أين ذهب مال النفط التشادي؟ آن ـ كلير بوارسون ..و نفط السودان؟ للمقارنة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 11:57 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-09-2005, 02:45 AM

Hatim Elhassan

تاريخ التسجيل: 05-11-2005
مجموع المشاركات: 576

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أين ذهب مال النفط التشادي؟ آن ـ كلير بوارسون ..و نفط السودان؟ للمقارنة

    مع اعتبار الفوارق فى بنية و طبيعة السلطة والاقتصاد والتركيبة الاجتماعية و الاثنية فى تشاد والسودان
    Quote:

    *آن ـ كلير بوارسون
    تحول النفط الى مصدر الدخل الاول في الصادرات التشادية قبل القطن والصمغ العربي. في العام 2004، وخلال السنة الاولى لانطلاق الاستثمارات النفطية فيه، حقق التشاد 67،5 مليار فرنك افريقي أو 103 مليون يورو [1]. واذا كان الانتاج (200 الف برميل يوميا) ما يزال ضعيفا بالمقارنة مع نيجيريا الجارة (مليوني برميل)، فان الانتاج المتوقع على مدى 25 عاما يفترض ان يصل الى 25 مليار برميل، وقد يصل الانتاج عام 2005 الى 80 مليون برميل.

    يتركز الانتاج في منطقة دوبا جنوب البلاد، في حقول كومه وبولوبو ومياندوم مع 250 بئر متوقع وحول دوبا 25 بئرا تعمل باعادة ضخ الماء [2]. وانطلق الانتاج في جقل كومه نهاية شباط/فبراير 2004 واستمرت عمليات التنقيب طوال أشهر (تم حفر 175 بئر). والنفط يستخرج فعليا من حقل بولوبو منذ آب/اغسطس 2004، وقد قام الكونسورسيوم المستثمر والمؤلف من شركتين اميركيتين هما اكسون موبيل وشفرون تكساكو ومن بتروناس الماليزية، ببيع اكثر من 63 مليون برميل عام 2004، خصوصا في آسيا والولايات المتحدة. وقد عبرت شركات بترولية أخرى عن اهتمامها باستثمارات محتملة في التشاد [3].

    ان ميزة التشاد، بالمقارنة مع الدول الافريقية الأخرى التي تستثمر النفط او تنقب عليه [4]، تكمن في نمط ادارة المداخيل. فالبنك الدولي الذي مول المشروع جزئيا ـ قيمته الكاملة 3،5 مليار دولار ـ فرض تخصيص العائدات لصالح قطاعات تتخذ طابع "الاولوية". وهناك اتفاق بين الكونسورسيوم والدولة يضمن هذا التوجه الذي يطال التربية والصحة والتنمية الريفية والبنى التحتية. بيد انه، وبالرغم من الحاجات الكبيرة، فان القليل من المشاريع انطلق وذلك بسبب بطء الادارة خصوصا، الامر الذي يثير الخشية من عدم استفادة الغالبية من السكان، أقله في المدى القصير. بالاضافة الى ان نظام الرقابة لا يطال العائدات المسماة غير مباشرة (الضرائب والرسوم على الشركات) والتي تمثل 45 في المئة من هذه العائدات والتي تذهب مباشرة الى الخزينة التشادية. فهل يستفيد عامة الشعب من هذه الاموال في ظل الطبيعة العسكرية والعشائرية المعروفة للنظام القائم في ندجامينا؟

    منذ انقلابه على الديكتاتور حسين حبري في كانون الاول/ديسمبر [5]1990، ادخل الجنرال ادريس دبّي اصلاحات ديموقراطية دون ان يحل المشكلة العشائرية. فالدستور الذي أقر من خلال الاستفتاء عام 1996 يقول بالانتخاب الشعبي وتعدد الاحزاب. لكن منذ الانتخابات التشريعية عام 2002، يتمتع حزب الرئيس، "الحركة الوطنية للانقاذ"، باكثرية ساحقة وتلعب الاحزاب السبعة والعشرين المعارضة دور "الضمانة الديموقراطية". وهي احزاب محلية وقبلية تفتقر الى سياسة موحدة وزعيم شعبي يحرك المواطنين في مواجهة الجهاز الرئاسي.

    اعيد انتخاب السيد دبّي في العام 2001 فعدّل الدستور من خلال الاستفتاء، في 6 حزيران/يونيو 2005، كي يتمكن من التقدم الى ولاية ثالثة. من جهة اخرى، تخضع وسائل الاعلام من راديو وتلفزيون الى رقابة لصيقة ووحدها الصحافة المكتوبة تتمتع بحرية تعبير نسبية ولو ان اعتقال الصحافيين يتكرر، وقد حكم على اثنين منهم باحكام سجن فعلية في 18 تموز/يوليو 2005. كما تحتكر اثنية الرئيس (الزغاوا) المواقع الرئيسية في الجيش الفضفاض [6] الموروث من الحرب الاهلية التي قسمت البلاد طوال الثمانينات.

    ويتعكر "الاستقرار النسبي" من الخارج بفعل النزاع القائم منذ 2003 في اقليم دارفور المجاور [7]. وتلقى الوساطة التي يقوم بها الرئيس دبّي لايجاد مخرج للازمة معارضة شديدة من داخل ابناء عرقه الضحايا الرئيسيين للنزاع. كما ان حركات الاحتجاج تعبر عن نفسها داخل البلاد، مثل اضراب الموظفين الذين لم يتقاضوا اجورهم منذ أشهر والتظاهرات ضد احصاء العسكريين. المعسكر الرئاسي منقسم على نفسه وخير دليل على هذا المناخ المتوتر محاولة انقلاب ايار/مايو 2004.

    لقد غيّر النفط في العمق من بنية الاقتصاد المحلي عام 2004. فالقطاع الاولي شهد نموّا بنسبة 35 في المئة بالرغم من النتائج السيئة لزراعة المواد الغذائية في 2004-2005. في المقابل ان النتائج المحتسبة للنشاط البترولي، لا سيما على قطاعي البناء والاشغال العامة اضافة الى الخدمات، تنزع الى التراجع مع انتهاء العمل بالانبوب الذي يربط دوبا في التشاد بكريبي في الكاميرون والمغادرة الواسعة لشركات التعهدات الثانوية الاجنبية.

    هل يمكن لبلد يعاني من فروقات اجتماعية فاضحة (60 في المئة من التشاديين يعيشون تحت حد الفقر) وحيث التوترات المناطقية والعشائرية مستعرة امتصاص هذا الاضطراب الذي اصاب الحلقات الاقتصادية التقليدية؟ وجهت انتقادات عديدة من قبل جمعيات محلية ودولية فيما يخص النتائج الاجتماعية والبيئية للمشروع النفطي [8]. بالفعل ان انشاء بنى تحتية نفطية في مناطق زراعية بامتياز ادى الى تراجع الغابات وانتقال السكان المحليين والتخلي عن الزراعات الغذائية. وقد حصلت المنظمات غير الحكومية لاحقا على اعادة تقييم للاضرار اللاحقة.

    من جهة أخرى، وبحسب تقرير للوكالة الفرنسية للتنمية، فان مفاعيل تنشيط سوق العمل بقيت محدودة ويبدو ان المشروع عاد بالفائدة أكثر على العمال الكاميرونيين والآسيويين الافضل تأهيلا. اخيرا، فان الجمعية الكلاثوليكية للاغاثة تؤكد انه "بالرغم من اهتمام ودعم البنك الدولي وغيره من المانحين، فان التشاد غير قادر على ادارة التعقيدات في اقتصاد تزداد هيمنة النفط عليه" [9]. وتستنكر الجمعية عدم الاستقرار السياسي الذي يشجع الغموض في الادارة وتحويل العقود النفطية بين كونسورسيوم الاستثمار وحكومة ندجامينا الى اتفاقات سرية.

    في تاريخ متأخر، تم تأليف هيئة مكونة من اعضاء في الحكومة وممثلين للمجتمع المدني مهمتها الرقابة على العائدات النفطية وتدفق الاموال والموافقة على المشاريع المربحة. لكن هذا الثقل الاضافي أجّل الى شهر تموز/يوليو وصول العادات الى خزينة الدولة. اضافة الى تأخير طرأ على الجهاز التشريعي الذي يسمح بادارة الحسابات الخاصة (حساب المنطقة المنتجة للنفط وحساب الاجيال الجديدة) وعلى عملية اختيار مصرفين تجارين من اجل تمرير الاموال عبرهما.

    في تشرين الثاني/نوفمير 2004، تم توطين 44 مليار فرنك افريقي فقط من الحساب الخارجي [10] المقفل في "سيتي بنك" وادخالها الى التشاد. يحصل هذا التأخير في وقت تواجه فيه الدولة مصاعب سيولة خطيرة تعود الى تعليق المساعدة من صندوق النقد الدولي للموازنة التشادية وكذلك من البنك الدولي والاتحاد الاوروبي اثر تراكم المتأخرات المستحقة في الدين الخارجي. وقد فاقم التأخر في وصول العائدات من هذه الضغوط وأدى الى تأجيل الاستثمارات العامة.

    بالرغم من الارتفاع العالمي في اسعار النفط (وصلا الى 50 دولار للبرميل في تموز/يوليو 2005)، لم يتجاوز البرميل التشادي الـ 27 دولارا كمعدل مما خفض عائدات النفط ـ المحددة من قبل الدولة والكونسورسيوم بنسبة 12،5 في المئة من بدلات التصدير [11] ـ الى 67،5 مليار فرنك افريقي للعام 2004 (130 مليون يورو). اثار هذا الفرق سجالا في ندجامينا حيث شككت الشركات في النوعية الرديئة للخام التشادي مما يزيد من كلفة النقل (عبر الانابيب) ويؤدي الى تراجع في السعر (ما بين 6 و9،8 دولار للبرميل بين الفصلين الاول والثاني من العام 2004). وقد طلبت الحكومة تدقيقا رسميا من اجل ايضاح عملية تحديد الاسعار.

    ان الحاجات كبيرة: فالتشاد هو البلد الاقل تجهيزا بالبنى التحتية في افريقيا الوسطى، 12 بالمئة من الحاجة للكهرباء مؤمنة في العاصمة مع انقطاع متكرر للتيار، انقطاع للماء ايضا، القليل من الطرق المعبدة والمطلوب فتح 15 كلم من الطرق في العاصمة وحدها، المباني الحكومية مترهلة... في مجال الصحة والتربية هناك نقص في اعداد العاملين كما ان الحاجة الى التجهيزات ملحة. اما في القطاع الزراعي فان بعض شبكات الانتاج التقليدية المو######## من المرحلة الاستعمارية والتي ما تزال حرفية تبدو هزيلة (الصمغ العربي والقطن). والمطلوب تحسين قطاعات اخرى كتربية المواشي التي تبلغ تجارتها غير المعلنة 80 في المئة على الحدود مع نيجيريا مما يمثل خسارة على الدولة تبلغ مليار فرنك افريقي. اخيرا يجب تشجيع تحويل المواد الاولية كالفستق والمانغا والماشية.

    لم يصار الى توظيف سوى 27،7 مليار فرنك افريقي من 36،8 مليار المتوقعة من الواردات النفطية بسبب قصور الوزارات عن اعتماد سياسات على المدى البعيد في مختلف القطاعات. وخلافا لغيره من البلدان الافريقية فان المداورة في الوزارات التشادية مرتفعة حيث لا يمكث الوزير في منصبه اكثر من ستة اشهر. وبالتالي يظل التزامهم ضعيفا اضافة الى ان هيئة الرقابة اقترحت وأقرت عدد قليل من المشاريع.

    في المحصلة تم اطلاق وتلزيم 36 مشروعا في القطاعات ذات الاولوية عام 2004 وتم تسديد كلفة ثمانية منها بالكامل. وكانت حصة الاسد للاشغال العامة مع 23 مليار فرنك افريقي (35،1 مليون يورو) للطرق بينما لم تحصل قطاعات اخرى كوزارات الصحة والزراعة وتربية المواشي الا على حصة صغيرة بسبب قلة تمرسها في استدراج العروض.

    تم نقل ما مجموعه 5 مليارات فرنك افريقي الى موازنة العام 2005 لتضاف الى العائدات النفطية المتوقعة (على اساس تصدير 80 مليون برميل) في حدود الـ 125 مليار. لكن اللوم لا يقع فقط على التشاد اذ ان منسق المشروع، البنك الدولي، أهمل تماما اعداد العاملين المحليين وتدريبهم كما انسحب من المرحلة التنفيذية. بشكل عام، وطوال سنوات، لم يعر المانحون اهتماما للسلطات العامة في اي مكان في افريقيا.

    يمكن لتخصيص القطاعات ذات الاولوية بالعائدات النفطية ان يكون وسيلة ناجعة لمكافحة الفقر من خلال توجيه الاستثمارات العامة. لكنه يقيم رقابة غير مباشرة من البنك الدولي على ادارة النفط طالما ان البنك ساهم في انشاء الهيئات المسؤولة (هيئة الرقابة والمصرفين التجاريين). ضف اليه انه لم يصار الى ايجاد حل لقدرة الدول المعنية على استيعاب تلك المبالغ وعلى اظهار الوسائل البشرية والتقنية لبلورة المشاريع العامة المناسبة.
    --------------------------------------------------------------------------------
    * عالم اقتصاد
    --------------------------------------------------------------------------------
    [1] مصدر المعلومات، مصرف دول افريقيا الوسطى.
    [2] يصفى النفط المستخرج من الماء الذي يعالج من الرمل والاجسام الصلبة ويعاد ضخ نسبة 10 في المئة منه ليصبح النفط اقل لزوجة واكثر سيلانا.
    [3] في ربيع 2004 منح ترخيص ثان من فئة H اي التنقيب والاستخراج والاستثمار النفطي، الى كونسورسيوم مؤلف من شركات انكانا الكندية وكليفدن البريطانية والشركة الصينية الوطنية. اما توتال الف التي انسحبت عام 1999 فانها تبدي اهتماما بالمنطقة المجاورة لليبيا في شمال شرق التشاد.
    [4] Jean-Christophe Servant, « Offensive sur l’or noir africain », Le Monde diplomatique, janvier 2003.
    [5] تلاحق العدالة البلجيكية حبري بسبب تعدياته على حقوق الانسان http://www.hrw.org/french/themes/habre.htm.
    [6] ما بين 30 الى 50 الفا نسبة الى 8 ملايين نسمة.
    [7] Jean-Louis Peninou, « Désolation au Darfour », Le Monde diplomatique, mai 2004 et Gérard Prunier, « Paix fragile et partielle au Soudan », Le Monde diplomatique, février 2005.
    [8] Survie, Agir ici, Greenpeace, Environnemental defense fund, Les Amis de la Terre, Cefod, Ecovox (Cameroun)
    [9] « Le pétrole tchadien, miracle ou mirage? », 2 juin 2005. http://french.epochtimes.com/article.asp?id=907
    [10] حساب لصالح منظمة مالية دولية تفتحه دولة خارج اراضيها
    [11] تحدد النسبة عموما بين 10 و20 في المئة من ثمن الصادرات لكن يتم التفوض حوله مع كل شركة على حدة.
                  

10-09-2005, 02:26 PM

Hatim Elhassan

تاريخ التسجيل: 05-11-2005
مجموع المشاركات: 576

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أين ذهب مال النفط التشادي؟ آن ـ كلير بوارسون ..و نفط السودان؟ للمقارنة (Re: Hatim Elhassan)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de