أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 09:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-25-2005, 06:45 PM

خالد الأيوبي
<aخالد الأيوبي
تاريخ التسجيل: 01-17-2004
مجموع المشاركات: 751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري




    وهناك وجدت الساحل و العاج معاً
    فكنت أسعد حظاً من ذلك الأفندي الذي عاد من بعثة إلي "المدينة عرب" فصرح بأنه وجد العرب و لم يجد المدينة.
    أبيدجان … باريس أفريقيا الساحرة ، المدينة الأنثي ، فيها وجدت الساحل والعاج وفيها وجدت ذاتي التي إفتقدتها لست أعوام قضيتها في بلاد العام سام وسبع قبلها ضاعت مني وأنا في جزيرة العرب والدنانير. فكانت أبيدجان المهد الذي تمددت عليه كطفل صغير وأنا أزود رئتي ما وسعتا من هواءها النقي وأملأ نفسي فرحة و سعادة بوجودي – بعد طول غياب - في أحضان أمنا الرووم أفريقيا السمراء.

    كان السفر إليها مخاطرة كبري والأخبار لا تأتي إلا بما يطير له اللب و رحمان القلب و يبعث في النفس التردد، إلا ما يزيد من معارضة أصدقائي للفكرة ويطلق العنان ل"جرسة" زوجتي. بريطانيا تطلب من رعاياها مغادرة أبيدجان. المطار يتعرض للقصف ، القوات الفرنسية تدمر الطائرات العاجية. معارك في شوارع أبيدجان.
    " ما فيها سودانيين ؟؟" سؤال تقليدي ذو إجابة تقليدية : "هو في حتة في الدنيا ما فيها سودانيين". إلا عندما سألت عن ساحل العاج غابت الإجابة القاطعة ولم يسعفني الوقت لأحصل علي تأكيد بوجود "بني زول" فيها .... فغادرت إليها متوجساً و خائفاً.
    في المطار نظر إلي الشاذلي وأنا أطيل الوقوف لوداع زوجتي وصغاري الثلاث قبيل المغارة برغم النداء بالتوجه إلي الطائرة و قال في سخرية أضحكتني برغم درامية الموقف: الواحد يعمل ليك فيها أبو عرام .. ماشي ساحل العاج وما شي ساحل الجن و بعدين يجي يبقي في جنس الحالة دي .. يا زول أمش ألحق طيارتك..
    ولكني في الحقيقة و برغم جنس الحالة ديك ، كنت Very excited بالسفر إلي هناك ...

    البحيرة الجميلة تمتد من عند المحيط الأطلنطي جنوباً لتلتف حول المدينة في منظر خلاب و مهيب. كأنها يد البحر تحيط بخصرأبيدجان و تطوقه بكل حنان. الخضرة تغطي كل شبر فيها حتي لا يعرف القادم إليها إن كانت تربتها طينية أم رملية. السحب تحلق من فوقها جيئة و ذهاباً منذ الصباح و حتي المساء كأنها تحرسها من غزو فضائي مرتقب . سحابة تمضي وأخري تجئ والمطر بين منهمر وسكوب و رزاز يزيد من بداعة جوها البديع بداعة. العربات جديدة بلا دخان عوادم ولا "كركسات" ولامعة تنساب في طرقاتها الجميلة بلا ضوضاء ولا "كلكسات"، مثل فراشات في حديقة غناء، و الطرقات لا تقل فخامة عن رصيفاتها في أكبر المدن الأوروبية. المباني الأنيقة، بعضها شاهق جداً، كأنها قطع فنية رصتها يد فنان بكل عناية و إتقان ، والمارة - أول ما لفت انتباهي إلي الناس في أبيدجان أناقة ملبسهم وجمال أجسادهم السمراء، فالرجل منهم طول بعرض و "مالي هدومه" و المرأة ... "الزينة جات تتبسم .. ماشة علي - أو حتي واقفة - تتقسم" . كل ذلك يزيد من جمال المدينة و روعتها.
    قلت لعبد القادر بعد مضي شهرين علي وجودي بها: ما يدهشني أنني لم أشهد "شكلة واحدة" في شوارع المدينة. لا سائق يسب زميله ولا بائع يشاجر زبونه. لا "بونية" طايرة و لا "شلوت". ضحك وقال لي:
    وهل تبدأ الشكلات عندنا في السودان إلا ب "برانا دمنا فاير ياخي ما تفور دمنا!!"؟. قلت :لا . قال : فهل تجد هنا جواً يفورالدم أو يطلع العين؟

    أما حسن فيعلق علي تكراري لعبارات الإعجاب بمستوي العمران والبني التحتية والخدمات من كهرباء و مياه و مجاري بقوله : ليتك كنت هنا قبل عامين أو ثلاث . كانت كل تلك المساكن التي تراها خالية الآن مليئه بسكانها قبل أن تبدأ الحرب الأهلية و يغادر رأس المال الأجنبي البلاد. قبل أن تغادر الشركات والبنوك المدينة و تتوقف الإستثمارات الضخمة بها. قبل أن يتركها مئات الألاف من الأجانب هربا من الحرب. قبل أن يغادرها خمسة و عشرون سودانياَ كانوا يعملون في بنك التنمية الأفريقي الذي إنتقل لظروف الحرب إلي تونس. وفعلاً بهرني منزل "الصادق" الذي زرته مع حسن، مازال خاليا منذ أن غادر صاحبه -السوداني - أبيدجان وأستقر في جنوب أفريقيا – فهو أشبه بقصر من قصور حكايات ألف ليلة و ليلة.

    بجانب عبد القادرسكرتير إتحاد البرلمانات الأفريقية الذي ما زال مقره في أبيدجان و حسن الذي يقيم بساحل العاج منذ ستة أعوام، طاف و عمل في كل دول غرب أفريقيا، يعمل الآن معلما للغة العربية و في إدارة العقارات في أبيدجان، يعرف شوارع المدينة وأزقتها و أسرارها و يجيد التحدث بألسنة أهلها، هنالك محمد و الباقر و يشغل كل منهما وظيفة محترمة في منظمة الأمم المتحدة ، ثم هنالك العم سلطان، ثمانية وعشرون عاماً مضت عليه منذ أن قدم إليها داعية للإسلام و معلماً له. و مازال يتحدث عن السودان كأنه جاء منه البارحة و كأنه عائد إليه غداً.

    و للحديث بقية
                  

08-25-2005, 06:57 PM

إسماعيل التاج
<aإسماعيل التاج
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 2514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري (Re: خالد الأيوبي)

    العزيز خالد الأيوبي

    بحثنا عنك كثيراً ولم ندرِ بأنَّ تلك المدينة الساحرة قد ألقت حبالها حولك وأخـذتك منا. تحياتي لك أينما كنت وكيفما كنت وشاء ما كنت.

    سعيد بعودتك للأرض البكر ولا شك في أنك فكرت كثيراً في الراحل أليكس هيلي وأنت تخطو كل خطوة في الغرب الأفريقي.

    في انتظار مواصلة الحكي الجميل والصور البديعة.

    كل الود
                  

08-25-2005, 11:39 PM

مبيوع
<aمبيوع
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري (Re: خالد الأيوبي)

    خالد الايوبى الزول الاصيل
    تحيه وشوق
    علمت انك ارتحلت الى ابيدجان بعد ازمنه
    ارجو ان تكون بخير وتياتى للاسره الكريمه
    وفى انتظار السرد الانيق
                  

08-26-2005, 06:53 PM

خالد الأيوبي
<aخالد الأيوبي
تاريخ التسجيل: 01-17-2004
مجموع المشاركات: 751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري (2) (Re: خالد الأيوبي)


    مولانا .. إسماعيل التاج
    والله كتر خيرك كتير و يبحث عنك الخير. فعلاً أخذتني ظروف العمل و السفر إلي ساحل العاج.
    ولو كنت وحدك يا إسماعيل تنتظر الحكي .. لكان ذلك دافعاً قويا لي للمواصلة
    ويديك العافية
                  

08-26-2005, 06:54 PM

خالد الأيوبي
<aخالد الأيوبي
تاريخ التسجيل: 01-17-2004
مجموع المشاركات: 751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري (Re: خالد الأيوبي)


    فناننا الفنان .. وصديقنا العزيز جداً ... ياسر مبيوع
    لك ولكل آل أيوا وحشة شديدة.
    وإن شاء الله .. "توكي" المتشعلق في كتفي منذ أن وصلت يديني فرصة لمواصلة الحكاية
                  

08-26-2005, 07:10 PM

خالد الأيوبي
<aخالد الأيوبي
تاريخ التسجيل: 01-17-2004
مجموع المشاركات: 751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري (Re: خالد الأيوبي)


    (2)أبيدجان المدينة الأنثي

    إلتقيت ب "آدمو" للمرة الثانية في الكافتيريا. شاب إفريقي من بلاد النيجر، مقيم في كندا حيث يعد لرسالة الدكتوراة في العلاقاات الدولية. مهذب، لطيف وودود ككل الشباب الأفارقة الذين جمعتني به ظروف عملي ضمن بعثة الأمم المتحدة. قدمني إلي مرافقه وهو من أبناء النيجر أيضاً، وجلسنا سوياً نتجاذب الحديث. وكمن تذكر شئياً فجأة سألني آدمو:
    قبل أن أنسي يا خالد أريد أن أسألك عن أغنية سودانية، هل أجد لها تسجيلاً عندك؟
    ما هي؟
    ولأنه لا يعرف في العربية حرفاً واحداً، فكان لا بد له أن يستعين باللحن ليخبرني بالأغنية، خفض من صوته وبدأ يغني :
    - أجينا .. أجينا .. أجينا .... بطريب الهوب أجينا ....
    فتدخل زميله مشاركاً: فيزابو.. فيزابو .. أجينا.
    هاجت بداخلي مشاعر جميلة ووجدتني أنضم إليهم بصوتي الأجش: مشينا .. مشينا .. مشيــنا.

    حدثاني عن أثرالأغنية السودانية علي ثقافتهم الموسيقية أيام الطفولة و الصبا و كيف كانا يحفظان و يرددان الأغنيات السودانية. ولم يكن المشهد الأخير من جلستنا تلك شاذاً أو مثيرا للدهشة بمقاييس أبيدجان. أن يضبط آدمو الإيقاع بالطرق علي الطاولة في الكافتيريا المكتظة بالزبائن بينما يردد مع زميله أغنية سيد خليفة:
    يا عنبية .. ياعنبية و يا عنبية يا عنبيييييية.

    أتاحت لي تجربة العمل مع الأمم المتحدة، علي الرغم من قصرها، فرصة التواصل مع شباب من مختلف الأجناس. أحدهم "باولو فيريرا" رفيق دربي طوال ثلاثة أشهر. من بلاد البرتغال ، يعيش في لندن ويتحدث خمس لغات حية. إستأجرنا شقة سكناها معا، بعد شهر من إقامتي بالفندق، إتفق مزاجنا علي كثيراً: أثاث بسيط إخترناه معا، وديكوراً صنعناه بأيدينا و"بمزاج" واحد. وإختلف قليلاً: كان يهوي الطبخ، عكسي تماماً.
    - "ومن يطبخ لك إذا؟" سألني.
    - "زوجتي"
    - وقبل الزواج ؟
    - "أمي"
    - ولكن ... و كيف .... و لماذا .. وعدة علامات تعجب !!!!!!
    حينها أحسست بالخجل أصالة عن نفسي و إنابة عن كل الرجال السودانيين المحترمين جداً.

    كنا برغم التحذيرالرسمي لنا كموظفين في الأمم المتحدة ، نهوي الإختلاط مع عامة الناس والإندماج في حياتهم الشعبية. كنا نتوكأ علي إجادته للغة الفرنسية وعلي معرفتي للعادات والتقاليد الإفريقية. وبرغم إختلافاتنا الثقافية أوجدنا لأنفسنا أرضية مشتركة للتعايش و التساكن. طلبت له النسخة الإنجليزية من "موسم الهجرة للشمال" عن طريق الإنترنت. فبهر بها – إن صح التعبير- وقال إنها واحدة من أروع ما قرأ. حاول كثيراً أن يثنيني عن قراري بالتوقف عن العمل في أبيدجان والعودة إلي أمريكا. و قد كان حزيناً عند الوداع كما كنت.

    بأبيدجان خليط من الجنسيات، فجانب العاجيون هنالك الكثير من المهاجرين من دول الجوار خاصة "بوركينا فاسو" و يعمل غالبيتهم في المزارع والأعمال الهامشية، وأكثرهم مسلمون. و من الجاليات العربية هنالك اللبنانيون و الموريتانيون. أول لبناني ألتقيه في يومي الأول كان يملك صرافة لإستبدال العملة، إكتشفت بعدها أنه إستغل عدم معرفتي وإشتري مني الدولار بأقل من سعر السوق، وأذكر أنه كان يردد "أهلاً .. أهلاً بإبن العرب .. والله أنا عاوز أروح السودان". والثاني يملك كافتيريا صغيرة جذبتني إليها كلمة "فلافل" مكتوبة علي لافتتها. رأي اللبناني عربة الأمم المتحدة الفارهة فزحم اللبناني أذني بعبارات ترحيب زائفة. ومثل صاحبه أخذ مني مبلغاً أكثرمن إستحقاقه. أدركت ذلك وأنا أقرأ الأسعار ولكنه كان قد "كتل قلبي" بلطافته الزائفة فلم أشأ أن أحرجه و"خليتو لي الله ".
    يمتلك اللبنانيون المصانع والشركات و العقارات والمحال التجارية الكبري، بينما يكتفي الموريتانيون بإمتلاك "الكناتين" الصغيرة في الأحياء، فتجد الواحد منهم يعمل و يسكن ويعيش في دكانه الصغيرفي ظروف تنعدم فيها أبسط مقومات الحياة الصحية. حال الجاليتين هناك كحال الأغاريق و اليمنيون في سودان الستينات.

    أثرت الحرب الأهلية كثيراً علي الحالة الأمنية في أبيدجان، فكان النزوح إليها سببا رئيسياً في تفشي حالات العطالة والسرقات و النهب. لذلك فإنك تلاحط أن كل الأبواب و النوافذ في المنازل و المحال التجارية مؤمنة بسياج حديد مثبت بقوة علي الجدران ولن تجد في كل أبيدجان منزلاً أو بناية بدون حراسة. و كموظفين في المنظمة لم يكن يتسني لنا أن نسكن في شقة أو منزل قبل أن يتم تفتيشه من قبل قسم "السيكيوريتي" والتأكد من سلامته من ناحية أمنية، وقد كانت من أهم شروط السلامة الأبواب و النوافذ المؤمنة.
    عندما ذهبت لإستبدال الدولارات في الصرافة بالمركز التجاري الكبير "سوكوسي". فتح لي صاحبها اللبناني بابًاً حديدياً مثل باب الحراسة وأغلقه علي من الخارج ب"طبلة" كبيرة فصرت مسجوناً في مساحة صغيرة لا منفذ لها إلا ذلك الباب الحديدي الموصد خلفي و نافذة حديدية مغلقة أمامي. و بعد ثوان فتحت النافذة وكان خلفها سياج من قضبان حديدية متينة، أطل اللبناني من خلفها و مد يده من بين القضبان و تناول الدولارت .. أولاً ، و عدها مرتين وثلاث، ثم ناولني المقابل بالفرانك العاجي و أغلق النافذة بإحكام وأختفي وراءها. وبعد دقائق فتح الباب الذي خلفي مرة أخري وأطلق سراحي من الحراسة ، بعد أن حكم علي سراً بغرامة قيمتهاعدة فرنكات أخذها دون مبرر ودون أن ينطق أمامي بالحكم ... "إن شاء الله ما تنفعو".

    قبل ثلاثة أيام من مغادرتي أبيدجان.... تم الإتصال بنا في الصباح الباكر بواسطة جهاز الراديو – اللاسلكي- وإبلاغنا بعدم مغادرة المنزل إطلاقاً. ولم تزد الرسالة عن القول بأن"الوضع الأمني سئ في الخارج" .كان وقع النبأ علي قاسيا جداً وأنا غاب قوسين من السفر والإلتقاء بأسرتي بعد طول غياب ..... وخرجت من باب الشقة أبحث عن تفاصيل .. من الحارس و الجيران .... فإلتقيت ب "ألفا بلوندي"

    كان ألفا بلوندي .... بشحمه و لحمه و شعره "البوب مارلي" منسدلاً علي جابني وجهه... يطل من بلكونة شقته ،،، فحياني بإنجليزية فصيحة:
    ( صباح الخير ... مستر علي.)

    من هو مستر علي ؟ هذا ما س
    جيب عليه لاحقاً .. أما الحديث عن ألفــا بلوندي .... فذو شجون


    ALPHA BLONDY
                  

09-02-2005, 11:01 PM

خالد الأيوبي
<aخالد الأيوبي
تاريخ التسجيل: 01-17-2004
مجموع المشاركات: 751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري (Re: خالد الأيوبي)


    أبيدجان المدينة الأنثي ... (3) ... ألفا بلوندي

    جذبني صوت وأداء المغني الذي ينبعث من جهاز التسجيل في العربة التي أقلتني من المطار، كان يغني علي إيقاع الريقي وبأداء يشبه ( بوب مارلي) كثيراً – حسب معرفتي المتواضعة - إلا أن بعض الأغنيات كانت بالفرنسية. سألت مرافقي (جون) وهو يتراقص طرباً و يردد الغناء في نشوة: ما إسم هذا المطرب؟.
    ولم يخفي علي الإستياء الذي حملته نظرته وهو يرمقني بطرف عينه والإستنكار الذي نمت عنه نبرات صوته وهو يجيب علي سؤالي. أدركت في لحظتها أن جهلي و عدم معرفتي لمطربه المفضل هو السبب وراء هذا ... ولا سبب سواه.
    هذا ألفا بلوندي ... قالها بإقتضاب
    وبالطبع لم أتجرأ علي سؤاله عن من هو ألفا بلوندي لحرصي الحفاظ علي بعض من الود الذي ظل يظهره نحوي طوال نصف الساعة التي هي عمر لقائنا.
    بل تعمدت تحويل دفة الحديث إلي طقس أبيدجان. ولكن الفتور الذي أصاب الرجل في رقصه و غنائه من جراء إحباطه في شخصي كان قد إنتقل إلي حماسه للحديث معي. فآثرت الإذعان لواقع الأمر ...... فصمت.

    ومع ذلك لم أدرك فداحة جرمي إلا عندما قضيت أياماً بأبيدجان.

    "درامان" – وهوالإسم المطابق لعبد الرحمن- عاجي الجنسية، موظف خدمات في بعثة الأمم المتحدة. مهمته مرافقة كل القادمين الجدد ومساعدتهم في إكمال إجراءاتهم قبل توجههم إلي أقسامهم وإستلام أعمالهم. فعل ذلك معي عند وصولي. كان كلما دخلنا مكتباً أو إلتقينا بأحد من معارفه وأصدقائه الكثيرين يقدمني إليهم معرفاً أياي بإسمي ثم يضيف إليه "يحمل جواز أمريكي" مع إبتسامة عريضة. وظل علي هذا المنوال كلما إلتقيته حتي بعد إنقضاء مهمته معي. حتي أصبحت بسببه معروفاً للكثيرين بأنني" أحمل جوازاً أمريكياً" وإذا سألتهم عن إسمي ووظيفتي لا يعرفون. جعل درامان لجوازي قيمة و لشخصي صفة لازمتني طويلاً قبل أن تتواري و يلفها النسيان ذات يوم وفجأة.
    فقد فقدت هذه الصفة أهميتها و بريقها وتوارت خجلاً أمام صفة جديدة طرأت علي.. إكتسبتها ذات يوم و فجأة و روج لها درامان و غيره من الشباب في البعثة فسرت بين الناس .. حتي صاروا يشيرون إلي بالبنان كلما رأوني وهم لا يذكرون جوازي الأمريكي بل يعرفونني بما إكتسبته من صفة جديدة . صفة أكثر إثارة وأشد جذباً لإهتمام الناس.

    وتزداد إبتسامة "درامان" إتساعاً عن ذي قبل، ويصير لها توأماً لا يفارقها : بريقاً يلمع في عينيه وهو يقدمني لأصدقائه ومعارفه: الأخ خالد ..... "يسكن في عمارة ألفا بلوندي".

    ثلاثة شاشات تلفزيونية ضخمة تزيد مساحة كل منها عن عشرين متراً مربعاً، مرايا طويلة تمتد بطول الحائط فتبدو المساحة الكلية ضعف المساحة الحقيقية. طاولات في الفناء الخارجي مصنوعة من– بالأصح منحوتة علي – قطع كبيرة من حجارة الجرانيت. تحتفظ كل طاولة بالشكل الطبيعي للصخرة من حيث الحواف الحادة والجوانب المدببة مع سطح شبه منبسط يسمح بوضع الأواني عليه. وطاولات بالداخل صنعت من أجود و أمتن أنواع الأخشاب التي تشتهر ساحل العاج بتصديرها. وكل طاولة عبارة عن لوح خشبي سميك و قوي و متين تحمله أربعة تماثيل خشبية لحيوانات مختلفة من غابات ساحل العاج. وفي صالة البلياردو تمثال برونزي كبيرلألفا بلوندي ممسكاً بالمايك بيسراه وكتاب بيمناه – لا أدري إن كان القرآن أم الإنجيل-. أما السور الخارجي فعبارة عن عدة مجسمات "تماثيل" متشابهة يوصل بين كل واحد منها والأخر حائط قصير. ثم هنالك سلم عريض يؤدي إلي السطح، يضاء مساء بفوانيس متحركة رصت علي جانبيه بعناية. والسطح مساحة كبيرة أخري تزينها أشجار و نباتات طبيعية علي أصايص مختلفة الأحجام يكتظ بها المكان فيبدو كأنه بستان حقيقي أو جنة عدن وزعت في أرجائه طاولات حولها كراسي أنيقة و عليها مصابيح زيت تقليدية و تعلوها كل طاولة مظلة كبيرة تحمي الزباين من أشعة الشمس و زخات المطر، وهنالك شاشة تلفزيونية كمثيلاتها في الطابق الأرضي. ومجسمات فنية صنعتها أيادي فنانيين مهرة. وما بين الطابق الأرضي و السطح قاعة كبري خاصة بالمشروبات بأنواعها.
    تلك هي كافتيريا "كافي ديه فيرسال" التي يملكها ألفا بلوندي و له بها شقة خاصة تظل مغلقة طوال فترة غيابه خارج البلاد – مقيم بصفة دائمة في فرنسا –. أما بقية الشقق في الكافتيريا فخمس، تسكن أختاه في أثنتين منهما، أما الثلاث فيقوم "أبو" المشرف علي البناية بإيجارها إذا وجد لها الساكن المناسب. وقد كنت أنا حسب تقييم "أبو" - وهو إختصار لإسم أبوبكر- ساكناً مناسباً جداً. ولكني لم أكن أظن أن كوني مناسباً .. يعني تسليط كل هذا الإهتمام علي و جعلي مثار إعجاب البعض وغيرة البعض. ولم أكن أدرك أن "يسكن في كافي دي فيرسال" ستسحب البساط بهذه السرعة من تحت أقدام "يحمل جواز أمريكي".

    بجانب تلك العمارة التي تضم كافي دي فيرسال لألفا بلوندي منزلاً فخماً ذو تصميم متميز يبدو من الخارج كأنه قلعة من العصور القديمة يعد من معالم المدينة العمرانية وموقعه في حي الريفيرا – واحداً من أجمل وأرقي الأحياء هناك – ولكنه في أثناء زياراته القصيرة لوطنه يقضي كثيرا من وقته في شقته النسيطة المتواضعة و يرتاد الكافتيريا كثيراً حيث يلتقي فيها بأصدقائه من الفنانين و أهل الإعلام و غيرهم.

    عدم معرفتي باللغة الفرنسية قللت من رغبتي في الجلوس أمام التلفاز و متابعة الإذاعة، وحالت بيني وبين الإلمام التام بما يجري حولي في أبيدجان، ولولا مجهودات رفيق سكني "باولو فيريرا" لفاتني الكثير مما يجب علي معرفته. وقد فاتني فيما فاتني ذلك الخبر الذي تصدر نشرة الأخبار في التلفزيون وووسائل الإعلام يبث للناس البشري بوصول النجم الكبير و الفنان العالمي الذي تفخر به ساحل العاج وأفريقيا السوداء قاطبة. ومثل ما يحدث لكبار رجالات الدولة تابع التلفزيون مراسم وصوله و إستقباله لحظة بلحظة.

    تكتظ الكافتيريا و تزدحم بالرواد عندما يكون ألفا بلوندي موجودا في البلاد وتتحول إلي ملتقي لمعجبيه وأهل الفن. ولم يكن موظفي الأمم المتحدة إستثناء. فبعد أن كانت الكافتيريا بالنسبة لنا نحن الثلاثة سكان العمارة من موظفي المنظمة مكاناً للترفيه و تقضية الوقت صارت ملتقي لنا مع زملائنا الذي صاروا يكثرون من زيارتها للإلتقاء بالفنان الكبير. سألتهم مرة. كانوا ستة. من دول أفريقية مختلفة: السنغال، نيجيريا، الكنغو وواحدة منهم فرنسية بيضاء بعينين خضراوين سألتهم إن كانوا يعرفون ألفا بلوندي قبيل مجيئهم إلي ساحل العاج. فبادرت الفرنسية قائلة: بالنسبة لي فهو مشهور جداً و نجم معروف جداً في فرنسا. ثم عرفت أنها وصلت لتوها من فرنسا الليلة الماضية وجاءت في الصباح إلي الكافتيريا لمشاهدة ألفا. وأمن البقية بإصرار بأن سؤالي غريب فمن لا يعرف ألفا بلوندي؟ سألوني و في نظراتهم لمحت نفس ذلك الإستنكار الذي أبداه جون الذي أقلني من المطار.

    عرفت عنه الكثير وسمعت الكثير من أغنياته فأحببته مثلهم وكإفريقي إحسست بالفخر مثلهم تماماً وأدركت قيمة أن أسكن في بناية يملكها – وقد يأتي للإقامة بها - ألفا بلوندي. وصرت أري بعض متعة في إرتياد الكافتيريا وشرب كوب قهوة أمام صورتة الكبيرة المعلقة في واجهة الكافتيريا – قال لي لاحقاً: هذه ليست صورتي .. إنه أخي عليه رحمة الله-. أو لعب "البلياردو" تحت مرأي من تمثاله البرونزي. صادقت بعض رواد الكافتيريا المواظبين علي الحضور و عرفت "بالما" مديرتها التي تشاركنا لعب البلياردو أحياناً في أوقات فراغها. وصرت معروفاً بينهم بإسم "علي" لإصرار جاري الكنغولي "فياني" علي مناداتي به. كان فياني زميلاً في المنظمة و يسكن في بناية ألفا بلوندي منذ عامين. سمع إسمي لأول مرة خطأ "علي" ولم يشأ أن يغيره. وقد كنا زملاء المنظمة بالبناية نقضي بعض أوقاتنا بالكافتيريا.
    فاتني الخبر ..
    في ذلك المساء دهشت من شخص – جالس علي أحد الطاولات يتوسط مجموعة من ست أشخاص - يناديني بإسمي "علي" و يحييني بكل ود وترحاب ثم يدعوني لمشاركتهم الجلوس. إعتذرت بقليل من اللطف متعللاً بأني أبحث عن جاري الكنغولي "فياني". وتعجبت لذات الشخص يهتم بالبحث معي عن فياني وينادي علي موظفي الكافتيريا يسألهم مساعدتي. لا أنكر أنني تضايقت قليلاَ من ذلك الإهتمام غير المبرر من شخص لا أعرفه خاصة عندما عرض علي إستخدام تلفونه الخاص – وذلك قمة الكرم في مدينة يفوق فيها سعر الدقيقة للمحادثة الداخلية نصف دولار أمريكي – وهو يقول "لدي بعض الرصيد في تلفوني يمكنك الإتصال بصديقك لتعرف مكانه". رفضت العرض ببعض فظاظة متعللا ً - أو متهرباً بعذر غير منطقي هذه المرة - بأني لا أحفظ تلفون صديقي. وفوجئت بإصراره علي مساعدتي وهو يسأل من حوله إن كان أحدهم يعرف تلفون فياني. ولما لم يعد لديه ما يقدمه لي .. شكرته و أنا سعيد بتخلصي من كرمه المزعج – أو ما إعتبرته ضرب من "اللبط" - وغادرت الكافتيريا.
    و في الصباح كانت المفاجأة ... بينما أنا أمام شقتي برفقة سيجارة الصباح، أطل نفس الشخص من بلكونة الشقة أياها و حياني بلطف: صباح الخير مستر علي. فكرت " تلك شقة ألفا بلوندي .. ولكن؟ هل؟ متي؟ و هرولت أحمل إستفهاماتي إلي حارس البناية – كان في ثياب جميله علي غير العادة وعلي وجهه بشر و سعادة كأن اليوم عيد - فأجابني :
    نعم هو ألفا بلوندي وصل البارحة وجاء إلي شقته مساء.. .. ألا تعرف ذلك؟؟؟؟.

    توطدت علاقتي بجاري الشهير جداً ألفا بلوندي ، الذي لم تمنعه كل شهرته و تكالب المعجبين عليه من أن يكون ودوداً و حميماً في تعامله معنا نحن سكان عمارته. وأدركت أن ذلك الذي حسبته "لبطاً" و كرماً غير مبرر ما هو إلا بعض طبع ذلك الفنان الأصيل. وكم أدهشتني خلال لقاءاتي به مقدرة هذا الإنسان علي أن يكون لطيفاً ... برغم كل تلك الأضواء المسلطة عليه. رأيته يمشي بين العمال الذين يقومون ببناء إمتداد جديد لعمارته، يجلس بينهم علي الأرض و يحادثهم في أمر البناء. رأيته يوزع المال علي بعض الفقراء ممن جاؤوه طالبين.. رأيته يمر علي كل الجالسين في الكافتيريا يحادثهم و يواددهم و يستمع إليهم. ما سمعته يخاطب أحداً مهما قل شأنه وإلا ناداه بإسمه بكل تهذيب. رأيت الفرحة علي وجوه العمال و الحراس وحتي الباعة المتجولين حول الكافتيريا بوجود ألفا بلوندي بينهم. ولم أري له حارساً خاصاً – بودي قارد- ولا فتوات حوله. ورأيت "أبو" المسئول علي إيجار الشقق يمشي مختالاً بين الناس بحذاء في غاية الفخامة والجمال ووهو يردد بكل فخر: هذه هدية من ألفـــا.
    --------
    أضغط علي اللنك لتقرأ ... و تشاهد

    (1) بإختصـــار : عن ألفــــا بلوندي
    http://www.gatewayofafrica.com/artists/biography/69.html

    (2) صـــورة .. كافتيريــا : Café de Versailles
    http://www.alphablondy.info/article.php?aid=192

    يتبـــع ...
                  

09-17-2005, 11:03 PM

خالد الأيوبي
<aخالد الأيوبي
تاريخ التسجيل: 01-17-2004
مجموع المشاركات: 751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري (Re: خالد الأيوبي)



    أبيدجـــــان المدينـــة الأنثي .... 5

    أجمل و أطعم و أشهي أكلـــة ، في مطعم شــعبي نرتــاده من حين لآخر ... صاحبته إمـرأه . كل طاقمه نســاء. هي و بناتها ، يطبخن الطعام و يخدمن الزباين بكل همة و نشـــاط و لطف. تضحك الأم - نسيت إســمها - و أنا أعاني مع كل جرعة أرشفها من شراب الجنجر الحادق ولا أستطيع مقاومة الألم في حلقي، فأقح بصوت عالي، ثم أعاود الشراب، فشراب الجنجر "الجنزبيل-لا يقاوم. تسألني و يترجم لي أحد الزملاء "أليس عندكم جنجر؟"
    عندنا ولكن لا نشربه هكذا .. قليلاً منه في القهــوة.
    تســــعد جداً عندما يترجــم لهـــا زميلي قولي : هذا أشهي طعــام آكلـــه في أبيدجــان

    "أســيتا" فتاة مســلمة، في عقدها الثالث، موظفة في المنظمة في قسم التدريب، تدخل قاعة التدريب و تقف بكل ثقة أمام عشرات الرجال من الجنود و الضباط من ذوي القبعات الزرق، تحاضرهم عن عادات و تقاليد المجتمع في ساحل العاج وتجيب أعلي أسئلتهم. يحاورونها و يسألونها عن كل شئ .. بدءاً بالأكلات الشعبية و أنواعهــا ، مروراً بالمناسبات و الرقص والأغاني و إنتهــاءً بأماكن اللهو و صيد النســاء. فلا تتحرج أن ثجيب علي كل سؤال إجابات واضحة و مسئولة. في أيام الجمع تستبدل أســيتا الإسكيرت و البلاوز بالزي الشعبي المميز. فستان جميل بألوان هادئة يغطي كل جسمها، من أكتافها حتي قدميها، و عمامة كبيرة كعمامة ترباس بيضــاء مشغولة جوانبها بخيوط ملوبة تكسبها لمحة أنثويــة ، تغطي بها رأســها، و تحمل مسبحة في يدها تداعب حباتها كل حين، فتبدو كلوحة رائعــة رسمتها ريشــة فنان ماهر. تذهب أســيتا في جماعة من زميلاتها - كلهن في زي مشابه - لأداء صلاة الجمعة في المســجد. المرأة تســـير إلي جانب الرجل إلي المسجد. ولكنها تصلي في مكان مخصص للنساء. عشرات المساجد في أبيدجان تكتظ بالمصلين في يوم الجمعة. و تعود "أســيتا" بعد الصلاة لمواصلة عملها بكل نشاط.

    دخلت إلي شركة الكهربــاء لمقابلة المسـئول بخصوص خطأ في حســابي، وكان المسئول أمرأة متوسطة العمر، وكان مكتبها مكتظــاً بأصحاب المعاملات و الشكاوي. لكنهم مصطفون بنظام. كل من يدخل يأخذ مكانه في الصف. لا تسمع لهم ضجيجاً ولا يرتفع لأحدهم صوت. لا أحد يخالف النظام أو يتجاوز من جاء قبله. و كل من يصل إليها يحييها بأدب: بونجور مدام
    لا ينادي أحد في أبيدجان إمرأة .. إلا أتبع مناداته بكلمة مدام أو مودموزيل. إستغرق و جوي قرابة الساعة كنت خلالهــا أتابع تلك الموظفـــة بكل دهشة و إحترام. عشرات المراجعين أمامها تستقبلهم واحداً واحداً ، يجلس علي الكرسي المعد له أماها، تستمع إليهم بكل إهتمـــام، تتفهم مشكلاتهم، ثم تطرح عليهم الحل. لم يعترض أحد و لم يرفع أحدهم صوته محتجاً، ولم تتوقف هي عن العمل لحظة طوال فترة وجودي. وكل واحد منهم - وكان أغلبهم من الرجال - عندما قبل أن يجلس يحييهــا : بونجور مــدام ، و عندما يغادر يشكرها : ميرسي مدام.
    التهذيب في التخاطب و التعامل سمة من سمات أهل تلك المينــة و لكن إحترامهم و تهذيبهم أمــام المـرأة أكثر و ضوحـــاً و أدعــي لإعجـــــابي.


    و كنت هنــاك في عيد الأم ... ورأيت كيف تحولت الطرقـات إلي معارض لبيع الأزهـــار وباقـــات الورود. كميــة الزهــور المعروضة للبيــع في شــوارع أبيدجـــان .. أوحت لي بأن كل أم في تلك المدينـــــــة الأنثي قد تلقت في ذلك اليوم .. قبلـــة .. و وردة جميلـــة ..

    .. وللحديث بقية



    شـــارع .. في حي كوكودي (الذي غني له ألفـــا بلوندي ) ... في يوم عيــد الأم
                  

09-18-2005, 01:20 AM

salah elamin
<asalah elamin
تاريخ التسجيل: 04-07-2005
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري (Re: خالد الأيوبي)

    الاستاذ خالد الايوبي
    اثار مقالك الجميل الممتع
    ذكريات جميلة لسنوات قضيتها في مدينة لاغوس
    بنيجيريا
    ولعلك تتفق معي فن اننا السودانيين
    ينتابنا احساس بالانتماء عندما نكون في
    دولة افريقيا
    وقد صاحبني هذا الانتماء وانا اتجول
    في شوارع لاغوس ونيروبي واسمرا
    واديس اباباوانجمينا وكمبالا

    فتحس بل ان الناس هناك
    يعطونك هذا الاحساس الجميل
    يعطونك الاحساس بانك تنتمي اليهم

    وهو الاحساس الذي افتقدته وانا في اي دولة عربية .

    لك الود
                  

09-18-2005, 01:33 PM

خالد الأيوبي
<aخالد الأيوبي
تاريخ التسجيل: 01-17-2004
مجموع المشاركات: 751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبيدجــان .. المدينة الأنثي و أشــياء أخري (Re: خالد الأيوبي)


    العزيز صلاح ..


    Quote:
    الاستاذ خالد الايوبي
    اثار مقالك الجميل الممتع
    ذكريات جميلة لسنوات قضيتها في مدينة لاغوس
    بنيجيريا
    ولعلك تتفق معي فن اننا السودانيين
    ينتابنا احساس بالانتماء عندما نكون في
    دولة افريقيا
    وقد صاحبني هذا الانتماء وانا اتجول
    في شوارع لاغوس ونيروبي واسمرا
    واديس اباباوانجمينا وكمبالا

    فتحس بل ان الناس هناك
    يعطونك هذا الاحساس الجميل
    يعطونك الاحساس بانك تنتمي اليهم

    وهو الاحساس الذي افتقدته وانا في اي دولة عربية .





    أتفق معك تماماً أخ صلاح

    نسـتطيع التعايش بكل سهولة و يســر مع أخواننا العرب ، بحكم إشــتراكنا في اللغة و الثقافة و الدين - في الغالب - و ما ترتب علي ذلك من كثير من التشابه في التقاليد و العادات ..

    ولكن الإنتمــاء الذي يشــعر به الواحـد منا عندما يجد نفسه في أي دولة إفريقيــة لا يمكن تبريره بتلك العوامل وحدها لغة أو ثقافة أو إعتقاد.
    ذلك إحساس له طعم آخر.
    لذلك أقدر و أفهم شعورك و أنت في لاغوس و نيروبي و أديس

    لك الشكر علي الإضافة و لك الود


    =================
    بعيداً عن الموضوع...

    أخ صلاح ... لمحت إسمك و رسمك و إطلعت علي معلوماتك الشحيحة في البروفايل، فشهقت روحي توقــاً لأخ و صديق غائب عني في زحام الدنيا منذ سنوات عديدة. صديق أشــك في أن الزمان ســيجود علي بمثله.
    من إسمك و رسمك و معلوماتك الشحيحة، هتف بداخلي هاتف بأنك لا بد أخاه.
    فهل أنت شقيق / أحمد الأمين يوســـف البنــا ؟؟ (آداب الخرطوم/عمان/لندن/.؟؟..)

    في إنتظارك ... في إنتظاره علي أحر من الجمــر

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de