اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 05:05 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-25-2005, 07:24 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة

    نقدم هذه البوست عن قمع/ واستبدادية الحركة الشعبية لتحرير السودان.. لمن قاتلوا معها يوما ولاسيما الشماليين اليساريين العلمانيين/ الذين ما زالو يراهنون عليها/ وهو كتاب قام بتاليفه احد مقاتلي الحركة الشماليين تم اعتقاله من قبل قوات التحالف الوطني المشبوة ثم.. تم ركله الى معتقلات الحركة الشعبية وهناك شاف ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من جراء التعذيب الوحشي اليكم لمحات من الكتاب الوثيقة:
    _________________________________________________
                  

08-25-2005, 07:25 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    الكتاب
    الشرق تستعرض هذا الكتاب : مذكرات سجين سياسي في معتقلات الجيش الشعبي لتحرير السودان
    تاريخ النشر: الأربعاء 24 أغسطس 2005, تمام الساعة 04:08 صباحاً بالتوقيت المحلي لمدينة الدوحة


    تأليف: أمير بابكر عبدالله :
    مذكرات سجين سياسي في معتقلات الجيش الشعبي لتحرير السودان ... اتفاق السلام مشروع استراتيجي مفتوح على كل الخيارات
    وضعت اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية حدا لواحدة من اطول الحروب في القارة الافريقية، واندلع الصراع قبل اكثر من خمسة قرون مع مطلع الاستقلال بتفجر الحرب التي قادها التمرد الاول مطلع الخمسينيات.. هذا الكتاب يمثل سردا توثيقيا لملمح من تلك الصراعات المرة بين السياسيين في الفصائل السياسية المختلفة والمؤيدة للحكومة السودانية ومؤلفه هو الاستاذ أمير بابكر عبدالله مسؤول الاعلام بقوات التحالف السودانية ، ويروي الكتاب فصلاً مهماً لمرحلة ما قبل توقيع اتفاق السلام ودخول قوات الحركة الشعبية الى السودان وبهذا المفهوم يكون مؤلف الكتاب آخر المعتقلين السياسيين لمرحلة ما قبل الانتقال من الثورة الى الدولة.. يوجه المؤلف من خلال هذا الكتاب رسالة الى الرأي العام بوجه عام والى قائد الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق بوجه خاص.. وهي رسالة تحاكم قيادات الحركة الشعبية في الميدان والصورة التي كانوا يتعاملون بها مع حلفائهم من المعارضين بالفصائل المعارضة الاخرى.. وربما كان هذا التعامل المشوب بعدم الثقة مع كل ما هو شمالي هو السبب في فشل مبادرات السلام السابقة منذ اتفاقية اديس ابابا وحتى مبادرة المرغني قرنق وقبله اتفاق كوكادام. وتتمثل اهمية الكتاب في ان مؤلفه عايش الواقع كسجين قد لايكون محايدا كل الحياد لكنه دون شك افضل من يصف ذلك الواقع وهو يعايشه من الداخل. وينقله الى رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان موثقا دون مساحيق وهي تنتقل من الثورية الى الشرعية ومن الحرب الى البناء ومن التحرير الى التنمية وهي استحقاقات لن تنجح فيها الحركة ان لم تستصحب مشكلات الماضي وتضع المعالجات اللازمة لها.

                  

08-25-2005, 07:26 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    ست جلدات سراع»:-
    بالطبع، سيكون هناك من يطالبون بالصمت المطلق والطاعة العمياء. ونحن نتوقع ذلك من اليمين المتطرِّف؛ وأي إنسان آخر على دراية بسيطة بالتاريخ، سيتوقع ذلك من مثقفي اليسار أيضاً، ربما حتى بشكل أكثر حدَّة من اليمين. ولكن من المهم ألا نخاف من الجعجعة الفارغة الهيستيريِّة ومن الكذب، وأن نقترب ما استطعنا من مسار الحقيقة والشرف والاهتمام والقلق على النتائج الإنسانية التي تصدر من أفعالنا التي نجحنا فيها أو التي فشلنا في إتمامها. «إنها كلها بديهيات، لكنها تستحق أن تبقى في ذاكرتنا وأذهاننا. وفي ما وراء البديهيات، علينا التوجُّه نحو المسائل المحددة للبحث فيها، والتقصي ومن ثم القيام بالفعل اللازم». نعوم تشومسكي، في لقاء صحفي عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر..
    ويكتب فرانسيس مدينق: "الأشياء التي لا تقال هي ما يفرق الناس". ويكتب الشاعر والناقد فضيلي جماع في قصيدته، كون الرصاصة وردة:

    "وأن التخفي..

    وراء الحروف الرموز..

    بعصر الوضوحِ جريمةْ!"

    السيد رئيس الحركة الشعبية:

    في منتصف نهار الثالث من فبراير 2005، تسلمتنا المخابرات الأرترية في قيادة حرس الحدود الأرتري بخطاب من استخبارات الحركة الشعبية (خطاب تسليم وتسلم)، ورحلتنا إلى داخل العمق الأرتري. ولم يستغرق الأمر بضع دقائق ثم تنقلنا بواسطة عربة إلى إحدى النقاط الحدودية التابعة لها في منطقة "أديبرة". لنبقى في الانتظار حتى السابعة من مساء نفس اليوم، وتقذف بنا بعد ذلك، على بعد ثلاثة كيلومترات من الحدود السودانية.

    في غضون أقل من ساعة وجدنا أنفسنا وقد تجاوزنا الحدود إلى داخل الأراضي السودانية، وسط بلدة عوَّاض التي استقبلنا أهلها كما يليق بأخلاق السودانيين، وعلى رأس مستقبلينا ذلك الرجل الشهم، صاحب مطعم الفول الذي قدمه لنا على طريقة (البوش) الشهية، الأمين محمد عثمان، واعضاء اللجنة الأمنية بـ"عواض" الذين استضافونا في دارهم بدلاً من الزنازين، وأذكر منهم إبراهيم موسى أوشيك وحسين. لنبدأ رحلة أخرى في ضيافة الاستخبارات العسكرية من مدينة كسلا حيث رئاسة اللواء السادس، التي التقينا فيها بالسادة (لا أعرف رتبهم العسكرية) محمد صالح، ذلك الحلنقي الدمث الأخلاق أو هكذا بدا لي، وحسن إدريس وعادل ضوالبيت وآخرين. أناس لا يشبهون ما نعرفه وما نسمعه عن الاستخبارات العسكرية. سألت السيد محمد صالح مباشرة عن هذا الأمر، فقال لي إن هذا مرده إلى تصرفات فردية لا علاقة لها بمنهج العمل. قلت له: ليته كذلك. ثم انتقلنا بعدها إلى مدينة القربة حيث قيادة استخبارات الفرقة التي استضافتنا وعلى رأسهم الرائد محمد الأمين وعمر وأيمن، واحاطنا أهل القرية وعلى رأسهم عبدالله أحمد عبدالله وبابكر أحمد الطيب وميسرة الأبوابي ود. طارق الخير. وتم ترحيلنا إلى قيادة المنطقة الشرقية بالفاو، ومن ثم إلى القيادة العامة بمكاتب الاستخبارات التي استقبلنا فيها السيد سيف والتجاني وعمر غرفة وغيرهما. لتستقبلنا الخرطوم أخيراً، ونحن نردد مع الشاعر محمد عبدالحي "الليلة يستقبلني أهلي ..."
                  

08-25-2005, 07:27 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    التفت ورائي -وأنا أتلمس خطاي في شوارع الخرطوم- لأجد الحركة الشعبية، وقد أنجزت مشروع السلام بتوقيعها على إتفاق نيفاشا بينها وبين الحكومة السودانية، لا يزال ينتظرها الكثير، بل ينتظرها مشوار طويل ستبدأه من نمولي وحتى حلفا ومن الجنينة حتى كسلا إن شاءت، أو أنها ستبقى على إنغلاقها من نمولي حتى حدود 1956م، إن هي آثرت ذلك. فهي، وقد وقعت ذلك الاتفاق المنفتح على كل الخيارات، أرجأت تحديد مسارها -المرتبط بمصير الوطن الواحد او ستصير قصة بلدين- إلى نهاية الفترة الانتقالية.

    إذاً الطريق مفتوح على مصراعيه أمامها، وعليها أن تعمل من أجل أي واحد من الخيارين بكل جدية واجتهاد. وإن كانت لا تزال تتبنى أطروحات مشروع السودان الجديد، فبناؤه ليس بالأمنيات ولكن بالعمل والسهر والسير في طريق مضنٍ .. طريق لا يشبه طرقات الغابة بتعرجاتها والتواءاتها وكثير موانعها، طريق منبسط .. ولكنه زلِق. فطرقات الغابة ترغمك على السير فيها وعلى جنباتها بحذر، وتحسب خطواتك حتى لا تقع في الشراك الملغمة المنصوبة على امتدادها، ولا تفاجئك الكمائن. على عكس الطرق المنبسطة التي تغريك بالسير بأقصى سرعة ولكن عليك أن تحسن القيادة حتى لا يفلت منك المقود فتجد نفسك منقلباً رأساً على عقِب في أحسن الأحوال.

    إن الشعب السوداني بقطاعاته المختلفة الذي ظل يتطلع إلى الحركة الشعبية، حتى قبل أن يختبرها ولا أن يقترب من محيط قدرتها على الممارسة السياسية التي يتطلع إليها، ينتظر منها مشهداً سياسياً مغايراً تلعب دورها فيه باقتدار. وهذا يتطلب منها -إن هي أرادت أن تبقى صورتها في ذاكرة الشعب كما يعتقدها- أن تبدأ في تفعيل ميكانيزماتها للإسراع بتحقيق التحول الداخلي لها لمواكبة متطلبات المرحلة المقبلة.
                  

08-25-2005, 07:27 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    أول المطلوبات هو فك الإرتباط التنظيمي بين هياكلها المدمجة. فبعد ان وقعت الاتفاق صارت مطالبة بخطوات تنظيمية إجرائية من النوع الثقيل، وهي أولوية قصوى لمقابلة التزاماتها. فالحركة الشعبية ستعمل في ثلاث جبهات رئيسية عليها توزيع كوادرها وقاداتها ومناصريها بعناية لشغلها بكفاءة. الجبهة الأولى هي جبهة السُّلطة، وتتفرع إلى عدة جبهات أولاها السلطة التنفيذية الاتحادية، والسلطة التشريعية الاتحادية وفي الولايات الشمالية، فحسب الاتفاق يفترض أن تشغل الحركة أكثر من 20% من السلطة. حكومة الجنوب وولاياته، بسلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائية وعليها تغطية أكثر من 50% منها من جانب الحركة. إذاً هناك حكومتان مركزيتان، الحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب إضافة لحكومات 26 ولاية، يماثلها سلطة تشريعية بذات العدد.

    الجبهة الثانية هي العسكرية، فهي إضافة لجيشها الشعبي الذي سيظل مرابطاً حتى نهاية الفترة الانتقالية في ظل قيادة منفصلة، يتعين عليها تكليف قيادات في القوات المشتركة مع الحكومة حسب التوزيعات المشار إليها في بروتوكول الترتيبات العسكرية والأمنية. ويبدو المشهد أنها ستضطر إلى تصعيد الكثير من الكوادر الوسيطة لسد الثغرات الناشئة من جراء ترتيبات السلطة. وهي ما قبل التوقيع على اتفاق السلام ظل اهتمامها وتركيزها الأول على تدعيم قدراتها العسكرية، حيث ظل خيرة قادتها يباشرون العمل العسكري بشكل أو آخر. وهذا الفراغ الذي سيخلقونه بمغادرتهم لتلك المواقع لشغل مواقع لا علاقة لها بالعمل العسكري سيضعف من أداء الجيش الشعبي لفترة قد تطول وقد تقصر. هذا إضافة لمشاركتها في الأجهزة الأمنية الأخرى.
                  

08-25-2005, 07:28 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    أما الجبهة الثالثة والأهم فهي جبهة الحركة الشعبية السياسية. وهي الأهم لأنها سترتبط مباشرة بالجماهير والممارسة السياسية اليومية، مما سيكشف كثيرا من العورات إن هي لم تجوِّد الأداء، وتقصد إلى فعل سياسي مغاير، وتبتعد عن الغرق في مستنقع الممارسة السياسية التي عرفتها الجماهير طوال خمسين عاماً، وكانت السبب في هذا الدمار الذي تشهده البلاد ومات من مات بسببه من العباد.

    من خلال هذا الموجز، واضح أن الحركة الشعبية في موقف عصيب يضعها مباشرة أمام اختبار سياسي، الإجابات على أسئلته من الصعوبة بمكان، وتتطلب قراءة جيدة لقدراتها وخريطة واضحة المعالم لتحالفاتها. فالكراسي الشاغرة -على صعيد الجبهات الثلاث- أكبر من قدرات الحركة الشعبية لملئها إذا كانت تريد الجودة في أدائها خلال الفترة الانتقالية. وهي مرحلة لا تحتمل مناورات الغابة ولا سياسة رزق اليوم للوصول إلى مكاسب سياسية آنية.

    على صعيد السلطة فالحركة الشعبية شريك أساسي مع المؤتمر الوطني في الحكومة المقبلة، وبالتأكيد الحديث عن برنامج الحكومة بعيد عن هذه الحقيقة يبقى ضرباً من الوهم. فهو برنامج ستلقي عليه المرحلة السابقة بظلالها وسيلقي عليه الشريك الأساسي والحفاظ على ما تبقى له من مصالح بظلاله، كما ستلقى عليه الحركة الشعبية ومصالحها بظلالها. ثم إنه محكوم، في عمومياته، ببنود اتفاقية نيفاشا التي وقع عليها الطرفان، ولكن تظل تفاصيله تحتمل الحد الأدنى الذي يلبي مصالح الطرفين بشكل أساسي
                  

08-25-2005, 07:28 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    ولكن الحركة الشعبية مطالبة بالإعلان عن برنامج سياسي يهدف إلى وضع اللبنات الأولى لمشروع السودان الجديد. وهو برنامج مزدوج يستهدف المواطن والسودان وخدمته من جانب، ويستهدف الإنسان السوداني في الجنوب والجنوب كإقليم من الجانب الآخر.

    إذا كانت مرحلة ما قبل السلام قد فرضت على الحركة الشعبية إقامة سلطتها المدنية منفردة في الأراضي التي سيطرت عليها، فهي مسؤلة الآن عن تحقيق التحول الديمقراطي في الجنوب، وهي التي لها اليد الطولى في السلطة فيه بموجب الاتفاق. وهي إن كانت مضطرة للتعامل وفق الواقع -الذي فرضه الاتفاق- على المستوى الاتحادي، ففي الجنوب سيتجلى مدى التزامها بما كانت تطرحه على المستوى النظري. وبالرغم من أنها استبسلت طويلاً على طاولة مفاوضات الإيقاد للوصول إلى تقنين شرعية سيطرتها على الحكم في الجنوب ومشاركتها في الحكم الاتحادي، إلاَّ إنه عليها إبداء مرونة كبيرة في تعاملها مع الآخرين وتمليكهم حقوقهم السياسية المشروعة التي ساهمت هي بشكل رئيسي في انتزاعها، وأن لا تطل شرعية نضالها الطويل وتضحياتها التي قدمتها طوال سنوات بوجهها وتلقي بظلالها وهي تحاول إبداء تلك المرونة. وتلك آفة (التشبث بالسلطة) لازمت كثير من الحركات الثورية والتهمت أطروحاتها ورؤاها وأفرغتها من محتوياتها الإيجابية.

    وهي لذلك مطالبة هنا -?في حكومة الجنوب- بوضع برنامج واضحة معالمه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، منطلق من رؤاها وأفكارها حول السودان الجديد وكيفية بناءه. إن نجاحها -هنا في موطنها- في إنزال شعاراتها إلى أرض الواقع سيعزز كثيراً ويشكل دعماً قوياً لها وللمنادين ببناء السودان الجديد في كل السودان، ويؤكد قدرتها على الخروج من مآزق الشرعية الثورية إلى آفاق الشرعية الدستورية. وهي آفاق لها مسارات مختلفة عن مسارات الغابة، ولكنها مليئة بالعقبات.
                  

08-25-2005, 07:29 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    كما وأن مسؤولية كبرى تقع على عاتقها في دعم وتقوية النزعات الوحدوية داخل تلك البرامج، فلا أحد مسؤول غيرها هنا -في الجنوب- أثناء الفترة الانتقالية عن ذلك. فمن خلال تلك البرامج يمكنها الدفع بمكونات ومقومات الوحدة إلى الأمام، إن هي أرادت لنفسها التمدد سياسياً من حلفا إلى نمولي. ففضاء النزعات الانفصالية، الذي ساهمت هي فيه بشكل أو آخر أثناء حرب التحرير الطويلة الأمد، هو الجنوب وليس الشمال. ويمكن لها أن تلعب دوراً سلبياً في ذلك إن هي قررت الاكتفاء بحكم الجنوب، وذلك بتقوية النزعات الانفصالية عبر برامج سياسية حكومية وحزبية تهدف إلى تقويض أركان الوحدة داخل ذهنية المواطن السوداني في الجنوب، دون أن يكون الشمال طرفاً فيها. إن الوحدة التي يسمونها جاذبة مسؤولية الحركة الشعبية أكثر من غيرها فهي الشريك الأصيل في الحكومة الاتحادية، وهي صاحبة الغنيمة الأكبر في حكم الجنوب. كما وأن الاتفاقية واضحة المعالم، وإن كانت بها عيوب لكنها ستظل تمتلك القدرة على صنع وحدة خلاقة في إطار التنوع السوداني وستبقى الحركة الشعبية هي حجر الزاوية في تحقيق ذلك.

    غير هذا فإن الدور الكبير المناط بها لعبه في الحكومة الاتحادية سيعزز من كفاءة أداء حكومتها في الجنوب. فهي غير أنها ستكون أكبر شريك في السلطة لحزب المؤتمر الوطني، فإن هيئة الرئاسة (أو مجلسها) لا تكتمل بدونها، هذا على مستوى كل القرارات ذات الشأن والتي تتطلب موافقة ممثلها في تلك الهيئة. وذلك سيسهل عليها فتح قنوات شمالية جنوبية تؤسس فعلاً لوحدة على نحو جديد، وحدة قائمة على التراضي .. قائمة على العدل والمساواة في الحقوق والواجبات.
                  

08-25-2005, 07:29 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    ومثل مطلوباتها جنوبياً، فإن لتعاملها في الحكومة الاتحادية، التي هي جزء منها الآن، ولدورها الذي ستلعبه داخل المسرح السياسي في الشمال، التي هي جزء منه، شروطه. فهي بعد فرضها لواقع جديد بتوقيعها على اتفاق السلام، وضعت حصانها أمام عربة الممارسة السياسية والتحول الديمقراطي والحفاظ على حقوق الإنسان. وهي إن واجهتها عقبات أثناء مرحلة الكفاح المسلح، كما يمكن أن تبرر هي أو تجد من سيبرر لها، فعليها الآن إحداث التحول الديمقراطي داخلها أولاً، بعقد مؤتمر تنظيمها السياسي المفروض فيه إجازة هيكلها التنظيمي وبرنامجها السياسي وكافة برامجها ومتعلقاتها الحزبية التي تحقق تلك الخطوة الهامة في مسيرتها.

    وطالما أن الساحة أمامها مفتوحة على مصراعيها الآن، وأن الجماهير صارت تتطلع إليها كبديل سياسي قوي، بعد أن كانت تتطلع إليها كقوة عسكرية ضاربة، فإن عليها الترسيخ لممارسة سياسية مغايرة وجادة بدلاً من الممارسات السياسية (المصلحية)، التي ظلت متبعة منذ عقود ومعتمدة على مناهج غير سوية مثل المؤامرات والدسائس والكيدية، والتي وقعت في حبائلها مثل غيرها، وانغمست فيها أثناء فترة كفاحها المسلح. فالحركة الشعبية ما عادت تلك النجمة البعيدة المضيئة بالنسبة لجماهير الشعب السوداني التي ظلت تنتظر بيانات انتصاراتها العسكرية عبر الراديو والفضائيات وخطبها النارية ضد الأنظمة الحاكمة، بل هي الآن قلب السلطة الحاكمة وجسد سياسي يتحرك وسطها، وفكر وبرامج وممارسة عليها أن تلامس الواقع حتى تتفاعل معها تلك الجماهير وتحاكمها على اليومي منها والاستراتيجي.
                  

08-25-2005, 07:30 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    السيد رئيس الحركة الشعبية:..

    أعلم أنني أثقل عليكم بتلك الرسالة المطولة، وأن وقتكم ليس فيه من المجال ما يسمح لكم بقراءتها فالمهام التي أنتم مطلعون بها جسام. ولكني أثق في أنكم متى ما وجدتم الوقت اللازم لقراءتها ستولونها عنايتكم. لذلك دعني أتقدم باعتذار متأخر عن تكبدكم مشقة قراءتها.

    سيدي الرئيس:..

    إنني وإن قررت مخاطبتكم مباشرة عبر هذه الرسالة المطولة، فإنني آثرت تمليكها للكافة. فهي تجربة لم تعد تخصني او تخص الحركة الشعبية فقط، بل هي ملك للعامة طالما ارتبطت بالممارسة السياسية ومنهج الإدارة الحزبية، وطالما "انتهى عصر التخفي وراء الحروف الرموز." وأهدف من وراء نشرها إلى عرض وجهة نظري الخاصة فيما حدث من جانب، وفي تلمسي لجوانب اعتقدت أنها مهمة في ممارسة ومسيرة الحركة الشعبية من جانب آخر. إضافة إلى بعض الرؤى التي قد تبدو وجيهة وتتفق مع رؤاكم لمجمل الممارسة السياسية في السودان.

    كما أهدف من وراء نشرها إلى إنصافي من الظلم الذي وقع عليَّ من قيادتكم في الجبهة الشرقية، ولست أسعى من وراء ذلك إلى إنصاف مادي، بل ستنصفونني بكل حيادية إذا ما ارتقت الحركة الشعبية بالممارسة السياسية السودانية إلى آفاق الشفافية وترسيخ مفاهيم الممارسة الديمقراطية الحزبية أولاً وعلى مستوى الدولة والمجتمع ثانياً. كما ستنصفونني بتعزيز أركان مشروع السودان الجديد عبر برامج واضحة تهدف إلى إزالة الفساد وقطع دابره، وإلى تنمية حقيقية تنهض بالسودان جميعه. وإلى قطع الطريق أمام التجاوزات لحقوق الإنسان. وذلك لن يتم إلاَّ بقدرات كبيرة وعبر آليات عمل ضخمة ومن خلال حشد أوسع للطاقات. هذه الحركة الشعبية التي ظل الكثيرون يتطلعون إليها، وهي قادرة على تحقيق ذلك إن شاءت، كما وأنها قادرة على إزالة كل التشوهات الملتصقة بجسدها وتلك الأورام قبل أن "تتسرطن"، إن هي تجاوزت تلك العقلية الاستعلائية المقابلة لإستعلاء (المركز) أو كما يقول الفيزيائيون "المساوية له في المقدار.. المضادة له في الاتجاه".
                  

08-25-2005, 07:31 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    السيد رئيس الحركة الشعبية:..

    اسمح لي وعبر هذه الرسالة الموجهة لكم أن أتقدم بالشكر إلى العديد من الأطراف والأشخاص الذين لا يسعني إلاَّ أن أفعل ذلك تجاههم. وأبدأ أولاً بكل من وقف إلى جانبنا مؤازراً ومنتصراً لقضيتنا، وإلى كل من قدم لنا مساعدة من أي نوع ونحن داخل أسوار السجن، ولكل من طالب بإطلاق سراحنا أو عمل عليه بأي درجة.

    وأخص بالشكر الكاتب الكبير الأستاذ محمد محمد خير، الذي حيَّر الأرتريين بكتاباته النافذة وعباراته الرشيقة التي ناصرتني وشدت من عضدي وأنا أرزح تحت وطأة القهر المخابراتي الأرتري، والتي قرأتها بشغف وفخر بعد خروجي.

    وللصديق (الفذ) عادل عبدالعاطي الذي لم يأل جهداً ولم يترك منبراً إلاَّ وطرقه من أجل التبصير بأمر إعتقالنا ونشره، ووقوفه بصرامة وقوة مطالباً بإطلاق سراحنا، سواء من المعتقلات الإرترية أو سجون الحركة الشعبية، إنطلاقاً من مبدأ ثابت وعقيدة راسخة بحق الإنسان في الحرية. له الشكر الذي يستحقه، وكذلك الصديق معتز عثمان عبدالرحمن (الفحل) القيادي في الحركة الوطنية الثورية وعضو المكتب التنفيذي للتجمع الوطني الديمقراطي، الذي كانت لزيارته لنا، إبان وجودنا في المعتقلات الأرترية، فعل السحر وكبير الدعم المعنوي، وكان لدعمه العيني الذي سربه إلينا رغم أنف الحراسة الإرترية كبير الأثر في نفوسنا، والشكر أيضاً للأستاذ أحمد عبدالرحمن، القيادي في تنظيم مجد، الذي كان لزيارته ولذلك التنوير الضافي الذي قدمه لنا كبير الأثر في تجاوزنا لتلك الفترة العصيبة، أيضاً إلى بعض أفراد سرية الجيش الشعبي التي كانت ترابط قرب موقع اعتقالنا لدى المخابرات الإرترية وتؤدي مهام إدارية هناك. وأفراد قوة الحركة الثورية الذين لم يبخلوا علينا بتقديم العون. ولأولئك الصامدين من قوات التحالف السودانية الذين اخترقوا كل حواجز العزلة المضروبة حولنا وهم يسربون إلينا الأخبار الشفاهية والأوراق التي تحمل الكثير مما جعلنا نواكب الأحداث دون انقطاع ونقيم موقفنا بشكل أقرب إلى الصحيح من ناحية، وتكفلهم بمدنا بكل ما نطلبه عينياً في حدود قدراتهم.
                  

08-25-2005, 07:31 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    ولن يفوتني في هذه السانحة التقدم بالشكر لأفراد بعينهم في الجيش الشعبي، وعلى رأس هؤلاء أفراد سجن "ربدة" (مشار) رقيب السجن، أنقوي، مديت، دينق ذلك الدينكاوي القصير الذي قدم لنا الكثير من العون من حُرِّ ماله كما يقال، جستنياك أو "مكاناموتو"). وللذين رافقونا رحلة السجن وعلى رأسهم من الضباط (مشار أتوير، ماكوير، ديفيد، ستيفن) ومن الأفراد (مجوك، أبو حديد، أليكو، مشار، وغيرهم) ومن الأسرى (الهادي وعبدالباقي وغيرهما).

    وفي سجن "خور ملح" من الإدارة (الملازم طون، مجاك، دينق مرتاح، بيتر) ومن النزلاء (عيدي، أكوت أكوت، جمال، محمد علي حماد، عبدالله حجر، عمنا إلييا، وكثيرين آخرين)، كل هؤلاء وغيرهم من الذين قدموا لنا العون بشكل أو بآخر، كان لهم الدور الأساسي في تجاوزي تلك المرحلة بقساوتها وجفافها، وخففوا علينا وطأة السجن ومحاولات القهر التي حاول السادة الكبار ممارستها ضدنا. فلهم جميعاً كل تقدير.
                  

08-25-2005, 07:32 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)
                  

08-25-2005, 11:20 AM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    أستاذ محمود الدقم

    بوست جدير بالقراءة

    لي عودة بإذن الله

    لك التحية والإحترام
                  

08-25-2005, 11:36 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: نهال كرار)

    اخونامحمود الدقم
    ويكفى حكومة السودان عارا فليس لها أسرى فقد أثخنت وشدت الوثاق وفسحت ولم تفادى وكأنها وكأنها كانت تقاتل سفرديما وليس سودانيين‍‍!!
    صحيح الاختشوا ماتوا!
    فليحمد الله انه حيى يرزق ولم يتم تفسيحه كأخوتنا في جنوبنا الحبيب!
    محمود ونهال
    اسالوا أخوتكم عن معنى مصطلح تفسيح
    جنى
                  

08-25-2005, 01:12 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    الاخت الكريمة نهال تحياتي وفي انتظار تعليقك ان شاء الله، (جني) حاول ولو مرة واحدة ان تميز بين الشمس والقمر.. ولو مرة واااااااااااااحدة!!!!

    ****** ***** *****
    والان نواصل سرد القصة الماساوية للاستاذ امير بابكر العلماني الشمالي في معتقلات (غوانتنامو -الحركة الشعبية) التي ما زال علماني ويساري المنبر يصقفون لها ولديمقراطيتها الزائفة.

    يكشف الكاتب في السرد ادناه فصل من سياسية العنصرية الشوفنية تجاهه كعلماني شمالي وتجاه بعض ابناء الجنوب ذات نفسه، وينعي ويتاسف على السودان الجديد والمدينة الفاضلة التي وعدت بها الحركة السودانين، يحكي وعلى نحو مرير جدا وجبات الغذاء في معتقل الحركة الرهيب حبات عدس للوجبة!!! ياللهول!!! يحكي عن توسلاته وزملاؤه الشماليين وحتى الجنوبيين في المعتقل الرهيب لقيادة الحركة الشعبية ان تفرج عنهم لكن لا حياة لمن تنايي نواصل سرد الماساة الملهاة:
                  

08-25-2005, 01:14 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    وضعت اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية حدا لواحدة من اطول الحروب في القارة الافريقية، واندلع الصراع قبل اكثر من خمسة قرون مع مطلع الاستقلال بتفجر الحرب التي قادها التمرد الاول مطلع الخمسينيات.. هذا الكتاب يمثل سردا توثيقيا لملمح من تلك الصراعات المرة بين السياسيين في الفصائل السياسية المختلفة والمؤيدة للحكومة السودانية ومؤلفه هو الاستاذ أمير بابكر عبدالله مسؤول الاعلام بقوات التحالف السودانية ، ويروي الكتاب فصلاً مهماً لمرحلة ما قبل توقيع اتفاق السلام ودخول قوات الحركة الشعبية الى السودان وبهذا المفهوم يكون مؤلف الكتاب آخر المعتقلين السياسيين لمرحلة ما قبل الانتقال من الثورة الى الدولة.. يوجه المؤلف من خلال هذا الكتاب رسالة الى الرأي العام بوجه عام والى قائد الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق بوجه خاص.. وهي رسالة تحاكم قيادات الحركة الشعبية في الميدان والصورة التي كانوا يتعاملون بها مع حلفائهم من المعارضين بالفصائل المعارضة الاخرى.. وربما كان هذا التعامل المشوب بعدم الثقة مع كل ما هو شمالي هو السبب في فشل مبادرات السلام السابقة منذ اتفاقية اديس ابابا وحتى مبادرة المرغني قرنق وقبله اتفاق كوكادام. وتتمثل اهمية الكتاب في ان مؤلفه عايش الواقع كسجين قد لايكون محايدا كل الحياد لكنه دون شك افضل من يصف ذلك الواقع وهو يعايشه من الداخل. وينقله الى رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان موثقا دون مساحيق وهي تنتقل من الثورية الى الشرعية ومن الحرب الى البناء ومن التحرير الى التنمية وهي استحقاقات لن تنجح فيها الحركة ان لم تستصحب مشكلات الماضي وتضع المعالجات اللازمة لها.

    "إن الحياة خلية خاصة جداً، وكلما ازداد فكر الإنسان صغرت الأمتار المربعة التي يجدها تحت تصرفه. أما اهم ما في الموضوع فأن يعرف كيف يقيم في ذاته هذا التوازن الذي يجعل العالم واسعاً كالسماء"، هكذا يقول الروائي الإيطالي فاسكو براتوليني في روايته "أخبار شعبية" على لسان الراوي. أو هكذا كان حالي- ورفاقي- عندما قررت قيادة الحركة الشعبية في الجبهة الشرقية نقلنا من سجن "ربدة" إلى سجنها في "خور ملح".
                  

08-25-2005, 01:16 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    كنا مع مضي الوقت قد اخترقنا، بفعل منظم، كل محاولات حصارنا داخل أسوار السجن الشوكية، وساعدنا في ذلك بؤس السجن وخلوه من أي مورد ماء، مما يجعل إدارته تضطر إلى السماح لنا بجلب ماء الشرب- كما تفعل مع السجناء الآخرين- من الآبار (الجمامات) القائمة على المجرى المائي الموسمي الذي يلتف حول منطقة "ربدة" ومن خلفنا بندقية الحارس مشهرة. استطعنا إقامة ذلك التوازن المطلوب وزيادة مساحة العالم حولنا بما يكفي ولكن- دون شك- ليس باتساع السماء.

    في غدونا ورواحنا ذاك كثيراً ما كنا نلتقي بمعارف لنا، سواء من الفصائل المسلحة الأخرى أو من مقاتلي الجيش الشعبي الذين لم تلق بهم الأقدار داخل السور الشوكي أو بعض من رفاقنا في التحالف الذين آثروا البقاء في منطقة "ربدة". كل اولئك كانوا يمثلون لنا دعماً معنوياً ومادياً رغم ذاك الحصار، وحتى أصبع الحارس الذي ظل يرافقنا في رحلتنا اليومية صار يبتعد قليلاً عن الزناد، إلى أن وصل مرحلة أن يسمح لواحد منا بالانطلاق للسوق الواقعة على الضفة الأخرى من المجرى النهري. تلك هي المرحلة التي ربطتنا بالعالم خارج منطقة "ربدة" وصرنا نتواصل عبر رسائل شفاهية مع قيادتنا عبر مدينة كسلا حتى وصلنا مرحلة التواصل عبر الرسائل المكتوبة، كل ذلك ومخابرات الحركة الشعبية مستغرقة في النوم على أذنيها.
                  

08-25-2005, 01:17 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    كانت تلك مساحة كافية لنحدث ربكة ما وعلينا استغلالها. ظللنا نستمع من كل الذين التقيناهم لما تطلقه قيادة الحركة في الجبهة حول أمر اعتقالنا وما تحاول أن تبثه من مبررات، مثل خطورة عودتنا للسودان ونحن نحمل كل تلك المعلومات الخطيرة عن المعارضة، هذا في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات بين الحركة الشعبية وحكومة الخرطوم مرحلة جرد الحساب على كافة المستويات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية وما تبقى كان مجرد رتوش لتجميل وجه كل منهما، أو أن علينا الانضمام للحركة- أو أي تنظيم سياسي آخر في حال مخاطبتهم للقوى الأخرى- لدورنا (الكبير) الذي قمنا به خلال مرحلة النضال وأننا أصحاب (قدرات) لا يستهان بها، بل يجب الاستفادة منها .. وهل يتم هذا رغم أنفنا؟!

    طرحنا لقيادة الحركة عبر رسالة شفاهية نقلها إليهم بعض رسلهم الذين كنا نلتقيهم داخل السجن، فكرة كانت ستساعدهم في الخروج من مأزقهم وورطة ووجودنا في ظل هذا الوضع بينهم. طرحنا عليهم إطلاق سراحنا فوراً لما سيحققه من مكسب سياسي بالنسبة للحركة في مرحلتها المقبلة، بعد ملابسات اعتقال الأريتريين لنا، أو معاملتنا كمواطنين موجودين داخل منطقة يسيطرون عليها ويديرونه مثلها والجبهات الأخرى إلى حين التوقيع النهائي على اتفاق السلام، إن كانوا لا يستطيعون إطلاق سراحنا نهائياً وفتح الطريق لعودتنا لأهالينا. كانت الفكرة ورطة أكبر بالنسبة لهم، خاصة بعد أن أذعناها في تلك المساحة التي خلقناها.
                  

08-25-2005, 01:18 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    لكن يبدو انهم مع افتقارهم للحس السياسي فقدوا الحس (الثوري) بعد تلك الرحلة المضنية والطويلة من النضال، فقد كان ردهم كاشفاً لعقلية استمرأت الاستخفاف بعقول الآخرين عندما قالوا انهم لا يستطيعون ذلك؛ لأن علينا في هذه الحالة العودة إلى الأريتريين كلاجئين وأنهم لا يستطيعون التكفل بمسألة طعامنا وسكننا ولا توفير الحماية لنا.

    مسألة عودتنا كلاجئين في أريتريا نعلم ويعلمون أنها ليست مستحيلة فقط، حتى أثناء بقائنا في أريتريا لم نفكر فيها ولا في تلك الإغراءات بالهجرة من بوابتها إلى تلك "البلاد التي تموت من البرد حيتانها". فقد كان وجودنا فيها مرتبط بظروف سياسية محددة أما وقد انتفت أسباب بقائنا فيها فإن وجهتنا هي السودان، فلا نحن سنقبل ذلك ولا الجبهة الشعبية الحاكمة في إريتريا ستقبل وجودنا بعد أن واجهت تلك الضغوط من أجل إطلاق سراحنا. أما مسألة حمايتنا وأكلنا وشربنا فكان هذا العيب الأكبر، أن لا تستطيع الحركة الشعبية- بجلالة قدرها- ذلك، كان مثار استهجان أكثر منه مثار ضحك بالنسبة لنا رغم أننا ضحكنا لهذا القول. وحسبناها؛ إن استقطعت قيادة الحركة الشعبية في الجبهة الشرقية من تعيينها الشهري عشرة حبات "عدس" وخمس ذرات "شكر" وعدة جرامات من "الدقيق" وقليل من "الزيت" الذي تبيعه لاستطاعت توفير معاش مائة شخص ناهيك عن أربعة أو خمسة. والغريب أننا كنا نأكل ما يمكن أن نسميه "وجبتين" داخل السور الشوكي، وكنا نستظل تحت تلك السقيفة التي أقمناها من الأغصان والكرتون ونتوسد بعض الجوالات الفارغة التي حصلنا عليها مع مرور الأيام، وكانت تحمينا تلك البنادق التي تحرسنا في ذات الوقت، والتي يحملها مقاتلون في الجيش الشعبي وليست بنادق جيش آخر. كل هذا يحدث ولكن نحن داخل السجن، إذاً المسألة ليست كما يقولون.
                  

08-25-2005, 01:20 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    وأشير هنا إلى العديد من المظاهر التي تطبعت بها القيادات في الجيش الشعبي أو "البنجات ومفردها بنج"، على الأقل في الجبهة الشرقية، وأهمها استغلال التراتبية العسكرية لخدمة مصالح شخصية تخص هذا القائد أو ذاك، وينسحب ذلك حتى على مستوى القيادات الدنيا من ضباط الصف. هذا يدعمه الغياب الكامل للضوابط القانونية- أو تغييبها- التي تحكم العلاقة بين الأفراد، فمن السهل جداً أن يقودك إلى السجن مزاج رتبة أعلى لم ترق له شخصيتك ناهيك أن تخالف تنفيذ أوامره الخادمة لمصالحه وليست تلك التي تخص العمليات العسكرية، ويمكنك أن تبقى بين أحضان السور الشوكي إلى أن (يعتدل) مزاج الرتبة الأعلى وسيكون حظك في أسوأ حالاته إن غادر القائد المعني المنطقة لأي سبب من الأسباب، وإذا طال غيابه ما عليك سوى انتظار لجنة عليا، لا يدري إلا الله متى ستنعقد، لتنظر في مشكلتك.

    إلاَّ السلاح، ممنوع بيعه أو التصرف فيه هنا في الجبهة الشرقية، أما التعيينات فتباع (على عينك يا تاجر) أو تحت مسميات وبنود إدارية تفتح المجال على أوسع نطاقه للاتهامات بالتلاعب بعائداتها،كما يروي أفراد الجيش الشعبي الذين يتوقون إلى حياة مثل تلك التي يعيشها قادتهم (على بؤسها) و"لم تكن متاعب العمل ولا مشقات الوجود، ولا آلام كل ثانية لتكبح غريزتهم" كما يقول الإسباني سبستيان جوان في روايته دروب الليل. وهذا ما يرويه لي أحد الملازمين المعتقلين داخل السور، وهو من الذين التحقوا بالجبهة الشرقية ضمن قوات (Timber)، أن سبب وجوده هنا هو بيعه سلاحاً كان قد حصل عليه في معركة خاضها ضد القوات الحكومية في منطقة "رساي" ولم يكن قد مضى على وجوده في الجبهة سوى عدة أسابيع. يقول في حسرة مقهوراً: "إننا في الجنوب نعيش من بيع السلاح الذي نحصل عليه في المعارك التي نخوضها ضد القوات الحكومية والمليشيات التابعة لها. الجيش الشعبي لا يصرف لنا مرتبات، ولكن يسمح للواحد منا ببيع كل الأسلحة الخفيفة التي يحصل عليها بعد أن يودع واحدة منها لدى مخزن السلاح الخاص بوحدته وأي أسلحة ليست من فصيلة الأسلحة الخفيفة. لقد أمضيت حوالي سنتين هنا في الجبهة الشرقية، أكثر من سنة ونصف السنة منها بين الأسوار ولا أحد يريد أن يفتي في امري.. ينتظرون اللجنة العليا التي ستأتي من الجنوب بعد انتهاء المفاوضات مع الحكومة. كل ذلك بسبب أنني بعت قطعة سلاح واحدة بعد أول عملية عسكرية خضتها ضد القوات الحكومية. ويواصل- في استهجان- لن تستطيع القيادة هنا أن تفعل لي شيئاً بل ستنتظر إلى أن يأتي قائد الجبهة "كوماندر توماس سريليو"، يقولون إنه سيحضر قريباً في رفقة وفد كبير من قيادات الحركة العليا. حتى قضيتكم هو من يستطيع أن يحسمها."
                  

08-25-2005, 01:31 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    Quote: الاخت الكريمة نهال تحياتي وفي انتظار تعليقك ان شاء الله، (جني) حاول ولو مرة واحدة ان تميز بين الشمس والقمر.. ولو مرة واااااااااااااحدة!!!!

    العتب على النظر!
    كثيرا ما أقرأ اسمك البجم بدلا عن الدقم
    فلا أعرف ان كنت أصبت أم أخطأت!
    جنى
                  

08-25-2005, 01:22 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    كنا في بعض الأحايين، أثناء سعينا بين صفا منابع الماء ومروة السور الشوكي، نلتقي العديد من قيادات الحركة العليا في الجبهة الذين ظلوا يتهربون من لقائنا مباشرة، نلتقيهم ويلتقوننا دون رغبة منهم في ذلك، وكأننا العدو الأول لهم. إلى أن كان ذاك اليوم الذي التقينا (مجدي سيد أحمد وياسر وأنا) فيه المقدم "ياسر جعفر" وكان في تلك الفترة يمثل قائد الجبهة في ظل الغياب الذي امتد لفترة طويلة لقائدها المكلف "كوماندر توماس" لأسباب متعلقة بجولات التفاوض واللجان المصاحبة لها. هكذا وجدنا امام عربته التي يقودها، دون سابق إنذار (أو من حيث لا يحتسب)، وبقدر ما حاول أن يتفادى لقاءنا بقدرما كان الطريق ضيقاً جداً. لم يكن من مناص أن يوقف عربته ويترجل- وهو الذي كان يتردد على مكتبي في مقر المكتب التنفيذي للتجمع الوطني الديمقراطي بأسمرا لأنجز له بعض الأعمال التي تخص الجيش الشعبي ولكن ماذا نقول غير ما يقوله الفرنسيون Ci la vie- وها هو يسلم علينا بحرارة مفتعلة، أدهشت كل من كان على الطريق في تلك الأثناء حتى حارسنا أصابته لعنة الدهشة فلم يدر أيصوب بندقيته نحونا ونحن مغمورون في أحضان قائد الجبهة أم يقف في وضع (جنباً سلاح). وبين هذه وتلك قال له "مجدي": "نحن نعلم الوضع الذي أنتم فيه بسببنا". فرد عليه "أنتم مجرد أمانات عندنا" فقلنا معاً "لسنا أمانات بل ودائع عندكم"، ووعد بأن يلتقينا في وقت لاحق لكن لم تكن لديه الشجاعة الكافية لذلك.

    سيدي رئيس الحركة الشعبية..

    من السهل أن نرتكب الاخطاء، لكن الاعتراف بها ومعالجتها ومن ثم تجاوزها يتطلب شجاعة لا تتوفر سوى لدى الذين يدركون ان الحياة هي المعلم الأكبر. وأننا، طالما على قيد الحياة، سنظل مجرد تلاميذ فيها، أما الذين يقفون موقف المعلمين الأبديين ويقفون عند حد هذا السقف، فلن يعترفوا بأخطائهم ولن يسعوا لتجاوزها وبالتالي لن يتعلموا منها.
                  

08-25-2005, 01:24 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    بالرغم من أنها بثت حزم من الهالات البراقة حول محيطها منعت الاخرين من رؤيتها بوضوح، ظلت الحركة الشعبية لتحرير السودان تلتف حول نفسها وتراوغ حقيقة عدم قدرتها على الخروج من شرك ممارسات السودان القديم. وإذا كنت قد ذكرت في وقت سابق أن ما يميز جديد السودان من قديمه هو مجموع منهج وسلوك وممارسة تقود إلى تنزيل الرؤى والأفكار واقعاً مرئياً لا أن تظل مجرد شعارات تتنازعها الريح فنضطر إلى ثقب القماش الذي خطت عليه، فإن الحركة الشعبية بتبنيها المطلق لدعوة السودان الجديد وبنائه واستفار مجهوداتها وقدراتها من أجل ذلك، بل وذهابها إلى إطلاق اسم السودان الجديد على المناطق التي سيطرت عليها، منحتني- كما منحت غيري- حق رؤيتها من خلال هذا (الزوووم) ومقاربة ما تدعيه مع واقع الأمر، ومدى مفارقتها للسودان القديم منهجاً وممارسة.

    تعب السودان والسودانيون حقاً من منهج السودان القديم وممارساته، وظلوا يتطلعون إلى مَن ينتشلهم مِن وطأته، حتى أن جدتي أمد الله في أيامها "التي لا ترى في الوجود سوى صورة السيد علي بعد أن انتقل إلى بارئه" سئمت من ذلك المنهج وتلك الممارسات حتى قالت لي مرة كما أخطر محلل سياسي: "ليأتي جون قرنق ونجرب حكمه.. فقد جربنا السودانيين من كل لون ولم يتبق لنا سوى جون قرنق فربما يكون عنده الدواء لهذا الداء (الإسمو) الحكومة".

    "ليأتي قادة الحركة ويحكمون" ولكن كيف؟! هذه "الكيف" رددتها الألسن كثيراً ودبَّجت بها المقالات والدساتير والمواثيق والآن الاتفاقيات التي فرضها اختلال القوى لدى كل الأطراف وتم وزنها بقوة الضغط الدولي. ولكنها تظل مربط الفرس والدواء الذي تقول به جدتي. كما تظل الاختبار العملي الذي تكبو عنده كل الجياد. ولارتباطها الوثيق بجملة مفاهيم متعلقة بها وتركيبة معادلات لا تحتمل التهاون في نسب عناصرها، بقيت (هذه الكيف) معضلة كبرى عند ممارسة الحكم، في السودان الغني بالتنوع والتعدد، عملياً تحت ظل مفاهيم لا تستوعب ذلك التنوع والتعدد ومعادلات مختلة نسب عناصرها. وهو ما قاد إلى "اندماجنا عيانياً متزايداً في ممارسات دولة تعبر حتى أدق التفاصيل عن علاقتها مع مصالح خاصة محددة"، كما يقول نيكولاس بولانتزاس في كتابه نظرية الدولة.
                  

08-25-2005, 01:26 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    إن "الكيف" يبدأ- سيدي رئيس الحركة الشعبية- كما تعلمون، من عوامل داخلية تتعلق بالتطور الذاتي للسلطة الحاكمة وعلاقتها بجهاز الدولة وكيفية توجيهه وإدارته وتتعلق قبل ذلك بذلك الجهاز وماهية تركيبته والدستور الذي تراضى عليه الجميع ليحدد العلاقة بينهم وبينه. فهي إما دولة مقعدة تأتي سلطة ما (بأي صورة انقلابية أو ديمقراطية مع العلم أن الديمقراطية كنظام حكم لاتتسق مع الدولة المقعدة) لتوجه عجلة مقعدها عبر طرقاتها لبلوغ غايات ومصالح محددة. أو دولة فاعلة اتفق الجميع على الدستور الذي يحكمها ويحكم العلاقة بينهم وبين أجهزتها؛ وفي حالتنا دستور يستوعب السودان أرضاً والسودانيين بشراً.

    فإذا وصفنا الدولة السودانية منذ الاستقلال وصنَّفناها بأنها مقعدة، فقد أدى بها قادتها إلى ذلك. أدوا بها إلى أن تظل كسيحة حتى يسهل قيادة مقعدها، لعجزهم عن الإيفاء بالتزامات القيادة وأهمها التواضع على خدمة الجماهير والعمل على تحقيق طموحاتها، ولاختيارهم الحلول التي تخدم مصالحهم الحزبية والتي تقود إلى تحقيق مصالحهم الخاصة وإرضاء نزعاتهم الذاتية.

    إن أس الداء هو في ادعاء الديمقراطية، وأنجع دواء لحالتنا (السودانية) هو الديمقراطية، ولكن لها شروطها التي لا نقدر على الالتزام بها إلاَّ إذا ما تنازلنا عن كثير من الذاتية التي تتحكم في دواخلنا وتحكم تطلعاتنا. وستظل تلك عقدتنا الكبرى (أي الديمقراطية) طالما ارتبطت بتحقيق مصالحنا الخاصة، أو مارسناها بمفهوم (عليَّ وعلى أعدائي). ولا تزال مسألة الديمقراطية، وستظل، تمثل كبوة منظوماتنا السياسية التي وصلت إلى السلطة والتي لم تصل إليها فدائماً ما تنكفئ جيادهم على وجوهها عند أول منعطف. فهي معنية أولاً بالتربية.. نعم بالتربية التي يلعب فيها البيت دوراً كبيراً ومفتاحياً ففاقد الشيء لا يعطيه. وهي كذلك معنية بمناهجنا التعليمية من مراحل ما قبل التعليم الإلزامي وحتى مراحل التعليم العالي (ولنراجع في هذا الصدد مناهجنا التعليمية منذ الاستقلال وإلى دولة المشروع الحضاري). كلها مبنية على قيم مطلقة مثل حب الخير والتسامح ومساعدة الضعيف، ولكنها لا تقود إلى تحقيق قيم محددة مثل الاعتراف بالآخر وحقوقه ولا على قواعد الديمقراطية وكيفية ممارستها. فها هي جامعاتنا لا يكاد يمر عام أو شهر حتى ترى (سيخها) و(ملتوفها) متطاير في أركان النقاش. ليس هذا بذنبهم، فقد تربوا على ذلك (إما معي أنت، أو مع عدوي إن لم تكن عدوي).
                  

08-25-2005, 01:28 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    الحديث عن بنية منظوماتنا السياسية وعلاقتها بالممارسة الديمقراطية- برغم كل تلك الديباجات التي تسطرها في وثائقها المعلنة- يكشف مدى ورطتها حتى أخمص قدميها في ترسيخ النزعات الشمولية؛ فقيادتها بين الإيديولوجية والطائفية تنزع إلى الأبدية، وتصدر ما تصدر من الفرمانات المؤقتة (بسبب الظروف الطارئة المستمرة) ما تصدر من أجل تقنين وضعها الأبدي، وتعمل على إزاحة السلم من أمام كل من يحاول الصعود إلى أعلى بشتى السبل والحيل.

    وهي منظومات تفتقر أصلاً إلى (مواعين) واسعة تستطيع عضويتها أن تمارس حقوقها، التي تكفلها لها تلك الديباجات والوثائق، من خلالها. فالبنية التنظيمة لتلك المنظومات غير مؤهلة لاستيعاب الممارسة الديمقراطية الحقَّة. فهي بنيات جامدة لا تتفاعل مع الحراك الاجتماعي المتزايد ولا الوعي السياسي المتنامي مما يقود في النهاية إلى تلك الانشطارات باسم الديمقراطية. وكما يقولون- ما بني على خطأ حتماً يقود إلى الخطأ، فإن التضييق على الممارسة الديمقراطية الداخلية لتلك المنظومات يقود حتماً إلى تفجر الصراعات الداخلية، وربما تتبنى بعض القيادات- تحت دعاوى الديمقراطية التي تفتقر إليها أصلاً- وباسم الديمقراطية قيادة تلك الصراعات والانشطارات.

    وتبدو أبرز تجليات سوء الممارسة الديمقراطية في عدم احترام الآخر ورأيه، فما أن يخالف أحد الزعيم في الرأي حتى تنبري له أسنة بطانته وقبلها تنبري لها مقدرات الزعيم نفسه في إظهار قدراته على هزيمة من يخالفه الرأي بكافة الوسائل هذا إذا فشل في قمعها أصلاً بقدرات مؤسسته الحزبية الخاصة. ففي ظل انعدام تلك المواعين التنظيمية التي يستطيع ذلك الآخر التعبير من خلالها عن رأيه تبرز مساوئ استخدام عصا الديمقراطية، فللزعيم عصاته التي يستخدمها ولصاحب الرأي المخالف عصاته وكلاهما ذات رؤوس (نووية) متعددة، فأما الزعيم فيستخدم الديمقراطية الزائفة التي توفرها له الأغلبية المؤيدة، أما الآخر فأبسط ما يفعله هو خروجه عن المؤسسية رغم أن بنيتها غير مؤهلة لاستيعاب مثل (ترهاته تلك) ولكنه ارتضاها وربما ساهم بشكل مباشر في التأسيس لها.

    وها هي الحركة الشعبية تربي قادتها وأفرادها- وحتى سياسييها- على ذات المنهج- بإرادة منها أو دون- مما يوقعها في شرك ممارسات السودان القديم. فهي في إطار كفاحها المسلح الدؤوب ضد السلطة الحاكمة تجاهلت التزاماتها تجاه ما رفعته من شعارات خاصة فيما يتعلق بقضايا الهامش بعد أن أصبح لها هامشها الذي يدور في فلك مركزها الداخلي. كما أن بنيتها التنظيمية، التي تحدثت عنها في وقت سابق، التي رغم أنها حملت داخلها نظامها السلطوي والسياسي والعسكري، إلاَّ أن صوت البندقية كان هو الأعلى مما أدى إلى طغيانه (وطغيانه)، فهي بنية، على ما يتعلق بثوبها من خرق السودان القديم وآثاره السالبة، ليست مؤهلة أصلاً للممارسة الديمقراطية بتركيبتها المدمجة هذه. وهي تركيبة سرعان ما ستظهر تعقيداتها عند محك ممارسة العمل في مرحلة ما بعد تنفيذ اتفاقية السلام.
                  

08-25-2005, 01:31 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    وهناك العديد من تلك المظاهر التي تربط الحركة الشعبية بالسودان القديم كمنهج وسلوك والتي سترد- اضافة لما ورد- بين السطور القادمة. وإذا ما أحسنا الظن في الرؤى والأفكار والبرامج على المستوى النظري، ستظل المعضلة الكبرى في خلق الآليات وتطويرها بما يحقق قدرة مستمرة لإنجازها ما هو مطلوب، وحتى ذلك الحين سيظل التساؤل قائماً والمتمثل في (هذه الكيف؟؟؟).

    «جلدة ثانية عشرة»

    "مشار أتوير" لا يتجاوز عمره خمسة وعشرين عاما و"شارلس أنتيباس" ربما بلغ الثلاثين من عمره أو تجاوزها بقليل، وهما من الضباط الصغار في الجيش الشعبي لتحرير السودان، سيمثلان وجهاً مشرقاً للحركة الشعبية مرحلة ما بعد الحرب، مثلهما مثل العديد من الأفراد الذين يشعرون بأن هناك خطأ ما يتجول بين جنبات إطار الصورة المشرقة التي يعيشون داخلها.

    ومعظم هؤلاء التحق بمدارس في
    ومعظم هؤلاء التحق بمدارس في مدن شمال السودان أو عمل في الجيش السوداني وتجول- أثناء فترة خدمته- في مناطق عديدة من السودان، فساهموا أثناء ذلك في تمديد عرى الأواصر السودانية السودانية رغم كل محاولات التشكيك الذي تصاعدت نبرته في مرحلة ما. وغيرهم ممن لم تتح لهم الظروف الاحتكاك بالشمال ولكنهم استطاعوا تكوين قاعدة نفسانية من خلال معرفة استقوها من اختلاطهم بالشماليين في مناطقهم تؤهلهم لتجاوز كل تداعيات الظلامات التاريخية. فقد انتهى عصر (شراء الدجاجة بقرش وبيع ريشها بخمسة قروش)، بعد مرحلة طويلة من النضال جنوباً وشمالاً واكتساب مزيد من الوعي بالحقوق، خاصة عندما اكتشف الجميع أن تلك الظلامات تتمظهر بأشكال مختلفة في مختلف أنحاء السودان. وما العبارة الصادقة التي أطلقها أحد مقاتلي الجيش الشعبي الذي أتى لأول مرة إلى الجبهة الشرقية، وهو يرى تلك الأراضي القاحلة والحياة التي يكسوها الجفاف في شرق السودان، قائلاً :"والله د. جون ده جابنا لي بلد قديم خلاص". إلاَّ تعبير صارخ عن فداحة الظلم الذي يتعرض له السودان من أبنائه المهمِلين.

    ربطتني علاقة وطيدة مع "مشار أتوير" و"شارلس أنتيباس" وغيرهما، خاصة أثناء فترة عملي في مقر المكتب التنفيذي للتجمع الوطني الديمقراطي. فقد كان "مشار" ضمن طاقم حراسة الشخصيات المهمة في الحركة أثناء زياراتها للجبهة الشرقية وهو بالضرورة ضمن طاقم الحراسة، أما "شارلس" فكان ضمن الطاقم الخاص بالقائد باقان أموم المنسق العسكري للجبهة والأمين العام للتجمع. وبالتأكيد أنهما تميزا بصفات إيجابية أهلتهما لهذه المواقع المهمة، فغير أنهما يتمتعان بمستوى تعليمي جيد فقد كانا منضبطين انضباطاً عالياً.

    فوجئت بوجود "مشار" ضمن المتحفظ عليهم في سجن "ربدة" فقط لأنه على خلاف مع أحد القادة من ذوي الرتب الأعلى، ليبقى في السجن فترة طويلة فقط (من أجل التشفي وليس من أجل علاج المشكلة بينهما) كما قال لي. حاول "مشار" كسر طوق العزلة الذي ضربته حولنا إدراة السجن بأوامر من جهاز الحركة الاستخباري التي منعت زيارة معارفنا لنا بطريقة رسمية. بل ذهب إلى أكثر من ذلك بتقديمه مساعدات عينية لنا تمثلت في توفير قطع من الصابون وبعض الاحتياجات التي طلبناها منه رغم انف تلك الأوامر (تلك المساعدات العينية التي كنا نتوقعها من قيادة الحركة في الجبهة وبصفة رسمية).

    وتأكدت لي أوامر الجهاز الاستخباراتي بمنع زيارتنا عندما أرسل لي "شارلس" عبر أحد السجناء من الضباط المسموح لهم بمساحة من التحرك خارج السور الشوكي، أرسل لي يعبر عن رغبته في زيارتنا وأنه قد تقدم بطلب بذلك لإدارة السجن وينتظر ردها. ويبدو أنه انتظر (جودو) طويلاً، فلم يأت كما وعد بل التقيناه مرة خلال رحلاتنا اليومية بين البئر والسجن ليعبر لنا بصدق عن تضامنه وتضامن الكثيرين معنا وأنهم يعتقدون أن ما يحدث لنا هو ظلم كبير وأنه يأسف لأنه فشل في إقناع قادته بتغيير وضعنا على الأقل إلى وضع أفضل. "شارلس" و"مشار" يعلمان علاقتي بالحركة الشعبية وحجم المساعدات التي قدمتها للجيش الشعبي- حسب قدراتي- في تلك الفترة، لذلك كانا الأكثر اندهاشاً من موقف قيادتهما، ومن الوضع الذي نحن فيه.
                  

08-25-2005, 01:33 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    واستشرت موجة التضامن معنا بشكل واسع وسط ضباط وأفراد الجيش الشعبي في الجبهة الشرقية وهم يروننا كل يوم في رواحنا وغدونا، ويلمسون صلابة موقفنا بعد أن تكشفت الأسباب الحقيقية وراء اعتقالنا، وانعكس ذلك التضامن سلباً على موقف القيادة بعد أن خلق عنصر ضغط مؤثر داخل مجالس السمر وفي الاجتماعات الرسمية خاصة في ظل الضعف الذي اعترى القيادة في تلك الفترة والذي تجلت مظاهره في استخدام السلاح ضد الرتب الأعلى واستخدام القنابل اليدوية "القرنيت" في مباني الإدارات، وكل تلك الحالات تأتينا داخل السور الشوكي. وذلك الضعف نتيجة لأن القيادات التي وجدت نفسها في قمة الجبهة بعد الغياب الطويل للقيادة الفعلية من المنطقة، لم تكن مؤهلة كفاية للإضطلاع بتلك المسؤوليات الجسام التي تواجهها، خاصة وأن الجبهة كانت تتأهب لمرحلة إعادة التنظيم لمقابلة مهام ما بعد التوقيع على اتفاق السلام، وكان الجميع في انتظار اللجنة القيادية العليا وقائد الجبهة المكلف للقيام بتلك المهمة.

    أدى هذا التضامن وتعالي صوت الاستنكار هنا وهناك، إضافة لمجالس القوى السياسية الأخرى التي كانت أصواتها تصل إلى قيادة الحركة، إضافة إلى رغبتها في ممارسة مزيد من الضغط علينا، كلها أدت إلى أن تضطر القيادة للتفكير في تغيير وضعنا أو تغيير مكان وجودنا، قادها ذلك إلى تنفيذ قرارها المؤجل بترحيلنا من سجن "ربدة" إلى سجن "خور ملح".


    المصدر:http://www.al-sharq.com/site/topics/article.asp?cu_no=1...id=298&parent_id=297
                  

08-25-2005, 05:59 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)


    الدقم
    ود أبا، ما قصرت والله، وأنا هنا شامى ريحة شمار سوف تفوح من غير ناس الحركة، هل كلمة قوات التحالف السودانية دى وردت صحيحة، طيب ياتوا قوات تحالف، قوات التحالف الأصل أم جناح مسجد الضرار ...
    Quote: ومؤلفه هو الاستاذ أمير بابكر عبدالله مسؤول الاعلام بقوات التحالف السودانية

    وأنا مواظب ولم أكمل القراءة بعد.
    لكى خالص تحياتى
    بخصوص السلك ما فتح معاى خالص، ربما أنت أخطأت في الأرقام، مازلت مصر وأرجو تصحيحه.
    بريمة
                  

08-25-2005, 11:53 PM

EXORCIST7
<aEXORCIST7
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: Biraima M Adam)



    الجزاء من جنس العمل !!
                  

08-26-2005, 06:10 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: EXORCIST7)

    الاخ المصادم دائما اكسوريست: صدقت فيما ذهبت اليه من طرح/ وان علماني الشمال المؤيدون لتوجه الحركة تآيدهم عبارة عن (فشـة خلق) على احزاب الشمال التقليدية/ والتي تعرضنا لها من قبل بالنقد في اكثر من وضع/ ان هرولة علمانيي الشمال نحو الحركة ياتي ايضا في سياق فشلهم الزريع بالشمال/ كما تحدث بذلك الدكتور منصور خالد في كتابه (السودان اهوال حرب..) الاخير وهذا رهان محفوف المخاطر بالنسبة لهم خصوصا اذا حدث الانفصال.
                  

08-26-2005, 06:08 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: Biraima M Adam)

    الباشمهندس بريمة تحياتي:
    واحييك على على دعمك المطلق للقضية هنا وهناك بالرغم من انك مدحتنا بصفات سامقة ومشرفة نحن ليس قدرها اخي بريمة اتفق معك تماما ان البوست يورط اخرون غير الحركة الشعبية والاخرون بالتحديد هم قوات التحالف الوطني ولهم اساتذة كبار في هذا البوست صدَعوا رؤوسنا الديمقراطية و حقوق الانسان في القبل الخمسة وهم غارقون حتى اذنيهم في الاعمال السادية البشعة وهنا تكمن نفاقية المثقف الذي يتحول الى متثاقف.

    ان قيادات الحركة الشعبية وكما ورد في شهادة المسؤول الاعلامي بالتحالف الوطني امير بابكر عبدالله رفضت اطلاق صراحه وبعض رفاقه/ بالرغم من الاجواء اجواء سلام؟؟ وهذا ان دل على شي فانما يدل على الا ستحقار المزري من الحركة للديمقراطية وقيمها التي تنادي بها علمانيوا البورد الذين جعلو من الحركة الشعبية غلقامش العصر السوداني.


    اما بخصوص (السلك) فقد بعثت لك برسالة اخرى ارجو ان تكون وصلتك.
                  

08-26-2005, 04:43 AM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)
                  

08-26-2005, 06:12 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    الاستاذة نهال:
    تشكرين دائما على حضورك الانيق/ ولدينا الكثير لنقوله عن انتهاكات (الحركة) (لحقوق الطفل السوداني) بشهادة منظمات دولية/ واني اسال هنا هل السودان الجديد الذي وعدتنا به الحركة هو سجون قوات التحالف الوطني وغيره؟؟ بطبيعة الحال هنا لا استنثني سجون النظام الرهيبة وهذا ما يجعلني اؤيد ما ذهبت اليه الاستاذة نور تاور في بوستها الاخير بلد ايل (للالغاء) وليس للسقوط.
    الاخت نهلة تشكرين على المداخلة ونطمع في المزيد..
                  

08-26-2005, 07:37 AM

مكي النور

تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    ويظل أخ محمود سؤال الاخ جني قائما ما دمت أنك فتحت هذا الموضوع فلابد من معالجة كل جوانبه.
    أين أسري الحكومة في الحرب الطويلة؟
    لماذا احتفظت الحركة الشعبية بأسري في حين كانت الحكومة تقتل اسراها اولا بأول بل أن شهود عيان في صيف العبور وغيره من الحملات التي قادها - الشهيد - ابراهيم شمس الدين ،أكدوا أن قري كاملة احرقت بمن فيها وما فيها وقري اخري استبيحت من قبل الميليشيات التي تعمل مع الجيش بنظام: سلمني القرية فارغة ولك كل الغنائم من بقر ونساء.
    دون أن ننسي ممارسات جيش الحكومة والميليشيات التابعة له في جبال النوبة.

    الجرح واحد يا سيدي
    يجب ان نفتحه كله.
    ولا نكتفي بشهادة أسير نجا من الموت
    بينما في الجانب الاخر
    تم تفسيح الملايين علي حسب التعبير العسكري الذي استخدمه الاخ جني.

    من حق هؤلاء الضحايا أن تشكل لجان التحقيق ويحال المجرمون الي العدالة، لأن هذه الجرائم لن تسقط وان مضت عليها مئات السنون.

    ان كان لحركة لا تمتلك مقومات الاستقرار وامكانات اعاشة اسري تحتفظ بهم أحياء طوال عشرون عاما، فما مبرر ان تقتل الحكومة كل اسراها في تقديرك؟
    انه لا شئ سوي الحقد الاعمي الذي اصبح قانونا حكوميا منذ ان أطل فجر الانقاذ الاغبر.
    دولة تحكمها عصابة لا ترحم حتي مواطنيها الملتزمين للصمت.
    فمن يتوقع ان ترحم اسراها الذين مرقوا علي سلطانها.

    اما عن التعذيب الذي مارسته الحركة.
    ما دمنا نفتح هذا الملف الا تحدثنا بحكم قربك من النظام عن بيوت الاشباح ود. نافع علي نافع
    والشاعر الشهيد ابي ذر الغفاري والشهيد عبد المنعم رحمة والشهيدة التاية وما حدث للعميد ود الريح واعدام 28 ضابطا عشية العيد وغيرها من ممارسات الاجرام التي لم يشهد تاريخ البشرية لها مثيلا.
    والمظاهرات التي ضربت بوحشية بل أن المتظاهرين في احدي مظاهرات منتصف التسعينات لجأوا لمبني الامم المتحدة فاقتحم بواسل الامن مبني الامم المتحدة وضربوا المتظاهرين وموظفي الامم المتحدة ايضا ولابد ان ذلك التصرف كان انتقاما مبكرا من استهداف الامم المتحدة للانقاذ وقرارات مجلس الامن ومحكمة لاهاي!؟

    ولا تنس دارفور.
                  

08-26-2005, 07:48 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: مكي النور)

    Quote: جني وليحمدوا الله بأنهم قتلوا فقط
    ولم يتم الإعتداء عليهم
    ولم يمثلوا بجثثهم
    كما فعل مقاتلوا الحركة

    الأخت نهال
    ما كنت اعرف ان القتل أهون من التمثيل يا أختاه!
    ما يضير الشاة سلخها بعد ذبحها!
    جنى
                  

08-26-2005, 08:07 AM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: jini)

    هو أهون يا جني
    أهون من من الإعتداء عليهم قبل قتلهم
    وأهون من التمثيل بجثثهم
    وأهون من تعذيبهم وتشويههم قبل قتلهم

    لقد تففنوا في القتل


    هل قرأت بوست رودا , التي تحدثت فيه عن الطفل الأمريكي الذي عذب قبل موته ومثلوا بجثته البيض

    هذا هو تماما ما يفعله مقاتلو الحركة



    لا يوجد شخص واحد لا يعرف مظالم الإنقاذ وبيوت الأشباح

    ولكن

    لن ننتظر لنرى إنقاذ أخرى تحل علينا بنفس الفظائع ونفس المبادئ

    لا فرق أبدا هما وجهين لعملة واااحدة



    تصاعد خطير أوضاع أبناء جبال فى الحركة الشعبية!

    لم يتثنوا حتى من هم معهم في الحركة


    فماذا تتوقعون منهم

    (عدل بواسطة نهال كرار on 08-26-2005, 08:31 AM)

                  

08-26-2005, 07:57 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: مكي النور)

    الأخ مكي النور قلت معلقا لا فض فوك

    Quote: ويظل أخ محمود سؤال الاخ جني قائما ما دمت أنك فتحت هذا الموضوع فلابد من معالجة كل جوانبه.
    أين أسري الحكومة في الحرب الطويلة؟

    ورد اخونا محمود ولد القم على طريقة الموريتانيين
    قائلا
    Quote: الاخت الكريمة نهال تحياتي وفي انتظار تعليقك ان شاء الله، (جني) حاول ولو مرة واحدة ان تميز بين الشمس والقمر.. ولو مرة واااااااااااااحدة!!!!

    تكفينى شهادتك يا أخ مكي بان نساؤلي في مكانه وليس افسادا للبوست كما يفعل البعض!
    جنى
                  

08-26-2005, 08:18 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: jini)

    {ورد اخونا محمود ولد القم على طريقة الموريتانيين}....(القم)....
                  

08-26-2005, 08:14 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: مكي النور)


    الاخ الكريم مكي النور تحياتي وبعد:

    اولا سا كون ممتنا لك ان اتيت لي من الارشيف او من او (النهار) او (القدس العربي) او (الشرق الاوسط) او (عرب اون لاين) او الصحف التي يكتب فيها شخصي/ بان قريب من النظام!! او انني قمت بتمجيد موائد السحل التي اقامها النظام؟؟.

    نعم النظام منتهك لحقوق الانسان في الجنوب/ والشمال/ والغرب/ ووالوسط/الشرق/ نعم النظام لديه بيوت اشباح لا نملك الا نقول حسبي الله ونعم الوكيل بعد ان كتب شخصي عنها وادانها في هذا الموقع راجع الا رشيف. وبعد ان كتبنا ايضا عن مجازر كربلاء في دارفور وشرق السودان وجبال النوبة وغيرها.

    نعم النظام منتهك ومازال يستعبط على عقول الناس ونحن متفقين في ذلك تماما ولا خلاف بيننا على ذلك/ ولكن لو انك قرات جيدا ما كتبه السيد امير بابكر وهو ليس شخصية عادية بل هو صحفي ويفترض مليشيات الحركة ان تطلق صراحه وصراح من معه من المساجين..هذا يجعلنا نتكلم عن ظاهرة تمس عصب مشروع السودان الجديد للحركة لاننا كنا نعتقد ان النظام وحده يتربع على تلال التعذيب ولكن اذ بالحركة تبصق على وجه هذا الزعم.

    وبالرغم من ذلك واصلت احتجازه وتم اطلاق صراحه لاحقا وهو الذي خدمها وخدم فكرها في عز اللهيب والمعمعة ثم انه ليس وحده بل هناك عشرات مثله من الجنوبيين انفسهم ناهيك عن انتهاكات الحركة لحقوق الطفل في الجنوب والحروب المخجلة التي دارت بين النوير والدنيكا يوم ان انسلخ ريك مشار عن قرنق 1991اكثر من عشرون الف ضحايا الحركة الشعبية من اهلهم النوير والدنيكا كما قالت منظمة world vitionوهذا بطبيعة الحال لا يعني علينا ان نغض الطرف عن وجبات انتهاكات حقوق الانسان اليومية التي يقوم بها النظام وقد ادنت هذه الانتهاكات وراجع ارشيف المنبر الحر وراجع توقعياتنا من اجل اطلاق حرية التعبير واطلاق صراح علمانيين احتجزتهم الحكومة.

    الانسان هو الانسان سواء كان علماني او نصراني ولك الشكر.

                  

08-26-2005, 08:50 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    نواصل شهادة الاستاذ امير بابكر القيادي في تنظيم التحالف السوداني الوطني الذي تم اعتقاله في غياهب سجون الحركة الشعبية ومصدرنا دائما (صحيفة الشرق القطرية).

    في الجزء التالي يتحدث استاذ امير عن سجن (خور ملح) التابع لقيادة الحركة الشعبية وعن شكل من اشكال الجحيم الماساوي فيه خصوصا الذي يتعلق بسوء السمعة وهذه المرة يتناول شخصية (جو) مقاتل من ابناء جنوب السودان لكن جريمته انه دينكاوي ينتمي الى تنظيم اخر غير الحركة وهذا يعتبر بمفهوم السودان الجديد لدي الحركة جناية يعاقب عليها القانون الى بقية المحدلة:
                  

08-26-2005, 08:50 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    تأليف: أمير بابكر عبدالله :
    مذكرات سجين سياسي في معتقلات الجيش الشعبي لتحرير السودان
    استقطاب المؤيدين أدى إلى خلافات عميقة بين فصائل المعارضة
    الحرب المستعرة لم تمنع «العربية» من التغلغل في ثقافات مختلف القوميات
    المنهج الاستعلائي سبب أزمة الهويـة وانعــدام الثقــة بــين إقاليم السـودان

    وضعت اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية حدا لواحدة من اطول الحروب في القارة الافريقية، واندلع الصراع قبل اكثر من خمسة قرون مع مطلع الاستقلال بتفجر الحرب التي قادها التمرد الاول مطلع الخمسينيات.. هذا الكتاب يمثل سردا توثيقيا لملمح من تلك الصراعات المرة بين السياسيين في الفصائل السياسية المختلفة والمؤيدة للحكومة السودانية ومؤلفه هو الاستاذ أمير بابكر عبدالله مسؤول الاعلام بقوات التحالف السودانية ، ويروي الكتاب فصلاً مهماً لمرحلة ما قبل توقيع اتفاق السلام ودخول قوات الحركة الشعبية الى السودان وبهذا المفهوم يكون مؤلف الكتاب آخر المعتقلين السياسيين لمرحلة ما قبل الانتقال من الثورة الى الدولة.. يوجه المؤلف من خلال هذا الكتاب رسالة الى الرأي العام بوجه عام والى قائد الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق بوجه خاص.. وهي رسالة تحاكم قيادات الحركة الشعبية في الميدان والصورة التي كانوا يتعاملون بها مع حلفائهم من المعارضين بالفصائل المعارضة الاخرى.. وربما كان هذا التعامل المشوب بعدم الثقة مع كل ما هو شمالي هو السبب في فشل مبادرات السلام السابقة منذ اتفاقية اديس ابابا وحتى مبادرة المرغني قرنق وقبله اتفاق كوكادام. وتتمثل اهمية الكتاب في ان مؤلفه عايش الواقع كسجين قد لايكون محايدا كل الحياد لكنه دون شك افضل من يصف ذلك الواقع وهو يعايشه من الداخل. وينقله الى رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان موثقا دون مساحيق وهي تنتقل من الثورية الى الشرعية ومن الحرب الى البناء ومن التحرير الى التنمية وهي استحقاقات لن تنجح فيها الحركة ان لم تستصحب مشكلات الماضي وتضع المعالجات اللازمة لها
                  

08-26-2005, 08:51 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    ربما لا تعلمون -بحكم موقعكم في قمة القيادة- أن سجن «خور ملح» معروف بسوء السمعة. واحد من الذين مروا بأسوأ التجارب في ذلك السجن هو المقاتل «جون». شخص سوداني بسيط ينتمي إلى قبيلة الدينكا وفوق ذلك يشعر بانتمائه الأكبر والأقوى لكل السودان، وهو من العمال الزراعيين الذين رمت بهم الأقدار في طريق الكفاح المسلح، فاختار منذ اتخاذ قراره بالانخراط فيه العمل ضمن قوات التحالف السودانية ليسطر له التاريخ بأنه من اوائل الذين أسهموا في بث ذلك البريق الذي ميز نجم التحالف عند سطوعه.

    وقع «جون» ضحية للتنافس الشريف وغير الشريف بين الفصائل المسلحة في شرق السودان، والصراع المحتدم بينها في استقطاب المواطنين إلى صفوف الكفاح المسلح. فهي وإن كانت قد حددت عدوها الأساسي في ذلك الوقت وهو النظام الحاكم في الخرطوم، إلاَّ أن قصور تفكير قياداتها -الميدانية منها بصفة خاصة- وضيق أفقها، جعل الصراع بينهم يتحول إلى ما هو أشبه بالعداء، بالرغم مما تعكسه الصورة البراقة للعمل العسكري المشترك والعمل العسكري الموحد، والتي تخفي وراءها صورة أخرى مشوهة لا ينفذ إليها إلاَّ الذين عايشوها عن قرب.

    تعرض «جون» لصنوف وألوان من التعذيب في سجن «خور ملح» لكونه دينكاويا ينتمي إلى فصيل آخر غير الجيش الشعبي لتحرير السودان، رغم أن كثيرا من أبناء القبائل الأخرى بما فيها الدينكا يرون أن الحركة الشعبية وجيشها الشعبي لا يعبران عن طموحاتهم ولا عن مواقفهم ورؤاهم السياسية والاجتماعية، ويعتقدون أن من حقهم الانتماء للقوالب والأفكار السياسية التي يمكنها التعبير عنهم، ولا يرون في التخندق القبلي والجهوي القالب المناسب لهم ولا الذي يعبر عن طموحاتهم، فهم تجاوزوا برؤاهم وأحلامهم ذواتهم بعد امتلاكهم رؤية مغايرة أو فلنقل أكثر استيعاباً لواقع السودان وأقوى طموحاً لمستقبل السودان. ومثلما ترى الحركة الشعبية في ما تصدره من رؤى أنها حركة قومية وليست إقليمية وبالضرورة لا تشترط أن تكون من قبيلة معينة لتكون مؤهلاً للانضمام إليها، يرى «جون» أن كونه دينكاوياً لا يعني ذلك أن ينتمي بالضرورة للحركة ولا يعتبره صكاً للانخراط في صفوفها.

    ولكن ماذا يعني أن تعتقل قوات الجيش الشعبي -أثناء زيارة له لإخوته وأقربائه في مناطق معسكرات الجيش الشعبي في منطقة «ربدة»- بأوامر من ضابط فيها المقاتل «جون» لأنه من قبيلته وعليه أن ينخرط في صفوف الجيش الشعبي ولو بالقوة. وقد حدث أن أجبر على الانضمام للجيش الشعبي بعد أن تعرض للاعتقال والتعذيب في سجن «خور ملح» حسب روايته ورواية آخرين التقيتهم هناك، حتى رضخ للأمر.
                  

08-26-2005, 08:52 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    هذه أولى الصور التي لصقت بذهني عن ذلك السجن، تليها تلك الصور المتفرقة التي التقطتها أثناء وجودي في سجن «ربدة» عبر إشارات تخويفية تبثها قيادة الحركة بواسطة مندوبيها لنا في السور الشوكي، وعبر التقصي الذي قمنا به من بعض المعتقلين والسجناء الذين لديهم فكرة عن وضع ذلك السجن. وتتالت الروايات عن "خور ملح" وما يعرفه مرافقي من القيادات الميدانية عنه، وهيأنا أنفسنا ووطناها على أسوأ الظروف التي يمكن أن تواجهنا إذا ما قررت قيادة الحركة الشعبية في الجبهة الشرقية تنفيذ ما أرسلته من إشارات بترحيلنا من "ربدة" إلى "خور ملح"، وذلك بعد أن وجدت أنه لا قدرة لها على النفاذ إلى غاياتها عبر تصلب موقفنا وصلابته، وهو ما لم تكن تتوقعه. فهي بعد جلدنا ومحاولة عزلنا التي فشلت ورفضها الاستجابة لطلبنا بلقائها والمعاملة السيئة التي واجهتنا بها إدارة السجن في "ربدة" خاصة في بدايات أيامنا، عنَّ لها، من ناحية، تحقيق زيادة عزلنا، بل عزلنا نهائياً من مصادر أخبارنا وعزل مصادرنا عنا، ومن ناحية أخرى مزيد من الضغط علينا من أجل إبداء الرغبة على الأقل في الانضمام إليها. كانت بتحقيق الأخير تطمع في تحسين موقفها بعد انتشار نبأ وجودنا في سجونها في كل المحافل ومعاملتنا السيئة وظروفنا الصحية المتردية في ظل الوضع الصحي المتردي أصلاً. إن إبداء رغبتنا فقط بذلك كان سيجعل الآخرين -الذين كثفوا ضغوطهم من أجل إطلاق سراحنا- يتراجعون ويسحبون مطالبهم وتبدو الصورة بالنسبة لمشاهد محايد باهتة لا يتبين معها حقيقة تفاصيل خطوطها.

    إن اتخاذ قيادة الحركة في الجبهة قرار ترحيلنا إلى سجن "خور ملح" كان انتصاراً لموقفنا، بعد نجاحنا في تسريب الخبر إلى الجهات التي يهمها موقع تواجدنا وما يحدث لنا. نجحنا في ذلك بعد تمليكنا تلك المعلومة لمصدر لنا، وساعدنا في ذلك أفراد حرس سجن "ربدة" الذين لم يبخلوا في الفترات الأخيرة في توصيل رسائلنا شفاهة ومكتوبة إلى الجهات التي نريدها.

    وجاء صباح الثاني من ديسمبر 2004م شتوياً خالصاً، معلقة ذرات غباره في محطات الأفق القريبة، لتبدو الشمس باهتة تبعث على الشعور بالوهن والتراخي. وشتاء تلك المنطقة لا ينفصل عن طقس جبال البحر الأحمر في هذا الوقت من السنة، فالفضاء يمتليء ببخار الماء مع حلول المساء وحتى اقتراب الوقت من منتصف النهار صباح اليوم التالي. لتبدو الأرض مبللة بالماء، والمفاصل التي تتوسد الأرض وتلتحف السماء مبللة بآلام الرطوبة والروماتيزم. فيما تتوهج الشمس ويتزايد سطوعها بعد منتصف النهار لتبعث في الأطراف بعضا من دفء ونشاط. جاء ذاك الصباح قبل أن يأمرنا حكمدار السجن -تعلو وجهه ابتسامة- بالاستعداد لمغادرة سجن "ربدة"، وكأن ابتسامته تحمل في أطرافها ارتياحاً من نوع ما برحيلنا أو ربما كان ضميره مثقلا بسبب وجودنا داخل سجن تحت إدارته دون ذنب جنيناه، سوى أننا نحب وطننا وأننا طلبنا أن نغادر إليه حيث أهلنا وترابه الذي ارتوى بعرقنا ودمائنا.
                  

08-26-2005, 08:52 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    لم يقل لنا الحكمدار إلى أين سنغادر، مثلما لم يقل لنا لماذا نحن موجودون داخل السجن أصلاً، ولكننا دائماً ما نخمِّن، وتخميننا لا يخرج من قراءات سهلة لمجريات الأحداث، لذلك دائماً ما تصدق تنبؤاتنا. وسارت بنا ناقلة جنود يحرسها عدد من أفراد الاستخبارات مخترقة الجبال في اتجاه منطقة "خور ملح" شمال غرب منطقة "ربدة". وهي مسيرة تستغرق حوالي الأربع ساعات لوعورة الطريق وكثرة منحدراته وأوديته. كنت -وما لمسته أيضاً في مرافقي الثلاثة- في حالة لا مبالاة أصابتنا في ظل التذبذب الذي عشناه في الفترة السابقة. فمرة يراودنا الأمل بقرب خروجنا وعودتنا إلى أهلنا وأخرى يصيبنا اليأس من كل هذه التفاهة التي حولنا، أو كما يكتب جنفيف دورمان في روايته (المبالغة): "ما من شيء كان يفوتنا. كنا نطارد التفاهة بشدة يبررها أملنا في ألاَّ تصيبنا هذه التفاهة نفسها. كنا ننظر إلى الآخرين وكانت تلك أيضاً وسيلة لتزداد عزلتنا ولنظل في مستوى أرفع مشهِّرين من غير شفقة بكل المواقف التي يستحسن في رأينا تجنبها."

    عرجت بنا العربة إلى منطقة "بلاسيد" قبل انطلاقها إلى مقرها النهائي، وكانت الفرصة متاحة لإعلان أنفسنا واستغلال الدقائق التي قضيناها في "بلاسيد" ليعلم الجميع هناك أن (مجموعة الأربعة) تم ترحيلها إلى سجن "خور ملح". فمنطقة "بلاسيد" تمثل رئاسة لبعض الفصائل العسكرية مثل الحركة الوطنية الثورية "فتح"، وانتشار نبأ ترحيلنا على أوسع قطاع يعني تأمينا إضافيا لنا وأن على الحركة الإجابة على تساؤل الجميع عن مكان وجودنا حين يعلمون باختفائنا من سجن "ربدة" بعد أن اعتادوا على مسيرتنا اليومية ورؤيتنا من حين لآخر.

    إذن وصلت ناقلة الجنود أخيراً إلى "خور ملح" ليختلف (قائد المأمورية) مع أفراد الاستخبارات حول ضرورة أن توصلنا العربة إلى مبنى السجن. فهو يرى أن نواصل بقية المشوار سيراً على الأقدام بعد أن وصل هو (سعادة البنج) إلى مقر إقامته، فيما أكد له أفراد الاستخبارات أوامر قيادتهم التي تقضي بضرورة تأمين وصولنا إلى داخل مبنى السجن بالناقلة، تجنباً لأي تصرفات يمكن أن تحدث من جانبنا. أخيراً اقتنع (سعادته) وسمح لقائد العربة بمواصلة المسيرة التي لم تتجاوز مسافة الكيلومتر من ذلك الموقع. وها نحن امام بوابة سجن "خور ملح"، الذي يقف على جزيرة تقع بين مجريين لمياه الأمطار، في انتظار أن ندلف إلى داخله.


    «جلدة رابعة عشرة»

    القبائل الاستوائية تشكل دعامة أساسية في الجيش الشعبي لتحرير السودان، وهي قبائل تتمدد في المنطقة الاستوائية كلها جنوب أعالي النيل وجنوب وجنوب غرب بحر الغزال. ولعل أبرزها قبائل الزاندي واللاتوكا والباريا والمادي والمورو والتبوسا والمورلي والجور وغيرها، ومن أبرز قادتها في الحركة الشعبية القائد "جيمس واني أيجا" والقائد "صمويل أبو جون" والقائد "توماس سريليو".

    ورغم التباين الطبيعي بين تلك القبائل في كثير من الخصائص التي تميز كل منها على حِدة، إلاَّ أنها تلتقي في الانتماء إلى كل ما هو استوائي. ويتشكل وجدانها من طينة واحدة، ذلك الوجدان الأكثر ميلاً لعشق الحرية ولطلاقة الروح وانطلاقها، ذلك الوجدان المستلهم لسحر فضاءات الاستواء وغموض أكمته المتكاثفة. وهي قبائل تنتمي بفطرتها للجمال المطلق وتتفاعل معه روحياً ومادياً، وتنطلق علاقتها بالعالم من زوايا جمالية تتداعى داخلها فسيفساء الغابة، المطر، الشمس، البرق والرعد. الغناء والرقص، على أنغام الوتريات التي تميزهم والتي لا تتفاعل أناتها إلا تحت أناملهم، سمة ملتصقة بتلك الفطرة. ذلك الغناء والرقص الحميمي المليء بالدفء الإستوائي، يمثلان وجهاً واحداً من وجوه كثيرة تكشف عشق (القبائل الاستوائية) للفنون بكل أصنافها. ومن أبرز الفنون التي تمارسها هكذا (بسليقتها)، هو فن النحت وتصوير عناصر الطبيعة الاستوائية من خلال التعامل مع المواد المحلية خاصة الأشجار.
                  

08-26-2005, 08:53 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    كل هذا الانتماء للجمال وكل تلك الروح المتوثبة نحو الحياة لم تثن الاستوائيين من حمل البندقية، حملها لأسباب مشروعة ولتأكيد حقيقة انتمائهم لهذه الأرض وليس غيرها. حملوا البندقية في التمرد الأول وفي مرحلتي الأنيانيا واحد وإثنين. وهم بالرغم من الوداعة التي تحملها جوانحهم إلاَّ أنهم وفي ساعات احتدام الوغى ليس هناك أشرس ولا أعنف ولا أبرع منهم. ورغم قدرتها على استقطاب أعداد مقدرة منهم، إلاَّ أن مرحلة ما بعد تجاوزها انقساماتها الحادة في النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي وعودة الروح لقوات جيشها الشعبي الذي تمكن من السيطرة وإعادة السيطرة على أراضي واسعة في منطقة الاستوائية (شرقها وغربها)، شكلت المرحلة المهمة في انخراط أعداد كبيرة من أبناء الاستوائية بين صفوف جيشها، وكثير من أبنائهم جاءوا إلى الجبهة الشرقية -كما ذكرت سابقاً- ضمن قواتTimber 1.2 تحت قيادة القائد "توماس سريليو". يكتب د. منصور خالد في سفره الكبير "لم يكن الانقلابيون وحدهم، هم الغاضبون على مناهج الإدارة في الحركة، (يقصد د. مشار ود. لام)، فأهل الاستوائية أيضاً لم يكونوا على حماس كبير لها في البداية، بالرغم من أن أمينها العام واحد من أبرزهم (جيمس واني). وكان لفقدان الحماس هذا أسباب بعضها وهمي يردده الساسة المحترفون منهم عن هيمنة الدينكا على الجنوب، .....، مع ذلك تبدل الحال بصورة لا تتفق مع هوى الانقلابيين، إذ أخذ الاستوائيون يرون في قائد الحركة مدافعاً صلباً عن المصالح الجنوبية، فتدافعوا نحوها".

    ومع حقيقة أن قائد الحركة الشعبية ليس مدافعا صلبا عن المصالح الجنوبية فقط، بل عن مصالح جميع أهل السودان، تجاهل الدكتور منصور خالد حقيقتين أولاهما الأسباب غير الوهمية لفقدان الحماس لدى الاستوائيين وعزوفهم عن الانخراط في صفوف الحركة، وثانيتهما الأسباب الحقيقية وراء تدافعهم نحوها مؤخراً والمتمثلة في نجاح الحركة في سيطرة الجيش الشعبي على مناطق واسعة من الاستوائية واستخدام الحركة لآلياتها الاستقطابية التقليدية، مثل فرض تجنيد عناصر لجيشها على كل سلطان.

    المهم، إضافة للقدرات القيادية الفذة للقائد "توماس" ومؤهلاته الأكاديمية وخبرته العملية في حرب العصابات والحرب النظامية، جاء اختياره لقيادة هذه القوة الكبيرة لأسباب قبلية، فهو الأكثر تأهيلاً للسيطرة على تلك القوة وهي تقتحم (بهذه الكثافة) عالما غير عالمها ومنطقة غير منطقتها لأول مرة. وستنخرط في العمل مع آخرين من قبائل أخرى تختلف خصائص مكوناتها النفسية عنهم اختلافاً ربما يحدث خللاً كبيرا إن لم تحسن القيادة السيطرة عليه.

    وها هو سجن "خور ملح" الذي يقع تحت قيادة مباشرة لجهاز الاستخبارات الخاص بالحركة الشعبية (وهو جهاز يسيطر أبناء الدينكا على كل مفاصله القيادية والوسيطة - حسبما يقولون وحسبما لمست شخصياً)، ها هو سجننا الجديد تفوح منه رائحة إستوائية، برغم أن القيادة وعلى رأسها الملازم "طون أرياي" والتي تقع مكاتبها على مقربة من مبنى السجن كلها من أبناء الدينكا، فالإدارة الداخلية للسجن ابتداء من مسئوله الإداري (برتبة رقيب) تشمل العديد من أبناء الاستوائية على مستوى الأفراد. أما السجناء والمنتظرون فمعظمهم من أبناء "القبائل الاستوائية"، خاصة في سجن الأفراد وضباط الصف الذي تم إيداعنا (كأمانات) داخله، أما سجن الضباط فقد تراوحت الرتب فيه من ملازم ثان إلى نقيب أغلبهم من أبناء "قبيلة النوير".

    لم يكن ممكناً أن نستمتع بذلك الطقس الاستوائي الداخلي، في ظل أشجار الدوم المنتشرة بكثافة في منطقة "خور ملح" ولا في ذلك الطقس المتنازع بين أجواء جبال البحر الأحمر شتاء وشتاء إقليم شبه الصحراء الحار نهارها. لم يكن ممكناً أن نستمتع بذلك الطقس الاستوائي الداخلي، وقد قرر قائد السجن الملازم "طون أرياي" حشرنا في زنزانة (نحن الأربعة) لمدة خمسة عشر يوماً، لا نرى الشمس ولا نستمتع بذلك الهواء الرطب ولا الاختلاط ببقية السجناء، فقط نخرج صباحاً مبكراً ومساء متأخراً لكي نقضي حاجتنا، وأحياناً نضطر للتبول داخل زنزانتنا خاصة مع اشتداد البرد ليلاً.

    خمسة عشر يوماً كان علينا أن نقضيها في البيت الأبيض (كما يطلق عليه النزلاء)، رغم أنه مبني من "الجالوص" و"الزبالة" ومسقوف بشقائق الدوم وجريده. أهم ما يميز تلك الغرفة هو عدم اقتراب المساجين من نزلائها ولا تبادل الحديث معهم. إنها محاولة فرض عزلة مطبقة علينا وقطعنا عن كل مساقط الأخبار والمعلومات التي يمكن أن نبني عليها أي قرار يمكن أن نتخذه. ولكننا اتخذنا قراراً مهماً هذه المرة وهو مطاردة التفاهة بشدة يبررها أملنا في أن تصيبنا -هذه المرة- هذه التفاهة نفسها. إنها محاولة للعب على خيوط اللامبالاة والاسترخاء في هدوء بعيداً عن الشد النفسي والعصبي الذي كانت تريدنا قيادة الحركة في الجبهة الشرقية أن نعيشه ونستسلم له، لشل تفكيرنا وإفراغ قدرتنا وهزها في التمسك بقراراتنا والإصرار عليها. وضعنا هذه القراءة وقررنا التعامل بموجبها دون تردد.

    لم يمض نصف الشهر ذاك دون ملاحظات بالرغم من السياج الذي حوصرنا داخله، فالتواصل الإنساني يفرض سطوته ويجد منافذ يخترق من خلالها كل الحواجز. وأهم الاختراقات هو سرعة انتشار المعلومة وتفشيها بين النزلاء، معلومة الظلم الذي حاق بنا، فالمصائب يجمعن المصابينا إذ كثير من النزلاء يعتقدون أنهم مظلومون وأن تعسف قياداتهم المباشرة هو سبب بقائهم بين الأسوار. ومنهم من يعتقد أنه فعلاً أذنب ولكنه لا يستحق كل هذا العقاب فبعضهم أمضى أكثر من عامين وبعضهم قرابة الأربع سنوات نتيجة ارتكابهم مخالفات لا ترقى لمستوى تلك المدة الطويلة التي يقضونها بين الأسوار.
                  

08-26-2005, 08:53 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    وغير ذلك فقد وجدنا من ربطتهم بنا علاقات وطيدة في فترات سابقة، وهاهو وجه عمنا "إلييا" يتحين الفرص لكيما يطل علينا بصوته عبر باب الزنزانة بين لحظة وأخرى ليواسينا ويخفف من وطأة ذلك الوضع. وعمنا "إلييا" قرر الانضمام للجيش الشعبي منذ ثلاثة أعوام قضى فيها -حتى لحظة لقائنا به- عاماً كاملاً داخل أسوار سجن "خور ملح". وغير عمنا "إلييا" بأعوامه التي تجاوزت الستين، هناك العديد من مقاتلي الجيش الشعبي الذين التقى بهم بعضنا في العديد من منعطفات العمل المسلح والآن يجدوننا بينهم ليكتشفوا حجم الزيف الذي يعيشونه. ولكنهم ظلوا يؤازروننا رغم العواقب التي يمكن أن تلحق بهم جراء ذلك. وكان لوجبات ثمار "الدوم" (الشجرة الوحيدة المنتشرة في تلك الفيافي) أثرها الفاعل في مد حبال التواصل وهم يسربونها داخل الزنزانة في لحظات خروجنا لقضاء الحاجة. وتلك الطبخة الجنوبية الخالصة واسمها "الأفور" ومكونها الأول والأخير هو أوراق نوع معين من النباتات المتسلقة التي تمتطي صهوة جذوع الدوم الباسقة، يتم طحنها وإضافة قليل من الملح لها ووضعها على نار هادئة. ولكن لها طعماً مراً لاذعاً لا يكاد يبرح الذاكرة. وتبقى ثمار "الدوم" ووجبة "الأفور" دعامة غذائية حقيقية في ظل الوضع الغذائي والصحي السيئ الذي ظل يعيشه النزلاء، وحتى أفراد الحراسة.

    قبل أسبوع من أعياد الميلاد المجيد، قررت قيادة الاستخبارات إخراجنا من الزنزانة والسماح لنا بالبقاء داخل السور مع بقية النزلاء. وجد ذلك القرار ارتياحاً كبيراً في أوساطهم، وصرنا -وسط دهشتنا الكبيرة- نتلقى التهاني منهم، وسرعان ما انسحبت مكامن الدهشة إلى مواقعها عندما علمنا أننا قضينا أقل فترة على الإطلاق من بين جميع النزلاء الذين رمت بهم الظروف داخل "البيت الأبيض"، وحمدوا الله نيابة عنا أننا جئنا في عهد الملازم ثاني "طون أرياي"، وقد جاء استلامه لمهامه كقائد للاستخبارات في منطقة "بلاسيد" و"خور ملح" متزامناً مع ترحيلنا، وقد خلف واحداً من أسوأ القيادات التي مرت على السجن، وهو ما أكده لنا أحد "الكردفانيين" واسمه "محمد علي حماد" الذي قضى داخل الأسوار قرابة ثلاثة أعوام. ورمت به الظروف في سجن "خور ملح" بعد أن اعتقلته المخابرات الإرترية أثناء عمله في أحد المشاريع الزراعية غربي إرتريا، وقامت -بعد فترة من اعتقاله في سجن مدينة "تسني"- بتسليمه لمخابرات الجيش الشعبي. وما دعمه "عبدالله حجر" الذي لا تختلف ظروف وجوده هنا عن رفيقه "حماد". وما ظل يرويه النزلاء عن ممارساته، بعد اللقاء الموسع بين قيادة السجن الممثلة في الملازم ثاني "طون" وطاقمه والنزلاء، وكنا ضمن حضوره، وناقش العديد من قضاياهم المتراكمة. وهو كما يقولون شيء يحدث لأول مرة، وعزوه إلى اقتراب التوقيع على اتفاق السلام بين الحركة الشعبية وحكومة الخرطوم.


    «جلدة خامسة عشرة»

    واحدة من المفاهيم الملتبسة، والمرتبطة بمفهوم "الجلابة"، التي تستصحبها الحركة الشعبية في حشدها وخطابها التعبوي العملي، لا النظري، هي مفهوم الثقافة "السلاموعربية". وعند تناول رؤى ومفاهيم تحتل مواقع مفصلية في قضية الهوية من منطلقات الفعل ورد الفعل تأتي الرؤى قاصرة. فمقابلة استعلاء المركز بثقافته الأحادية التي يحاول فرضها بالقوة عبر وسائط عديدة، بمحاولة نفي واستئصال مكون رئيسي -شئنا أما أبينا- من مكونات هويتنا السودانية (هما الإسلام واللغة العربية)، يقود -كذلك- إلى منهج استعلائي للتعامل مع قضية محورية في تشكيل الأمة السودانية.

    والحركة الشعبية في إطار حربها ضد المركز وتبنيها لقضايا الهامش، ظلت تفضح باستمرار (مثلها في ذلك مثل العديد من القوى السياسية السودانية) مخططات المركز الهادفة لهيمنة ثقافة واحدة وهي ما تعورف عليها بالثقافة "الاسلاموعربية". ورغم اتفاقي التام مع الرؤية القائلة بأن السلطة في المركز ظلت باستمرار تعمل على هيمنة الثقافة العربية والإسلامية، من أجل المحافظة على مصالحها، واستخدمت كل أدوات وأجهزة الدولة التي ظلت تحت سيطرتها منذ الاستقلال لاستمرار عملية الإزاحة الثقافية، التي شكلت ألويتها منذ (خراب) سوبا وبداية تشكل الممالك الإسلامية على أنقاض المسيحية، شرقاً وغرباً وجنوباً.

    القراءة المتأنية لتاريخ وواقع السودان تقول إنه يتشكل ويتخلق عبر مسيرة طويلة وداخل منظومة قوانين معملية، برغم ما تتيحه من مساحة لانحرافات هنا وهناك تتجلى مظاهرها في صور استغلال ذلك التشكل والتخلق لصالح مشاريع فكرية كانت أم سياسية. ومظاهر الصراع الذي يأخذ أشكالاً وصوراً متعددة سوى واحد من تلك المعامل التي تتشكل داخلها هويتنا. ولأنه لا يمكننا تحديد سقف أدنى ولا أعلى لمفهوم الهوية ولا تكبيل عناصر تفاعلها، سيظل الصراع يأخذ أشكاله وصوره باستمرار والتي تحددها مراحل تطور الهوية. لذلك تبقى الحرب -من وجهة نظري- واحدة من معامل كثيرة لتشكل الهوية، وكذا في حالة السلم للصراع أدواته المختلفة والمتعددة.

    إن التعامل بسطحية مع قضية الثقافة "الإسلاموعربية"، ومحاولة تبني مواقف إقصائية تجاهها، لن ينفي واقع كونها موجودة ومتجذرة وأنها واحدة من عناصر هويتنا الثقافية. وتتجلى حقيقة كون أن للثقافة العربية الاسلامية من عناصر القوة ما جعلها تنتشر وتطغى دون الحاجة لسلطة مركزية، وإن كانت السلطة المركزية قد لبست عباءة تلك الثقافة فهو من أجل تقوية سلطانها واستمرار سيطرتها، وليس عيباً أن تطغى ثقافة ما على أخرى إذا ما كانت تمتلك عناصر القوة التي تؤهلها لذلك، ولكن العيب في التباكي على تلك الهيمنة دون العمل الجاد على تدعيم عناصر القوة في الثقافات الأخرى من أجل خلق التوازن المنشود.

    وعناصر القوة في تلك الثقافة التي يفرض العقل التعاطي بإيجابية معها، تتجلى في التاريخ الطويل منذ دخولها السودان وتفاعلها مع العناصر الثقافية المحلية تأثراً وتأثيراً. ويبرز تطور اللغة -حاملة تلك الثقافة- وسودنتها بعيداً عن المؤسسات الرسمية عنصراً هاماً من عناصر تلك القوة. وهي لغة مكتوبة سواء على المستوى المحلي أو الرسمي مما يدعم موقفها أكثر، ويجعلها أكثر استجابة ومطاوعة للتعامل معها، لتكتسب نكهتها الخاصة في كل مناطق السودان، شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، وقادرة على حمل مكونات الثقافات الأخرى ونشرها.
                  

08-26-2005, 08:55 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    أمام هذا الواقع تقع مسؤوليات جسام على الداعين لبعث ثقافاتنا القديمة من عهد كوش وعلى المناضلين من أجل تثبيت دعائم الثقافات السودانية الأخرى وهي كثيرة إيجاد مكان مميز لها وسط هيمنة الثقافة التي يتبناها المركز. أول هذه المسؤوليات هي إحياء عناصر القوة في تلك الثقافات، وعلى رأسها اللغات التي تحملها. مع ملاحظة أن هناك العديد من اللغات المحلية قد بدأ ناشطون في كتابتها مثل لغة الدينكا والنوير والبجا والنوبة. وقد وقعت بين يدي بعض الكتب المترجمة وخاصة الكتاب المقدس مترجماً إلى بعض اللغات حتى "عربية جوبا" وجدت حظها من تلك الترجمات. ولكن تظل كتابة اللغات المحلية قاصرة عن أداء دورها ما لم تدخل في دورة ودائرة التعامل اليومي، وكذلك كل عناصر الثقافة الأخرى.

    وإذا كان انتزاع الاعتراف بالتنوع السياسي والديني في السودان (نظرياً) قد أخذ وقتاً طويلاً ونضالاً مريراً، فإن الاعتراف بالتنوع الثقافي منتزع رغم أنف المركز، ورغم محاولات تلبسه لبوس ثقافة واحدة وفرض سيطرتها من أجل مصالحه فهي مضطرة للتعامل معه كواقع حتى من أجل استمرار سيطرتها (والمركز هنا لا يمثل بالنسبة لي سوى السلطة الحاكمة التي استفادت من انتشار تلك الثقافة). وهو منتزع لوجوده (بياناً) على الأرض ولم ولن تفلح محاولات محوه بالقوة أياً كانت المصادر التي تعتمد عليها. ويمثل سقوط محاولات دولة المشروع الحضاري في امتحان القوة من اجل تصفية وجود الثقافات الأخرى مثالاً ساطعاً برغم امتلاكها كل أدوات ووسائط الدولة وأجهزتها.

    ما ظل يشغلني زمناً هو بالرغم من وجود ثقافات عديدة في السودان ولغات كثيرة إضافة إليها، استطاعة العربية التغلغل في النسيج الثقافي للقوميات المختلفة. وعندما رسمت خريطة لذلك وجلست في أعلى الشمال، كان المشهد أمامي يبرز نجاح العربية وقدرتها على استخدام قوانين الإزاحة فيزيائياً، فهي قد تمددت في كل أطراف السودان ناهيك عن وسطه، ومتى ما وجدت عقبة أمامها تجاوزتها ولكن بعد أن تنفث فيها بعضاً من روحها. ولكن ما هو مدهش هو قدرتها على التلون وعلى اندغامها وتماهيها مع الثقافات الأخرى لدرجة تعجز أي عربي مسلم غير سوداني عن تحديد ملامحها وسط هذا (القوس قزح الثقافي السوداني).

    عندما التفت إلى الوراء وجدت مركز تلك الثقافة يقيم خلفنا بمؤسساته وآلياته، وهو يعمل بانتظام وفق قوانينه. ولم يكتف ذلك المركز باستمرار بث الثقافة "الإسلاموعربية" جنوباً، بل اكتشفت أنه، وبعد فشله في حجب الثقافات الأخرى القادمة من أقصى الشمال عنَّا، وتلك القادمة من أدنى وأقصى الشرق والأخرى القادمة من أقصى الغرب، قرر تقديمها لنا بعد تمريرها عبر غرباله الخاص لذلك يجيء تأثيرها بطعم ولون "إسلاموعربي". وتقف الترجمات التي يقوم بها (المستغربون)، من زمن رفاعة رافع الطهطاوي والمنفلوطي ومن قبلهما ومن بعدهما وذلك الضخ المعلوماتي عبر (الفلتر العروبي)، شاهدة على ذلك فنحن لا نستقي ثقافة الآخرين إلا من خلالها، وهي لا تأتينا إلا بعد أن يضعوا بصماتهم عليها. هذه واحدة من نقاط ضعفنا الكبيرة، اعتمادنا على مجهودات الآخرين واسترخاؤنا وتهاوننا في تحمل مسؤولياتنا.

    وعندما حدقت ببصري خلف الجنوب والغرب والشرق، لم أجد مراكز مؤهلة لبث ثقافات لها من القوة ما تستطيع أن تعادل به معادلات تلك القوانين. ولكن بالنظر إلى داخلنا ألتمس بأننا سودنَّا ما صدر إلينا ولم يمح سودانيتنا (على تنوعها) بقدر ما تأقلم معها. إذاً علينا، إذا كنا قد اعترفنا بالتنوع الثقافي في السودان، دعم هذا الاعتراف بمؤسسات دولة قادرة ودستور حاكم ووسائط ثقافية وإعلامية مؤهلة لاستيعابه وإبرازه، وقبلها تأهيل قدراتنا لمقابلة احتياجات تلك الثقافات حتى تقف على أقدامها وتثبت قدرتها وأحقيتها في الوجود. فعمليات التطور الطبيعي بصراعاته لن ترحم الضعيف، بل ستقف مع الأقدر. ولن تجدي محاولات الإقصاء ولا المواقف التكتيكية المنطلقة من أبعاد سياسية.
                  

08-26-2005, 08:56 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)
                  

08-26-2005, 10:55 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    Quote: {ورد اخونا محمود ولد القم على طريقة الموريتانيين}....(القم)....

    لا يفوت عليك الخطأ الطباعىغير مقصود لكلمة القم بدلا عن الدقم
    الموريتانيين يستعملو ن كلمة ولد بدلا عن ابن كقولهم:
    معاوية ولد الطايع ومختار ولد دادة
    وخونا ولد حيدالله
    وهلمجرا ولد ينبغى

    وقل لنا يا مختار الصحاح ماذا تعنى كلمة القم التى كتبتهاخطأ!
    كيف أفهمك وأثبت لك ان لا شئ لدى ضد والدك الكريم!
    جنى
                  

08-26-2005, 01:41 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8866

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اعترافات شمالي عائد من سجون الحركة الشعبية الرهيبة (Re: محمود الدقم)

    بما ان قلت ان كلمة خطا مطبعي فان اقبل عذرك

    وعليك ايضا ان تعتذر عن استخدام كلمة (بجم) وينتهي الفيلم.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de