|
حكومة جديدة ولكن ....
|
وهكذا وبعد طول انتظار وترقب وأعصاب قلقة تمخض الجبل فولد نملة ... هذا ما قاله الكثيرون الذين عبروا عن صدمتهم بتشكيل الحكومة الجديدة التي سميت بحكومة الوحدة الوطنية .... ربما لأن معظم الوجوه مألوفة عشعشت في العديد من المناصب وربما لأن الجماهير كانت تنتظر وجوها جديدة تثق في قدرتها على استيعاب طبيعة المرحلة . في رأيي أن الحكومة الجديدة بعدما تم تشكيلها ومهما اختلفت حولها الآراء يجب أن ننتظر ونعطيها الفرصة قبل أن نحكم عليها بناءا على تجارب سابقة ... وما ضير الانتظار الجديد طالما أن عمرنا كله قضيناه على أرصفة الانتظار . في تقديري أن الحكومة الجديدة التي قوبلت هذه المقابلة تجد نفسها أمام تحدي كبير يفرض عليها إثبات أن الجميع كانوا مخطئين في حكمهم عليها وهذا هو رد الفعل الطبيعي لمثل هذه الأمور . وبعيدا عن رأي الناس حول التشكيل الجديد يبقى التشكيل في حد ذاته إنجاز خرج بالبلاد من حكم الحزب الواحد إلى التعددية وهي خطوة نطمح كشعب في المحافظة عليها والقتال دونها حتى آخر رمق . ما جعلني أستاء من هذا التشكيل أسباب أخرى غير تلك التي طرقها الآخرون فالوزارات المليئة بالوزراء والولايات التي ضمّت جيوشا جرارة من المناصب هي ميزانيات ومخصصات ورواتب لانحتاج كوطن أن نصرفها في الوقت الراهن من أجل إحداث التوازن المطلوب وإرضاء هذه الفئة أو تلك؟ الشيء الثاني الذي أساءني أن ما تم طرحه على الساحة هو الحكومة وليس هناك برنامج منهجي لهذه الحكومة الجديدة غير الشعارات الفضفاضة علما بأن هذه الحكومة هي أكثر الحكومات السودانية حرجا من ناحية المسؤولية التاريخية . الشيء الثاني الذي أساءني هو حظ الحركة الشعبية من الوزارات الرئيسية والذي هو بحسابات بسيطة يثير العديد من المخاوف وهي دعوة لكل الوحدوين بعمل أقصى ما يمكن عمله من أجل المحافظة على وطن غير مشطور . الشيء الثالث الذي أقلقني بالفعل هو أين الشعب السوداني ؟؟؟؟
|
|
|
|
|
|