1 وصل الإعلام الأمريكى حدا مدهشا فى ابتداع اساليب دعائية واعلانية عبر الوسائط كافة للتاثير المناسب على شرائح منتقاة بدقة ومستهدفة بالضرورة .. وقد جال بخاطرى هذا الشعور حينما كنت اشاهد على قناة الراى الكويتية احدى المواد الدعائية .. التى تبدو لأول وهلة ترويجا مجردا ومباشرا لنوع الأطعمة التى يمكن تقديمها ووقفها فقط لـ/على طبقة (الأرستقراطيين) الذين رضى الله عليهم فى المجتمعات العربية .. وشخوص الدعاية : اسرة عربية من ام واب وطفل وطفلة تبدو عليهم علامات الدعة والنعيم والرفاهية .. يحتفلون بشرائح اللحوم ماركةالإسم (امريكانا)! ولكن الأمر عند ينطوى عندالتدقيق على ذكاء دعائى سياسى امريكى عميق ، وهو ما تعودناه دائما من الإعلام الأمريكى فى الآونة الأخيرة يقابله غباء عربى منقطع النظير..وذلك من عدة زوايا: .. احدى الزوايا تكمن فى الإجابة على السؤال: لماذا تسمية منتج اللحوم بهذا الإسم، والإجابة ان جزءا من الرسالة الإعلامية الأمريكية لشعوب المنطقة العربية ولحكوماتها اصبحت تبث مغلفة وبطرق غير مباشرة .. اذ الولايات المتحدة تسعى الى تحسين صورتها السيئة عقب الحرب السابق والإستيلاء على العراق وانذارها لعدة انظمة فى المنطقة بشن حرب مماثلة ولأن الدبلوماسية الأمريكية منيت بالفشل الزريع فى تطويق مقدرات الشعوب الا بالوسائل العسكرية والحروب الإنتقائية وبفرض العقوبات على الدول العربية فى المنطقة ..تحت العديد من الحجج والمبررات الواهية..ولأن هاجس الإعلام الدعائى الأمريكى فى هذه المرحلة هوالإنتقال الى صورة افضل واجمل عن المشروع الأمريكى فى المنطقة " الشرق الأوسط" يستثمر حالة الغباء العربى وشهوة"الكرش" العربية، وهو ما سيجنب صناع القرار الأمريكى غير قليل من المواجهة! لهذا اجادت القريحة وانتجت العبقرية الأمريكية مشروعات دعائية غاية الدهاء والتحايل لرسم صورة ذهنية مغايرة جدا فى عقل المتلقى العربى الذى سيستبطن فى الحال القدرة الأمريكية على الإبداع دوما والتفوق المادى والترقى على سلم الإنسانية .. يبرز هذا بصورة اوضح فى مادة دعائية اخرى خصصت لدستور العراق على ذات القناة "الراى الكويتية!" حيث يتبادل اشخاص حسب اعمارهم (الدستور)واوراق كتب عليها : بيدنا التغيير .. بيدنا القرار .. بيدنا المستقبل ! فالتغيير وقد تم ، والقرار اتخذ بتفتيت الشعب العراقى واما المستقبل فهو المجهول ..هذا اذا علمنا ان هذا الدستور (الأمريكى) المقترح لحكم العراق وجد معارضة وجدل من السنة والشيعة وكافة القوى السياسية على حد السواء .. وفى لحوم "امريكانا" - الإسم الأول فى عالم اللحوم على المائدة العربية - يتخاطب المشروع الأمريكى فى المنطقة العربية مع البطن " الكرش" العربى فقط تماما مثلما يحدث بالنسبة الى شرائح "الهامبورقر"والتى غلبت الإرادة الشعبية فى معظم الدول الداعية الى محاربة المنتجات الغذائية والخفيفة الأمريكية باعتبار ما تقدمه تلك الشركات المنتجة من دعم للكيان الصهيونى فى فلسطين.. وهكذا فان شرافة عين العربى وجوع كرشه تعميانه عن تبصر ما يحاك ضده من مؤامرات وعقوبات!! 2 فيما قرأت الخبر التالى ..الذى بثته وكالات الأنباء صباح وظهر اليوم حول العقوبات والعلاقات السودانية مع امريكا .. ولعله مرتبط ايضا بالمقارنة التى عقدناها واضحنا خلالها الذكاء الأمريكى والغباء العربى على الأقل حتى هذه اللحظة..
يبت مجلس الأمن الدولي خلال أسبوعين في العقوبات الدولية المفروضة على السودان منذ العام 1996م.وقال القائم بأعمال السفارة السودانية بواشنطن السفير خضر هارون لـ «الرأي العام» ان المجلس أمامه ثلاثة خيارات: تجديد العقوبات لفترة لاحقة أو إلغاؤها نهائياً أو تخفيضها.وذكر هارون انه حان الوقت لترفع الولايات المتحدة عقوباتها عن السودان فوراً خاصة انها لم تعد محل نقاش بين البلدين ولا توجد حالياً قضايا عالقة بينهما. وأضاف إن الخرطوم تنتظر وفاء واشنطون بتعهداتها بعد تحقق السلام واعترف أمريكا الصريح بتعاون السودان معها والأسرة الدولية في ملف مكافحة الإرهاب. وتابع إن الكرة أصبحت الآن في ملعب الولايات المتحدة فيما يتصل بترقية علاقاتها مع السودان بعد أن لعبت دوراً مشكوراً في الوصول لاتفاقية السلام وتقوم الآن بدور مقدر من خلال تقديم المساعدات الإنسانية لدارفور. واعتبر هارون بينا مجلس الأمن الأخير إلى أدان الحركات المسلحة بدارفور مسؤولية تطوراً في موقف الأسرة الدولية ودعا مجلس الأمن إلى إتباع إدانته للمسلحين بإجراءات ضدهم وحملهم على الجلوس على طاولة المفاوضات بجدية.
والسودانيون مهما اختلفوا فان الحد الأدنى مما يتفق عليه موجود خصوصا فيما يتعلق بموضوع العقوبات الأمريكية التى طالت القطاع الحيوى والهام مما اضر كثيرا بمصالح الشعب السودانى .. 3 وبالرغم من الدور الأمريكى فى دارفور الحاضرة بقوة فى مجلس الأمن وفى كافة منابر الدنيا الا ان ما اراه شخصيا هو ازدواج المعايير مع ماهو عليه الحال بالنسبة الى القضايا الأخرى المهمة والملفات المفتوحة فى السودان ! الثابت لدى ان الولايات المتحدة تمكنت مبدئيا من ابتلاع هذه المنطقة التى يمثل السودان عظم الظهر فيها وعمودها الفقرى القوى بالرغم من الصراعات الكائنة داخله .. وما اتفاقية السلام الجنوبى وما جيش المنظمات (القاعدة ساى فى دارفور) وما مؤتمر مكافحة الإرهاب المنعقد مؤخرا فى الخرطوم الا اشارات لغرز أزرع الهيمنة الأمريكية.. واضعافا مضاعفة من تلك الهيمنة والسطوة الأمريكية تنتج لتلائم اجواء ومناخات بقية البلدان العربية الأخرى .. كالعراق وسوريا وفلسطين والجزائر وليبيا ومصر .. وعلى اى حال .. فان .. امريكانا .. ستتظل والى اشعار آخر..الإسم الأول فى عالم اللحوم/(العقوبات)على مائدة (الأسرة) العربية!!!!!!!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمدين ايدام
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست