اللطف الربّاني والتضليل العتباني د. عمر القراي

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 02:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-05-2005, 01:48 AM

فرح
<aفرح
تاريخ التسجيل: 03-20-2004
مجموع المشاركات: 3033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اللطف الربّاني والتضليل العتباني د. عمر القراي

    الرأي العام 15/8/2005

    في المسألة السودانية والألطاف الإلهية

    علي اسماعيل العتباني

    [email protected]

    رحيل قرنق يضع حداً لنشاط الحركة الشعبية في الشمال

    لماذا غابت مجموعة بور عن حفل تنصــــيب الـــنـــائـــب الأول ؟

    هــــل يصبح فـــاولينو حــــليف ســلـــفـــــاكــير الأســـــــاسي ؟

    صــــمــــت ســلفــــــاكـــــير ينـطــوي عـلى ســـر مكــنــون

    من ملامح ما يدور في الذهن الشعبي سيل الأحداث الدرامية في حلبة التدافع السياسي التي في كثير من تفاصيلها تمثل صورة للامعقول السياسي الذي لم يحسب له حساب ذلك أن حسابات البشر تقصر دائماً عن تقديرات الخالق تعالى ومشيئته وهم لا يملكون إلا أن يسألوا الله سبحانه اللطف في قضائه لارده أو تأجيله . والعبد في التفكير والرب في التدبير كما يقولون

    ويجتاح القلق كثيراً من المهتمين بالشأن السوداني على مستقبل السودان السياسي بعد النظر إلى تحديات الوحدة والانفصال ومن يملأ الفراغ الناجم عن غياب قائد الحركة الشعبية الشهيد الدكتور جون قرنق وسبق أن قلنا إن هذا الفراغ لا يمكن ملؤه الا بالمؤسسية. ولعل كل صالونات العاصمة ومنتدياتها تتحدث عن تداعيات أحداث الاثنين الأسود والمزاج الانفصالي الذي برز شمالاً وجنوباً .. وما حدث من حرق للاسواق في الخرطوم وجوبا . ومن المؤكد أن لهذه الاحداث تداعياتها ودلالاتها وهي احداث محزنة ومؤسفة وموجعة

    ولكنه لا تمثل التحدي الوحيد أو الأخير الذي شهده السودان. فالسودان مر بظروف صعبة وقاسية وإمتحانات كثيرة . ولقد سبق أن مرت (الانقاذ) بثلاثة امتحانات عسيرة ولكن حفتها الألطاف الإلهية فحولتها برداً وسلاماً كما حدث لإبراهيم عليه السلام (يانار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم).

    وتجلى اللطف الإلهي الأول بعد المحاولة الفاشلة التي تعرض لها الرئيس حسني مبارك في (أديس ابابا) حينما صدرت قرارات مجلس الأمن بإدانة السودان وتمت الترتيبات لفرض حظر على تدفق السلاح إلى السودان وفرض حظر على الطيران وعلى الخطوط الجوية السودانية وعقوبات إقتصادية . وكان حينها ممثل (مصر) في الامم المتحدة ووزير خارجيتها هو الامين العام الحالي للجامعة العربية السيد عمرو موسى. وكانت الحملة من (الشراسة) بالقدر الذي تعذر على السيد عمرو موسي نفسه الوقوف امامها ووجد نفسه مؤيداً للعقوبات على السودان. وتكون (التجمع الديمقراطي) ضد حكومة السودان وبرزت مقولات رئيس التجمع السيد محمد عثمان الميرغني (سلم تسلم). واعتمدت الحكومة الأمريكية مبلغ (20 مليون) دولار لدول الجوار لعمل إستعدادات عسكرية في مواجهة السودان وحكومته وجيشه ومجاهديه. وتحركت الجيوش الأريترية والامدادات الاثيوبية والدبابات اليوغندية وبدأت الزحف نحو الحدود السودانية في حقبة التسعينات

    وفجأة انقلبت الموازين أولاً بفعل الصمود الضاري لقوات الشعب المسلحة وللمجاهدين في الجنوب وفي (الميل 40) وفي غيره من المواقع . وفي ظل هذا الصمود القوي جاء اللطف الالهي المتمثل في نشوب الحرب (الاثيوبية - الاريترية) وقد استبان آنذاك ما أعد للسودان في تلك الحرب وحجم العتاد الحربي الضخم من المدافع والراجمات والصواريخ والطائرات وهي تقذف حمم اللهب على بعضها البعض داخل الاراضي الاثيوبية والاريترية وجاءت فعلاً برداً وسلاماً على السودان الذي سلم بتغير الموقف الدولي وانخفضت موجة العداء على السودان في الاجندة الدولية وفي ترمومتر العداء الدولي إذ ما عادت القضية الساخنة هي المسألة السودانية وإنما القضية (الاثيوبية - الاريترية) .و كان هو اللطف الالهي الأول الذي نحمد الله عليه حمداً كثيراً

    أما اللطف الإلهي الثاني فتمثل فيما حدث من أمر إنشقاق الحركة الإسلامية وكان الناس يتوقعون سيناريو مماثلا لما حدث في اليمن الجنوبي خصوصاً وأنهم اعتقدوا ان مجموعة الترابي لها امتداداتها الأمنية والعسكرية والسياسية. وكلنا يعلم ما حدث في اليمن الجنوبي من تصفيات ومجازر ولكن شيئاً من هذا لم يحدث في السودان وتم لعق الجراح وكان أقصى ما حدث هي المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جاءت بعد سنين والتي كان لها أيضاً توجهاتها العرقية ولم تستطيع ان تقنع العقل الاسلامي أو تؤثر على الاقل على التداخل والتواصل الاجتماعي في الصف الاسلامي

    أما اللطف الالهي الثالث فقد جاء مع ماحدث في دارفور ونحن نعلم أن قضية دارفور تمثل في بعدها الإستراتيجي (حرب مياه مبكرة).. وهذه الحرب على المياه التي يسمع عنها الناس في الصحف والتي تهييء لها إسرائيل الظروف الموضوعية وتشحذ بها الاذهان لأنها تريد أن تجبر (العسكرية المصرية) إلى أن تتجه إلى الشرق وإلى الجنوب حتى تتبدد طاقاتها في حرب المياه بدلاً من مواجهة إسرائيل وحراسة الحدود معها كما تبددت من قبل واستنزفت في حرب اليمن. والمهم أن حرب دارفور برزت وفي جوهرها (حرب المياه) لأنها إندلعت بين الرعاة الذين كانوا يطلبون المرعى والماء والمزارعين الذين كانوا يجدون (حواكيرهم) وأراضيهم ومزارعهم عرضة لما يسمى بالرعي الجائر

    وتم توظيف هذا النزاع بين الرعاة والزراع توظيفاً سياسياً كما حدث من قبل الحركة الشعبية والمؤتمر الشعبي ومن قبل السياسيين من الشماليين والجنوبيين. ودخلت هذه الحرب إلى كل بيت أوروبي وأمريكي عن طريق الفضائيات والاعلام الصهيوني وعن طريق إسرائيل التي بعد أن فرغت من دول الطوق تريد أن تفرغ كذلك من دول الدائرة العريضة وكانت تعتقد أن أهم دولة يجب تأديبها واخضاعها وارجاعها إلى بيت الطاعة الاسرائيلي هو السودان. ولنا دلالات كثيرة في ذلك عددناها في كثير من المقالات ولذلك لا نريد أن نمضي وراءها في هذا المقال

    وكان من المفروض أن تنزل قوات حلف الاطلسي في دارفور وتصبح مهدداً ليس فقط للسودان ولكن حتى لليبيا خصوصاً وأن قوات حلف الاطلسي تملك قواعد أساسية ممثلة في القوات الفرنسية في تشاد والسنغال والجيش البريطاني في سيراليون كما أن الامريكان يوجدون في أعالي البحار المحيطة بالقارة الافريقية سواء كان البحر المتوسط أو البحر الأحمر أو بحر العرب أو المحيطين الهندي أو الأطلسي

    وهنا برز اللطف الإلهي الثالث متمثلاً في المقاومة العراقية التي شغلت العقل العسكري والسياسي الأمريكي والبريطاني والفرنسي بعيداً عن السودان وبددت جهد هذا العقل وأصبح منغمساً في حرب شرسة دعت حلف الاطلسي بأن يفكر في حفظ الأمن في السودان بالوكالة وينتدب في ذلك الاتحاد الافريقي الذي لا يستطيع هو الآخر أن يصرف على البنية التحتية لتواجد جنوده . ومن المؤكد أن قوات الاتحاد الافريقي لن تصبر على لأواء غرب السودان أكثر من عام آخر في وقت تزداد فيه المقاومة العراقية وتبرز إيران عضلاتها بالإستمرار في تخصيب اليورانيوم لتشغيل محطاتها النووية وتلوح أيضاً بسلاحي المقاومة العراقية والنفط .. ولذلك نحن نقول انه باللطف الالهي تحولت وستتحول انظار الحلف الاطلسي عن السودان . وفي الوقت الراهن اخذت قضية دارفور تفقد قيمتها وما عادت تشكل أولوية في أجندة حلف الأطلسي ولا تشكل الأجندة العليا للنظام الدولي الجديد

    ومن الألطاف الإلهية كذلك أن إنتهت دراما طائرة الرئيس اليوغندي الرئاسية التي كانت تحمل النائب الأول الراحل القائد الفريق د. جون قرنق على ما انتهت عليه

    وفي هذا الإطار فاننا نحمد الله سبحانه وتعالى أن هيأ لنا رئيساً في مثل حكمة الرئيس عمر البشير الذي تميز خطابه بالأناة وحسن العبارة والرصانة والدبلوماسية واستطاع أن يرتفع فوق العواطف وفوق الاضطرابات المجنحة التي تكلمت عن منطق المؤامرة في الحدث لكن الرئيس تكلم بلسان رئيس الدولة وكون لجنة تحقيق وتحدث عن اليوغنديين وذكر إستعداده للتعاون مع (الأخوة) اليوغنديين وهي كلمة صعبة تأتي من من هو في قامة الرئيس لأن يوغندا لم تساعده منذ قيام الانقاذ على أن يختار مثل هذه الكلمة كما أن منطق الرئيس اليوغندي لم يدفعه أبداً لأن يستخدم كلمة (أخ) أو (صديق) أو حتى (قيادة) بل أن الخطاب اليوغندي كان مرتبكاً وغير مرتب فمرة يتحدث عن مؤامرة ومرة يتحدث عن حادث عرضي ومرة يتحدث عن وجود جثة زائدة ومرة يتحدث عن أن الرئيس موسفيني لم يحضر مراسم دفن حليفه السابق الدكتور جون قرنق لأنه كان مكتئباً ومحبطاً وحزيناً ثم يتم نفي ذلك ولا نزال في هذه الدائرة التي تثير كثيراً من علامات الشك والاستفهام كما تشير إلى حقيقة أنه مهما أحسنا النوايا فإن الرئيس موسفيني يستبطن في نفسه شيئاً

    وأنه يعرف شيئاً ولا يريد أن يبوح به ولذلك فإنه يطلق مثل هذه السحب التي تخلق اجواء قاتمة من الدخان ليغطي الحقيقة ويجعل الجو ضبابياً ولا يساعد على إلتماس الحقيقة خصوصاً وأنه تأخر كما قلنا سابقاً عن إبلاغ المجتمع الدولي والمحلي (26 ساعة) بخبر اختفاء طائرته الرئاسية التي كانت تحمل النائب الأول لرئيس الجمهورية الدكتور جون قرنق

    ومع ذلك فإن الأمور الآن تمضي بسلاسة وهاهو النائب الأول للرئيس الجديد الفريق سلفاكير ميارديت يؤدي القسم في أجواء هادئة رغم علمنا بأنه جرت محاولات كثيرة لإضعاف موقف سلفاكير وجرت محاولات لتلميع ربيكا أرملة الشهيد جون قرنق بل أن البعض رشحها لأن تكون أحد نواب سلفاكير

    ونعلم أن أحداث الاثنين الأسود كانت أحداثاً منظمة وجاءت بتعليمات من بعض الجهات.. بل كان بعض الشماليين هم الذين يحرضون .. ونحن نعلم أن الحزب الشيوعي بعد أن فشلت إستراتيجيته القائمة على إستلام السلطة بالانقلاب العسكري في أعقاب إحباط حركة الرائد هاشم العطا وبعد أن تمزق الاتحاد السوفيتي وسقطت الاشتراكية والشيوعية، دخل في تحالفات تارة مع (منقستو) وتارة أخرى مع (أفورقي) ودخل في تحالفات مع الاحزاب الشيوعية الافريقية. واخترق الحركة الشعبية لتحرير السودان عن طريق خمسة من كوادره نمسك عن ايراد اسمائهم الآن ولكنهم معروفون . وأن هؤلاء الخمسة وحفاظاً على مواقعهم في الحركة إرتضوا أن يسيروا خلف الدكتور منصور خالد الذي كان عدوهم وخصمهم السياسي منذ الخمسينات. ومهما يكن فإن وفاة الدكتور جون قرنق وبالطريقة الدرامية التي تمت بها قد وضعت حداً لنشاطات الحركة الشعبية في شمال السودان ونحن نعتقد الآن أن الشيوعيين الشماليين داخل الحركة وخارجها وبعد الاحداث الدامية لا يستطيع من قادوها أن يجابهوا الشعب السوداني ولا يستطيعون مخاطبته كما أنهم أصبحوا غير مرغوب فيهم داخل البيت الجنوبي الذي أصبحت له الآن أولوياته واجندته الخاصة

    كما أننا نعلم وبناء على معلومات أن القائد الفريق سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب يقوم الآن بدراسة خارطة التحالفات الجديدة على مستوى الجنوب وعلى مستوى الشمال وعلى المستوى الاقليمي على ضوء المتغيرات الحادثة ولذلك لا عجب أن لاحظ الناس غياب مجموعة (بور) الا واحداً عن حفل أداء مراسم القسم.. بل ان أكبر أبناء قبيلة دينكا بور وهو شخصية محترمة وحكيمة ظهر مقعده بارزاً ومكتوباً عليه اسمه ولم يحضر مراسم أداء القسم

    ومع ذلك هنالك غموض الآن بالتفويض الذي منح إلى سلفاكير هل - كما سمعنا - يمتد الى شهرين فقط كما تروج بعض الدوائر أم أنه يمتد إلى ستة شهور؟

    ونرجو أن يكون لمدة ستة شهور لأن الشهرين أو ثمانية أسابيع لاتعني شيئاً في السودان .. ومع ظهور هذا المقال يكون قد مضى منها اسبوع.. وماذا يعني الشهران فخلالهما يكون فقط قد فرغ من تكوين حكومته الانتقالية ومجالسه التشريعية الانتقالية.. إذاً نرجو أن يمتد التفويض إلى ستة شهور ويعقبه إمتداد آخر إلى سنوات.. لأن مما يساعد سلفاكير الآن تواضعه وأناته من ناحية ومن ناحية أخرى كذلك هيمنته على المؤسسية العسكرية داخل الحركة الشعبية ورغبته في اجراء حوار (جنوبي - جنوبي) . ومن المؤكد أن حليفه الاساسي سيكون اللواء فاولينو ماتيب. الذي يضع يده على المناطق حول آبار البترول وهو يعبر عن قبيلة قوية هي قبيلة النوير كما أن له مليشيات مسلحة ومدربة وليس كالدكتور رياك مشار الذي لا يملك جيشاً إنما هو مجرد مثقف واكاديمي ممتاز لكنه يقف بعيداً عن المنطقة

    وفي هذا الإطار فإن الرزانة التي يتصف بها سلفاكير وخفض خطابه يدل على أنه ينطوي على سر مكنون وأن هذا السر المكنون سيبرز في الوقت المناسب وسيكتشف الناس أنه مسكون بالجنوب وأنه مشغول بتنمية الجنوب وأن الذين يراهنون على توظيف الحركة الشعبية لمصلحة سياسيي الشمال ومصلحة أجندة الحزب الشيوعي واليساريين أو ما يسمى بالتجمع الديمقراطي هي من الأمور الخيالية التي تدخل في باب التمنيات

    ولذلك نقول ان من الأفضل للتجمع واليساريين وغيرهم أن يصرفوا النظر عن توظيف المسألة الداخلية ومسألة دارفور وأن يدخلوا في حوار حقيقي وجاد مع المؤتمر الوطني. وفي ذات الوقت فإننا نثمن كلمات الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني للشئون السياسية والتنظيمية حول الوحدة وأن المؤتمر الوطني تبنى خط الوحدة الاستراتيجية وأنه يريد أن تبرز رؤية سياسية واحدة وأن الذين يتكلمون بغير منطق الوحدة من ابناء المؤتمر الوطني عليهم أن يختاروا منبراً آخر ويختاروا طريقاً آخر وهذه رسالة واضحة وقطع للبلبلة وحسم وتأصيل للاستراتيجية الممضاة

    ومن ناحية أخرى فاننا كذلك نثمن الدور الذي قام به نائب الرئيس الاستاذ علي عثمان محمد طه في زيارته إلى جوبا وتقديمه العزاء الى أسرة الفقيد الشهيد جون قرنق ولاعضاء الحركة الشعبية .. رغم مسئوليات نائب الرئيس والضغوط المتزايدة عليه في ظرف خلو منصب النائب الأول وخصوصاً في ظرف وضغوط إعادة ترتيب البيت وتشكيل الحكومات الانتقالية على مستوى المركز والولايات والوفود الاجنبية والترتيبات الداخلية والخارجية

    ومع ذلك وفي اشارة قوية فإن نائب الرئيس علي عثمان كان يعطي الجنوب دوماً الأولوية وحينما برزت قضية التجار الشماليين أو الجلابة إنتهز فرصة تواجده في جوبا ووقف على ما حدث فيها وذهب ومعه فريقه الذي قاد التفاوض وكأنه يريد أن يرسل رسالة قوية للجنوبيين أننا مع اتفاقية السلام وأن كل ما قلناه وقطعنا عليه العزم لابد أن يتنزل على أرض الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وأن هذا الفريق الذي كان معنا في المفاوضات سيكون حاضراً معنا في كل مراحل تنزيل الاتفاقية وهذا من ناحية

    ومن ناحية أخرى فإن تحدي اعادة بناء السوق وتعويض التجار والجلابة وجبر الضرر هو من اولويات الحكومة الجديدة . فبدون سوق ماذا سيساوي الجنوب وبدون سوق لن تكون هناك سياسة.. وبدون سوق لن يكون هناك معاش.. وبدون سوق لن يكون هناك إستقرار.. وبدون سوق يبقى البديل بأن تتدخل الدولة بنفسها لتصبح التاجر.. مما يعني بروز ملامح الفساد وهضم حقوق المواطنين وذلك إنشغال الدولة بتوزيع السلع التموينية وممارسة التجارة وغيابها عن حقوقها الاساسية من شق الطرق ونزع الالغام وبناء المدارس والمستشفيات وبناء القدرات وتأسيس الخدمة المدنية والعلاقات مع المركز

    كذلك مهما كان حجم المشروع الوحدوي فإنه لا يستطيع أن يفعل أكثر مما فعلته مائة سنة من الوحدة وتراكم الخبرات في أن يوفر الظروف الطيبة لآلاف التجار في العمل بالجنوب.. ومهما كان حجم المشروع الانفصالي فانه لن يعدو أن يكون مسبباً للضرر بالجنوب اكثر من حرمانه من خبرة التجار وحرمانه من السوق وها نحن نرى المناطق كرمبيك وياي ويامبيو وطمبرة وماحدث فيها بعد غياب السوق .. لأن غياب السوق يعني أيضاً غياب التعليم وغياب الابداع والتبادل والتواصل التجاري ويعني أن يعود الجنوب إلى مجتمع ما قبل بروز (النقود) . ونحن لا نريد أن يكون الجنوب كذلك في ظل تفجر البترول وفي ظل ميزانيته التي تفوق مئات الملايين من الدولارات بالاضافة إلى ميزانيات الضرائب وغيرها. فلذلك نعتقد أن الاستاذ علي عثمان نائب رئيس الجمهورية كان يحمل في ذهنه كل هذا وهو يزور جوبا ونرجو أن يتابع برنامجه في تعمير السوق ليس فقط في جوبا ولكن في كل مدن الجنوب وهذه فرصة لتعويض التجار في كل تلك المناطق وأن تعود شبكة التجارة لتكون سنداً للوحدة والتواصل مع الشمال


    ونحن متأكدون وبناء على معلومات بأن حزب الوحدة هو الغالب لأن الجنوب ومهما قيل عن المزاج الانفصالي المؤقت الآن إلا أننا ننظر إليه كجزء من النسيج الاجتماعي والسكاني في فترة الحرب التي دامت اكثر من خمسين سنة وللحرب افرازاتها السالبة

    فهاهم الجنوبيون الآن بيننا في المدارس.. وها هي مظاهر التفلت الأمني التي حدثت قد إنتهت الآن وعاد الجنوبيون لمواصلة حياتهم الطبيعية كعمال وطلاب وموظفين وجنود وغيرهم وهذا من ناحية

    ومن ناحية أخرى فإنه لا قوام للشمال ولا الجنوب إلا بالوحدة.. ولم تكن المرارات والأحزان في يوم من الايام هي آلية القياس أو (الترموميتر) لقيام الدول وبناء المدارس والمستشفيات وتكامل الظروف الموضوعية لقيام النهضة، وخير مثال على ذلك رواندا التي حدثت فيها الحرب الأهلية بين الهوتو والتوتسي وفقدت ربع سكانها في الحرب الأهلية وقتل الهوتو من التوتسي اكثر من مليون نفس .. وقتل التوتسي من الهوتو اكثر من نصف المليون.. أي بين كل ثلاثة روانديين بينهم واحد إما مقتول أو مجروح وإما موتور. وذلك ما دفع (بول كيجامي) لأن يعمل ليس فقط على توحيد رواندا بل توحيد كل منطقة البحيرات بما فيها بوروندي ويوغندا والكنغو.

    ولو كانت الأحزان والمرارات هي التي تحكم أمر الشعوب لما ظل شعار الوحدة مرفوعاً في الصومال

    إذاً نحن نهنيء نائب الرئيس الاستاذ علي عثمان على ذهابه إلى جوبا واعطائه اولوية لمسألة التنسيق واهتمامه بملف الجنوب.. ونهنيء السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير على فروسيته وكياسته وحسن عبارته وتدبيره وعلى حسن دبلوماسيته مما يكشف بأنه مستوعب لدرس التنوع في السودان ومستوعب لدرس التعامــل مع العالم الخـــــارجي ومستوعب لدرس الخــطاب الخارجي
    --------------
    سودانايل 18/8/2005


    اللطف الربّاني والتضليل العتباني د. عمر القراي
    [email protected]

    (فلا تعجل عليهم انما نعد لهم عداً) صدق الله العظيم

    لم أقرأ في الآونة الاخيرة، مقالاً متهافتاً، ومنذور الحظ من الصدق والامانة، وملئ بالخبث والغرض والتضليل، مثل المقال الذي كتبه السيد علي اسماعيل العتباني في جريدة الراي العام بتاريخ 15/8/2005 .

    أما خبثه، فلأنه يدعي الحرص على السلام، وعلى الحركة الشعبية، ويشيد بزعيمها الراحل، ثم يسعى في نفس الوقت، ليوقع بين فصائلها، ويحرضهم على بعضهم، ويزكي نار الفتنة القبلية ، ويحدد للحركة الشعبية، انها ستصبح حركة جنوبية لان رحيل قرنق يضع حداً لانتشارها في الشمال، وبدلاً من ان يعتبر انتشارها في الشمال هدفاً وطنياً، ودعماً لمسيرة الوحدة، إعتبره مجرد رغبة للشيوعيين واليساريين!!

    وأما تهافت المقال، وتضليله، فانما يكمن في محاولته اضفاء هالة دينية من العناية الإلهية، على حكومة الجبهة، وتصوير نجاتها، المؤقتة، من بعض جرائمها، وكانها لطف إلهي!! ولم ينس ولو بغير وعي، ان يحسب من ضمن نعم الله على الجبهة، وفاة الفقيد قرنق، الذي يعني ذهابه في تحليله البائس، احباط مخطط الشيوعيين واليساريين، لنشر الحركة في الشمال .. وفي غمرة هذه النشوة البلهاء، بان يتقاتل الاثيوبيين والارتيريين، ويموت العشرات كل يوم في العراق، فينصرف نظر العالم عن حكومة الجبهة، ذهب العتباني دون ورع او حياء، ليشبه نجاة الجبهة، وهي مدانة، بنجاة ابي الانبياء ابراهيم الخليل عليه السلام، وهو مبرأ، عند من جعل ناره برداً وسلاماً !!

    يقول العتباني (لقد مرت الانقاذ بثلاثة امتحانات عسيرة ولكن حفتها الألطاف الإلهية فحولتها برداً وسلاماً كما حدث لابراهيم عليه السلام "يانار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم" وتجلى اللطف الإلهي الأول بعد المحاولة الفاشلة التي تعرض لها الرئيس حسني مبارك في اديس ابابا حينما صدرت قرارات مجلس الامن بادانة السودان وتمت الترتيبات لفرض حظر على تدفق السلاح الى السودان وفرض حظر على الطيران وعلى الخطوط الجوية السودانية وعقوبات اقتصادية) الى ان يقول (فجأة انقلبت الموازين أولاً بفعل الصمود الضاري لقوات الشعب المسلحة وللمجاهدين في الجنوب وفي الميل 40 وفي غيره من المواقع . وفي ظل هذا الصمود القوي جاء اللطف الإلهي المتمثل في نشوب الحرب "الاثيوبية – الارتيرية" وقد استبان آنذاك ما اعد السودان في تلك الحرب وحجم العتاد الحربي الضخم من المدافع والراجمات والصواريخ والطائرات وهي تقذف حمم اللهب على بعضها البعض داخل الاراضي الاثيوبية والارتيرية وجاءت فعلاً برداً وسلاماً على السودان الذي سلم بتغير الموقف الدولي وانخفضت موجة العداء على السودان في الاجندة الدولية وفي ترمومتر العداء الدولي اذ ما عادت القضية الساخنة هي المسألة السودانية وانما القضية "الاثيوبية – الارتيرية" وكان هو اللطف الالهي الاول الذي نحمد الله عليه كثيراً) .

    هل رأى الناس مثل هذا الالتواء؟! فالعتباني لم ينف تورط حكومة الانقاذ في محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك. ولم يحدثنا لماذا حاولوا اغتياله أصلاً، حتى يحكم العالم عليهم بهذه العقوبات .. وبدلاً من هذا الموضوع الاساسي، ذهب ليحدثنا ان موجة العداء الدولي، ضد حكومة الجبهة، قد انحسرت بسبب نشوب الحرب "الاثيوبية – الارتيرية"، التي لم تقم فجأة لوحدها وانما ( قد استبان آنذاك ما اعد السودان في تلك الحرب)!! فحكومة الجبهة اذن، شاركت في تصعيد الحرب بين جيرانها، وادخلت فيها ما ادخلت من السلاح والعتاد، كما كشف لنا العتباني، في هذا الملف الامني العجيب .. فعلت الجبهة كل هذا لتصرف نظر العالم عن جريمتها .. فاذا جازت هذه الخدعة، ونجت بسببها الجبهة من العقوبة على جريرتها، سمى العتباني ذلك لطفاً إلهياً !! صور به الله تبارك وتعالى وتنزه، وكأنه متآمر مع الجبهة، ومبارك لمحاولات اغتيالها، وميسر لها الاسباب لتفلت من العقوبة، حتى ولو كان ذلك بنشوب الحرب، وموت الآلاف من الاثيوبيين والارتيريين !!

    والحق ان حكومة الجبهة لم تنج من تلك الجريمة، رغم تآمرها، واثارتها للحرب "الاثيوبية – الارتيرية"، الا بعد ان دفعت تنازلات باهظة، للحكومة المصرية، حتى تسكت عن ذلك الملف الخطير!! ومن تلك التنازلات الابقاء على اتفاقية مياه النيل المجحفة، ومنها التنازل عن حلايب، ومنها فرض محاولات التكامل بين البلدين، والشعب في معزل عن كل ذلك .. ولم يتردد قادة الجبهة -الذين وصفهم العتباني بالصمود- في الخضوع للضغوط المصرية، والاستكانة الفاضحة، لكل الشروط على حساب الوطن

    يقول العتباني (أما اللطف الالهي الثاني فتمثل فيما حدث من أمر انشقاق الحركة الاسلامية وكان الناس يتوقعون سيناريو مماثلاً لما حدث في اليمن الجنوبي .... وكان أقصى ما حدث هي المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جاءت بعد سنين والتي كان لها توجهاتها العرقية ولم تستطع ان تقنع العقل الاسلامي أو تؤثر على الاقل على التداخل والتواصل الاجتماعي في الصف الإسلامي )

    وهكذا يسعى العتباني لتضليل اعضاء الجبهة الاسلامية، في شقي الوطني والشعبي، بايهامهم بان ما تم بينهم من شقاق، أمر بسيط، لن يؤثر على العلاقات بينهم، فلماذا لا يتناسونه ويلتئم شمل الحركة الاسلامية؟! وهنا أيضاً يتجاوز العتباني القضية الاساسية، وهي لماذا انشقت الحركة الاسلامية بعد ان وصلت السلطة، ورفعت شعارات التمكين والتوجه الحضاري؟! ولماذا بلغ الخلاف بين اعضائها، حداً من العنف جعلهم يعتدون على بعضهم بالضرب، كما حدث لمحمد طه أو بالقتل كما حدث لداؤود يحي بولاد؟! وهل يمكن لاعضاء الجبهة ان يقبلوا ان يلتئم الشمل، دون أي محاسبة لقادتهم، الذين ارتكبوا كل هذه الاخطاء ؟

    لقد سار العتباني "الامني"، في نفس خط العتباني "السياسي"، اذ يحاول العتبانية ان يكونوا حمامة السلام بين الوطني والشعبي . ومعلوم ان الصلح خير، وان السعي به بين الناس فضيلة، على الا يكون على حساب الحق .. والحق هو ان الانقسام الذي حدث في الجبهة، أمر خطير في ميزان الدين .. لأنه لم ينشأ عن خلاف فكري، وانما نشأ عن اطماع دنيوية، داخل جماعة تدعي التمسك بالدين!! ولقد وصف البشير نفسه الخلاف في لقائه مع تلفزيون الجزيرة، بانه خلاف حول من يجب ان يحكم!! وبلغ ذلك الخلاف الدنيوي الشرس، حداً جعل تلاميذ الشيخ يصفونه بأقذع الالفاظ في الصحف، ثم يعتقلونه، ويصفون حزبه بالتآمر، وبالمحاولة الانقلابية .. ويحملونه ما حدث في دارفور من موت الآلاف وتشريد عشرات الآلاف!! فاذا ظن العتباني بعد كل هذا، ان الامر بسيط فانما هو يكرر رأي شيخه الترابي، الذي صرح هذه الايام، بخطأ الحركة الاسلامية اثناء دخولها في السلطة .. وانه يتوب ويستغفر من ذلك الخطأ .. ولعل الشيخ تناسى ان للتوبة في الاسلام شروطاً هي : الاقلاع الفوري، والندم على ما مضى، والاصرار على عدم العودة، ورد الحقوق الى أهلها .. فاذا كان الشيخ الترابي، قد أقلع، وندم، ويصر على انه لن يعود، بقى عليه ان يرد للسودانيين الذي اعيقوا بالتعذيب في بيوت الاشباح، والذين ماتوا في الحرب المعلنة باسم الجهاد، والذي فصلوا من عملهم، حقوقهم حتى تصح توبته

    يقول العتباني ( أما اللطف الالهي الثالث قد جاء مع ما حدث في دارفور ونحن نعلم ان قضية دارفور تمثل في بعدها الاستراتيجي "حرب مياه مبكرة" وهذه الحرب على المياه التي يسمع عنها الناس في الصحف والتي تهيئ لها اسرائيل الظروف الموضوعية ...) .. وبعد ان حمل اسرائيل، مسؤولية الحرب في دارفور، وكأن الجنجويد من اليهود، ذهب ليقول (وتم توظيف هذا النزاع بين الرعاة والزراع توظيفاً سياسياً كما حدث من قبل الحركة الشعبية والمؤتمر الشعبي ....) فالمشكلة اذن من اسرائيل، والحركة الشعبية، وحزب المؤتمر الشعبي، ولا دخل لحكومة البشير فيها!! يواصل العتباني ( وكان من المفروض ان تنزل قوات حلف الاطلسي في دارفور ... وهنا برز اللطف الالهي الثالث المتمثل في المقاومة العراقية التي شغلت العقل العسكري والسياسي الامريكي والبريطاني بعيداً عن السودان) ..

    أليس لدى الجبهة أملاً في لطف الهي يظهر براءتها، بدلاً من هذه الالطاف الالهية التي تشغل عنها العالم لحين؟! ولماذا لم يحدثنا العتباني عن مجرمي حرب دارفور، المطلوبين للعدالة الدولية، خاصة وان لديه حس أمني زائد، جعله يكشف لنا ، عن وجود بعض الشيوعيين، في داخل الحركة الشعبية بقوله (واخترق الحركة الشعبية لتحرير السودان عن طريق خمسة من كوادره نمسك عن ابراز اسمائهم الآن)!!

    والعتباني يلمح الى ان الشيوعيين هم المسؤولون عن احداث الاثنين الدامي فيقول (ونحن نعتقد الآن ان الشيوعيين الشماليين داخل الحركة وخارجها وبعد الاحداث الدامية لا يستطيع من قادوها ان يجابهوا الشعب السوداني ولا يستطيعون مخاطبته كما انهم غير مرغوب فيهم داخل البيت الجنوبي الذي اصبح له الآن اولوياته واجندته الخاصة) .. وكل هذا محض افتراء، وانزعاج مفهوم من حزب الحكومة، ازاء النشاط المكثف، الذي ظهر به الحزب الشيوعي . والعتباني بطبيعة الحال لا يمثل البيت الجنوبي حتى يتحدث باسمه، بل هو لا يزال معادياً له، ولقد سمى الحرب ضد الجنوبيين في هذا المقال نفسه، جهاداً !! وذلك حيث قال (انقلبت الموازين بفعل الصمود الضاري لقوات الشعب المسلحة وللمجاهدين في الجنوب) فلماذا يظهر الآن الحرص على البيت الجنوبي ويدعي حمايته من الشيوعيين؟

    وفي اتجاه التشكيك في قيادة الحركة الشعبية، يقول العتباني (هناك غموض الآن بالتفويض الذي منح الى سلفاكير هل هو كما سمعنا يمتد لشهرين فقط كما تروج بعض الدوائر أم انه يمتد الى ستة اشهر) فلماذا لم يعرف هذه، وهو قريب من الحكومة، ومواطن القرار فيها ؟! ثم أليس هو العرف بالحركة وما يدور فيها، ومن يخترقها، كما حدثنا بذلك عدة مرات في هذا المقال العجيب ؟

    والعتباني يسعى بالفتنة، داخل الحركة الشعبية .. فهو يقول (ولذلك لا عجب ان لاحظ الناس غياب مجموعة بور الا واحدأً عن حفل اداء القسم . بل ان اكبر ابناء قبيلة دينكا بور وهو شخصية محترمة وحكيمة ظهر مقعده بارزاً ومكتوباً عليه اسمه ولم يحضر مراسم اداء القسم) فهو بعد ان شكك في قيادة سلفاكير، والتفويض الذي منح له، ليعطي خصومة أو منافسيه، داخل الحركة، نقطة للاعتراض عليه، ذهب ليخبر سلفاكير بان مجموعة بور تقف ضده، ولهذا لم يحضروا مراسم القسم!! ثم اخذ يدعو سلفاكير لجعل فاولينو حليفه الاساسي، فقال (من المؤكد ان حليفه الاساسي سيكون فاولينو ماتيب . الذي يضع يده على مناطق حول آبار البترول وهو يعبر عن قبيلة قوية هي قبيلة النوير كما ان له مليشيات مسلحة ومدربة) وهكذا يريد العتباني ان يوهم الناس، بان فاولينو الذي كان حليف الجبهة ضد الحركة الشعبية، سيكون حليف سلفاكير الاساسي!! وهو لهذا يعلي من شأنه، ويخوف سلفاكير بانه يضع يده حول اماكن النفط، وان لديه مليشيات مدربة، وانه من قبيلة كبيرة مثل النوير.. وسلفاكير الذي قضى عمره محارباً في الجنوب، يعرف عن قادة الجنوب اكثر من العتباني، ولهذا لا يحتاج الى هذه النصائح المبطنة، وهو اقدر على التعامل معهم، دون ضرر بالحركة ومستقبلها

    وعن سلفاكير يقول العتباني (ان الرزانة التي يتصف بها سلفاكير وخفض خطابه يدل على انه ينطوي على سر مكنون وان هذا السر المكنون سيبرز في الوقت المناسب وسيكتشف الناس انه مسكون بالجنوب وانه مشغول بتنمية الجنوب وان الذين يراهنون على توظيف الحركة الشعبية لمصلحة سياسيي الشمال ومصلحة اجندة الحزب الشيوعي واليساريين او ما يسمى بالتجمع الديمقراطي هي من الامور الخيالية التي تدخل في باب التمنيات) ولم يخبرنا (العارف) العتباني، كيف كشف هذا السر المكنون، الذي غاب عن كل الناس؟! ثم ما هو هذا السر؟! هو ان سلفاكير مسكون بالجنوب وسيسعى لتنميته؟ أي سذاجة هذه التي تجعل الامور البديهية اسراراً؟! ولكن سلفاكير يعلم انه من اجل تنمية الجنوب، لابد من التعاون مع الشمال، ولا بد من توسع الحركة نفسها وسط الشماليين، وتعاونها مع مؤسسات مجتمعهم المدني، واحزابهم، وتعاونها مع افراد ومجموعات، ولا يمكن ان يستثنى منها التجمع الديمقراطي، وكل ذلك من اجل ترجيح خيار الوحدة . فاذا ظن العتباني ان هذه الامور، تغيب على سلفاكير ورفاقه في الحركة الشعبية، فان هذا هو التمني، الذي يسوق الى مثل هذا التحليل السقيم

    وعن البشير يقول العتباني ( فاننا نحمد الله سبحانه وتعالى ان هيأ لنا رئيسا في مثل حكمة الرئيس عمر البشير الذي تميز خطابه بالاناة وحسن العبارة والرصانة والدبلوماسية ) ومهما يمكن ان يقال عن اخطاء البشير، وتخبطه، الا انه بالفعل قد كان حكيماً حين ابعد العتباني "السياسي" من مفاوضات السلام، والا لما حدثت اتفاقية السلام !! ونرجو ان يواصل البشير حكمته، فيبعد هذا العتباني المتملق، من الكتابة والتحليل الذي يسوق الى الفتنة

    لقد نشر مقال العتباني هذا في 15/8/2005 ثم سحب ولم يظهر في اليوم الثاني، مع ان مقالته تبقى لعدة ايام في موقعها، فلماذا سحب هذا المقال؟! هل رأت الحكومة وصحيفة الراي العام المعبرة عن توجهاتها، ان مثل هذا المقال يدعو الى الفرقة، ويسئ للحركة الشعبية، ويصورها مطية في يد الشيوعيين؟ ام لعلهم حذفوه لانه كشف الدور الخطير، للحكومة، في الحرب " الاثيوبية – الارتيرية" وهو ما تحاول الحكومة جاهدة، ان تتنصل عنه، لتحسن علاقاتها مع ارتيريا واثيوبيا؟! أم لانه اثنى على علي عثمان محمد طه أكثر مما اثنى على البشير؟! على كل حال المقال موجود في الارشيف فليراجعه من شاء قبل ان يحذف من هناك ايضاً

    والذي يهمني توكيده للسيد العتباني، هو الا يفرح بافلات الجبهة من العقوبة . وليعلم ان اللطف الالهي مشمول في الحكمة الالهية، وان الحكمة قد تقتضي تأجيل العقوبة، حتى يتمادى المذنب في جرائمه ، فتتضاعف، وتحيط به خطيئته، فيحق عليه القول، ويصح في حقه العذاب، وليقرأ العتباني ان شاء، ويتأمل، قوله تعالى ( فلا تعجل عليهم انما نعد لهم عداً) صدق الله العظيم
    ---------


    البوست منقول من بوست للاخ سلطان بموقع سودان دوت نت

    للدخول للبوست الاصلى اضغظ الوصله ادناه
    sudan.net
    http://www.sudanforum.net/forum/viewtopic.php?t=70643&highlight=

    للدخول الى كتابات عتبانى فى الرأى العام ادخل الوصله ادناه
    http://www.rayaam.net/articles/article1.htm[/B]
                  

09-05-2005, 06:42 AM

فرح
<aفرح
تاريخ التسجيل: 03-20-2004
مجموع المشاركات: 3033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اللطف الربّاني والتضليل العتباني د. عمر القراي (Re: فرح)

    يبدو ان ابن الرأى العام المدلل قد تضايق من مقال القراى وافرد ردا جديدا وهو متابع نشر مقاله

    -------------

    المخربين الذين لا يرضون عن إتفاقية السلام ومرت الأيام لتثبت للجميع وتؤكد حدوث كل ما حذرنا منه ولذلك قامت علينا الدنيا وسودت صفحات الشبكة الدولية بمئات المقالات في شكل حملة منظمة ومنتظمة تستهدف قتل الشخصية وهذا ما يفلح فيه أهل اليسار السوداني الذين
    نقلا عن الرأى العام
    --------------------
    وهاهو المقال المنشور بالأى العام مع الوصله


    بالروح أم بالجسد؟

    ... حار المفسرون في ظاهرة الاسراء والمعراج، هل هو بالروح أم بالجسد أو كليهما.. ونحن لا نريد أن نخوض في هذا الجدل .. ولكن لعل الإسراء يمثل لنا إنتقالاً لطيفاً مجهول الكيفية للكيان النبوي الممثل في رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه من (المدينة) إلى (القدس).. كما ان المعراج كذلك إنتقال لطيف من الدنيا وعبر القدس إلى مقام علٍ ما زاغ فيه البصر وما طغى.. حيث توحد الزمان والمكان وتحقق في الدنيا لرسولنا الكريم مايطلبه المؤمنون في الآخرة . رؤية الحق تعالى .. (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) ومنتظرة لحظات التجلي ومتابعة الترقيات الروحية .. وقال المفسرون ان حادثة الاسراء والمعراج وقعت في السنة السابعة أو الثامنة من البعثة النبوية .. وأنها جاءت ترويجاً للنبي صلوات الله عليه وسلم عن ما ألم به من خطوب وما أصابه من مصائب حينما فقد حاميه ومدافعه (أبو طالب) .. وحينما فقد كذلك زوجته رضوان الله عليها (خديجة) .. وأصبح وكأنه وحيد رغم أن ما استوعبه من العالم يجعلنا نقول انه أصبح هو (العالم).. وإذا كان الكافر يتيه في هذه الدنيا .. فإن الدنيا تتيه في النبي صلى الله عليه وسلم على حد قول المفكر الاسلامي محمد إقبال. وقد إحتفلنا في الاسبوع المنصرم بهذه المناسبة .. ولعل من الواجب أن لا يكون الاحتفال بالاسراء والمعراج مجرد وقفة صوفية وتهويمة روحية ليس لها دلالات في عالم الواقع. لأن الثقافة الاسلامية وفي أصلها ثقافة قول وعمل . ولأن الثقافة الاسلامية تكون العقل وتربي الفؤاد. ونتيجة لذلك يكون العمل .. لأن الايمان ليس بالتمني ولا بالتحلي ولكنه ماوقر في القلب وصدقه العمل..

    بحيرة روحية

    فالايمان ليس فقط خارطة أو رؤية نظرية ولكنه هندسة نظرية لها تجلياتها ولها تشكلاتها وتنزلاتها في عالم الواقع. وإذا كان ذلك كذلك.. إذاً يبقى في المشروع أن نسأل عن ماهو مغزى الاسراء والمعراج في الحالة السودانية. ولم لا نسأل مثل هذا السؤال وثلثا أهل السودان يلتفتون ناحية القدس في السابع والعشرين من كل (رجب) بل ان كل العالم الاسلامي يتجه صوب القدس قلوباً وعقولاً ومعارف. ولعل هذا يكشف عن وحدة (عقل) المنطقة.. بيد أن العقل السوداني يسبح في ذات البحيرة الروحية ويستمد مدده من العالم الاسلامي.. ويستمد من دول الاسلام ومن شعائر الاسلام ومن ثقافة الاسلام.

    ومن العجيب أن هذا (التوحد) الذي تجلى في وحدة العالم الاسلامي والعقل الاسلامي يراه الآخرون بمنظار أن هذا التوحد يؤدي إلى التفتت حسب منظور دعاة القسمة والتشظي الذين يحاولون توظيف العقل الجنوبي في ذلك وكأن هنالك خصومة بين العقل الجنوبي والقدس ... وبين العقل الجنوبي ومكة.. والذين يقولون ما بال جنوبنا والقدس لا يعرفون واقع العقل الجنوبي الذي يسبح في الكنائس يمجد ملكوت الرب .. وينسون أو يتناسون عمداً ان الكنائس تتجه إلى القدس وتستمد منها وهجها ومددها . وأين كنيسة (المهد)؟ .. وأين برز الصليب؟ أليس في القدس .. فالصليب لا يشير إلى نيروبي أو كمبالا ولكنه يحمل كل رمزيات القدس وتاريخها ومعاناتها المستمدة في الرحلة الابراهيمية وتبتلات زكريا مروراً بمريم المجدلية وعيسى المسيح الكليم عليهم السلام والبركات من الله القاهر الجبار.. الرحمن.. إذاً العقل السوداني شماله وجنوبه .. مسلمه ومسيحه متوحد القبلة نحو القدس . ولذلك فإن السودان ليس فقط مجرد جسر (للآفرو عربية) أو (الآفروآسيوية) أو ثنائية القدس ومكة .. ولكنه أفريقيا مصغرة .. تتفاعل فيه الثقافات الافريقية والعربية بدلالاتها التاريخية لذلك ظل العقل السوداني ملتقى للحضارات .. وملتقى للديانات.. وملتقى لمراكز الإشعاع الثقافي في هذه البقعة التي تسمى السودان.

    أما الذين طمست بصائرهم وتضاءلت وانكمشت الروحانيات في عقولهم يريدون أن يضربوا مسماراً بين العقل الجنوبي الموصول بالإبراهيمية والعقل الشمالي الموصول ايضاً بالإبراهيمية . بل ان الإبراهيمية وفي مرحلتها التاريخية النهائية هي التي برزت في خاتم الرسالات والدعوة الاسلامية وفي النص والحرف والمعنى القرآني الكريم.

    ومن يسعون إلى فصل الثقافة السودانية عن أبعادها الموضوعية المتمثلة في (الآفروآسيوية) أو فطمها عن ابعادها الإبراهيمية .. أو عن أبعادها الاسلامية إنما يسبحون ضد التيار.. ويرمون من خندق (الأعداء) على العقل الجنوبي والشمالي معاً . بل أنهم وبفعلهم هذا يثبتون أنهم غير واعين بذواتهم.. وبمكنونات ثقافتهم.. وبصائرهم.. وغير واعين بتاريخهم وبميراث قلوبهم وضمائرهم. وغير واعين بماضيهم وحاضرهم وبالتالي بمستقبلهم.

    فضاء الخليل

    ولعل هذا الحديث يستوجب حواراً مع الشيوعيين واليساريين سواء كانوا في شمال السودان أو في جنوبه.

    ففي لحظة الاستقرار الايديولوجي غير الناضج كان هناك توظيف للحركة الشيوعية عبر العالم لتسبح بأمجاد الاصولية الأمريكية.. ونحن ندرك أن هذه اللحظة التاريخية تتجاذبها الأصوليات الثلاث .. الأصولية الامريكية المسيحية التي يعبر عنها (باك ريبردسون) والكنيسة المشيخية والكنيسة الانجيلية. هذه المسيحية التي تعتبر أن العالم يمر بالألفية المجيدة التي تستوجب تقوية إسرائيل وأنهم ينتظرون المعركة النهائية (معركة هيمر جون) التي ستكون في فضاء (الخليل) وفيها سينتصر جنود المسيحية الاصولية على الثقافة والوحدة الاسلامية فتتوحد المسيحية في ظل هذه الألفية الزائفة.

    وهم يقرأون الكتاب المقدس قراءة حرفية بل انهم يطوعون حتى هذه القراءة الحرفية لأهوائهم ولمطلوبات أصوليتهم التي تقوم على الحروب وبيع السلاح واختلاق التناقضات ونهب الموارد والاستحواذ على ثروات العالم.

    ولعل نجم الاصولية الآن يبزغ في سماء أمريكا وهذه الاصولية (المسيحية - اليهودية) تحاول أن تتعانق مع أصولية أخرى وهي أصولية الكنائس اليهودية التي تتغنى بمجد إسرائيل الكبرى وتعتقد أن بناء إسرائيل الكبرى لا يقوم دون إضعاف العالم الإسلامي والاستحواذ على موارده وموارد المياه التي تشكل المنطقة الطبيعية التي تشكلها بحيرة فكتوريا وجنوب السودان وبحيرة تانا ومئات الانهار الصغيرة التي تغذي النيل بالمياه.

    إذاً في هذه اللحظة التاريخية التي تزدهر فيها الأصوليات لا تكاد تجد مقاومة الا من الاصولية الاسلامية التي هي على درجات.. منها من اختار منطق أهل الكهف ومنطق المقاومة بالسلاح بينما مفردات اللحظة التاريخية غير متكافئة ولعل هذا هو منطق العقلاء من الاسلاميين. وهكذا برزت مدرسة إسلامية يقودها اسامة بن لادن وأيمن الظواهري إختارت أن تكون رد فعل مكافيء للاصولية المهيمنة واختارت منطق الكهوف والحروبات على مستوى أفغانستان والعراق وعلى مستوى المجابهة العالمية.

    ونعتقد أن مثل هذه المجابهة العالمية قد لا تكون في مصلحة الاسلام والمسلمين الذين لم يحددوا تاريخها وميدانها ولم ينظروا الى ظروفها الموضوعية .. كما ان المسلمين في هذه اللحظة التاريخية يحتاجون إلى التعايش والحوار وإلى العيش المشترك والانفتاح على الثقافة العالمية ويحتاجون إلى التقانة العالمية ومعرفة أسرار الكون العلمية . ومهما يكن ففي إطار هذه الاصوليات الثلاث فإننا نجد أن الحركات الشيوعية على مستوى العالم أخذت تدور في فلك الأصولية المسيحية واليهودية بل أصبحت تتحالف معهما وتغازلهما. ولذلك رأينا شيوعيي جنوب وشمال السودان يبدأون حياتهم من منفستو (منقستو) ثم ينحرفون مائة وثمانين درجة نحو منفستو الاصولية الدينية المعبر عنها يهودياً ومشيخياً.

    فاتهم قطار السياسة

    ونحن نتساءل عن نوع الثقافة التي يريد الشيوعيون تمريرها وغرسها في قلوب المنتمين لهم وفي قلب السودان . ولعل ما نراه في ظاهرة الانتقال من جلب الأفكار وإستيرادها بخصائصها التاريخية والإجتماعية الى جلب المناهج السياسية وتوظيفها لخدمة أغراض شيوعيي ويساريي الشمال الذين فاتهم قطار السياسة الشمالية فأرادوا أن يلاحقوه بركوب قطار السياسة الجنوبية.. ولكن لماذا فات قطار السياسة الشمالية شيوعيي الشمال والجنوب؟ .. ولماذا فات قطار السياسة شيوعي الشمال ؟..

    لعلنا نعتقد أن مرد ذلك يكمن في أن النخب الشيوعية الفوقية راهنت أولاً على الاتحاد السوفيتي وعلى التغلغل السري في أجهزة الدولة والشوكة . وعلى الحرب الباردة وعلى شعارات التقدمية وتحرير المرأة والافكار الجديدة التي منها المقبول ومنها المرفوض. ومن كل تلك الرهانات ولدت (مايو 1969) و (يوليو 1971م) .. ورأينا كيف خسرت الشيوعية الدولية والمحلية هذا الرهان ولكنها مرة أخرى أخذت تراهن وفي ظروف وأجواء (الانقاذ) على الانتفاضة المحمية .. ولم نكن ندري ما هي بالضبط الانتفاضة المحمية وماذا يقصدون بها إلى أن برزت في يوم الإثنين الأسود .. حينما قامت الجموع التي تم إدخالها إلى الخرطوم سراً بفعل الحركة اليسارية المتغلغلة في أوساط الحركة الشعبية.. وهي التي حركت الجماهير.. ونفثت السم الأسود وهيجت الغبائن .. وكان من الملاحظ أن معظم الذين قادوا ما يسمي بالانتفاضة المحمية يوم الاثنين الأسود مدربون على أسلوب الكر والفر وإشعال الحرائق والقتل والإغتصاب والتدمير.

    انتفاضة حرامية؟

    ونحن نتسامع الآن أن حلقات اليساريين بدأت في الأركان والزوايا المغلقة تناقش كيف إنحرفت الانتفاضة المحمية وأصبحت مجرد انتفاضة (حرامية) ؟ .. ولماذا لم يتم تفعيلها وإحتواؤها والسير بها في مسارها المقصود .. وبداهة نحن لا نريد أن ندخل مع الذين يتناقشون الآن في هذا الحديث في حوار لأن مثل هؤلاء القوم قطعوا إتصالهم بالنسيج الثقافي والسياسي والروحي الذي يشكل السودان.. وقطعوا إتصالهم بالعقل السوداني.. وأصبحوا مدمنين للتخريب والتدمير.. لكننا نقول لهم وباشفاق أنه حتى ابن الجنوب النائب الأول السابق الفريق القائد جون قرنق وفي تطوراته الجديدة والوعي الجديد الذي رسخ في وجدانه برز حينما ذهب الى جمهورية مصر العربية وقضى فيها شهراً كاملاً وبرز حينما تحدث عن وحدة السودان وحينما نفى أي تواصل بين الحركة الشعبية وإسرائيل.

    وهكذا كان من دلالة هذا الوعي قبوله بشراكة المؤتمر الوطني. ومن دلالات هذا الوعي الآن الابتعاد اللطيف عن (جلابة) السياسة من اليساريين .. ونحن نعتقد أن الحركة الشعبية لا تستطيع ان تستغني عنهم دفعة واحدة لأنها تحتاج إلى ملء ميراث جون قرنق وتحتاج للتأهيل العقلي والفكري والنفسي الذي يحتاج إلى وقت ودراسة ومدارسة وتخطيط ويحتاج الى مراجعات في ظروف التحديات الكبيرة والضغوط الكبيرة التي تتزاحم في أجواء الحركة الشعبية.

    بالونات

    ونحن نقول للذين يتناقشون الآن في مجالسهم الخاصة كيف إنحرفت الانتفاضة المحمية ولماذا وئدت مخططاتهم؟ لعل وأد إنتفاضتهم إنما حدث في عقولهم وضمائرهم وأفكارهم حيث لم تكن هناك انتفاضة محمية وإنما مجرد (فتنة) إفتعلتها العناصر الجاهلة والموظفة التي تم إستغلالها للتخريب والتحريق.

    ونحن نعلم إن إستراتيجية جلابة السياسة في المرحلة القادمة وهوسهم ينحصر في الاستحواذ على السلطة السياسية وبأي طريق سواء كان ذلك عن طريق الانفصال أو الوحدة. وأنهم يريدون أن يملأوا الفراغ الذي خلفه موت القائد جون قرنق ويرثوا ميراثه بأية طريقة بالاسمار وبالأباطيل.. ولذلك نجدهم عندما يتحدثون عن الوحدة الجاذبة إنما يطلقون (بالونات) ليس لها دلالات أو معان .. فالوحدة الجاذبة تقع مسؤوليتها على عاتق كل هذا الجيل.. وهي مسؤولية أهل الجنوب أولاً .. لأن الوحدة الجاذبة تقوم على مثلث قسمة الثروة وقسمة السلطة وقسمة الوظائف المدنية.. والجنوب أصبح الآن مسلحاً بالثروة وبالوظائف وبالموارد الاجنبية وبالاستثمارات وبالارادة السياسية وهذا ما سيخلق الوحدة الجاذبة.

    ونحن سنظل ندق النواقيس لأننا نعلم أن الحركات اليسارية ستبدأ بالحديث عن الفشل.

    أولويات المرحلة

    وستحاول أن تلصق الفشل إن كان هنالك فشل بأهل الشمال وبالمؤتمر الوطني.. وهذا يتطلب الوعي المبكر بأولويات المرحلة وبأجندة المرحلة وهذا يتطلب بالضرورة الشفافية سواء كان على مستوى الحكومة الاتحادية أو على مستوى الحكومة الاقليمية في جنوب السودان أو على مستوى الحكومات الولائية. ولأننا نعلم جيداً أن النجاح له ألف (أ ب) أما الفشل فلا (أ ب) له لأن كل إنسان يريد أن يلصق الفشل بأخيه.

    ولكن المحاسبة والوعي بالمرحلة والشفافية يمكن أن يوضح أين سيكون الفشل وأين ستكون (الشماعة) التي ستعلق عليها الأخطاء ؟ وأين سيكون النجاح. ولذلك نحن نريد أن نستنبط دروس المرحلة .. فالآن كل الجنوب في معاناة وعلى الأخص مدينة (جوبا).. فلماذا هذه المعاناة ؟..

    ولعلها لكل ناظر حصيف يجدها وليدة التصرف الأحمق والأخرق الذي أدى إلى حرق السوق .. وكما قلنا في مقالات سابقة إن السوق هو مفتاح التنمية.. وهو الذي ستتحلق حوله النخب والمدارس والجامعات ويتحلق حوله الجنوب الجديد . ولكن حينما يحرق السوق فإنما يحرق معه الأمل وتحرق معه أكبر روابط للوحدة.. وحينما يحرق السوق تحت دعاوى وهمية باسم الانتفاضة المحمية وباسم الثورة وباسم الحركات الهوجاء إنما يحرق ليصير الجنوب خراباً تذروه الرياح .

    إذاً ما نريد تذكيره ان ذكرى الإسراء والمعراج تأتينا هذه السنة لتسوق لنا دلالات توحيد العقل الجنوبي والشمالي وتوحيد العقل المسيحي والاسلامي وتوحيد العقل الجنوبي الذي ينطلق من الكنائس ومن المساجد وحتى العقل الجنوبي الذي يسبح في بحيرة أمريكا الثقافية.. التي تملكها في هذه الفاصلة التاريخية الاصولية الدينية.

    إذاً الاسراء والمعراج بدلالاته أمر وميراث يهم الشمال والجنوب ومنه يمكن أن تنطلق المبادرات الروحية والفكرية التي يمكن أن نؤسس عليها بنياناً مرصوصاً يتسع للجميع .. يتسع للعقلين الجنوبي والشمالي.

    ألاعيب الشيوعيين

    وكنا من قبل قد حذرنا من ألاعيب الشيوعيين واليساريين المتغلغلين والمبثوثين داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان وداخل حركة تحرير السودان في دارفور.. وحذرنا من أن تتحول الخرطوم إلى (جوهانسبرج) جديدة.. وحذرنا من (Spoilers) أو المخربين الذين لا يرضون عن إتفاقية السلام ومرت الأيام لتثبت للجميع وتؤكد حدوث كل ما حذرنا منه ولذلك قامت علينا الدنيا وسودت صفحات الشبكة الدولية بمئات المقالات في شكل حملة منظمة ومنتظمة تستهدف قتل الشخصية وهذا ما يفلح فيه أهل اليسار السوداني الذين يعجزهم إلى الآن منهج أدب الحوار وهم معذورون وستنجلي الأيام لتؤكد كل ما ذهبنا إليه .. فقط يجب الإنتباه ويجب التواثق بين أهل المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لانفاذ اتفاقية السلام ببرامج إستراتيجية مدروسة وبارادة سياسية واعية حتى يتمكن الجميع من الاسهام في نهضة السودان بجميع إتجاهاته التي ستقود حتماً إلى اقرار الوحدة الجاذبة.

    http://www.rayaam.net/articles/article1.htm

    الرأى العام
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de