سكرات الموت ......... سكرات الموت !!!

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 11:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-06-2005, 10:28 AM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سكرات الموت ......... سكرات الموت !!!

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده:



    الموت وعلامتة

    من علامات حضور الموت :-

    1- رؤيا المحتَضَر لمَلكِ الموتِ ، فإن كان من أهل السعادة فإنه يرى ملك الموت في صورة حسنة ويرى ملائكة الرحمة بيض الوجوه ، معهم أكفان من الجنة وحنوط من الجنة ، يجلسون منه مد البصر ، ثم يأتي ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول :

    يا فلان أبشر برضى الله عليك ، فيرى منزلته في الجنة ، ثم يقول ملك الموت: يأيتها النفس الطيبة : اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان .



    وأما إن كان من أهل الشقاوة فإنه يرى ملك الموت في صورة أخرى ، ويرى ملائكة العذاب سود الوجوه ، معهم أكفان من النار ، وحنوط من النار ، ثم يأتي ملك الموت ويجلس عند رأسه ، ويبشره بسخط الله عليه ، ويرى منزلته من النار ، ويقول ملك الموت : اخرجي أيتها النفس الخبيثة ، أبشري بسخط من الله وغضب.



    2- بهذه الحالة عندما يرى المحتضر ملك الموت يحصل له انهيار القوى ، وعدم المقاومة ، والاستسلام لليقين ، فيحصل لديه الغثيان ، وتحصل لديه السكرات والعبرات ، وعدم الاستعداد للكلام ، فهو يسمع ولا يستطيع أن يرد ، ويرى فلا يستطيع أن يعبر ، ويحصل لديه ارتباك القلب ، وعدم انتظام ضرباته ، فيصحو أحياناً ويغفو أحياناً من شدة سكرات الموت . فاللهم أعنَّا على سكرات الموت.


    --------------------------------------------------------------------------------

    العلامات التي تدل على موت المحتضَر : -



    1- شخوص البصر لحديث أم سلمة رضي الله عنها :



    ( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شَخَص بصره وأغمضه ثم قال : [ إن الروح إذا قبض تبعه البصر.. ] الحديث [ رواه مسلم وأحمد ].



    2- انحراف الأنف عن اليمين أو الشمال.



    3- ارتخاء الفك السفلي لارتخاء الأعضاء عموماً.



    4- سكون القلب ، ووقوف ضرباته .



    5- برودة الجسم عامة .



    6- التفاف الساق الأيمن على الأيسر أو العكس ، لقوله تعالى : ( والتفَّتْ الساق بالساق ) . [ القيامة 29].



    ماذا نفعل بعد تأكدنا من وفاته ؟



    1- إغماض عينيه .



    2- إقفال الفم .



    3- تليين المفاصل خلال ساعة من وفاته ، ليسهل نقله وغسله وتكفينه.



    4- وضع ثقل مناسب على بطنه ليمنع انتفاخه إذا لم يُعجل في تغسيله.



    5- تغطية الجسم حتى يُشرع في تجهيزه .



    6- الإسراع في تجهيزه ، لقوله صلى الله عليه وسلم :[ أسرعوا بالجنازة ؛ فإن تَكُ صالحة فخير تقدمونها،وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم ] [ رواه البخاري ].



    7- المبادرة بقضاء دَينه لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ نفس المؤمن معلقة بدَينه حتى يُقضى عنه ] [ رواه الترمذي ].


    --------------------------------------------------------------------------------

    الخاتمة وعلاماتها : -



    أ - من علامات حسن الخاتمة من السنة :



    1- الحديث الأول : عن معاذ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من كان آخر كلامه من الدنيا لا إلا الله دخل الجنة ] [ رواه أبو داود والحاكم ]



    2- الحديث الثاني : عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ موت المؤمن بعرق الجبين ] [ أخرجه أحمد والنسائي والترمذي وغيرهم].



    3- الحديث الثالث : عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ ما من مسلم يموت يوم الجمعة ، أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر ] [ رواه الترمذي ].



    4- ومن علامات حسن الخاتمة أن يموت على طاعة من طاعات الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، كما لو مات في صلاة أو في صيام أو في حج أو في عمرة أو في جهاد في سبيل الله أو في دعوة إلى الله . ومن يرد الله به خيراً يوفقه إلى عمل صالح فيقبضه عليه .



    5- ثناء جماعة من المسلمين عليه بالخير لحديث أنس رضي الله عنه قال : مرّوا بجنازة فأثنوا عليها خيرا ً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ وجبت ] ثم مرّوا بأخرى فأثنوا عليها شراً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : [ وجبت ] فقال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ما وجبت ؟ فقال : [ هذا أثنيتم عليه خيراً، فوجبت له الجنة ، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في أرضه ] [ أخرجاه ]



    6- ومن العلامات التي ترى على الميت بعد وفاته :



    أ - الابتسامة على الوجه .



    ب - ارتفاع السبابة .



    ت - الوضاءة والإشراقة والفرحة بالبشرى التي سمعها من ملك الموت ، وأثرها على وجهه.



    ث - أما علامات سوء الخاتمة فهي كثيرة ومتعددة ومنها :



    1- أن يموت على شرك ، أو على ترك الصلاة متهاوناً بأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكذا من يموت على الأغاني والمزامير والتمثيليات والأفلام الماجنة ومن يموت على الفاحشة بعمومها والخمر والمخدرات .



    2- ومن العلامات التي تظهر على الميت بعد الوفاة : عبوس الوجه وقتامته وظلمته وعدم الرضى بما سمع من ملك الموت بسخط الله ، وظهور سواد على الوجه . وقد يعم السواد سائر الجسد - إلى غير ذلك - عياذاً بالله .



    3- وأنصح للمتهاونين في أداء الصلاة - وأخص تاركها - بالإسراع بالتوبة إلى الله والمحافظة عليها حتى يحصل الخشوع فيها ؛ لأنها عمود الإسلام ، ولأن ما بين الرجل والكفر ترك الصلاة كما علمنا نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم : [ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر ] [ رواه أحمد ومالك ] .



    والصلاة حصن حصين لصاحبها ، فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر لقوله تعالى : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ( العنكبوت 45).



    فأين أنت يا رعاك الله من هذا الحصن… ؟ أين أنت من هذا النهر الذي يغسل خطاياك خمس مرات في اليوم والليلة… ؟ تب الآن قبل فوات الأوان … وقبل فُجاءة ملك الموت فإن حصاد ما زرعته في الدنيا يبدأ ساعة أمر ملك الموت بإخراج الروح … فازرع خيراً تجن عواقبه .



    أما من أعرض عن هذا الخير و أتبع هواه ، وترك الصلاة : فعلامة سوء خاتمته السواد الذي يعم بدنه عند تغسيل جنازته . نعوذ بالله من الخذلان .


    نسأل الله سبحانه وتعالي أن يهون علينا سكرات الموت وأن يحسن خاتمتنا.
                  

11-06-2005, 10:41 AM

Kamel mohamad
<aKamel mohamad
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3181

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سكرات الموت ......... سكرات الموت !!! (Re: Kamel mohamad)

    الموت.. مساحة غموض واسعة لا تقلق المتقين


    تعد لحظة خروج الروح علامة فارقة في حياة المسلم فيما بين انتمائه للأرض وانفصاله عنها لتصعد روحه الى خالقها. رحلة الانسان مع الموت شديدة الخصوصية ذات ابعاد الهية لا تتعلق بأية مفردة ارضية ملموسة، يشوبها كثير من الغموض، وان كان المعروف منها يشفي الى حد ما فضول كثير من ابناء الدين الحنيف. اسئلة كثيرة تقفز الى الذهن حين التفكير في الموت بشكل مجرد، فان ارتبط بصديق أو قريب تتقافز التساؤلات الاوسع حول ما اذا كان يشعر بمن حوله، وعما اذا كان شعر قبلا بدنو اجله، وهل كان يمكن ان تنفع توبته وندمه في لحظاته الاخيرة ولا تنتهي ارهاصات النفس حول هذه القضية الشائكة التي تسمى الموت، وان كانت من اجابات على ما يدور في النفوس حولها، فيطرحها الشيخ السيد البشبيشي في الحوار التالي.
    يقول الشيخ السيد البشبيشي: الموت غيب استأثر الله بعلمه لا يعرفه احد سواه، قال سبحانه: “ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث، ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ان الله عليم خبير” (لقمان: 34).

    * هل يشعر الانسان بدنو اجله قبيل موته؟
    دائما نرى ونسمع ان فلانا من الناس قبل موته بأيام أو بساعات صدرت منه بعض الاقوال والتصرفات، كأن يبادر بمصالحة من كان يخاصم من الناس، أو يعيد بعض الامانات لأهلها، أو يحكي للمقربين منه انه رأى في منامه أنه يلقى اباه أو امه أو من مات من اهله أو يوصي من حوله ببعض الوصايا أو غير ذلك. ولما يموت الانسان نجد اهله واقاربه يسارعون بالاخبار عن تلك الاقوال والاحوال التي ظهرت عليه قبيل وفاته.
    وفي هذا دليل على ان الانسان يستشعر موته قبل حلوله ولكن لا يعرف ان كان سيموت في وقت كذا ساعة كذا ولا في أي مكان يموت ولا على أي حال يموت، وهكذا، فهذا ذو النورين عثمان رضي الله عنه ليلة موته يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه وهو يقول له: افطر عندنا غدا يا عثمان. فقتل رضي الله عنه وهو صائم. ولم تغرب شمس هذا اليوم الا وقد لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الحجاج بن يوسف الثقفي بعد قتله سعيد بن جبير بفترة كان يقوم من نومه منزعجا وهو يصرخ ويقول: “قتلني سعيد، قتلني سعيد” وظل على هذا الحال حتى مات، وهذا لا يتعارض أبدا مع انتشار ظاهرة موت الفجاءة الذي اخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موت دون سابق انذار ظاهري كالمرض المزمن. وقد انتشر موت الفجاءة في زماننا ولم يعد يفرق بين الكبير والصغير رجلا كان أم طفلا أم امرأة حتى انك تقف مع الرجل وبه من الصحة والعافية ما لا يعلمه الا الله، وفجأة تجده قد سقط ميتا.
    قال صلى الله عليه وسلم: “ان من امارات الساعة.. ان يظهر موت الفجأة” (رواه الطبراني وحسنه الالباني).
    علامات واضحة

    * هل هناك علامات أو اشارات تدل على قرب دنو الأجل؟
    هناك رسل تسبق ملك الموت الى الانسان مثل مشيب الشعر، وضعف البدن بعد قوته، وانحناء الجسم بعد استقامته، وكبر السن بعد شبابه، وثقل اللسان بعد بيانه وانطلاقه.
    قال تعالى: “أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير” (فاطر:37).
    وقيل النذير: هو القرآن: وقيل: هو الرسل اليهم.
    وفي البخاري: عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اعذر الله الى امرئ أخر اجله حتى بلغ ستين سنة).
    قال الشاعر: تقول النفس غير لون هذا عساك تطيب في عمر يسير
    فقلت لها المغيب نذير عمري ولست مسودا وجه النذير
    وجعل الستين غاية الاعذار لأن الستين هي سن الانابة والخشوع والاستسلام لله، وترقب المنية، ولقاء الله ففيه اعذار بعد اعذار، وانذار بعد انذار، وكذلك فإن من العلامات الواضحة ان الله يهدي عبده للعمل الصالح، فعن انس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ان الله عز وجل اذا أراد بعبد خيرا استعلمه” فقيل: كيف يستعلمه يا رسول الله؟ قال: “يوفقه لعمل صالح قبل الموت”. (رواه الترمذي وصححه الالباني).

    * كيف تخرج ارواح المؤمنين وارواح الكافرين؟
    تتجلى مسألة خروج الروح في حديث البراء بن عازب الطويل وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: “ان العبد المؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الآخرة، تنزل اليه ملائكة من السماء، بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من اكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي الى مغفرة من الله ورضوان ورب راض غير غضبان.
    وان العبد الكافر وفي رواية: الفاجر اذا كان في أقبال من الدنيا، وأنقطاع من الآخرة، نزل اليه من السماء ملائكة غلاظ شداد، سود الوجوه، معهم المسوح من النار، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: ايتها النفس الخبيثة اخرجي الى سخط من الله وغضب، قال: فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبلول، فتقطع معها العروق والعصب، فيلعنه كل ملك بين السماء والارض، وكل ملك في السماء، وتغلق ابواب السماء، ليس من اهل باب إلا وهم يدعون الله الا تعرج روحه من قبلهم، فيأخذها، فإذا اخذها لم يدعها في يده طرفة عين حتى يجعلها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الارض.

    مستقر الأرواح

    * أين مستقر الارواح ما بين الموت الى يوم القيامة؟
    اختلف العلماء في ذلك هل هي في السماء أم في الأرض؟ وهل هي في الجنة والنار أم لا؟ وهل تودع في اجساد غير اجسادها التي كانت فيها فتنعم وتعذب فيها أم تكون مجردة؟ فذهب ابو هريرة وعبدالله بن عمر رضي الله عنهم ان ارواح المؤمنين عند الله في الجنة شهداء كانوا أم غير شهداء، اذا لم يحبسهم عن الجنة كبيرة ولا دين، ويتلقاهم ربهم بالعفو عنهم والرحمة لهم، وقالت طائفة: هم بفناء الجنة على بابها يأتيهم من روحها ونعيمها ورزقها، وقالت طائفة: الارواح على افنية قبورها، وقالت طائفة اخرى منهم ابن حزم: مستقرها حيث كانت قبل خلق اجسادها، وقال مالك: بلغني ان الروح مرسلة تذهب حيث شاءت، وقال احمد: ارواح المؤمنين في الجنة، وارواح الكفار في النار، وقال صنوان بن عمرو: سألت عامر بن عبدالله ابا اليمان: هل لأنفس المؤمنين مجتمع؟ فقال: ان الارض التي يقول الله تعالى: “ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون” (الانبياء: 105).
    قال: وهي الارض التي تجتمع اليها ارواح المؤمنين حتى يكون البعث. وغير ذلك من الاقوال.

    اختلاف الاحوال

    * كيف تختلف احوال الموتى عند خروج ارواحهم؟
    ذكر الله تعالى التوفي في كتاب مجملا ومفصلا. فقال الله تعالى: “الذين تتوفاهم الملائكة طيبين” (النحل:32).
    وقال: “قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم” (السجدة:11).
    وقال: “توفته رسلنا وهم لا يفرطون” (الانعام:61).
    وقال: “الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم” (النحل: 2.
    وقال: “ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا والملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم”.
    فإن قال قائل: “كيف الجمع بين هذه الآية؟ وكيف يقبض ملك الموت ارواح من يموت بالمشرق والمغرب في زمن واحد؟
    قيل له: اعلم ان التوفي مأخوذ من توفيت الدين واستوفيته اذا قبضته ولم يدع منه شيئا، فتارة يضاف الى ملك الموت لمباشرته ذلك، وتارة الى اعوانه من الملائكة، وتارة الى الله تعالى وهو المتوفي على الحقيقة كما قال الله عز وجل: “الله يتوفى الأنفس حين موتها” 0الزمر: 42).
    وقال: “هو الذي احياكم ثم يميتكم” (الحج: 66).
    وقال الكعبي: “يقبض ملك الموت الروح من الجسد، ثم يسلمها الى ملائكة الرحمة ان كان مؤمنا، والى ملائكة العذاب ان كان كافرا”.

    * هل تظهر تغيرات على الانسان عند موته؟
    بينما الانسان في هذه الدنيا يتمتع بصحته، وينعم بعافيته، ويصول ويجول، ويأكل ويشرب، ويأمر وينهي اذ بمرض الموت يهجم عليه هجوما عنيفا فيضعف جسمه، وترتخي مفاصله، وتضمحل قواه، وتغور عيناه، وتزرق شفتاه، وترتخي يداه ورجلاه.
    وحوله الاهل والاحباب، والجيران والاصحاب، ينادي ولا مجيب، ويستغيث ولا مغيث، ولسان حاله ينادي: يا أهلي، يا أولادي، يا أحبابي أنا ابوكم، أنا اخوكم، أنا حبيبكم، من منكم يزيد في عمري ساعة لأتوب أو لحظة لأتوب، فيأتيه النداء من قبل رب الارض والسماء: فنيت الساعات فلا ساعة، فنيت اللحظات فلا لحظة. وهم يسمعون حشرجة الروح في صدره، ينظرون اليه والكرب والضيق يتغشاه، يتلفتون يمنة ويسرة. لعل رقية تفيد، أو جرعة تخفف عنه ما هو فيه، لكن هيهات هيهات، فقد بطلت كل حيلة، وعجزت كل وسيلة، انها سكرات الموت الأليمة، وغمراته الرهيبة التي تنزع الروح نزعا، وتؤثر في الجسم تأثيرا بليغا.
    قال تعالى: “فلولا اذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون”.
    مرض ابو بكر رضي الله عنه: فقال اولاده: “ندعو لك الطبيب” فرفض، فلما اشتدت به السكرات صرخ فيهم: “اين طبيبكم ليردها علي ان كان صادقا”.
    قال تعالى: “فلولا ان كنتم غير مدينين، ترجعونها ان كنتم صادقين”.
    ويسأل ربنا تعالى كليمه موسى عليه السلام يا موسى كيف وجدت الموت؟ قال موسى: “يا رب وجدتني كالعصفور الذي يتقلب في المقلاة على النار فلا هو يطير فينجو ولا هو يموت فيستريح”.
    انها سكرات الموت التي يجزع منها كل مخلوق حتى الطير في السماء، والحوت في البحر، والنمل تحت الصخر.
    رأى نبي الله داود دودة صغيرة في طريقه، فقال داود: ما يعبأ الله بهذه الدودة! فانطقها الله جل وعلا فقالت: “يا نبي الله والله اني اعبد الله واخافه، وأسأله ان يهون علي سكرات الموت”. فيا ناسي الموت وهو يذكره، كم اسمعك الموت وعيدك، فلم تنتبه حتى قطع وريدك، ومزق مالك وفرق عبيدك، أين الوالدون وما ولدوا؟ اين الجبارون وما قصدوا؟
    الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، ولا يفرق بين الكبير والصغير، ولا بين العزيز والحقير.
    فيا معشر كبار السن: اذا استوى الزرع فليس له الا الحصاد، ويا معشر الشباب: قد تدرك الزرع آفة قبل بلوغ حصاده فيهلك، ولو دامت لغيرك اخي ما وصلت اليك.

    المقعد والأعمى

    * ما أول شيء في الانسان يتبع الروح؟
    روي الامام مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألم تروا الانسان اذا مات شخص بصره” قالوا: بلى، قال: “فذلك حين يتبع بصره نفسه”.
    واخرج مسلم وابن ماجة عن ام سلمة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابي سلمة، وقد شق بصره فأغمضه، ثم قال: “ان الروح اذا قبض تبعه البصر”.

    * هل يقع النعيم أو العذاب على البدن فقط أم على الروح أم على الاثنين معا؟
    لقد ضرب ابن القيم رحمه الله مثلا رائعا للجواب عن هذا السؤال ضرب مثلا برجلين احدهما اعمى والآخر مقعد، دخلا بستانا ليس لهما، وأرادا سرقة ثمرة فوق شجرة، فقال المقعد للأعمى: احملني فوق كتفك، فحمله، فأخذ يرشده الى مكان الشجرة حتى اذا وقف امامها قال له: هنا. فمد المقعد يده فأخذ من ثمار الشجرة ثم جلس فأكلا ما سرقا. فإذا وقعت العقوبة فعلى ايهما؟ والجواب: على الاثنين معا. وهكذا الروح والبدن ينعمان سويا ويعذبان سويا، وقد رأينا في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه كيف تصعد الروح الى السماء ثم تعود الى صاحبها مرة اخرى لتكون معه في قبره.
    وقد اخبر الني صلى الله عليه وسلم كما اخرج مسلم واحمد: “بأن نسمة المؤمن هي روحه طائر يعلق في شجر الجنة حتى يردها الله الى جسدها”.
    واخبر كما عند احمد وغيره: “ان ارواح الشهداء في حواصل طير خضر ترد انهار الجنة وتأكل من ثمارها” واخبر القرآن انهم احياء عند ربهم يرزقون.
    واخبر سبحانه ان الروح تنعم وتعذب مع اصحابها في البرزخ الى يوم القيامة.
    وقال تعالى عن قوم فرعون: “النار يعرضون عليها غدوا وعشيا”.
    هل هناك انواع لتعلق الروح بالبدن؟
    الروح لها بالبدن خمسة انواع من التعلق متغايرة الاحكام:
    احدها: تعلقها به في بطن الأم جنينا.
    الثاني: تعلقها به بعد خروجه الى وجه الارض.
    الثالث: تعلقها به في حال النوم، فلها به تعلق من وجه ومفارقة من وجه.
    الرابع: تعلقها به في البرزخ وهي الدار الفاصلة بين الموت والبعث.
    الخامس: تعلقها به يوم بعث الاجساد، وهو اكمل انواع تعلقها بالبدن.
    فتن لاحقة

    * هل يتعرض الانسان المؤمن لبعض الفتن عند مماته؟
    ان الفتن تحاصر المؤمن حتى عند مماته، ولا ينجو منها الا من ثبته الله تعالى بالقول الثابت.
    قال سبحانه: “يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء” وقال عبدالله بن احمد بن حنبل: “حضرت وفاة ابي احمد رحمه الله وبيدي الخرقة لاشد لحييه، فكان يغرق ثم يفيق ويقول بيده: لا بعد لا بعد فعل هذا مراراً فقلت له: يا أبت أي شيء ما يبدو منك؟ فقال: ان الشيطان قائم بحذائي عاض على انامله يقول: يا احمد فتنى وأنا اقول: لا بعد، لا بعد. حتى اموت.
    فالشيطان يريد ان يموت معجبا بنفسه، مغرورا بعمله وزهده، حتى ان الشيطان لم يقدر على اغوائه طيلة حياته، فثبت الله احمد رحمه الله وفطن لما أراد الشيطان فكان جوابه جواب المثبت من قبل ربه.
    قدوته في ذلك اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فهذا صديق الأمة ابو بكر رضي الله عنه يقول: “لو كانت احدى قدمي في الجنة والاخرى خارجها لما امنت مكر الله عز وجل”.
    وهذا فاروق الامة عمر رضي الله عنه يقول: “لو نادى مناد يوم القيامة كل الناس في الجنة الا رجل لظننت انه عمر”.
    وهناك فتن من نوع آخر وهي تتعلق باليأس من رحمة الله عز وجل وعدم الصبر على البلاء والمرض حتى يصل بالانسان الى ان يقتل نفسه ويستعجل اجله فيموت وربه عليه غضبان.
    كما في قصة قزمان في غزوة من غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم لما لم يتحمل الم جرحه فقتل نفسه.

    التوبة الأخيرة

    * هل تنفع التوبة والندم في لحظات مفارقة الحياة؟
    الحق في ذلك ان الله تعالى يقبل توبة العبد قبل ان يغرغر وتبلغ روحه الحلقوم.
    كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: “ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر” فعلى المسلم ان يتوب ويعجل بالندم ويقبل على الطاعة في اوقاته جميعا لأنه لا يدري ان كان الاجل سيمهله حتى يتوب ويؤوب الى ربه تعالى، فكم من عبد عاص لله آناء الليل واطراف النهار ثم يتوب الله عليه ويموت على التوبة والعودة والندم فيلقى الله وهو عنه راض.
    فهذا الاصيرم رضي الله عنه يستشهد في غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فينال رحمة الله ويفوز بجنة الله بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي تحول بفضل ربه من معكسر الكافرين الى معسكر الموحدين المؤمنين اثناء الغزوة وقتل ولم يسجد لله سجدة، وكم من عبد طائع لله علم الله خبث نيته فسبق عليه الكتاب فعمل بعمل اهل النار قبل موته فكان من أهلها، وقد يقول قائل: هناك من ترك الصلاة معتمدا طيلة حياته، وهناك من اقام على المنكر والآثام واكل الحرام وهناك المرأة الكاسية العارية التي كشفت ما امرها الله بستره طيلة حياتها فإذا حضر الموت هل تنفعهم التوبة وينفعهم الندم؟
    اقول: ان رحمة الله واسعة قال تعالى: “قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم”.
                  

11-06-2005, 11:09 AM

ALHALAWI

تاريخ التسجيل: 09-12-2002
مجموع المشاركات: 689

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سكرات الموت ......... سكرات الموت !!! (Re: Kamel mohamad)

    بارك الله فيك
    اللهم أحسن خواتيمنا وألحقنا بالصالحين، إنك غفور رحيم
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de