قراءات - الطريق الى مناطق الموت بـ (الحمى النزفية)«1»

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 02:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-17-2005, 04:40 AM

nile1
<anile1
تاريخ التسجيل: 05-11-2002
مجموع المشاركات: 2749

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءات - الطريق الى مناطق الموت بـ (الحمى النزفية)«1»

    الطريق الى مناطق الموت بـ (الحمى النزفية)«1»
    ضعف الاستجابة (للصرخة الاولى) سبب الانتشار ..ووفاة (150) حتى الآن

    كادقلي: ياسر احمد عمر

    ميت.. ميت لا محالة ! ولن افلت من الموت هذه المرة.. هكذا كنت افكر .. يبدو انه مكتوب على ان اصبح صحفي كوارث اكون خلفها اينما حلت.. المرة الاولى كانت مع قافلة «اليد البيضاء» لمتابعة الاحوال المأساوية للنازحين بمعسكر «المشتل» بالفاشر وكتم وطويلة بشمال دارفور قبل عامين، وهذه المرة اتاحت لى الصحيفة الذهاب الى مناطق لم اشهدها قبل اكثر من 23 عاماً اى محلية الدلنج وما حولها بجنوب كردفان.. ثم كان قرار الذهاب وفي ذهني الاجراءات الاحترازية التي يجب عملها بعدما سمعنا هنا في الخرطوم ان المرض ينتقل بالعدوى المباشرة اذا تنفس قربك المريض او عطس فانت ميت.. ميت !! وحزنت كثيراً لانني لم اجلب معي «كمامة» للوقاية!

    ثم تحولت بوصولي الدلنج من صحفي ينقل الاحداث الى شاهد عيان الى مساعد طبي في بعض الاحيان لمرضى الحمى النزفية، حمى «الضنك» التي تقول الارقام الرسمية قبل سفري الى هناك انها حصدت ارواح «79» واصابة «229» من مواطني المنطقة.. الرقم كبير وكان لابد من معرفة الحقائق هناك..

    مواجهة الموقف

    دخلت مدينة الدلنج التي تتبع لها المناطق المنكوبة وفي تصوري في مثل هذه الحالات وجود اجراءات احترازية مشددة وكنت اتوقع رؤية سيارات الصحة الولائية او الاتحادية او حتى العالمية تتجول في المناطق المنكوبة والكل في حالة استنفار عالي ولكن كل ذلك لم يحدث وعلمت بعد اقل من ساعتين ان محلية الدلنج تعيش فراغاً ادارياً في انتطار تشكيل الحكومة الجديدة وسفر المعتمد «النور كبسور» للخرطوم لقضاء عطلة العيد..كان لابد من معرفة حقيقة الموقف ولم اجد سوى الفريق الطبي الذي كونته بشكل عاجل وبدعم شعبي روابط واتحادات وجمعيات ابناء جبال النوبة بالتضامن مع شبكة «نوبة نت»، هذا الفريق الذي انضممت اليه يعمل دون مساعدة احد سوى الجهات المذكورة، ترأس قافلته الاولى والتي بدأت العمل اول ايام العيد كل من الاطباء «خالد عثمان» و«خميس حمدان» بينما يترأس القافلة الثانية ولا تزال تعمل في المناطق المنكوبة «د. علي ضامر الفكي» وجميعهم من متطوعي ابناء المنطقة الذين حضروا من الخرطوم بواسطة شبكة «نوبة نت».

    150 حالة وفاة !

    قبل كل شئ كان اول ما سألته للدكتور «خميس حمدان» حقيقة ارقام الوفيات والاصابات بالحمى النزفية ومدى انتقال هذا المرض بالعدوى المباشرة من المريض، عرفت منه ان الارقام التي احصوها بلغت من يوم 3/11/2005م وهو اليوم الذي بدأوا فيه العمل بالمناطق المنكوبة وحتى يوم 9/11/2005 «146» حالة وفاة و «1316» حالة اصالة.. ثم انتظرنا وصول عربة الفريق الطبي الثانية القادمة من المناطق الشرقية لمحلية الدلنج لتصبح الارقام التي احصاها وفرغها الفريق الطبي في تقريره حتى يوم وصولى وهو يوم 10/11 الى «7» اصابات ووفاة واحدة «بهبيلا» ووفاة في «فيو» واصابة واحدة في كل من مناطق «قردود تبلدي» و«النتل» واصابتين «بسلارا» وحالتي وفاة «بحمادي» ليرتفع مجموع الحالات المبلغ عنها والتي يقوم باحصائها بشكل يومي الفريق الطبي العامل هناك الى «150» حالة وفاة واصابة «1327» من المواطنين حتى مساء الخميس الماضي الموافق العاشر من الشهر الجاري بالحمى النزفية التي يسببها نوع من الباعوض ابيض اللون به خط اسود، ناقل للفيروس اجتاح تلك المناطق من جنوب كردفان أُعلن عنه الشهر الماضي وتمدد ليحيط كل القرى والمناطق شرق وغرب مدينة الدلنج وكانت بداية الاصابات بالحمى النزفية في مناطق «كُرتالا» و «كولدّجي».

    خوف ورعب المواطنين

    الفريق الطبي الذي وجدته هناك هو الفريق الوحيد العامل في المناطق المنكوبة وكما ذكرنا مجموعة من الاطباء والكوادر الطبية المتطوعين من ابناء المنطقة يخشى ذلك الفريق من تحول الاصابة بالحمى النزفية الى مرض مستوطن تصعب ابادته او السيطرة عليه حال استمرار ضعف الاستجابة لانقاذ المواطنين الذين دخلوا في حالات من الرعب، وشاهدت «الرأي العام» درجات الخوف في عيونهم لاتساع حالات الاصابة بالمرض الذي لا يوجد له علاج حتى الآن ويتخوف المواطنون هناك من اللجوء للمستشفيات خاصة مستشفى الدلنج الذي يعتبر اكبر مستشفيات المناطق المنكوبة لانهم يعتقدون ان المستشفى يعمل على موت الناس ومن يدخل فيه لا يخرج حياً، وشاهدت «الرأي العام» حالات كثيرة من هذا النوع وكيف ان الفريق الطبي يعاني من اقناع اهل المريض بضرورة ادخاله للمستشفى، وكنت ابذل معهم محاولات مضنية دون فائدة، وفي احدى الحالات «بمنطقة سلارا» غرب الدلنج قال احد اقرباء المريض «لو عاوزين تعالجوه عالجوه قبلو وما يطلع من هنا» في نهاية الامر استطاع الفريق الطبي اقناع اهل المريض بعد تقديم تعهدات غليظة انهم سيشرفون عليه شخصياً ولن يدعوه يغيب عن اعينهم ولن يلمسه احد من العاملين بمستشفى الدلنج وفعلاً هذا ما حدث في مشهد تراجيدي!

    حالات اخرى حدثت نتيجة للجهل بمسببات المرض وكيفية انتقاله من بعض المواطنين عندما يصاب احد افراد العائلة لا يقترب منه احد، واذا احتاج المريض الى الماء يحضر اليه بسرعة الصاروخ وبنفس السرعة يخرجون ويبتعدون عنه! ووجد الفريق الطبي صعوبة ايضا في الاقناع بأن المرض لا ينتقل بالعدوى انما يسببه نوع من الباعوض لا ينشط الا في الساعات الاولى من الصباح والساعات الاولى من المساء وبمدى طيران يبلغ 100 متر .

    والفريق الطبي الذي يقوم بكل العمل هناك لا يزال يشتكي من ضعف استجابة السلطات الصحية الولائية والاتحادية والهيئات الصحية العالمية لمحاصرة المرض وطالب بسرعة التحرك وتقديم الدعم العاجل حتى لا تمتد الاصابات الى بقية الولايات المجاورة لجنوب كردفان، رغم ان الاصابات انحسرت نسبياً بسبب المجهودات الوحيدة التي يبذلها الفريق الطبي لمجابهة الباعوض الذي اصبح ينتقل من مكان لآخر على طول شرق وغرب محلية الدلنج وبعض الانباء تواترت اثناء وجود «الرأي العام» هناك بوجود اصابات في الشمال وهناك من يقول بوجود حالات في كادوقلي عاصمة الولاية !

    مستشفى الدلنج.. منظر آخر !

    دخلت «الرأي العام» مستشفى الدلنج باعتباره اكبر مستشفيات المنطقة ولولا دخولي مع الفريق الطبي لدفعت مبلغ الف جنيه قيمة الزيارة.. وعلمت بعدما عبرت البوابة ان المريض اي مريض لا يدخل المستشفى ما لم يدفع مبلغ «5» آلاف جنيه!

    المشهد العام للمستشفى يدعو للرثاء، ادركت فوراً ان الناس على حق عندما يرفضون دخوله.. بالمستشفى عنابر بدائية بروائح كريهة، تشاهد عندما تعبر ما بين العنابر اعداداً كبيرة من الماعز تسرح حولها وقمامة المستشفى بشكل مذري تتطاير بجوار مراحيض بلدية دون اسقف فوقها، وعندما رغبت في رؤية «العمليات» رغم مبناها المتواضع كانت مغلقة بواسطة «طوق».. وبالمرور مع الفريق الطبي على العنابر ومقابلة المرضى، علمت ان المستشفى يعمل به طبيبان متناوبان من اصل «8» اطباء عموميين وبقية الاطباء ذهبوا اواخر شهر رمضان ولم يعودوا، «باب الله عبد الرحمن» احد المرضى وجدته يرقد على حصيرة تحت احدى الاشجار خارج العنبر وعندما سألته اشتكى من سوء رائحة العنبر وسوء الخدمات ولا احد يهتم بالمريض داخل المستشفى وقال:« الطبيب يمر بالعنابر ساعة واحدة فقط بالنهار ولا شئ بعد ذلك، وفي الليل لن تجد احداً سوى ممرض العنبر» !

    الفريق الطبي العامل

    والفريق الطبي هناك يعمل فقط بسيارتين واحدة من مفوضية العون الانساني والاخرى من الهلال الاحمر السوداني، عادت مع الفريق الاول وتعمل الآن سيارتان مستأجرتان عبر شبكة «نوبة نت» وتبرعت منظمة «اسكوب» بالدلنج بالوقود واعاشة وسكن الفريق الطبي، واعتبر د. «خميس حمدان» رئيس الفريق الطبي الاول لجنة الاغاثة الاسلامية الافريقية من الجهات الداعمة وقال ان ادارة الوبائيات بوزارة الصحة الاتحادية دعمت بعدد «60» درب محلول ومنظمة «ميد اير» باربعين محلولاً آخر، بينما دعمت مفوضية العون الانساني ومنظمة «اسكوب» بعدد «10» طلمبات رش مبيدات لمكافحة الباعوض.

    ويعاني الفريق الطبي رغم محاولته المستمرة لمجابهة الاصابة بالحمى النزفية من قلة وسائل الحركة وسرعة نفاد الادوية والامصال اللازمة للتقليل من المضاعفات والآثار الجانبية للحمى وانعدام معينات المعامل المجهرية وقلة طلمبات الرش للمكافحة.

    وطالب الفريق في توصياته بالحاجة العاجلة لتوفير الرش عبر الطائرات والرش عبر الطلمبات الضبابية المحمولة على السيارات بشكل متواصل لمدة «4» سنوات لتفادي حدوث حالات وباء جديد او انتقاله الى مناطق اخرى، وطالب ايضا بتوفير عربة اسعاف مجهزة وتأهيل مستشفى الدلنج وارسال قوافل وعيادات متحركة للمناطق المنكوبة خاصة بين الرّحل والأبالة واماكن تجمعات المواطنين للحيلولة دون انتشار حالات الاصابة بالحمى النزفية او «المرض الجديد» كما يطلق عليه الاهالي هناك.

    تبقى الاشارة الى ..!

    تبقى الاشارة الى عدم وجود تنسيق ما بين الفريق الطبي العامل بالمناطق المنكوبة والجهات الصحية الولائية او الاتحادية، ويعتبر ذلك ضعفاً في الاستجابة ولا يعرف المواطنون هناك من اين جاءت الارقام التي حملتها الاحصاءات الرسمية والتي لا تزال تصر على انها «79» وفاة و «229» اصابة، ومن المضحك المبكي ان الارقام ظلت كما هي قبل سفري وبعد عودتي من المناطق المنكوبة في الوقت الذي يتوجب على الجهات المسؤولة في الدولة اعلان تلك المناطق مناطق كوارث حتى تتم محاصرة المرض الذي يؤدي للوفاة خلال 72 ساعة خاصة الاطفال وكبار السن، ويؤدي في آخر مراحله الى نزيف دموي عبر الجلد واللثة والانف والجهاز الهضمي والبول.

    واكتشفت في آخر الامر لابد من الاعتراف بشجاعة بوجود هذا المرض حتى تسهل مجابهته ومحاولة التقليل من آثاره والتكتم في مثل هذه الحالات لا يجدي لانه يرتبط بارواح الناس.

    واكتشفت ايضا ان الاهتمام والانشغال بهموم الناس افضل بكثير من الاهتمام بالسياسة والسياسيين المزعجين

    الرأي العام - السودانية 17/11/2005م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de