فروسية العقل والوجدان.. بقلم د. احمد البدوي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 03:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-11-2005, 04:07 PM

فخرالدين عوض حسن
<aفخرالدين عوض حسن
تاريخ التسجيل: 01-02-2005
مجموع المشاركات: 1682

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فروسية العقل والوجدان.. بقلم د. احمد البدوي

    الوفاء من شيمة الرجال الأوفياء

    هذا المقال سطره يراع اديبنا السامق الباسق الوفي الصديق الصدوق د. احمد البدوي

    له مني والاشقاء اطيب وارق تحية .. و يا احمد كم كنا نتمني ان يكون شقيقنا الأثير الخالد علي ابوسن يحط الرحال في الوطن مع رفيق كفاحه ميرغني عبدالرحمن ..

    ولقد استقبلت كردفان الغرة بلد المشايخ والطيبين من ال البدوي الي ال البرعي وغيرهم من الاوفياء.. خرجت صغيرا وكبيرا لتحية المناضل الصنديد ابنها ميرغني عبدالرحمن.

    ليتك يا شقيقنا الاثير علي ابوسن كنت معنا .. ولكن العزاء ان روحك لا تفارقنا ..ومبادؤك تضئ طريقنا

    Quote: علي أبو سن .. أسارير مثقف سوداني
    أحمد محمد البدوي
    لعل أفضل تحية تزجى إلى علي أبو سن، في مقام الاحتفاء بشخصيته، أن تتوجه إلى تبيان سمات ثقافته، ومزاياها بل وما يكمن فيها من مفارقة، ورحابة.
    علي أبو سن، هو أشبه الناس بجده الشاعر الحردلو من حيث التكوين الثقافي، فالحردلو من حيث البيان الشعري بدوي السمت، يمثل العامية العربية السودانية في أصفى صورها وأمتنها ديباجة، ولكنه من حيث التكوين الثقافي مطل على الثقافة الحديثة في خرطوم القرن التاسع عشر، على أيام العهد التركي، حيث كان أبوه مدير الخرطوم، وحيث التحق الحردلو بمدرسة الخرطوم الابتدائية التي أنشأها رفاعة الطهطاوي، ودرس المعارف الحديثة إلى جانب اللغة التركية واللغة الفرنسية. وألم بالعامية المصرية التي يظهر أنها كانت رائجة في الخرطوم. وكتب بها شعرا، عرف في مصر بشعر أبي سنة، وهو الاسم الحقيقي للحردلو. وفي الوقت نفسه لا بد لنا من إثبات عمق المؤثرات الإسلامية في الحردلو حفيد الشيخ يوسف أبو شرا، جد أبيه لأمه، و تلك صلة وشيجة بالدراسات العربية الإسلامية في أمتن مظانها.
    حين وفد علي أبو سن إلى مدينة أم درمان، ليلتحق بالمعهد العلمي، موئل الدراسات العربية الإسلامية في السودان، احتقب معه عربية بادية البطانة، وبيانها العالي، وعشقها للجمال الإنساني واللساني: (جمال البيان) وتوج تكوينه الأكاديمي، بالهجرة إلى شمال الوادي، والالتحاق بكلية دار العلوم في الخمسينات.
    ومن نافلة القول إنه أقام اهتمامه بالأدب واللغة العربية على أساس علمي ركين، ولكنه ألم بشيء من اللغات الشرقية في دار العلوم كالفارسية والعبرية، بيد أن صلته بالأدب والنقد الأدبي في الجلوة الحديثة هو الذي استأثر بجانب خاص من اهتمامه، ودفعه إلى عقد صلة مباشرة مع ذلك التيار ورموزه في مصر، بندواتها ومجالسها ومنتدياتها.
    وفي العام 1959، يلتحق بهيئة الإذاعة البريطانية، القسم العربي مذيعا، وهدفه الاستفادة من ظروف العمل في لندن، في الاستزادة من المعارف، وترقية التكوين الثقافي، والحصول على مؤهلات علمية. وكان من أول المكاسب السمو بقدراته في معرفة اللغة الإنجليزية والاتصال الحميم بالأدب الإنجليزي والآداب الإنسانية المترجمة إلى الإنجليزية، ويبين لنا مستواه، بعد التحاقه بالخارجية السودانية التي لا تمنح وظائف السلك الدبلوماسي إلا لمن يثبتون في امتحان تحريري جدارتهم، وتاج تلك الجدارة: التمكن من اللغة الإنجليزية، وذلك حين صار يكتب في الصحف البريطانية الصادرة في لندن، معبرا عن رأي السفارة السودانية في ما يثار من قضايا، إبان عمله دبلوماسيا بسفارة السودان في لندن.
    وأتقن الفرنسية عندما نقل إلى سفارة بلده في باريس.
    ولكن وراء الاهتمام الأكاديمي، بدراسة التاريخ والقانون، نجد علي ابو سن يمارس عشقه الحقيقي، فهو رسام، معنى بأسارير الوجوه ومفردات الطبيعة الصامتة، يغشى المعارض والمتاحف، وعاشق لكل الفنون الجميلة.
    يقف في الصف طول الليل في لندن ذات شتاء، من أجل الحصول على تذكرة تمكنه من مشاهدة فرقة الباليه الروسية، وهي تؤدي: باليه بحيرة البجع.
    ويقتني أسطوانات الموسيقى الكلاسيكية، ويحضر بعض حفلاتها، وحين يقيم في القاهرة، منذ أول التسعينيات،
    يقضي ليله مع المحطة الإذاعية المخصصة للموسيقى الكلاسيكية، ويعد ذلك من نماذج التألق الحضاري في قاهرة المعز.
    ويعتبر نفسه من المتابعين لتطور فن السينما، العارفين بعيونه ونماذجه العالية، ومدارسه ومناحيه.
    أما الشعر العربي، مضماره الأصيل، فمن فرائد ذوقه، أن القمة ثلاثية: شوقي ونزار قباني وثالثهما الشاعر السوداني: المجذوب! وهو لا يصدر عن هوى، فمن يعرف علي أبو سن، وموازينه الأخلاقية، قمين بأن يدرك أن الرجل صادق في حكمه النقدي، وهو لا يخبط العشواء، فقد عرف الشعر العربي معرفة المستقصي: رعانه وصواه، وجاب أوديته وجسوره، وصحيح أن قدرا غير قليل من شعر محمد المهدي مجذوب لم ينشر في دواوين، ولكن أبا سن اطلع على كل الشعر المنشور والمخطوط، وشارك في إعداد بعض نصوصه للنشر.
    وربما لهذا السبب أهدى المجذوب ديوانه الثاني إلى: علي أبو سن، ربما تقديراً للصداقة، ولكن بدون شك إجلالاً لموقف نقدي، هو كله إكبار لشعر المجذوب وإعلاء من شأنه، لأن قيمته الفنية البحتة جديرة بالتقدمة والإكبار.
    ومن المناسب أن نذكر هنا أن ذلك الرأي ورد في ثنايا الكتاب الوحيد المنشور لعلي أبو سن، الذي ضمنه نصوص رسائل حب كتبها بالإنجليزية الشاعر محمد المهدي مجذوب إلى حبيبة بريطانية لا تزال على قيد الحياة، حصل علي أبو سن على نسخة منها وترجمها ترجمة أمينة وراقية إلى العربية، واتخذها مجالاً للحديث في شؤون كثيرة، من بينها اختيار نماذج من عيون شعر المجذوب تدل على معرفة بصيرة بالشعر وبالشاعر أيضاً.
    فإذا عرفنا أن أبا سن رجل سامق القامة- أجدر ما يكون بالصفة التي تستخدم في هذا المقام: طُوال- وسيم الملامح أنيق الملبس، ومتحدث بارع، جذاب التعبير، وصلنا إلى حقيقة أن الرجل محب للحياة ومباهجها، ولاسيما: الحسان الغواني، وهو لا يخفي ذلك، «بل يذكر أسماءهن كغادة السمان» فالحب من القيم الإيجابية في بيئة «الشكرية».
    فلا غرو أن أفاض في الحديث عن بنات الإنجليز، ولكنه مع ذلك لم يكن يخفي رأيه في أنهن لا يصلحن زوجات لشخص سوداني محترم مثله، مثلما كان يتعامل مع القوم في بلدهم وعقر دارهم معاملة الند للند، ضارباً عرض الحائط بالمقولة المأثورة: دارهم ما دمت في دارهم!
    على أن صورة ثقافته في مجتلاها النهائي، تبدو في إطار التمرد على جذرها وأصلها الأصيل، لأنه خرج عن النص المرسوم، ودربه البين المعالم، فبدلاً من أن يكون حامل ثقافة عربية إسلامية محصوراً في بيئة القضاء مثل أبيه، أقبل على الحداثة وعاشها بعمق، ومارسها عن معرفة ودراية وفي مظانها، يرسم ويلون، يستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية، ويقتني أسطواناتها منذ الخمسينيات، ويحضر عروض الباليه وحفلات الأوبرا العالمية.
    ويدخن الغليون، وفق النموذج البريطاني، ويستعين في التعامل مع المائدة، بالأدوات المستجلبة: الشوكة والسكين. أحد رواة الشعر العربي وخاصة متذوقيه، وهو شاعر مفن، اقتنع بأن شعره أقل قيمة من الشعر العربي الذي يرويه، فاكتفى بالتذوق قائلا: إن العمر كله لا يكفي لقراءة الشعر الجيد وتذوقه!
    بيد أن هذه الأرستقراطية على الصعيدين: الاجتماعي والثقافي، لا تكتمل صورتها إلا بذكر الفروسية، ففي معمعة ثورة أكتوبر السودانية 1964، كان الدبلوماسي الوحيد الذي شارك فيها، متصدراً المواكب الزاحفة كأمواج النيل الهادرة الزاعقة! بقية الدبلوماسيين لاذوا بمكاتبهم، وأداروا للهبة ظهورهم خوفا وتقية وربما تأففا من مشاركة العامة والدهماء والرجرجة!
    وكان مشاركاً في انتفاضة 1985 ضد النميري، في الشارع مع الطلاب و«الشماشة».
    وكان سبب إبعاده من وزارة الخارجية، هو إقدامه على نقد الوزارة ووزيرها علانية أمام الوزير وفي اجتماع ترأسه رئيس الجمهورية.
    قد يدل ذلك على استقلالية في الرأي، وعلى نزعة من نزعات التحدي مركوزة في النفس، ولكنها في النهاية الأمر، مزية التمرد التي لا تكتمل إلا بالفروسية: فروسية العقل والوجدان.
    وفي حين لم يعد الناس يذكرون من: الحردلو إلا شاعريته الباهرة الدالة على بداوته، فإن علي أبو سن اشتهر بحداثته، ومظهره الارستقراطي المدني، الذي يكمن وراءه «شيخ عرب»، بدوي حافظ متون، رحمه الله. وحياه الغمام.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de