حركة الجهاد تهدد الكاتب سيد القمنى بالقتل ان لم يستجب لها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 10:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-16-2005, 02:56 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حركة الجهاد تهدد الكاتب سيد القمنى بالقتل ان لم يستجب لها



    --------------------------------------------------------------------------------


    سيد القمني يتبرأ مخطاب التهديد
    أما التهديدات التي تلقاها سيد القمني فهي كثيرة، و ليست وليدة اليوم، لكن ما جرى حسب روايته في الأيام الأخيرة أنه تلقى عدة رسائل عبر بريده الإليكتروني، كانت أكثرها صرامة ووضوحاً، تلك التي أعاد إرسالها إلينا للاطلاع عليها كوثيقة توضح مبررات انسحابه من مضمار الفكر والكتابة، وهذه الرسالة معنونة بكلمتين فقط هما "رسالة تحذيرية"، وتقول كلماتها بالحرف الواحد :
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
    اعلم ايها الشقي الكفور المدعو سيد محمود القمني، أن خمسة من اخوة التوحيد وأسود الجهاد قد انتدبوا لقتلك، ونذروا لله تعالى ان يتقربوا إليه بالإطاحة برأسك، وعزموا ان يتطهروا من ذنوبهم بسفك دمك، وذلك امتثالا لأمر جناب النبي الأعظم صلوات ربي وتسليماته عليه، إذ يقول "من بدل دينه فاقتلوه" .
    أيها الدعي الأحمق :
    نحن لا نمزح .. صدق ذلك او لا تصدقه، ولكننا لن نكرر تهديدنا مرة أخرى .
    لن ينفعك إبلاغ المباحث بامر هذا التهديد، فلن يفلحوا في حمايتك إلا بصورة وقتية وبعدها سيتركوك فريسة لليوث الاسلام، هذا ان حموك اصلاً .
    ولن تنفعك أي حراسة خاصة أو اجراءات أمن، فالحارس لن يمسك الرصاصة التي تنطلق من سيارة مسرعة او سطح منزل مجاور، واجراءات الامان لن توقف انفجار القنبلة في سيارتك ... أو أي وسيلة اغتيال أخرى .. فاعتبر بمن سبقوك ممن ارسلناهم إلى القبورمع انهم كانوا اصعب منك منالاً، والسعيد من وعظ بغيره .
    وإبراءاً للذمة وامعانا في اقامة الحجة عليك، فإننا نمهلك أسبوعا واحدا لتعلن توبتك وبراءتك من كل الكفريات التي كتبتها براءة صريحة لا مواربة فيها، وتنشر ذلك في مجلة "روز اليوسف" كما نشرت فيها كفرك .
    فإن أصررت ايها الجاهل المغرور على ركوب مركب العناد، وأبيت إلا الاستمرار فيما أنت فيه من الردة والإلحاد، ووسوس لك الشيطان اللعين بأنك ستعجز أهل الجهاد، فاعلم حينئذ ان سيوف الموحدين ستنال منك المراد، وانك ميت يمشي على قدميه بين العباد، فابحث لنفسك عن جحر فان المؤمنين لك بالمرصاد .
    هذا بلاغ لكم، والبعث موعدنا، وعند ذي العرش يدري الناس ما الخبر .
    التوقيع
    جماعة الجهاد
    مصر
    ولا تعليق
    ن أفكاره بعد تهديده بالقتل

    نبيل شرف الدين GMT 3:30:00 2005 السبت 16 يوليو

    أعلن توبته وتوقفه عن الكتابة وتفرغه لأبنائه
    سيد القمني يتبرأ من أفكاره بعد تهديده بالقتل


    نبيل شرف الدين من القاهرة : فجّر الباحث والكاتب المصري الشهير الدكتور سيد القمني قنبلة من العيار الثقيل، عبر مكالمة هاتفية تلقتها (إيلاف) منه شخصياً، قال فيها أنه قرر التوقف عن الكتابة والحديث لوسائل الإعلام والنشر في الصحف، و المشاركة في الندوات، ليس هذا فحسب، بل و أعلن "براءته" من كل ما سبق له نشره من كتب ومقالات وبحوث، قائلاً إنه تلقى تهديدات جدية بقتله إذا لم يقدم على هذه الخطوة، و لأنه " ليس راغباً في الموت على هذه الطريقة"، فقد قرر الامتثال للتهديدات التي تلقاها عبر عدة رسائل في بريده الإليكتروني، ومن هنا فقد آل على نفسه أن يتوقف عن الكتابة والإدلاء بأية تصريحات صحافية، و يرجو الذين هددوه أن يقبلوا موقفه، ويعدلوا عن تهديدهم إياه.
    لم يمنحني القمني أي فرصة لمناقشته في الأمر، رغم أنه بدا خلال الاتصال الهاتفي هادئاً متماسكاً، وإن كان أيضاً حاسماً في ما وصل إليه من قرار، يتوقع أن يكون موضع جدل واسع خلال الأيام المقبلة، واكتفى بوعد بأن يرسل لي ما لديه من رسائل وتهديدات، والبيان الذي أكد أنه سيكون آخر ما يكتبه، ويعلن فيه "براءته وتوبته" من كل ما كتبه من قبل، و حتى حين حاولت إثارته بالإشارة إلى أن الرضوخ لابتزاز التهديد ليس حلاً خاصة لمن كان الفكر صناعتهم، كانت سخريته المعهودة كفيلة بإنهاء الأمر، إذ أنه سرعان ما بادر إلى القول إن ما تبقى له من عمر ليس من حقه وحده، بل من حق أبنائه أولاً أن يرعاهم، وأحالني إلى ما يعرفه القاصي والداني في مصر عن المأساة التي يعيشها ابن المرحوم فرج فودة، الذي لقي مصرعه على يد أصولي مسلح، كان يعمل "سماكاً"، قبل أن ينخرط بإحدى المنظمات الإرهابية المحلية في مصر، و يبدأ "جهاده" بقتل فودة، و بقية القصة معروفة لكافة المعنيين بالشأن العام في مصر .
    و سيد القمني كاتب وباحث ذائع الصيت في مجال الإنسانيات عموماً، وله اهتمام خاص بالتاريخ والتراث والأديان والإسلاميات، و هو من مواليد العام 1947 في مدينة الواسطى من أعمال محافظة "بني سويف" في مصر الوسطى، وحاصل على إجازته الجامعية في الفلسفة من جامعة عين شمس، ثم درجة الدكتوراه، وله العشرات من الكتب والمؤلفات التي أثارت جدلاً واسعاً في مصر، منها "موسى وآخر أيام تل العمارنة"، ( 3أجزاء)، " الحزب الهاشمي وتأسيس الدولة الإسلامية"، و"النبي إبراهيم والتاريخ المجهول"، و"رب الزمان"، و"حروب دولة الرسول"، وآخر كتبه المنشورة هو "شكراً بن لادن"، كما ينشر مقالاً أسبوعياً بمجلة "روز اليوسف" .

    خطاب التوبة
    و في بيانه المثير الذي تلقته (إيلاف) يقول القمني : "تصورت خطأ في حساباتي للزمن انه بإمكاني كمصري مسلم أن أكتب ما يصل إليه بحثي، وأن أنشره على الناس، ثم تصورت خطأ مرة أخرى أن هذا البحث و الجهد هو الصواب، أني أخدم به ديني ووطني، فقمت أطرح ما أصل إليه على الناس متصورا أني على صواب وعلى حق فإذا بي على خطأ وعلى باطل، كنت أقصد الخير ولا أفرض رأيا ولا أتعسف موقفاً، أخذ به من أخذ، ورفضه من رفض، وهاجمه من شاء دون مشاكل" .
    ويضيف القمني : "كنت أتصور وأنا مهموم بأمتي في زمن و ظرف استثنائي على كل المستويات، أنني أساعد الناس بهز غفوتهم، وأحيانا كنت أمعن في النقد قصدا حتى يفيقوا، كنت أظن أني نافع أنبه للأخطار التي كثيرا ما تحققت معها نبؤاتي بحكم قراءة الأحداث بحياد وليس عن كثير ذكاء، وكنت أتمني أن أكون عاملا مساعدا للحاق بآخر قوافل الحضارة، وما ظننت أني سأتهم يوما في ديني، لأني لم أطرح بديلا لهذا الدين، ولا أرضى بالإسلام بديلا، ولكن لله في خلقه شئون، ولم يبق لي إلا أن أودع قرائي، وهم أهلي و عشيرتي وناسي وأحبائي من القلب" .
    ومضى القمني قائلاً : "أعترف سيكون الموت بكسر الأقلام موتا بطيئا فقلمي هو مناط حياتي ونفسي الذي أتنفسه، لكن إقدامي على هذه الخطوة سيبقي لي من العمر ما يكفي لرعاية من يستحق رعايتي فلذات كبدي، هذا في حال قبول هذا البيان" .
    واختتم القمني بيانه المثير بالقول : "من ثم أكرر خلف البيان التحذيري "أنني أعلن براءة صريحة من كل ما سبق وكتبته "ولم أكن أظنه كفرا فإذا به يفهم كذلك، لهذا أعلن ـ كما نص البيان ـ "توبتي وبراءتي" من كل "الكفريات" التي كتبتها في مجلة "روزاليوسف" وغيرها، "براءة تامة صادقة يؤكدها عزمي على اعتزال الكتابة نهائيا من تاريخ نشر هذا البيان" .

    خطاب التهديد
    أما التهديدات التي تلقاها سيد القمني فهي كثيرة، و ليست وليدة اليوم، لكن ما جرى حسب روايته في الأيام الأخيرة أنه تلقى عدة رسائل عبر بريده الإليكتروني، كانت أكثرها صرامة ووضوحاً، تلك التي أعاد إرسالها إلينا للاطلاع عليها كوثيقة توضح مبررات انسحابه من مضمار الفكر والكتابة، وهذه الرسالة معنونة بكلمتين فقط هما "رسالة تحذيرية"، وتقول كلماتها بالحرف الواحد :
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
    اعلم ايها الشقي الكفور المدعو سيد محمود القمني، أن خمسة من اخوة التوحيد وأسود الجهاد قد انتدبوا لقتلك، ونذروا لله تعالى ان يتقربوا إليه بالإطاحة برأسك، وعزموا ان يتطهروا من ذنوبهم بسفك دمك، وذلك امتثالا لأمر جناب النبي الأعظم صلوات ربي وتسليماته عليه، إذ يقول "من بدل دينه فاقتلوه" .
    أيها الدعي الأحمق :
    نحن لا نمزح .. صدق ذلك او لا تصدقه، ولكننا لن نكرر تهديدنا مرة أخرى .
    لن ينفعك إبلاغ المباحث بامر هذا التهديد، فلن يفلحوا في حمايتك إلا بصورة وقتية وبعدها سيتركوك فريسة لليوث الاسلام، هذا ان حموك اصلاً .
    ولن تنفعك أي حراسة خاصة أو اجراءات أمن، فالحارس لن يمسك الرصاصة التي تنطلق من سيارة مسرعة او سطح منزل مجاور، واجراءات الامان لن توقف انفجار القنبلة في سيارتك ... أو أي وسيلة اغتيال أخرى .. فاعتبر بمن سبقوك ممن ارسلناهم إلى القبورمع انهم كانوا اصعب منك منالاً، والسعيد من وعظ بغيره .
    وإبراءاً للذمة وامعانا في اقامة الحجة عليك، فإننا نمهلك أسبوعا واحدا لتعلن توبتك وبراءتك من كل الكفريات التي كتبتها براءة صريحة لا مواربة فيها، وتنشر ذلك في مجلة "روز اليوسف" كما نشرت فيها كفرك .
    فإن أصررت ايها الجاهل المغرور على ركوب مركب العناد، وأبيت إلا الاستمرار فيما أنت فيه من الردة والإلحاد، ووسوس لك الشيطان اللعين بأنك ستعجز أهل الجهاد، فاعلم حينئذ ان سيوف الموحدين ستنال منك المراد، وانك ميت يمشي على قدميه بين العباد، فابحث لنفسك عن جحر فان المؤمنين لك بالمرصاد .
    هذا بلاغ لكم، والبعث موعدنا، وعند ذي العرش يدري الناس ما الخبر .
    التوقيع
    جماعة الجهاد
    مصر
    ولا تعليق
                  

07-16-2005, 03:07 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حركة الجهاد تهدد الكاتب سيد القمنى بالقتل ان لم يستجب لها (Re: الكيك)

    حركة الجهاد تهدد الكاتب سيد القمنى بالقتل ان لم يستجب لها
    لماذا لايكتغون بالدعاء عليه بالهلاك!
    جنى
                  

07-17-2005, 01:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حركة الجهاد تهدد الكاتب سيد القمنى بالقتل ان لم يستجب لها (Re: jini)


















    إيلاف>>كُتّاب إيلاف

    سيّد القمني: بئس المفكر الجبان أنت!
    GMT 6:30:00 2005 الأحد 17 يوليو
    شاكر النابلسي



    --------------------------------------------------------------------------------


    -1- الساقط في بئر الخوف
    قال الباحث والكاتب المصري سيّد القمني ، عبر مكالمة هاتفية تلقتها منه (إيلاف،16/7/2005) ، أنه قرر التوقف عن الكتابة والحديث لوسائل الإعلام والنشر في الصحف، و المشاركة في الندوات. ليس هذا فحسب، بل و أعلن "براءته" من كل ما سبق له نشره من كتب ومقالات وبحوث، قائلاً إنه تلقى تهديدات جدية بقتله إذا لم يقدم على هذه الخطوة، ولأنه " ليس راغباً في الموت بهذه الطريقة"، فقد قرر الامتثال للتهديدات التي تلقاها عبر عدة رسائل في بريده الإليكتروني، ومن هنا فقد قرر أن يتوقف عن الكتابة والإدلاء بأية تصريحات صحافية، ويرجو الذين هددوه أن يقبلوا موقفه، ويعدلوا عن تهديدهم إياه.



    -2- المفكر الجبان
    بمرارة وحسرة وألم شديد، نقول أنه كان بودنا، وكنا نرحب، بأن يتخلّى سيّد القمني عن افكاره السابقة عن قناعة شخصية ومعطيات فكرية جديدة تثبت لنا وله أنه كان على خطأ، لا أن يكون هذا التراجع وهذه "التوبة" تحت ضغط وتهديد الجماعات الأصولية الإرهابية. والتراجع والمراجعة الفكرية عن قناعة ونتيجة لفكر جديد وتصوّر جديد، عمل محمود ومشروع وخطوة مباركة. وعبد الخالق حسين سبق وساق عدة أمثلة على ضرورة التغير الفكري. حيث لا يتغير إلا الحجر الذي هو بدوره يتغير أيضاً بفعل عوامل الطبيعة. فالفيلسوف الألماني نيتشه يقول: "الحية التي لا تغيِّر جلدها تهلك، وكذلك البشر الذين لا يغيِّرون أفكارهم يهلكون." والفيلسوف البريطاني برتراند راسل يقول: " أنا لست مستعداً أن أموت في سبيل أفكاري لأنها قد تتغير." (يا ليت القمني غيرّ أفكاره، لأنها تغيرت من ذاتها فعلاً، لا لأنه تحت تهديد الإرهاب الأصولي، لكنا رفعنا له القبعة تبجيلاً). والمفكر الاجتماعي العراقي علي الوردي يقول : "الأفكار كالأسلحة تتبدل بتبدل الأيام. والذي يريد أن يبقى على آرائه العتيقة هو كمن يريد أن يحارب الرشاش بسلاح عنترة بن شداد".

    -3- سيّد القمني: بئس المفكر الجبان أنت
    سيّد القمني: لقد كنت مثالاً للمفكر الجبان، وتركت لدى الإرهابيين الأصوليين المجرمين انطباعاً كاذباً، بأنهم انتصروا على الليبراليين، ولو شددوا علينا التهديد فمن الممكن أن نتخلّى عن أفكارنا وآرائنا كما تخلّيت أنت جبناً وضعفاً وحباً في الحياة. وهذا من حقك الشخصي ومن حق عائلتك وأطفالك عليك. ولكنك بهذا نصرت الإرهاب الأصولي على الفكر العقلاني الشجاع بتصرفك هذا. لقد انتصر الإرهاب على التنوير. انتصرت الغوغاء على الفكر العربي الحر.
    ولكن لا بأس، فلست أول وآخر من تخلّى عن أفكاره في مصر المحروسة، تحت التهديد والوعيد الغوغائي من خفافيش الظلام، ومن كارهي التنوير، وأعداء المستقبل من السلفيين الارهابيين.
    الشيخ علي عبد الرازق صاحب الكتاب القنبلة المدوية ( الإسلام وأصول الحكم، 1924) الذي قطع فيه، أن لا دولة في الإسلام، قال محمد عمارة بأن عبد الرازق قد ندم على كتابة هذا الكتاب. وأن ابنه (محمد علي عبد الرازق) قد شهد أمام محمد عمارة بأن أباه كان قد قرر قبل موته 1970 أن يكتب كتاباً ينكر فيه كل ما جاء في كتابه (الإسلام وأصول الحكم) ولكن الموت لم يمهله. وهذا مثال على "عقدة الذنب الدينية" التي تميّز بها الفكر المصري في القرن العشرين.
    كذلك فعل طه حسين في كتابه (في الشعر الجاهلي، 1926) حين استجاب لتهديد الغوغاء من الإرهابيين السلفيين، وألغى فصلاً كاملاً من كتابه التنويري، وأعاد نشره من جديد تحت اسم (الأدب الجاهلي). وكتب بعدها مجموعة من الكتب الدينية: (الفتنة الكبرى)، (علي وبنوه)، (على هامش السيرة)، و( في مرآة الإسلام) .. الخ. تكفيراً عن "ذنبه" وإرضاءً للغوغاء وتخلصاً من شرورهم كما فعل الآن سيّد القمني. وهذا مثال ثانٍ لـ "عقدة الذنب الدينية" التي تميّز بها الفكر المصري في القرن العشرين.
    كذلك فعل الشيخ خالد محمد خالد حين أصدر كتابه (الدولة في الإسلام، 1981) واعتبر ذلك مراجعات وليس تراجعات، عمّا كتبه من انكار للدولة الدينية في كتابـه التنويري (من هنا نبدأ ،1950) تحت تهديد الجماعات الإسلامية التي قتلت السادات 1981، وهو نفس عام صدور (الدولة في الإسلام)، كما كان مثالا ثالثاً على "عقدة الذنب الدينية" التي تميّز بها الفكر المصري في القرن العشرين.
    وكنت أنت يا سيّد الرابع في هذه القائمة للأسف الشديد، ولن تكون الأخير في مصر، في ظني واعتقادي نتيجة لتحكم "عقدة الذنب الدينية" في الفكر المصري.



    -4- سيّد: لست وحدك
    هل تعتقد يا سيّد بأنك أنت الوحيد، الذي يتلقى تهديدات بالقتل والسحل كل يوم. كلنا نحن معشر المفكرين الليبراليين، نتلقى كل يوم مثل هذه التهديدات. بل انهم حاولوا قتلنا فلم نخبر ولم نكتب ولم نخف ولم نتراجع. وأنا أكشف هنا سراً لأول مرة. لقد سبق للارهابيين أن كسّروا لي بيتي ليلاً على مدار يومين كاملين 3- 4/7/2003، واضطررت أن أرحل منه إلى بيت آخر. والبوليس الأمريكي في دينفر لديه سجل كامل بهذه الحادثة. وقد سبق وهُدد من قبلنا طوابير من المفكرين الليبراليين، فلم ينثنوا، ولم يخافوا، ولم يجزعوا، واستمروا في رسالتهم حتى النهاية.
    فرج فودة المفكر المصري، لم يتخلَّ عن أفكاره، وقضى نحبه شهيداً
    للفكر الليبرالي على يد الإرهابيين السلفيين.
    حسين مروة المفكر اللبناني، لم يتخلَّ عن أفكاره، وقضى نحبه شهيداً
    للفكر الليبرالي على يد الإرهابيين السلفيين.
    مهدي عامل المفكر اللبناني، لم يتخلَّ عن أفكاره وقضى نحبه شهيداً
    للفكر الليبرالي على يد الإرهابيين السلفيين.
    محمود طه المفكر السوداني، علّقه حسن الترابي على مشنقة جعفر النميري (أمير المؤمنين)، ولم يتخلَّ عن أفكاره.
    صادق جلال العظم المفكر السوري، لم يتخلَّ عن أفكاره، ولم ينكر ما كتبه في (نقد الفكر الديني)، ولم يستجب لتهديد الإرهابيين السلفيين.
    أحمد البغدادي المفكر الليبرالي الكويتي، لم يتخلَّ عن أفكار في (تجديد الفكر الديني)ه وسُجن وعوقب من قبل الإرهابيين السلفيين.
    العفيف الأخضر المفكر التونسي الليبرالي، لم يتخلَّ عن أفكاره، وطُرد من جريدة "الحياة"، وكاد أن يموت جوعاً ومرضاً، ويتعرض كل يوم للتهديد حتى الآن على يد الإرهابيين السلفيين ، وكان آخر تهديد جاءه من راشد الغنوشي زعيم "حركة النهضة" التونسية.
    نصر حامد أبو زيد المفكر الليبرالي المصري، لم يتخلَّ عن أفكاره وكتبه، وهرب من مصر إلى هولندا، خوفاً من تهديد الإرهابيين الأصوليين بتطبيق الحسبة عليه وعلى زوجته.



    -5- لماذا لا تكون شهيداً يا سيّد؟
    لماذا لا تسير يا سيّد على خطى شهداء الفكر والرأي الحر كأبي ذر الغفاري، وابن المقفع، والجعد بن درهم، وغيلان الدمشقي، والسهروردي الإشراقي، وفرج فودة، وحسين مروة، ومهدي عامل، ومحمود طه، وأحمد البغدادي وغيرهم؟
    لماذا أعدت سيرة المتراجعين عن أفكارهم التائبين عن قيمهم الليبرالية من المصريين، كعلي عبد الرازق، وطه حسين، وخالد محمد خالد، ومحمد عمارة وغيرهم؟
    كلنا يا سيّد نطلب الشهادة في سبيل فكر الحرية الآن، في هذا الزمن المالح التعيس، وفي مدن الملح القاحلة من الحرية والديمقراطية والكرامة التي نعيش فيها؟
    كلنا ينتظر الساعة التي يقطع فيها الإرهابيون السلفيون رؤوسنا جزّاً كالشياه ، كما سبق أن جزَّ الوالي خالد القسري في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك رأس الجعد بن درهم صباح عيد الأضحى في أسفل منبر المسجد. أو الشواء في الفرن كما شوى الخليفة المنصور ابن المقفع. أو الذبح كما ذبح الملك الظاهر الأيوبي (ابن صلاح الدين الأيوبي) الفيلسوف الإشراقي السهروردي في حلب. أو التعليق شنقاً على بوابة المدينة كما تمَّ تعليق غيلان الدمشقي. أو الموت في الصحراء جوعاً وعطشاً كما مات أبو ذر الغفاري في "الربذة" قرب المدينة المنورة، حين سجنه الخليفة عثمان بن عفان.
    كيف لنا أن نبني عصر النهضة دون هذه الشهادة، يا سيّد؟
    كيف لفجر التنوير العربي أن يبزغ دون دماء المفكرين الليبراليين فداءً له، يا سيّد؟
    فلننظر الى شهداء الفكر في أوروبا الذين فجروا عصر التنوير الأوروبي ماذا فعلوا، يا سيّد؟



    -6- العرب الآن في القرن الثامن عشر
    يعيش العرب الآن في القرن الثامن عشر الذي عاشته أوروبا، ولكن بوجهه القبيح المظلم، وليس بوجهه الجميل المنير المشرق. فهذا القرن الذي كان عصر التنوير الأوروبي، لم يكُ طريقاً ثقافياً مفروشاً بالحرير والزهور، بل كان طريقاً شاقاً دفع فيه فلاسفته ومفكروه حياتهم ثمناً غالياً. ولا بُدَّ أن نعلم أن عدم استمرارية عصر السحرة والمشعوذين والدراويش وتكاياهم وزواياهم في أوروبا في القرن الثامن عشر (وهو العصر العربي الآن، حيث يصرف العرب مليارات الدولارات سنوياً على السحر والشعوذة)
    وسيادة عصر العلم والعقل، جاء نتيجة للتضحية الكبرى والمقاومة العنيفة التي أبداها رجال الفكر والعقل في عصر النهضة. فلم تكن أنوار عصر النهضة كلها أنواراً بهية مُرحباً بها. ولم تكن طرقات ومعارج هذه النهضة مفروشة بالحرير وفرو السمّور الذي كان يتدثر به شيوخ الإسلام في العهد العثماني، بل تخلل عصر النهضة هذه، دماء أُريقت، ومجازر نُصبت، وأبرياء قُتلت، وفرسان فكر سُحقت، وكل هؤلاء كانوا فداءً لعصر العقل المنير.
    صحيح أن الكنيسة في القرن الثامن عشر، كفّت يدها عن حرق المفكرين وشوائهم على السفود (السيخ) كما فعلت في الماضي مع جاليلو وسافونارلاو، إلا أنها لم تكُ متهاونة مع المفكرين والفلاسفة. فظلت تلاحقهم من حين لآخر (كما يفعل الأزهر الآن) وتقوم بحرق كتبهم ومصادرتها ومنع تداولها. فكانت كتب فولتير وروسو وديدرو وهلفتيوس ودولباخ وغيرهم، من أحرار الفكر في قائمة الكتب المحرمة التي لا يُسمح بقراءتها إلا بإذن من البابا نفسه (ول ديورانت، قصة الحضارة، جزء40، ص 170). ولم يقتصر الاعتداء على حرية الفكر من قبل الكنيسة والدولة، ولكن تعداه إلى المجتمع نفسه الذي كانت بعض فئاته تناصب حرية الفكر والمفكرين الأحرار العداء. ففي انجلترا اشتد الهجوم على العالم بريستلي (1733-1804) لتأييده الثورة الفرنسية. فأحرق الرعاع الانجليز بيته في برمنجهام وكسّروا مختبره، وظلوا يجوبون الشوارع ثلاثة أيام، وهم يقسمون أنهم سيقتلونه، ويقتلوا كافة الفلاسفة. إلى درجة أن أهالى برمنجهام علقوا على أبواب بيوتهم خوفاً ورعباً من الإرهابيين لافتة تقول: "لا يوجد لدينا فلاسفة"(ول ديورانت، قصة الحضارة، جزء 35، 91).
    وأحرقت الكنيسة في روما العالم الايطالي برونو على سيخ الشواء في العام 1600 عقاباً له على أفكاره التي كانت ضد تعاليم الكنيسة.
    وحاكمت الكنيسة في روما العالم الايطالي الفلكي جاليلو، وطلبت منه التخلّي عن أفكاره وسجنته وعذبته إلى أن أُصيب بالعمى. وسجن الملك هنري الثامن المفكر والفيلسوف الانجليزي توماس مـور (1478-1535) صاحب الكتاب المشهور (المدينة الفاضلة Utopia ( ثم أعدمه وعلق رأسه فوق جسر لندن،. وقتل الرعاع الفرنسيون الفيلسوف الفرنسي بيير راموس (1515-1572) في بيته رمياً بالرصاص، ثم ألقوا بجثته من نافذة مكتبه بالدور الخامس في باريس، حيث جرّها خصومه من الطلبة وألقوا بها في نهر السين، ثم أخرجه فريق آخر من النهر، وقطعوه إرباً إرباً. ( ج. د. برنال، موجز العلم في التاريخ، ص90). وأعدمت محاكم التفتيش المئات من المثقفات وأحرقت الكنيسة 13 رجلاً وامرأة دفعة واحدة بتهمة الزندقة في مدينة مودينا الايطالية ، وهي التهمة الموجهة الآن لسيّد القمني، والتي قرر على إثرها الاستسلام للأصوليين الارهابيين للأسف الشديد، والسقوط في بئر الصمت والخوف، معلناً توبته عن الفكر الليبرالي وقيمه، على النحو الذي جاء في الخبر السابق.

    Shakerfa@worldnet.



















                  

07-20-2005, 02:39 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حركة الجهاد تهدد الكاتب سيد القمنى بالقتل ان لم يستجب لها (Re: الكيك)




    كفر الفكر وفكر الكفر :
    محمد الحمادي
    يتلخص فكر الكفر والتكفير وتحليل دماء الآخرين الذي يتبناه الإسلاميون المتشددون الذين ينتشرون في أرجاء العالم اليوم بعد أن كانوا محصورين في جبال أفغانستان وفي بعض "أراضي الجهاد", يتلخص في أنه من الممنوع أن يفكر أي إنسان في غير ما يفكر فيه "المتشددون", وإن فكر في غير ما يفكرون فيه فهو كفر. وإن كفر, فقد أحل دمه وذنبه على جنبه ولا يلوم إلا نفسه!
    يفترض أننا نعيش في زمن نقبل فيه جميع الآراء, ولكن هؤلاء القوم لم يعد لديهم متسع من الوقت للاستماع إلى الآخر, ويعتقدون أنهم ليسوا بحاجة لمحاورة من يختلفون معه, فحكم الإعدام قد أصدروه ضده ولسان حالهم لا يختلف عن لسان حال أي ديكتاتور قاتل عندما يسأل, لماذا أمر بإعدام المعارضين دون محاكمة؟ فتكون إجابته: لأنهم مذنبون ولا حاجة لإضاعة الوقت في محاكمتهم. أولئك المتطرفون هم نتاج طبيعي لعصر جاء بعد القرون الوسطى التي تميزت بفكرها الديني المتشدد, وفي زمن صار فيه الإحباط والهزائم العسكرية والسياسية والاقتصادية بل وحتى النفسية تتوالى على أجيال بأكملها, فوصل الشباب إلى اليأس, واختاروا إلغاء الآخر بكل الطرق, ولم يترددوا في لي عنق الآيات والأحاديث, وانتقوا من القرآن ما يبرر لهم ما يقومون به.
    لقد حرّم فقهاء القرون الوسطى ومؤلفو الكتب الصفراء الرسم والفلسفة وحتى المنطق. قالوا: "من تمنطق فقد تزندق". وقالوا أيضا: المنطق يؤدي إلى الفلسفة وما يؤدي إلى الكفر كفر"... قد لا أختلف كثيرا مع من يرى أن بعض العلماء المسلمين ضحايا لفكر قديم. فكثير منهم لقنوا منذ نعومة أظفارهم تعليماً دينياً قديماً لم يمزج بعلوم حديثة, وغرس في تفكيرهم كراهية الحياة والأحياء والانغلاق على الذات ومقاومة كل ما هو جديد وعصري, فصاروا أعداء لعصرهم ولأبناء يومهم واستمروا في العيش في زمان غيرهم. زمان قد مضى وولى ولن يعود.
    هؤلاء الذين يرهبون الفكر والثقافة ويحاربون الإبداع والتفكير هم في حقيقة الحال مجرمون في حق أنفسهم وحق أوطانهم وحق أمتهم. فهم باسم الشريعة والدين يلغون كل ما يتعارض مع تفكيرهم ولا يترددون في أن يكون القتل والإحراق, وسيلتهم لإلغاء الآخر.
    لقد اضطهد التطرف الديني والإرهاب الفكري المفكرين والمثقفين بأساليب عديدة ابتداء بمصادرة كتبهم، ومطاردتهم، وإصدار الفتاوى بقتلهم، وانتهاء بإعدامهم واغتيالهم. والسؤال هو, لماذا يفعل الإسلاميون ذلك؟ قد يكون الأمر عائد إلى اعتقادهم بأنهم يمتلكون المعرفة الدينية التي لا يمتلكها غيرهم, وربما لأنهم مهووسون بتوجيه البشر وهدايتهم على طريقتهم التي لا تخلو من النرجسية والسادية, التي تجعلهم يصرون على فرض وجهة نظرهم بأي شكل من الأشكال.
    منذ أيام أعلن الكاتب المصري سيد القمني وهو باحث في مجال الإنسانيات عموماً، وفي التاريخ والتراث والأديان والإسلاميات بشكل خاص, أعلن براءته من كل أفكاره السابقة وكل ما قام بنشره, وقرر عدم الكتابة والحديث لوسائل الإعلام والصحافة, وكذلك عدم المشاركة في الندوات واللقاءات الفكرية, والسبب هو أنه تلقى تهديدا جادا بالقتل عبر بريده الالكتروني من جماعة تطلق على نفسها "الجهاد في مصر". جاء في التهديد انه... وإذا لم يتوقف عن نشر أفكاره التي تعارض أفكارهم وليست على هواهم فيكون قد حكم على نفسه بالموت. ونتيجة لهذا التهديد اختار القمني التراجع والامتثال, لأنه لا يريد أن يموت بتلك الطريقة التي مات بها فرج فودة ولأن لديه أبناء يريد أن يربيهم ويخشى عليهم مصير أبناء فودة.
    وسواء كانت هذه التهديدات حقيقية أو مفبركة كما يحاول أن يصورها البعض, على أنها تهدف إلى الارتزاق والتسول, إلا أننا لا يمكن أن ننكر حقيقة, وهي أن المثقفين والمفكرين ليسوا بمنأى عن رصاصات وخناجر المتشددين, وان القمني ليس أول ولا آخر من يهدد بالقتل, ولكنه ربما ينجو بسبب موقفه المتراجع هذا. والتاريخ حافل بتهديدات وجهت لأهل الفكر والثقافة, ولا يمكن أن ننسى محاولة اغتيال نجيب محفوظ على يد إسكافي, لمجرد أنه سمع خطبة تتهم عملاق الأدب العربي والعالمي بالكفر وتدعو إلى استتابته أو قتله.
    وفي محاكمة قاتل الدكتور فرج فودة, وهو سباك سبق له دخول السجن عدة مرات متهما بالنشل والسرقة, برر القاتل جريمته بأنه احتسب لله, بعد أن سمع شريطا "دعويا" لأحد الشيوخ يتهم الدكتور فرج فودة بالردة والطعن في الأحاديث النبوية وسب الصالحين. عندما سأل القاضي الجاني, لماذا اغتاله؟ أجاب: لأنه علماني. ولما سأله مرة أخرى: ما معنى علماني؟ أجاب: لا أعرف! وأصدر الإسلاميون حكما بردة نصر حامد ابوزيد, وفي السودان شنق الفيلسوف المتصوف محمد محمود طه عام 1985 بتهمة "الردة"... والأغرب من ذلك أن إسلاميين رفعوا دعوى الردة على محمد عبد الوهاب من أجل أغنية "من غير ليه"؟!
    وقبل كل هؤلاء دفع العالم "جاليليو" حياته ثمنا لنظرية علمية, واتهم بالزندقة وأعدم لأنه اكتشف أن الأرض مكورة وتدور حول الشمس، وليست مركز الكون – عكس ما في الكتاب المقدس - بل قال إن الأرض قد لا تساوي حجم حبة حمص بالنسبة للكون كله... وقبل تنفيذ الحكم, قال كلمته الشهيرة لقضاته: الكتاب المقدس يعلمنا كيف نمشي إلى السماء لا كيف تمشي السماء".
    لقد نصبت الفئة المغالية في الدين نفسها محل ولي الأمر, فصارت تصدر الأحكام بتكفير فئة وتصفية فئة أخرى وتطبق تلك الأحكام وتبشر لمستقبل أسود على الرغم من أن هناك علماء مسلمين لهم رأي حتى فيمن يترك الإسلام, ويرون أن الإيمان أمر إلهي لا يجب أن يتدخل فيه الإنسان. مشكلة هذه الفئة أنها تدعي أنها تريد إقامة دولة الخلافة الإسلامية وبناء مجتمع إسلامي, وربما يذهب حلمهم بعيدا عندما يتوقعون أن باستطاعتهم إقامة دولة مثالية ومدينة فاضلة, ولا يرون أن الدولة الدينية "الثيوقراطية" لا تقوم على إلغاء الآخر, ولا تقوم بقتل العلماء والمفكرين والمثقفين وإنما بالتعايش معهم.
    الخطر الأكبر بالنسبة للكثير من الفئة الجديدة من المتدينين المتطرفين أنهم لا ينالون العلم من منابعه, بل صار أحدهم ممن لا يعرف من الدين إلا قشوره يفتي ويفسر ويعتمد على فهمه السطحي لآيات القرآن الكريم التي كان الصحابة يدركون أنها تحمل أكثر من وجه ومعنى, وبالتالي كانوا يعودون إلى أصل الآية ومناسبة نزولها قبل أن يفسروها. وليس أوضح على ذلك من موقف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه, عندما كلف ابن عباس بمجادلة الخوارج، فطلب منه أن يستخدم في جداله معهم السنة النبوية, لا الآيات القرآنية لأن "القرآن حمال أوجه" كما قال الإمام، أي قابل لقراءات تعددية متعارضة نظراً لكثرة الآيات المتشابهات، أي الملتبسات والغامضات، إذ أن الآيات الواضحات لا تمثل إلا 6 بالمائة من القرآن الكريم.
    المشكلة الأخرى أن بعض علماء الدين رضخوا لما يقوم به هؤلاء, فصاروا يبررون لهم ما يقومون به. ويذكر الجميع موقف أحد المشايخ عندما سأله القاضي في قضية فودة عن حكم الله في القتلة، فأجاب بكل تعصب: لقد نفذوا فيه حكم الردة الذي تقاعس الإمام عن تنفيذه. وبعد سماع الفتوى بإهدار دم فرج فودة صرخ القاتل: الآن أموت وضميري مرتاح... لقد أدت مثل هذه المواقف والفتاوى إلى وصول الفئة المتطرفة إلى مرحلة صارت تضفي فيها القداسة على فتاوى القتل والانتحار والتكفير, وتضفي القداسة على شيوخ التطرف, فصار من غير المقبول مناقشتهم في فتوى, أو الاختلاف مع أحد شيوخهم. ومن يغامر في هذا الأمر تكون النتيجة معروفة سلفا, فهل يمكن أن نطلق على ذلك "كفر الفكر"؟!...
    العدد 10972 بتاريخ 07/20/05
    www.wajhat.com

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de