أتـُراني أبكيكْ أم أبكي وطني أم أن الموقف أكبر من شعري ؟؟

Quote: الراحل المقيم د. جون قرنق دي مابيور أتراني أبكيك أم أبكي وطني أم أن الموقف أكبر من شعري ؟؟ دمعٌ يجري .. دمعٌ ينبعُ من عمقِ الأحشاءِ المكلومةِ تحملهُ الأحداقُ يسيلُ غزيرًا كالمطر ِ .. صَرحٌ من حُلمٍ ينهارُ وأفكارٌ تجري في طرقاتِ العقل ِ تطاردُ آمالا ً ثكلى وفؤادٌ مغتصَبٌ بيدٍ من فولاذِ الحزن ِالرابض ِفي الصدرِ .. وطنٌ يبكي .. وطنٌ ينزفُ دمعـًا ودمـًا.. وسهامٌ يطلقها ركبُ التاريخ ِ فتنهالُ على رُسلِ الفجر ِ .. إحساسٌ بجفافٍ في الحلق ِ وإغماءٌ وذهولٌ في الإحساس ِ وفي الفكر ِ .. آهٍ .. آهٍ يا حرَّ فؤادي ماذا يجري ؟؟ .. ماذا يحدثُ في الكون ِ وفي القـُطر ِ؟؟ .. أتـُراني أبكيك ؟؟ أتـُراني أبكيكَ أيا بطلَ السودان ِ نصيرَ الفقـراءِ .. الضُعفاءِ .. البؤساءِ .. تـُرى ؟؟ أم أتـُرى أبكي عمري ؟؟ .. أتـُراني أبكيكَ فأبكي قلبـًا منسوجـًا من حـُبِّ الفقراءِ .. البؤساءِ ومحفوفـًا بالصدق ِ وبالطهر ِ ؟؟ أتـُراني أبكيكَ فأبكي بطلا ً أنجبهُ السودانُ أحبتهُ أرضُ السودان ِ مياهُ الأنهار ِ وأحراشُ الغاباتِ وأغصانُ الشجر ِ ؟؟ أم أتـُراني أبكي سودانـًا موجودًا في القلبِ .. وفي الأحشاءِ .. ومفقودًا في العين ِ وفي البصر ِ ؟؟ أتـُراني أبكيكَ .. فأبكي وطني .. أم أهلي أم نفسي ؟؟ .. لا ادري .. لا أدري الفقدُ عظيم .. من لملايين الضعفاء .. البؤساءِ ينامون عراة ً يلتحفونَ دثارَ الظلماءِ يـُريهم إرهاصَ الفجر ِ ؟؟ من لملايين الفقراءِ المسحوقينَ يخاطبهم .. ويناجيهم .. فيحدثهم عن مصرع ِ ليل ِالفقر ِ ؟؟ الفقدُ جليلٌ يا وطني الفقدُ عظيمٌ في الأرض ِ لكنَّ شهيدَ العدل ِعريسٌ في الملكوتِ .. نبيلٌ في حرم ِالقدس ِ .. عظيمٌ .. أعظمُ مما ندري نعم .. لشهيدِ الوحدة ِ والحريةِ عرسٌ في الملكوتِ يقامُ .. فيحدونا .. يحفزنا .. يدعمنا .. يملؤنا إيمانـًا بالنصر ِ .. يفتحُ آفاقـًا .. ودروبـًا .. يشعلُ أضواءً في القلبَِ وفي الفكر ِ .. ويظلُّ منارًا .. وهدىً .. يبقى إيذانـًا بالفجر ِ ..