريخ السياسي في هذا البلد للبلد ويعد واحداً من إفرازات الحقبة اليونيويه ماذا يعنى بمحمور دنقلا / سنار / كردفان ؟؟!! واضح جداً أن ما يدفع مقدم ضوء هذه الورقة بهذا الرسم المخزي لحدود أحلام طبقته والتي يمثلها هو خير تمثيل وفى الرقعة الجغرافية التي حددها بدقه متناهية وهذا التمديد طبعاً يجر خلفه الأثنى والديني والثقافي - لهو تعبير صادق وحقيقي ومختمر في عقول مهندسيه ويهدف إلى إطالة بقائهم كطبقه غير مكترثه لانهيار الصرح من حولهم تتلبسهم حاله من الغيبوبة السياسيه والأخلاقية تلحقهم بحاله الثور الذي إقتحم مستودع الخزف إنهم جماعه جديرة بتحقيق الدمار ماداموا سينجون منه ونيفاشا كانت طوق نجاه لم يكونوا يحلمون به إلا أنه قذف به إليهم من قبل حظوظهم التي لا تنتهي !! هذا المشروع والذي عرف بأنه محور دنقلا / سنار/ كردفان مشروع ظل آمن إن لم يك في وعى هذه الطبقة ففي لا وعيها لإرساء قواعد معينه وراسخة لمصالحها الذاتية الضيقة وخيانة ماهو أكثر نبلاً دون أن يحرك ذلك ساكن شعورها بالآخرين ويتبدى عقم وأخلاق فكر هذه الطغمه فيما ينتجه من واقع سقيم بدءاً من مشروعها الحضاري مروراً بمنبر السلام العادل أي عدل يقصدون ، وإنتهاءاً بمشروع مقدم الورقة في طوره الجنينى . هذا السبك الشوفينى المتقن والذي يريد له أصحابه ومنتجيه أن يحقق لهم أهدافهم الضيقة في فتره لا تتعدى الفترة الإنتقاليه بحيث يمكنهم هذا المشروع الحلم من إستقطاب القوه التصويتيه لحمل حزبهم الذي يقف بلا سيقان هكذا وفى فراغ فكرى وسياسي وإجتماعى حقيقي لحكم هذا المثلث المنحوس لتستمر محنة ساكنيه ، ثم ما الذي حول فكر مقدم الورقة من فكرٍ أحادى النزعة شمولي السلوك إلى الإيمان المطلق بديموقراطية أنتجها فكر غرب ملحد .. ما الذي دعاه إلى التخلص وتجاوز فكره أعاده إنتاج دوله الخلافة وتصدير المشروع الحضاري والتفوق على العالم أجمع .؟ لقد تخللت هذه الدعوة لإقامة هذا المحور ركاكة متسقة تماماً مع الأداء السياسي والإقتصادى والإجتماعى لحكومة الجبهة الإسلامية منذ اعتلائها سده الحكم في هذه البلاد في غفلة من الزمان وفى هذا السياق من حق المرء أن يتساءل كيف سيتعامل مقدم الورقة مع وضع جبال النوبة في أحد أضلاع مثلثه وهو كردفان فإذا كان المشروع يتعلق بسكان عرب ومسلمين فسكان جنوب كردفان ليسو كلهم عرباً ولا هم كلهم مسلمين فكيف يمكن فرزهم عندما تستهدفهم باستثماراتك العربية الإسلامية ؟ ، تصوروا إلى أي درك تصل الورقة بغاياتها ؟... إن الفكرة في كل مستوياتها تخاطب هذا الشكل من التصنيف المتخلف ووضوح الفكرة يغنينا عن الذهاب إلى ما وراء الأكمه لمعرفه ما يحاك ..
لقد كان للإسلاميين ما أرادوه بتحويلهم لمفاهيم الإسلام إلى مفاهيم دراجة سهل بها مخاطبه العامة وسهل نتيجة لهذا الوضع ومن خلال برنامج عمل يومي دؤوب استدراجهم لفخ الاستغلال طويل الأمد وهم لا يزالون يصرون على استخدام ذات الخطاب السياسي الفج بالعزف المتواصل على وتر الشريعة الإسلامية ((تابع خطاب عمر البشير)) فهو متمسك بالشعور بالأمان في كنف دوله إسلامية لا تؤسس إلا لثقافة الذعر والخوف ..
وأخيراً نحن في حاجه إلى تحليل علمي وعميق لتفكيك هذا اللغز فكيف يمكن لفئة قليلة ضئيلة تفتقر إلى أدنى مقومات الوجود دعك من الاستمرار ( تفتقر إلى أي برنامج مقنع وواضح ) أن تتسيد الواقع السياسي والإقتصادى لما يقارب العقدين من الزمان وبأدوات المفترض إنها قاصمه فالفساد قد تم تسكينه وبتعمد في كل زاوية وركن .. البنية الأخلاقية تم نسفها تماماً ، تم رفد الحياة بالفقر والسقم والمسغبة ثم الاحتماء الكامل بسلطة هلامية تبدو مثل منساة سليمان لا تحتاج في الواقع لأكثر من هبة ريح صغيره تحملها إلى القاع الذي بقى طوال الوقت في انتظار أن تتدحرج إليه ولكن ..!! محمد بدر
|
|
|
|
|
|