|
|
 قدموا لأنفسكم
|
د. عبد اللطيف البوني [email protected]
يقول المثل الدارجي «سيد الرايحة يفتح خشم البقرة» فهذا المثل الشائع مغزاه معروف، وهو ان الشخص عندما يفقد شىئاً يبحث عنه في أي مكان يعتقد ان ذلك الشئ يمكن ان يوجد فيه، حتى ولو كان ذلك مستحيلاً، كل ذلك لكي لا يفقد الأمل فمثلاً لو قلت لإنسان من الجزيرة فقد حماره «المكادي» وأخذ يسأل عنه إنني قد أبصرت حمارك مربوط في أحد منازل المنشية أو قاردن ستي، فسيذهب ذلك الشخص إلى تلك الأحياء الراقية بحثاً عن حماره، ويكون في هذه الحالة كمن فتح خشم البقرة .. أما قصة المثل فهي ان أحدهم فقد ثوره فوجد الخيط الذي يمكنه من العثور على ذلك الثور في فم بقرة كانت في رفقة ثوره، والشرح لهذه القصة قد يوقعنا في المحظور، ولنترك الأمر لفطنة القارئ أو لجهده الذي يصل إلى فتح فم البقرة لمعرفة تفاصيل قصة المثل.مناسبة هذه الرمية هي ان نفر كريم من المواطنين تكون لديهم شكاوى أو مظالم أو مطالب يلجأون للصحافة بحثاً عن حلول، بعضهم يكون قد استنفد كل السبل التي يحددها القانون، وبعضهم يبدأ بالصحافة في كلا الحالتين يتوفر لدى هؤلاء المواطنين حسن الظن في الصحافة، ونحن بدورنا نقول لهم العين بصيرة واليد قصيرة، ولكن هنالك حالات إنسانية ملحة يمكن للصحافة ان تعثر لها على حلول ناجعة، مع علمنا التام بأن علاج الحالات الفردية ليس هو الحل، وان مهمة الصحافة هي معالجة قضايا العامة، ولكن إذا أمكن معالجة بعض الحالات الفردية فهو مكسب ينبغي عدم التفريط فيه، ورغم كثرة الحالات الإنسانية التي تعرض علينا إلا أننا نادراً ما ننشر تلك الحالات باعتبار ان هذه المساحة للرأي، وطوال فترة عمر هذا العمود الذي قارب الآن عشر سنوات لم ننشر إلا حالتين كانتا في غاية الحرج، وبحمد الله كانت استجابة أهل الخير عالية جداً.نحن اليوم بصدد حالة ثالثة وهي حالة طالب في منتصف دراسته الجامعية، وهو طالب صيدلة بإحدى الجامعات الكبيرة، أصيب بسرطان الدم وقد تقررت له عملية تغيير نخاع لا يمكن إجراؤها بالسودان، وأقرب وأرخص مكان يمكن ان تعمل فيه هذه العملية هو الأردن، اما تكلفتها فهي خيالية بحسابات الطبقة الوسطى سابقاً، والتي أصبحت الآن الطبقة الفقيرة، فوالد الطالب المصاب موظف حكومة كل حيلته وبالكاد هي توفير لقمة العيش له ولأخواته وأخوانه. زملاء الطالب الذين يقطع الأسى قلوبهم يطرقون الأبواب واحداً تلو الآخر، أسرته الممتدة لم تقصر ولكن رغم ذلك فإن الفارق مازال كبيراً، والطالب في مستشفى العلاج بالذرة بين الحياة والموت، وأطباؤه رغم تعاطفهم الواضح معه لا يملكون الا ان يحثوا أهله وأصدقاءه قائلين «يا جماعة لازم تتحركوا، يا جماعة لازم تعملوا حاجة، يا جماعة الحالة بقت حرجة».عزيزي القارئ، لا تستصغر من المعروف شيئاً، وأمامك الآن ثلاثة هواتف جوّالة: الأول 0912669726 والثاني 0912680387 والثالث 0912617015 فيمكنك الاتصال بأي منها في حالة ان لديك القدرة والرغبة في الإسهام في بث الأمل في نفس ذلك اليافع وأسرته المكلومة وأصدقائه الحزانى، فقد تأكد لي ان هذا الشاب لم يكن إنساناً عادياً ،بل كان متفوقاً أكاديمياً ومبدعاً محبوباً بين زملائه، وقد وصفه أحدهم بأنه نسمة تمشى على رجلين، ووصفه آخر بأنه ريحانة مجالس، فهلا أسهمت عزيزي القارئ، في استبدال ذلك النخاع بنخاع غير ذي سرطان؟. فإن لم يكن إسهاماً مباشر، فليكن بإسهام غير مباشر بأن تدل أهل الخير والقدرة على أرقام الهواتف أعلاه، او بالدعاء للمولى عز وجل ان يأخذ بيد هذا الشاب، أنه سميع مجيب.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست