الحاج وراق : قيامة الساحة الخضراء

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 10:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-17-2005, 02:49 AM

انتصار محمد صالخ بشير
<aانتصار محمد صالخ بشير
تاريخ التسجيل: 02-23-2005
مجموع المشاركات: 1288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحاج وراق : قيامة الساحة الخضراء

    اخوتى الكرام

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    وجدت هذا الموضوع فى المجلة السودانية



    ذكرت بالأمس أن حشود الساحة الخضراء المليونية في استقبال زعيم الحركة الشعبية د. قرنق، أشارت الى حقيقة أساسية، وهي أن قيامة السودان القديم قد قامت، ذلك أن القوى الراغبة في التغيير، وكما اتضح، لا تشكل الأغلبية الساحقة في البلاد فحسب، وانما كذلك الأغلبية في الخرطوم، حيث مركز الشمال والعاصمة الاتحادية، ومما يعطي هذا الواقع طابعه الملتهب والتفجيري، أن هذه القوى تتراكب لديها المظالم الاقتصادية والاجتماعية مع متضمنات عرقية وثقافية محددة.
    إذن فقيامة السودان القديم قد قامت، ولكن كذلك فإن الحركة الشعبية في حال لم تؤهل نفسها لترتفع إلى حجم الآمال المعقودة عليها، فإنه سرعان ما ستقوم قيامتها هي أيضاً!!
    * وإذا كانت القاعدة الاجتماعية للحركة الشعبية تعاني من آثار التطور غير المتوازن والتخلف التاريخي، فإن لنخبة الحركة كذلك مشاكلها، فإضافة الى غياب المؤسسية في الحركة وضعف الخبرة الادارية والتنظيمية في ادارة الدولة والخدمة العامة والمدنية، تعاني كذلك من تقاليد سنوات حرب العصابات، والتي تعطي القيادة تفويضاً استثنائياً وشاملاً، حيث يتم التعامل مع التفاوت في وجهات النظر، كانعكاس لمؤامرات العدو المتربص. وقد تجلى هذا حين انزلقت الحركة الشعبية إبَّان انشقاقها في التسعينيات، الى فتنة داخلية فاقت ضحاياها وفظائعها فظائع الاقتتال مع السلطة المركزية، بل أن قيادة الحركة كثيراً ما تباهت بأنها «صفت» الانفصاليين داخلها، مما يشير إلى أنها في ما يتعلق باحتمال الاختلاف قد تخطت الخطوط الحمراء، واعني حرمة القتل داخل الجماعة!! ومن هذه الزاوية وحدها فإن تجربة الحركة الشعبية أسوأ بالمقارنة من تجربة الإنقاذ نفسها!! وأكرر من هذه الزاوية وحدها، لأنه في المقارنة الاجمالية فإن للانقاذ سجلاً استثنائياً في انتهاك حقوق الانسان، خصوصاً في تجربتها في دارفور، حيث حفرت لنفسها موضعاً تاريخياً بجوار فظائع الاستعمار وجرائم النازية ومعسكرات الاعتقال الشيوعية!!
    * ومما يزيد الطين بلة، أن نخبة الحركة الشعبية غير موحدة، يتجاذبها اتجاهان أساسيان متعارضان، وكلاهما يعاني من مشكلات مزمنة، الاتجاه الأول الأساسي اتجاه قومي، ويعبر عن المجموعات المعنية بالجنوب وحده دون غيره، وغالب هذه المجموعات تتبني اتجاهات انفصالية، وبالنسبة لها فإن المعركة قد انتهت الآن بنجاحها في تسلم ادارة الجنوب، ولهذا فإنها غير معنية بمطالب التحول الديمقراطي في السلطة المركزية بالخرطوم، بل وتفضل اطلاق يد الانقاذ في الشمال مقابل تركها طليقة في الجنوب، مما يشير الى انها غير معنية كذلك بالتحولات الديمقراطية والاجتماعية هناك، ولذا فإن هذا الاتجاه في حال سيادته في الحركة الشعبية فإنه لن يحقق تجربة تختلف كثيراً عن تجربة اتفاقية اديس أبابا عام 72م، وهي ذات التجربة التي خبرتها الكثير من الدول الافريقية ما بعد الاستقلال ، وهي تجارب وصفها أحد مختصي العلوم السياسية الفرنسيين بسياسة «البطون» - Politics of the Belly اي سياسة «اللغف» وملء الكروش!!
    * وكذلك يعوق هذا الاتجاه القومي نزوع الحركة الشعبية للتحول إلى حركة على النطاق الوطني، ويحرمها بالتالي من امكانية الانفتاح على اقوام البلاد المتعددة، كما يحرمها من إمكانية الاستفادة من الكفاءات المهنية والسياسية والثقافية على تعدد انتماءاتها القومية، وخصوصاً من الوسط، بتجربته الأسبق في التنمية والتحديث.
    ويمكن ملاحظة أثر هذا الاتجاه في العديد من الشواهد والمؤشرات، من بينها الزهد في تأمين مشروع السلام باجماع وطني، والتغاضي عن حاجة البلاد الملحة لبلورة مشروع وطني مجمع عليه ، وكذلك في التقليل من أهمية التحولات الديمقراطية في المركز، كما يمكن ملاحظة أثره في الممارسة السياسية للحركة نفسها - وأنصع نموذج على ذلك، رئاسة وفد الحركة الشعبية في لجنة الدستور - فبأي المعايير يكون الدكتور منصور خالد- وهو أحد أهم مصممي رؤية الحركة وناشريها، وكذلك من أهم أعمدة الاستنارة في البلاد، ومن أهم مفكريها السياسيين، ولديه شهادة دكتوراة في القانون، وخبرة دستورية وسياسية تمتد لحوالي نصف القرن- بأي المعايير، سوى المعيار القومي- يكون الدكتور منصور خالد عضواً وليس رئيساً لوفد الحركة؟!
    * وأما الاتجاه الثاني في نخبة الحركة الشعبية، فهو الاتجاه الماركسي، ويجد جذوره في روابط النشأة التاريخية للحركة وعلاقاتها بكوبا واثيوبيا منقستو، وكذلك في التحاق العديد من ماركسيي الوسط بالحركة، من الذين زهدوا في امكان بروز حركة تقدمية فاعلة في الشمال، وهؤلاء بنقائهم وتطهرهم الثوري، شكلوا ويشكلون مصدراً لا غنى عنه لتماسك وقوة أية حركة حرب عصابات ناجحة.. ولكن الاتجاه الماركسي وبطبيعة منظوراته «الثورية الرومانسية» فإنه يصدق عليه القول المأثور: «المدينة مقبرة الثوريين»، بمعنى أن الثوري كفء ومؤثر في قتال الغابة، ولكنه يفقد الصلاحية في المدينة!! ورغم ما في هذا القول من تبسيط كاريكاتوري، فإن فيه كذلك بذرة حقيقة واضحة.
    وإذا كان من المشروع أن يثور جدال فكري حول مدى ملاءمة الماركسية للنهضة في دول الجنوب - رغم اني ارى أن التاريخ قد قال كلمته- فأياً كانت تنويعات التطبيق الماركسي، سواء في اليمن او كوبا او موزمبيق او انجولا، وبمسمياتها المختلفة، طريق التطور اللا رأسمالي، التوجه الاشتراكي، الثورة الوطنية الديمقراطية، فإنها جميعاً واينما طبقت، أدت الى الاخفاقات والانتكاسات. والاستثناء في ذلك تجربة الصين، والسبب واضح، وهو انها تلوك الشعارات الماركسية لفظياً لتطبق عملياً اقتصاديات السوق الرأسمالية «!» وهذا لا يعني بالطبع التسليم بأطروحات الرأسمالية المتوحشة، وانما يعني أهمية تجديد الفكر الاجتماعي، بحيث يتم التوفيق بين فعالية آليات السوق وبين مطالب العدالة الاجتماعية. وفي ذلك لن تسعفنا الماركسية، دع عنك الرومانسية الثورية - المهم أن كل هذا الحجاج الفكري مشروع ومبرر. ولكن لا اعتقد بأنه سيكون مثار جدال موضوعي، الإدعاء بملاءمة الماركسية التقليدية لبلاد كالسودان، خصوصاً في الجنوب، حيث لم يسد بعد الاقتصاد السلعي، ولم تتشكل بعد طبقة عاملة حديثة..!!

    المصدر:
    http://www.sudanjournal.com/Reports/1050_Hag_Warag.htm


    انتصار
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de