كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: وهكذا راق لهم شرب نخب دماء هؤلاء الخرطوم 08/07/2005م (Re: نادر)
|
كم يحزنني يا نادر أن يكون هذا هو رأيك...وان لا تشاركنا التفاؤل... قرأت لك قبل قليل سطور تدعو فيها المهمشين إلى اقتسام كيكة السلطة... وأظنك تعني بالمهمشين الشعب السوداني الذي ظل مهمشاً ردحاً من الزمن... ولم أكن أستغرب لشيء سوا أن جميع الدول التي عشت فيها تعمل من أجل المواطن، في حين أن جميع حكوماتنا مجتمعه كانت تعمل لأجل أهداف أخرى...
دعني اسألك يا نادر... أنا أعلم أن د.جون قرنق ليس ملاكاً بأي حال.. ومن واقع طبيعتي التي تؤمن بالنضال السلمي.. وحمل الكتب.. والوقوف في وجه السلاح... لكني أيضاً لن أغبط الإخوة في الجنوب الشعور بالغبينة الذي يشعرونه... والتهميش والاستغلال... من الواضح جداً ان الجنوبيين لم يكن لديهم خيار.. ولا أظن أن أي منهم قد اختار ان يكون في حالة حرب... بدليل أنهم لم يكلوا أو يملوا طوال تلك السنين... واستمروا ... حتى وصلوا... ومن حقهم الوصول... هل تعرف معني أن يصل جون قرنق إلى منصب رفيع كهذا؟ سأقول لك ما أفهمه انا... السودان بلدنا بلد الميل مربع عبارة عن مجموعة قبائل.. مختلفة حتى في أشكالها... فما بالك بأديانها.. بلد ابتلاه الله بمجموعة تظن أن الحق لها في أن يسود دينها باعتبارهم مسلمين.. ومن حقهم أن يجاهلوا ما تبقى من أديان.. وفي شرعهم ان كل من هو غير مسلم لا يحق له أن يمتلك زمام أمره، لماذا؟ (لأنهم في حماية أرض الإسلام)... يعيشون في ظل القرن البعيد المنصرم.. فأعلنوها حرباً مقدسه.. جهاداً.. وحور عين... ولو لم تتدخل أمريكا ... لاستمر زف الشباب من الجهتين إلى الجنه... نعم قرنق قالها.. قال أنه حصل على ما لم يحصل عليه بالحرب طوال تلك السنين.. وهذه فضيله في رأيي... حصل على حق كبير... أكثر ما أعجبني هو وجه البشير خلال الاحتفال الراقص... هل تذكر كيف كنت أضحك رغم ألم الصداع في ذلك اليوم؟ وجه البشير كان ملبداً بالغيوم... ويمكنني أن أقول لك ما يدور في رأسه الجعلي... ويعجبني أن يكون مغلوباً على أمره.. هل تعرف لماذا؟ لأن الله إن أراد للإنسان أن يفهم شيئاً ويدركه بعقله، وفشل الانسان في ذلك.. فإن الله يسوقه إلى ذلك الفهم إجباراً.. (من لم يسر إلى الله بلطائف الإحسان، سار إليه بسلاسل الامتحان)... السودانييون في الشمال لم يتعلموا من تجربتهم في الجنوب... لذلك حدثت معهم مرتين... إلى أن جاءت أمريكا وأرغمتهم على أن يجلسوا للسلام... ولا تفكر في أمريكا بمعزل عن الله.. فكل شيء يحدث بقدر من عنده... وجميل أن نرى كيف يسيّر الله الأمور من حولنا...
لم أقل أن جون قرنق ملاك.. لكنه عندي أفضل بكثير من الأخوان المسلمين... وحتى إن لم يكن أفضل منهم.. فهو عندي مثل الحمض... يُضاف إلى (القاعده) فينتج ملح وماء... (لو بتتذكر الكيمياء).. ... أعني بذلك، أن مهمته أن يُعادل الجو السياسي العام في السودان.. هل تتصور البلاد بوجود قوّة مثل قرنق تعادل قوّة الأخوان المسلمين؟ ألا ترى الانفراج من الآن؟ انا أراه بوضوح... وبصورة دعتني إلى التفكير في أمور لم أتخيل أنها ستخطر على بالي...
هل لازلت ترى جون قرنق خارجاً.. مارقاً..؟ هل تستغرب وجوده في السلطه؟ ما الذي يدفعك لأن تحزن من دخوله الخرطوم؟ أعلم أنك تفكر في دماء أولئك.. وانا أفكر تماماً بمثل هذه الطريقة... لكن، وكما قلتها لي "يُمهل ولا يُهمل"...
أنا لم أر احتفالاً كما قلت أنت.. أنا رأيت احتفال الشعب السوداني .. بقرنق... أما البشير ورهطه.. فلم يحتفلوا.. وخذ عنّي هذه المرّه... وزي ما قلت ليك.. في الموضوع ده تحديداً.. انا بحب المثل البقول "عجبني للمرقوت".. والمرقوت هنا، المتأسلمون السودانيون...
لك ودّي... ومنتظراك...
تمبس... ورينا رأيك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وهكذا راق لهم شرب نخب دماء هؤلاء الخرطوم 08/07/2005م (Re: نادر)
|
هذا رأيي كتبته آنفاً...
Quote: في اعتقادي أن عودة جون قرنق في حد ذاتها ليست مشكلة.. فهو سوداني الدم والهوية.. ظل يحارب طوال سنين من أجل ان يفوز بحق المواطنة في بلده.. ولكني أظنك تعني، ما هو رأيي في تقلّد جون قرنق منصب نائب رئيس الجمهورية ... وفي اعتقادي أيضاً أن هذا الأمر شيء جيّد.. وهو فاتحة خير كبير للبلاد.. ولا أعتقد ذلك من مطلق الشعور بأن جون قرنق نصراني يتولى منصباً قيادياً في دولة تدعي أنها مسلمة... وحسب.. واعني بذلك أني لست سعيدة بهذا الأمر لمجرد أنها ظاهره جديدة في اتجاه سودان يضم كل الأديان.. لكني أعني أن جون قرنق بمؤهلات كثيرة (إضافة إلى ما ذكرت).. سيساعد على بناء جبهة معاكسه لجبهة الإخوان المسلمين.. وتجعل السودان بلداً أكثر توازناً لا ترجح فيه كفّة المسلمين على غير المسلمين.. ولا يتسلط فيه المسلمين المستعربين .. على المسيحيين الأفارقة... بالأمر مثل ضرب أكثر من عصفور بحجر.. ففيه اجتثاث للعنصرية الدينية والعرقية انتظرناه طويلاً... هذا من قبيل النظرة الإيجابية.. وتمني الخير.. في اتجاه آخر... في قرارة نفسي أعرف مواصفات القائد الذي يحب الناس .. ويحبّه الناس.. واتمنى ان يكون جون قرنق منهم... واخاف ألا يكون منهم.. فالنفس أمارة بالسوء.. وقد رأيناها متمثله في تلك الثُلة التي تدعي الصلاة والصيام والحج.. وهم عن كل ذلك بعدين... لا يخافون الله في الناس...
هذا رأيي.. جون قرنق خيار يطرح نفسه امامنا.. وننتظر لنرى خيره من شرّه... من حقه أن يتقلد هذا المنصب بحق المواطنه.. ولو انك ستتحدث عن الشريعة.. لقالوا لك، يُحلق رأسه ولا يمشي في طريق المسلمين...
|
| |
|
|
|
|
|
|
|