|
صورة قلمية وفوتوغرافية.. لعلها تدق ناقوس الخطر..
|
صحيفة الرأي العام الأربعاء 3 أغسطس نقلت صورة قلمية وفوتوغرافية لما حدث في الفتيحاب يوم الإثنين 1 أغسطس.. لم يكن مفاجأة أن يسمع الناس بدعوات الهوس والجهاد تنطلق من المساجد كما جاءت الأخبار.. فهذا هو نوع التعبئة التي علمتها الإنقاذ للناس ولذا يجب عليها أن تراجع هذه السياسة الضارة.. نسأل الله أن يحفظ الناس من الفتنة ولكن ما حدث يعطي صورة مصغرة لما يمكن أن يحدث إذا لم تكن هناك جهود حقيقية لتحسين حالة المواطنين والاهتمام بحياتهم وحريتهم وكرامتهم الإنسانية.. أي فرصة للفوضى ستكون ذات نتائج كارثية وذلك لأن النفوس محتقنة بكثير من أسباب الثورة على رأسها الفقر والشعور بالتهميش والدونية والظلم.. سلام عليك يا قرنق في الخالدين، فقد ناضلت من أجل المسحوقين وحلمت بالسودان الجديد.. وليس لنا غير التفاؤل، ومحاولة التغيير نحو الأحسن، كل بحسب ما يستطيع..
+++++++++++ الاربعاء3اغسطس2005 مشاهد مؤلمة من أحداث الإثنين الأسود !!
محرقــة الســــوق الليـبي !!
تقريــــر : التــــاج عثــمـــان
تصويــر : ابراهيم حـــامــــد
ضبطهم وبحوزتهم مسروقات من المتاجر بالمنطقة .. أكثر من مائة بلاغ إنهالت على القسم من المواطنين المتضررين الذين حرقت سياراتهم، ونهبت ممتلكاتهم.. انها (هيستيريا النهب والحريق) !! ..
(الرأي العام) تجولت داخل الفتيحاب وابو سعد والمهندسين لتعكس بالكاميرا والقلم حجم الدمار والخراب الذي لحق بممتلكات المواطنين من جراء أحداث الاثنين الأسود!
--------------------------------------------------------------------------------
جثث متفحمة
المشاهد التي وقفت عليها ميدانيا بمنطقة الفتيحاب (أبو سعد) مؤلمة ومحزنة ، تبدو واضحة للعيان عقب نزولك من كبرى الفتيحاب مباشرة.. عشرات السيارات المحترقة على جانبي الطرقات وداخل الخيران !! .. مئات المتاجر والصيدليات والورش نهبت وحرقت على إمتداد طريق الفتيحاب.. إلا أن قمة المأساة التي وقفت عليها مع زميلي المصور
ابراهيم حامد» كانت داخل (دكان عم ابراهيم) ، الواقع مباشرة غرب شارع الفتيحاب ، مربع «9» جوار مؤسسة كباشي سالم التعليمية ، وهو محل مشهور متخصص في تنجيد الكراسي ، إحترق داخله «5» مواطنين منهم طالبان إحتميا من هجوم المشاغبين داخله، واغلقوه من الداخل ، الا ان المهاجمين اضرموا النار فيه ، فحاولوا الخروج إلا انهم امطروهم بوابل من الحجارة ، ففضلوا الموت حرقاً ، وعند إخراجهم لاحقا بكى كل من شاهد جثثهم المتفحمة ، خاصة الطالبان اللذان كانا يرتديان زي المرحلة الثانوية !! .. فالجثث كانت متفحمة تماما !!
الحريق الكبير !
النيران طالت منزل مستشارة رئيس الجمهورية بدرية سليمان
*
صيدلية «محمد سعيد الحديثة» .. الشهيرة ، بشارع الفتيحاب ، إحترقت بالكامل بأدويتها ، قال لي مساعد الصيدلي «حامد أحمد محمد» ونحن نقف وسط الحريق : «لاحظنا تحركات الجنوبيين منذ التاسعة صباحاً فأغلقنا الصيدلية ، غير ان حشدا منهم جاء من جهة الغرب هجم على الصيدلية واضرم فيها النيران فاحترقت بالكامل ، والخسائر تقدر بنحو ملياري جنيه !!
ولاحظت بالقرب من الصيدلية «مركز الكوثر لخدمات الموبايل».. عند بداية شارع الفتيحاب محترقا بالكامل .. كما قام المشاغبون باحراق الكوافير الملحق بمنزل الاستاذة «بدرية سليمان» ، المستشار القانوني لرئيس الجمهورية ، حيث قاموا باستخدام فساتين الزفاف النايلون لحرق بقية المتاجر..
هيستيريا الحريق !!
حتي الركشات لم تسلم من هيستريا الحريق
* الحريق كبير .. كبير .. والخسائر فادحة وموجعة .. هكذا حدثني المواطن «أزهري عبده عثمان .. صاحب «الورشة الفنية لصيانة السيارات» بابي سعد ، مربع «3» .. فالورشة احترقت ونهبت ، واحترقت «5» سيارات تحت التصليح كانت تقف امام الورشة ، والسيارات التي لم تحرق نهبت مسجلاتها وحطموا زجاجها.. وقيمة العربات المحترقة لا تقل عن «100» مليون جنيه.
ونفس الحال لحق بمحل إسبيرات (تنقور) ، حيث ذكر صاحبه «عادل الطيب محمد البشير» ، انه أغلقه عند بداية الأحداث ، وعاد في السادسة مساء ليجده خاويا ، وفقد مبلغ (15) مليون جنيه .
أما المواطن «الهادي النور أحمد» ، صاحب بقالة (ود النور) بابي سعد ، قال لي في حيرة وحزن : «أغلقت البقالة عند إندلاع الشغب ، وعندما عدت مساء وجدتها فارغة تماماً .. نهبوا كل شيء داخلها ما قيمته «9» ملايين جنيه ، إضافة إلى مبلغ «6»
السوق الليبي بأبي سعد احترق بالكامل
ملايين جنيه كاش كانت داخل الدرج كما احترق مركز الأمين للاسبيرات الكورية بابي سعد ، ومغلق الرحمة الذي يجاوره ، ومركز إتصالات يحوي «8» كبائن و «8» أجهزة كمبيوتر ، و «200» جهاز موبايل خسائره تقدر بنحو «300» مليون جنيه.. ووصلت هيستريا الحريق إلى سوبر ماركت أسامة على طريق الفتيحاب الذي تم إفتتاحه قبل شهر واحد فقط ، وعند زيارتنا له كانت النيران لا تزال مشتعلة فيه!!
كما التهمت النيران «سوبر ماركت الواحة» ونهبت من داخله «37» مليون جنيه كاش!!.. وايضاً كافتيريا بوادي أمدرمان وسوبر ماركت الأشقاء ، وإتصالات «كبج ، والجزيرة ، وبقالات : سفيان ، وعزة ، وكوافير شانيل ، والواحة ، ونيولاند.
* «المواطن» عبد الحكيم خالد محمد احمد» عامل بالورشة الفنية لصيانة السيارات قال لي : هجم نحو ألف مواطن جنوبي وبينهم طلاب ثانوي يرتدون الزي المدرسي على العربات أمام الورشة واحرقوها بالكامل ومعها كل السيارات أمامها .. وشاهدتهم يجبرون سائقي الحافلات والركشات ثم يقومون بحرقها.. أما مصدر قطع زجاج المياه الغازية الذي يغطي كل شارع الفتيحاب قال : مصدره إحدى عربات الكولا كانت تقف أمام مركز توزيع بالقرب من صينية كبري الفتيحاب فاستولوا عليها ، وقام أحد الصبية بقيادتها ، وكان بعضهم يقذف بصناديق الكولا على الطريق وقادوها حتى منطقة الشقلة ، وعند نفاذ الوقود اضطرموا فيها النيران.
محرقة السوق الليبي
النيران تلتهم صيدلية محمد سعيد
السوق الليبي بابي سعد مربع «8» تعرض إلى (محرقة) !! جميع متاجره التي تفوق الخمسين إحترقت بالكامل ، وبلغت خسائره حوالى «4» مليارات حسب تقديرات التجار .. عند دخولي له منتصف نهار أمس كانت النيران لا تزال تشتعل فيه ، السوق يحتوي على «20» متجرا للاواني المنزلية ، و «25» مغلقاً لمواد البناء ، اقل مغلق كانت توجد داخله مواد بناء قيمتها «250» مليون جنيه بجانب إحتراق «25» دكان أحذية وستائر وأقمشة.
«السوق إحترق بالكامل .. هكذا حدثني صاحب أحد المغالق ويدعى «جمال أحمد النور أحمد» ، وخسارتي وحدها تقدر بنحو «60» مليون جنيه بجانب احتراق «60» مليوناً كاش !!
بشير محمد سليمان .. صاحب متجر للأحذية نهبوا منه «عنوة» «25» مليون جنيه ، واحذية قيمتها «35» مليون جنيه وقال : رغم ان الشغب إندلع في الساعة «11» قبل الظهر أمس إلا ان قوات الشرطة لم تأت للسوق إلا بعد الثالثة ، بعد ان إحترق السوق بأكمله ..
أما المطافيء فلم تأت نهائياً ! وكان المهاجمون يتسلحون بالسيخ والسواطير والسكاكين ، والكبريت ويستلم زمام الحديث المواطن «محمد محمد الجيلي» خريج جامعة الخرطوم - آداب - واحد اصحاب المتاجر المتضررين قائلاً : نطالب الدولة والحركة الشعبية بتعويض المتضررين من أعمال النهب هذه.
إحتراق طلمبة
محطة خدمة الوقود التابعة لشركة ماثيو للمواد البترولية بابي سعد - الشقلة - إحترقت بالكامل ، قال لي العاملان : النور آدم وآدم موسى إن احد المهاجمين الجنوبيين أطلق عياراً نارياً على برميل مليء بالزيت بعدها احترقت الطلمبة بالكامل ، واحترق مبلغ «8» ملايين جنيه كانت داخل خزينة الطلمبة والخسائر تقدر بحوالى «600» مليون جنيه عبارة عن براميل للزيوت ومولدين كهربائيين..!!
* حي المهندسين لم يسلم هو الآخر من أحداث الشغب الدامية .. شاهدت حافلتين محترقتين تماماً أمام منزل احد ولاة الولايات وسلمت محطة وقود كونكورب من الحريق ، الا ان واجهتها الزجاجية الانيقة تحطمت تماما ، وهي من طابقين.
* المواطن «عبد المنعم علي محمد سليمان المنصوري» ، من مواطني الفتيحاب مربع «4» ، قال لي : ما حدث بروفة لمعركة قادمة إذا لم تراع السلطات الأمنية ذلك ، وكشاهد عيان فإن الذين قاموا بأعمال الشغب يوم الاثنين الماضي معظمهم من الشماسة ، واتساءل لماذا تأخر وصول الاجهزة الأمنية ، ووصلوا بعد احتراق كل شيء.
* مجموعة من الشباب بحي المهندسين لاحظت انهم يجوبون شوارع الحي مدججين بالعصي والسيخ قالوا لي انهم يقومون بأعمال الحراسة بالدوريات طيلة اليوم لحماية منازلهم من اي هجوم آخر !!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صورة قلمية وفوتوغرافية.. لعلها تدق ناقوس الخطر.. (Re: ودقاسم)
|
نعم يا عزيزي ود قاسم..
الأخطاء والتقصير تمثلت في عدم متابعة طائرة نائب الرئيس .. وقد أخطأ النظام اليوغندي إذا لم يقم بإخطار السودان، أما إذا أخطر السودان فقد يكون عدم نشر السودان للخبر أمر حكيم، ولكن ذلك يقتضي أن يكون قد بذل جهودا في البحث عن الطائرة، وهذا ما لم يحدث..
الخطأ الآخر هو أن الحكومة لم تتحسب لما يمكن أن يحدث وهي تعرف أكثر من غيرها حجم الاحتقانات والغبن والشعور بالتهميش والظلم وعدم المساواة وانتهاك الكرامة الإنسانية..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صورة قلمية وفوتوغرافية.. لعلها تدق ناقوس الخطر.. (Re: Yasir Elsharif)
|
تحياتى / دكتور ياسر الشريف ’’’’’’
نعم مناظر واخبار مؤلمه لم نرى ولم نسمع الا القليل منها ، ما خفى كان اكبر وافدح ، وهذا هو ديدن الأنقاذ وما ادخلته وزرعته فى نفوس المواطنين ، نحتاج لأشياء كثيره كثيره ، ولكن من رأى اهم ما نحتاج اليه هو التربيه السليمه ، وليس تربية الجهاد والغبن وشحن النفوس ، ربنا يكفى الوطن شر الكوارث بشعبه ..........
| |
|
|
|
|
|
|
|