|
كديســـــة
|
ذات كديسة من احدا كدايسي المحترمة قررت الغياب عن المعهد ليس لسبب سوى القرف الكدايسي . وظللت في اجازةٍ تقارب الشهرين مابين شاطئ البلدية ( وفي مقولة اخرى " بيتش البلدية " ) اجارنا الله واياكم من عوجة اللسان وبين سينما حلفايا والوطنية لحضور الافلام الهندية التي تعج بالورود مما انتج عنه نقص حاد في الكمية الموردة لمصانع باريس ادى لغلاء اسعار العطور فإنكب الشباب على محلات قدر ظروفك هربا من نار الاسعار الباريسية والتي اصلاً لم يتجهوا لها في يوم من الايام.
وبذكر الايام ماذالت صورة ذلك الصبي الكفيف الذي مثل دور طه حسين في مسلسل الايام الرائع حتى كبر هذا الفتى وفارق مرحلة الطفولة وسلم الدور لاحمد زكي فهجرت المسلسل وايامه ولم اعد لتلك الايام الا مع مسلسل بنت الايام وشدتني اليه البنت الكبرى ولا اذكر اسمها الآن الا انها مثلت الاخت الكبرى لشيرين ومما اعجبني فيها عيونها الخضر اخضرار الزرع في الربيع .
وللربيع هذا قصة عجيبة لدينا في السودان فمعرفتنا به تقف عند حد الجغرافيا التي لم احبها يوماً ما وذلك بسبب مديرنا شرف الدين الذي درسنا لها في الصف الثالث المتوسط اذ كان لايدخل الى الفصل الا ومعه صوت العنج الذي اهداه له والد احد الطلاب وكان يعمل شرطياً في السواري ، واذكر فيما اذكر ان هؤلاء السواري والذين كان لديهم اسطبل بجوار منزلنا يحرسون المباريات في ميدان عقرب وبعد انتهاء المباراة يتسابقون فيما بينهم ولو قدر لهم الاشتراك في سباق خيل لاتوا جميعاً في المركز الآخير وخاصةً آدم وحصانه الابيض الذي كان لا يجري الا على صفحته مذكرني بذلك ببص الكندا الذي شاهدته في طفولتي يسير وهو يئن من وطأة الزمان في رحلةٍ رتيبة بين سوق الخضار وبين حي المزاد بشارع الظبطية .
|
|
|
|
|
|