صديقي ميرغني حمزة .. العاشق الصغير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 03:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-14-2005, 00:50 AM

Hisham Mansour
<aHisham Mansour
تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 121

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صديقي ميرغني حمزة .. العاشق الصغير

    طالما أنا أتنفس .. وطالما أن هنالك حياة.. ستظل دوماً معي صديقي (ميرغني) .. لن يكون رحيلك هو الخاتمة.. وموتك هو نهاية أشيائنا الجميلة...
    علّمتني الكثير .. والكثير .. كم كنت جميلاً وأنت تقاسمني كل اللحظات الجميلة والمريرة التي عشناها وعشقناها سوياً.. كم كنت رائعاً وأنت تملأ دنيانا بالأفراح والسعادة.. وأنت ملؤك أحزان الدنيا.. تعطي .. تزيد.. تنضح.. تعطّر كل المساحات بحضورك الجميل.. كنت تفاحة مجالسنا.. وكنت زادنا.. لا نملّك أبداً.. دوماً ما تمنحنا الأمان وأنت الذي تفقده.. وفي الوقت الذي نحتاج فيه إليه .. وإليك..
    هكذا كما عهدناك.. تعطينا فرصة للحياة السعيدة.. تغرس فينا إحساس الوجود … (هشام الدنيا دي حلوة وحرام نضيّع حياتنا في البكا على الأيام الفايتة.. الدنيا دي أكبر من الأحزان)… كنت متفائلاً… تستبدل أحزاننا أفراحاً… كنت محباً للجميع وللحياة ، كنا نطلق عليك اسم (العاشق الصغير) ..
    أذكر كيف كنت تعلن دخولك في الماسنجر باسم (أجمل الأيام قادمة).. وننتظر تلك الأيام معك…
    لماذا الآن يا صديقي .. تمارس الرحيل... وفي الوقت الذي أفرحتنا فيه بخبر عودتك إلينا بعد غياب السنوات الست.
    أفتقدك الآن يا صديقي.. صرت بلا هوية .. تركتني مبعثراً .. وأنت الذي اعتدت على ترتيبي … كنت تعلمني أن أصبر .. وعلى كل شيء … ولكنك نسيت أن تعلمني أن أصبر على رحيلك … أجدني الآن تائهاً.. أحتاجك جداً لنكمل ما بدأنا من طريق .. خطواتي واهنة وأنا وحدي … عاجزة تماماً عن إكمال المسيرة … رحلت مسرعاً … والمؤلم أن الرحيل في هذه المرة كان دون وداع.. هل كنت تخشى أن نحرمك منه.. رحلت في هدوء…(هادئاً كان أوان الموت) ولكنه لم يكن (عادياً تماما) … ملأ ت حياتنا بضجّتك الجميلة ومداعباتك اللطيفة التي لا تنقطع للجميع.. فلماذا الآن هذا الرحيل الغريب؟؟!
    هل كان الموت مغرياً لهذه الدرجة التي تنسى فيها وداع الأصدقاء؟؟.. هل أخيراً وجدت تلك الأيام الجميلة التي طالما كنت تحلم بها؟؟ أم ماذا أغراك؟؟ حاولت أن تفعلها في المرة الأولى ولم تنجح!! فلماذا الآن كل هذا الإصرار ؟؟!! يبدو أن دافعك هذه المرة كان قوياً .. لذا نجحت في الرحيل..
    أحاول الآن جاهداً أن أوطّن نفسي على رحيلك.. أن أحيا في دنيا لا وجود لك فيها .. عبثاً أحاول فعل ذلك .. ولكني أجدك برغمي تحتل فيّ كل الأشياء .. أجدك في كل شيء.. في كل لحظة ... تسكن حتى في قلمي هذا .. أذكر كلماتك جيداً: ( هشام .. لمّا تتعب .. شيل قلم .. وأكتب .. أكتب عن أي حاجة .. بترتاح) .. وكنت أفعل ذلك .. وأرتاح فعلاً ..
    الآن أحمل نفس القلم .. وأكتب .. أحاول أن أكتب عنك.. ولا أرتاح.. لا أهدأ .. غيابك أكبر بكثير من أن يغيّبه قلمي.. آلامي لا تحتمل صديقي .. أنا تائه .. لمن تراني الآن سأشكو.. أحس بأن كل المساحات من حولي غريبة.. وأنا غريب .. غريب وداخل وطني.. أحس وكأنك حملت وطني معك .. ورحلت .. صدقني صديقي (أنا منهار) .. اليوم فقط قد أفقت .. أصبح رحيلك واقعاً.. لا أصدق هذا!! لماذا تغادر بعد وعدك لي بالحضور؟؟!!
    أذكر تماماً يوم أن هاتفتني من كندا..
    - هشام… أنا تعبت خلاص من الغربة.. أنا عايز أرجع السودان .. ما عايز أي حاجة .. الحاجة الوحيدة البفهمها إنو أنا مشتاق ليكم كلكم..
    - تجي عشان تسوّي شنو يا ميرغني؟؟ لا قراية كمّلتها .. ولا لمّيت قروش عشان تعمل بيها شغل..
    - والله يا هشام أنا خلاص تعبت .. ما بقدر..
    - ميرغني.. أصبر .. كلها سنة ولا سنتين .. أقرأ فيهم واشتغل على بال ما تاخد الجنسية وتجي وترجع على كيفك زيّك وزي أي خواجة كندي .. وبعدين الحالة في البلد ما بتسر .. نحنا ذاتنا كان لقينا طريقة حنجيكم هناك.. شوفوا لينا معاكم..
    أذكر هذا الحوار جيداً.. كل كلمة فيه.. كم أنا نادم الآن .. ليتني تركتك يومها تعود.. أثق تماماً أنك كنت تفهم ما أعنيه.. لم ألفظك صديقي.. كنت أحتاجك جداً .. ودون أنانية .. كنت أريد لك السعادة التي طالما حرمت أنت منها.. لم أرفضك .. ولم يكن هذا هو السبب الذي دعاك للرحيل...
    أفتقدك يا صديقي.. ولست وحدي… كل الأصدقاء … كل الأهل .. وكل من كان يعرفك.. سكنت في قلوبهم كلهم .. غمرتهم بكل أصناف الفرح والسعادة.. هاهم الآن يبكونك.. وبحرقة.. أجدك في سطورهم المليئة بالحزن .. أجدك في تداعياتهم … مذهولون هم.. لا يحتملون هذا.. أري صديقي وخالي (بدر الدين) تائهاً يبحث عنك بين سطورهم .. وبين سطوره وكلماته … يبحث عنك في عيوننا .. وفي ذكرياتنا …
    أبكيت الكل يا صديقي … كلمات أمي في عزائك كانت أبلغ تعبير: (أنا في حياتي ما شفت لي زول بكوه قدر ميرغني..) أبكيت الكل صديقي.. الكبير منهم والصغير .. وحتى الذين لا يعرفونك.. بكوك..
    في أيام العزاء بكوستي وبعد مرور أسبوع على رحيلك وجدت (نجلاء) ابنة أخيك (أحمد) تبكي بعد عودتها من المدرسة، وبجوارها أمها .. واجمة ..لا تقو على أي فعل حيال دموعها .. حاولت أن أخفّف عنها…
    - (نجلاء) .. شنو؟! ليه البكاء؟؟ ما قلنا خلاص كفاية..
    - أنا ما قادرة…
    ثم تدخل في نوبة عميقة من البكاء ..
    - (نجلاء) عايني لي أمك دي .. وعايني لي أعمامك وحبوبتك.. أجمدي شوية .. نحنا كلنا حنموت..
    - والله العظيم أنا ما قادرة .. الليلة أول يوم أنزل المدرسة في السنة الجديدة.. بعدما ما قلت خلاص أعيد .. بعدما امتحنت السنة الفاتت ضرب لي عمو (ميرغني) وقال لي أصلو ما تعيدي السنة .. أمشي قدّمي أي كلية عايزاها .. وأنا حأدفع ليك كل المصاريف .. بس أوعى تعيدي السنة وتضيّعيها من عمرك .. وهسع بعد ما عمو …
    صمتت (نجلاء) .. لم تستطع مواصلة الكلام .. وانفجرت بكاءً .. ساعتها ألجمني الحزن .. ماذا تراني سأقول لها .. هل أقول لها أنّك قد أخلفت بوعدك .. الذي عهدته فيك الوفاء للجميع.. وهي من أقرب الأقربين ..
    لقد تركت الجميع يا صديقي في حيرة وأسى.. هاهي شقيقتك (سمية) تقف أمامي بعد رحيلك .. وقد كنت دوماً محور سؤالنا التقليدي كلما التقينا …
    - الزول دة أخبارو شنو؟؟ ما ضرب ليك في الفترة الفاتت دي؟؟
    في هذه المرة لم نكن نحتاج لسؤال .. أو إجابة .. فالإجابة في هذه المرة كانت واضحة ومؤلمة .. كنا نتحاشاها .. ولكنها كانت في دموعنا ..
    لماذا غرست الأحزان في نفوس الجميع عكس ما كنت تفعل يا صديقي .. الكل كان يحبك .. ويحتاجك .. جمعتهم من حولك لتبذر فيهم بذور الحب.. علّمتهم معنى الحياة.. ثم صرفتهم.. وها أنت مرة أخرى تجمعهم حولك.. اجتمعوا على فراقك .. كلُ يحاول أن يجد سلواه في الآخر..
    أقرأ كلماتهم .. (أبنوس) يموت حزناً.. (راني) مأزوم .. (هاجر) لا تزال ترفض فكرة موتك .. (منى) تفتقدك .. (محسن) يقاسي الغربتين والفطامة القاسية.. كلهم اليوم يفتقدونك..وغيرهم .. بعثرتهم .. (الشيخ الرفاعي) صديقنا الحميم مذهول.. عندما أتانا خبر الوفاة كان في حلتهم.. حاولنا الاتصال به لنبلغه الخبر الفاجعة .. ولكن كانت الاتصالات مقطوعة عنهم .. لم نتمكن من ذلك.. وكان هو يرتب سفره إلى السعودية.. اتصل بي كعادته كلما عاد إلى الخرطوم بعد يومين من الرحيل …
    - هشو إزيك .. أنا جيت الخرطوم.. إنت وين هسع؟
    كيف أخبره يا صديقي بخبر وفاتك؟؟ هل سيستوعب ذلك؟؟
    - أنا في كوستي يا الشيخ ..
    - يا زول الودّاك شنو؟! أنا مسافر بعد بكرة السعودية …
    وزاد الأمر صعوبة علي .. أفكر من أين أبدأ له …
    - تعرف يا (هشام) أنا مسافر .. وما شايل معاي أي حاجة إلا الشريطين الرسّلهم لينا (ميرغني) تتذكرهم…
    لحظتها لم احتمل …
    - الشيخ.. لا إله إلا الله..
    - محمد رسول الله.
    - (ميرغني) حصل ليهو حادث … وإتوفى..
    صمت برهة … لم يستوعب هذا الخبر …ثم
    - ما حصل ليهو حادث وبقى كويس …
    - دة واحد تاني.. (ميرغني) مات يا الشيخ …
    - أسمع يا (هشام) الكلام دة ما حقيقة .. وأنا عندي زول ماشي ليهو عشان أكمل حاجات سفري.. بضرب ليك تاني
    هكذا بدا مذهولاً .. لم يحتمل.. ولم يصدّق .. ألم أقل لك أن هذا الكلام لا يصدّقه عاقل.. سافر صديقنا (الشيخ) محسوراً… ولم يكن وحده..كنا كلنا كذلك .. (هيثم)، (صابر)، (خليل)، (عوض وأماني)، وغيرهم …ليتك تراهم الآن كيف حالهم.. كنت سترى كيف هم يحبونك.. كنت ستغيّر رأيك ..
    وفوق كل هذا لا نلومك صديقي (ميرغني).. إرحل.. كلنا ثقة في أنك عندما اخترت ذلك لم تكن مخطئاً .. إترك دنيانا .. لم نكن نشبهك.. كنت بشراً بصفات الأنبياء.. وطموحاتك كانت أكبر من حدود الدنيا… هذه الدنيا التي ظلمت فيها كثيراً.. وطنك الذي حرمت وأجبرت قسراً على الرحيل منه..
    عش هانئاً صديقي .. أكملت رسالتك على أكمل وجه.. كل القلوب الآن تحمل لك من الحب كله… لك الرحمة بقدر ما أفرحتنا .. ستبقى ذكرياتك زادنا الذي سنتقوى به .. وكلماتك هي القاموس الذي سنرجع إليه كلما استعصت علينا مفردات هذه الدنيا.. سنحملك معنا في كل لحظاتنا .. سنحكي عن سيرتك للجميع.. وستكون معي دوماً صديقي (ميرغني).. طالما أنا أتنفس.. وطالما أن هنالك حياة..
    هشام عباس
    13/11/2005م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de