|
السمسار و دورة في عملية التسويق
|
مهنة السمسرة أو الوساطة لانجاز عمليات التبادل التجاري المختلفة هي من المهن القديمة قدم الإنسان نفسه ، و بطبيعة الحال فان الدور الذي كانت تؤديه قديما هذه المهنة كان دورا محدودا في حدود الأسواق التقليدية التي تتم فيها تلك التعاملات التجارية البسيطة ، كما أن عمليات السمسرة هذه في البداية لم تكن عمليات تجارية بالمعني الواضح و المفهوم للعملية التجارية ، بل كانت تتم في شكل خدمات بسيطة يقوم بها المعارف لبعضهم البعض ، و لم تكن تلعب دورا مهما في الحياة الاقتصادية العامة للناس ، و لكن مع التطور التاريخي للأسواق و المعاملات التجارية المختلفة ، و التطور الاقتصادي الرأسمالي تحديدا ، فقد تطور دور السماسرة تدريجيا ، و ظهر في شكل خدمات احترافية بدأت تأخذ الصبغة التجارية للمعاملات ، و بدأت تظهر كعمليات تجارية قائمة بذاتها تهدف إلي تحقيق الأرباح و تتعرض للخسائر من خلال حجم ومدي تحقيق عائد مادي من العمولات التي يتفق عليها بين البائع و/أو المشتري و بين السمسار و حجم المصاريف التي يتكبدها السمسار في سبيل انجاز عمليات البيع و الشراء المختلفة . و بحكم التطور التكنولوجي و التقني الهائل في جميع المجالات و ما انعكس بالتالي علي مجالات الاقتصاد و التجارة و التسويق ، و كذلك انعكاس هذا التقدم علي مجالات الإدارة المختلفة ، و ما صاحب هذا التطور و التقدم من اتساع كبير و هائل للأسواق ، فان مهنة السمسرة قد استفادت بطبيعة الحال من هذا التقدم و بدأت تظهر في شكل مؤسسات قائمة بذاتها ، و تحولت تدريجيا من مجرد سمسار أو دلال إلي شركات مساهمة عامة تعمل علي أسس تجارية فنية و علمية ، و بناءا علي التطبيقات المثلي للنظريات الاقتصادية ، و أنظمة إدارية صارمة ، و تدرجت إلي أن أخذت صبغة الشركات متعدد الجنسيات أحيانا . و بالتالي فقد اتسع نشاطها من العمليات التجارية المحدودة في الأسواق المحلية إلي القيام بدور الوساطة في العمليات التجارية الدولية ، بل في بعض الأحيان إلي إنهاء صفقات تجارية بين الدول و الحكومات . أما مفهوم مهنة السمسرة أو الوساطة بشكل عام في عملية القيام بمهمة تقريب وجهات النظر بين البائع و المشتري بغرض تحقيق الربح أو المنفعة لهما بشرط الاتفاق علي حصول السمسار علي عمولة متفق عليها من احد الطرفين أو كليهما عند انتهاء الصفقة ، أو هو الشخص الذي يقوم بتسهيل عملية عقد الصفقات التجارية مقابل عمولة . و لا يختلف هذا التفسير عن المعني الفقهي و القانوني لكلمة سمسار فالسمسار قانونا هو ( القائم ببيع سلعة الغير بمقابل ) . و نتيجة لهذا التطور الذي لازم هذه المهنة كان لابد من اتساع عدد المشتغلين فيها ، و كنتيجة طبيعيه لعدم وجود قوانين تنظم هذه المهنة فقد أدي اشتغال عدد من الذين يعتقدون في أنها أسهل مهنة يمكن من خلالها تحقيق اكبر كسب مادي دون التعرض لخسائر إطلاقا ، أدي دخول هؤلاء إلي مهنة السمسرة إلي ظهور طبقة انتهازيين تسرق و تنهب باسم السماسرة دون حسيب أو رقيب أو أن يمسك احد عليهم ممسكا ، و بالطبع أدي هذا السلوك و هذه الممارسات إلي ترسيخ الفكرة بان السمسار هو مجرد شخص انتهازي يستغل عدم امتلاك جميع الأطراف للمعلومات التي لدية لتحقيق أقصي منفعة مادية بغض النظر عن أي شي آخر .
هذة مقدمة لمشروع بحث عن السماسرة و دورهم في العملية التسويقية و المفهوم و الممارسات الخاطئة التي يقوم بها السماسرة - الدول النامية تحديدا - و التي لا تعكس باي حال الدور الحقيقي الذي من المفترض ان يقوم بة السمسار في هذة العملية ، و تحولة في النهاية الي مجرد طفيلي .
الغرض من انزال البوست هو النقاش حول دور السماسرة في التعاملات التجارية في السودان ، و طلب الباحث في الحصول علي المعلومة عن تاريخ دخول السمسرة للسودان اي نوع من المعلومة يتعلق بالموضوع مهما كانت بساتطها فهي بالتاكيد ستكون معلومة مهمة و مفيدة للغاية ، بعد ان عجز الباحث في ايجاد اي معلومة عن وجود اتحاد للسماسرة ، او اي كيان يضم السماسرة .
لكم الشكر و التقدير
البريد : [email protected]
|
|
|
|
|
|