.......الرجل الذى يطعم القطط.....

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-12-2005, 09:20 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
.......الرجل الذى يطعم القطط.....

    ]عندما نزلت مدينة الحديدة بعد سنوات من الغياب ،بحثت عنه..الرجل الذى يطعم القطط..كنت فى الماضى عندما اعود من قريتى التى ادرس بها الى مدينة الحديدة يوم الخميس ارصد هذه الظاهرة الغريبة...عند الغروب ياتى الرجل الاسمر المسن من بقايا جيش ابرهة الاشرم...يحمل كيسا به بقايا من السمك الذى يجمعه من المطاعم...تتجمع القطط من كل حدب وصوب من حديقة المحافظ ومن المركزالثقافى المهجور ومن منتزه زمزم الذى نقيم فيه معا دون معرفة..كانت تدهشنى هذه الساعة البيولجية العجيبة التى تتكرر ولا تتغير وتمضى تباعا..كنت اعرف الزمن يمضى فقط بنمو اجيال متعددة من القطط الذى يطعمها هذا الرجل الغامض..جال فى ذهنى كتاب الدكتورة الفرنسية كلودى فايان كنت طبيبة فى اليمن ومن مقطع معين(احيانا يحس الطبيب الفرنسى بشعور غامض ويظن انه تناول طعاما به مخدر فى وجبته الماضية..ولكن يخبرك احد اللذين يعرفون شئون اليمن:كلا فقط انها اليمن قد اطبقت بيدها على عنقك)...
    عندما جئنا الى اليمن فى تلك السنة البعيدة 1990 كان ذلك موقف من الديموقراطية..ولكن بعد كل هذه السنين مع كائنات الشوق الآخر والمواطنين العاديين اصبح لنا موقف من الحياة نفسها..لان الغرابة التى تكتنف الاشياء والاحياء تعيد كل حساباتك القديمة..فالسؤال لماذا يطعم هذا الرجل الوحيد القطط..هل هذه عائلته التى فقدها منذ امد بعيد هل تؤمنون بتناسخ الارواح على الطريقة اليابانية ..قد يكون الصرصار الذى يقيم معى فى حجرتى الوحيدة ...الجدة الحرم طيب الله ثراها
                  

06-14-2005, 03:15 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .......الرجل الذى يطعم القطط..... (Re: adil amin)

    المتسول الذى ينام امام محل بيع الاجهزة الالكترونية والقى عليه تحية المساء دئما وينفحنى بابتسامته الودودة عند عودتى من الساحل ترك نصف عشاءه ومات


    دنيا لا يملكها من يملكها
    اغنى اهلوها سادتها الفقراء
    العاقل من ياخذ منها
    ما تعطيه على استحياء
    والجاهل من ظن
    الاشياء هى الاشياء
                  

06-14-2005, 03:52 AM

المعتمد
<aالمعتمد
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 474

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .......الرجل الذى يطعم القطط..... (Re: adil amin)

    الاخ عادل
    سلام.
    هناك الكثيرون الذين يفتقدون الحنان والدفء عندما يتقدم بهم العمر.فالابناء يتعبهم الرجل المسن والبنات يكن قد دخلن فى عالم اخر من الولادة والتربية وارضاء رغبات الازواج. فى هذه الحالة ليس لهذا الرجل غير القطط.
    نسأل الله ان لا يبلغنا ارزل العمر وان يمنحنا العافية والصحة والرفقة الطيبة.
    ولك الود
    والف باقة ورد
                  

06-14-2005, 07:54 AM

محسن عبدالقادر
<aمحسن عبدالقادر
تاريخ التسجيل: 05-23-2005
مجموع المشاركات: 1778

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .......الرجل الذى يطعم القطط..... (Re: المعتمد)
                  

06-14-2005, 08:00 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .......الرجل الذى يطعم القطط..... (Re: adil amin)

    هذا الصرصار كان مصدر ازعاج دائم فى باديء ذى بدء،عندما كنت غافلا ومغروراولا اعرف شيئا عن حديث الكائنات وسرها المستتر كما قال المرهف ابو القاسم الشابى..ثم اتخذ صريره سلما خماسيا يطربنى احيانا ثم كان حديثا برزخيا عابرا جسد الرحيل الىرؤى الشوق المقيم..وحكايات قديمة كنت اعرفها عن كائنات الرمال فى شمال السودان وبدا لي صوته مالوفا فبمجرد ان اطفىء النور لانام احس به يتحرك فى المخدة ثم يقترب من اذنى ويحكى لى حكايات الجدة الحرم..انى لا اطيق قتل هذه الكائنات المسالمة لمجرد انها تغنى وتزعج البشر.. لقد توصلت بالتجربة ان الانسان اكثر الكائنات اللبونة انحطاطا كما يقول كولن ولسن..لذلك لا تجد مبيد ذو قوةثلاثية للابادة فى حجرتى..
    اخى المعتمد شكرا للزيارة وقد ازعحتك بالحديث عن الصرصار الذى يقيم معى ولكن ماذا عن الجدة الحرم:

    كانت جدتي الحرم امرأة تجللها الحكمة … عندما كنا صغار ، نعود إلى قريتنا الوادعة في شمال السودان مورا . في موسم حصاد التمر كانت تسكن في بيتها وحيدة بعد رحيل زوجها ود العقيد منذ أمد بعيد وقد أعلنت مرارا أنها لن تربط حمار في مكان حصان وفي الليالي المقمرة نقبع نحن الصغار عند قدميها وتحكي لنا " كان يا ما كان في قديم الزمان سلطان .. هذا السلطان عندما طال به الأمد طغى وكاد ان يقول أنا ربكم الأعلى بلغ الصلف والتعسف به مداه ن جمع يوما علماء السوء حوله وزعق فيهم حتى كادت تسقط سراويلهم وعبس وبسر وقال : أريد منكم ان تعلموا بعيري هذا القراءة والكتابة .
    أسقط في أيدي القوم ، امتلأت قلوبهم رعبا ، هذا السلطان يعي ما يقول ويجب أن يطاع في المنشط والمكره … كيف يتسنى لهم أن يعلموا هذا الحيوان الأعجمي الكتابة ؟!
    اجتمع العلماء يتداولون أمرهم ، وأمر هذه المصيبة الني وقعت على رؤوسهم الفارغة وكروشهم الممتلئة .. بعد حين صاح كبيرهم الذي علمهم السحر "وجدتها … وجدتها " كما فعل أرخميدس عندما أكتشف قانون الطفو ، حملق فيه بقية العلماء في دهشة يشوبها الارتياح .. لابد أنه الحل الذي سينقذ رقابهم ابتسم كبيرهم في خبث ومسد لحيته الصفراء ومد عنقه طويلاً وأردف " الشيخ فرح ود تكتو " عدونا الكبر الذي يؤلب عينا المزارعين نخبر السلطان أنه لا أحد يقدر على هذا العمل الفذ سوى الشيخ فرح وله باع كبير في هذا الشأن منها تتخلص منه ونزيح عن كاهلنا هذا العبء الكبير .
    ووافق الجميع دون استثناء .
    كان إقناع السلطات من أسهل الأمور التي يتقنها كبير السحرة ، كان يجيد لحن القول ، تمكن فعلاً من إقناع السلطان واكتملت خيوط ألموا مرة .
    في الصباح حضر الشيخ فرح بين يدي السلطان ومعه أربعه من تلاميذه النجباء ، كان يقف شامخاً كالطود وبصوته القوي الواثق أعلن عن موافقته على تعليم البعير ، لكن بشرط أن يمهله السلطان سبعه أعوام ، آذن له السلطان بذلك خرج الشيخ الجليل مع تلاميذه يقود البعير وسط دهشة حاشية السلطان وعلماؤه اللذين تنفسو الصعداء وأنتشر الخبر وعم القرى والحضر .
    كان تاج الدين تلميذ الشيخ النجيب وأحد الأربعة يعلم الموآمرة التي حاكها كهنة ، سدنة القصر وأقبل على إستاذه في جزع بعد مبارحتهم القصر يستفسره عن كيفيه تعليم البعير …. تنهد الشيخ وردد الكلام الذي أثلج صدر تلميذه البار "يا أبني بعد سبعه أعوام لكل حادث حديث … أما مات الأمير أو البعير أو العبد الفقير" ثم التفت الشيخ يخاطب تلاميذه في نبرة آسرة " يا أبنائي … إياكم ومجالسة السلاطين فإنهم يأخذون من دينكم أكثر مما تأخذوا من دنياهم "
    مضت السنتين تباعاً استدار الزمن دوره كاملة وطحن برحاه الكثير من أبناء البلاد المساكين وأزفت الساعة المرجوة وجاء جنود السلطان في طلب الشيخ الجليل اغتسل الشيخ ذلك اليوم وصلى ركعتين ورفع يديه إلى السماء متضرعاً "يا حي يا قيوم … عبدك الفقير لا يصل إلى الخرطوم " .
    وكان للعبد الصالح ما أراد في الطريق من أم ضواً بان إلى الخرطوم مات العبد الفقير واجتاح الطوفان الغاضب البلاد وهرب الأمير ونلى ذلك أن حكم البلاد البعير !!
    " طارت ثم حطت ودخلت في مؤخرة أصغركم " هكذا كانت الجدة العزيزة تختم قصصها البديعة على هذا النحو الفاحش ، وينفجر أخي الصغير باكياً مع ضحكاتها المجلجلة … طيب الله ثراها
                  

06-16-2005, 02:24 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .......الرجل الذى يطعم القطط..... (Re: adil amin)

    الجلوس علي ساحل الضفة الشرقية لبحر القلزم..سحر ومقام لا يداني متعته شيء..تاتى احدى كائنات الساحل ترتدى اللون البنفسج وتسير ساهمة...تتناول الاصداف..وتجمعها فى كيسها..ثم تجلس عن كثب وتخرج بقابا طعام تقذف بها الى البحر وتتجمع اسراب النوارس في ولمية واحتفالية.,,تصدر اصواتها النائحة وتتخطف الطعام...من كائنات الشوق الاخر
    فى عيونك ضجة الشوق والهواجس ..ريحة الموج البنحلم فوقه بجية النوارس
    هذه المراءة الشاحبة التى ترتدى اللون البنفسج اشهادها صباح كل جمعة تطعم النورس..وفى عينينها نفس نظرات امراءة من كائنات الرمال(عين شمش) كنت اراها فى طفولتى البعيدة تهيم فى خلاء البلد فى مركز مروى...بين مورة بلد ابوي وكورى بلد امي
                  

06-16-2005, 02:42 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .......الرجل الذى يطعم القطط..... (Re: adil amin)

    أستاذ عادل أمين
    لك التحية
    أتابعك ، وأنتظر اليوم الذي نتبادل فيه المنفعة على قدم المساواة بيننا وبين من يشاركوننا السكنى في هذا الكوكب ...
                  

06-17-2005, 08:06 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .......الرجل الذى يطعم القطط..... (Re: ودقاسم)

    الاخ ودقاسم
    تحية طيبة
    هل اتاك حديث الكتابة كمعادل موضوعى للتخلص من الاحساس بالعار لما يحدث حولنا فى هذا العالم التعس؟
    هل اتاك حديث الكتابة لتخليص الاخرين من اوهامهم وادعاءتهم ونقلهم الى دنيانا الجميلة دنيا الحقيقة والجمال او قل الشمس/الحقيقة والقمر/الجمال
    اهديك قصة احدى كائنات الرمال (من ارشيف المنبر 2004) حتى تصبح صديق دائم لبوستات النسر المتشرد...
    **************

    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟)
    واتداعى ويطوف بى الخيال وحات
    كنا فى طفولتنا فى الشمال...عندما نكون مسافرين من بلدة ابى مورا الى بلد امى كورى...نشاهدها فى الافق البعيد تسبح فى السراب فى محيطات لا نهائية من الرمال...فينوس ..امراءة فى غاية الجمال..ترتدى فستان اخضر وتنتعل سفنجة قمر بوبا..كانت عيناها نجلاوان وقامتها فارعة ولكنها صلعاء..(عين شمش)..هذكان يسميها الناس..لم اجد تفسير لوجودها الغامض وعزلتها المجيدة..ولكنها من كائنات الشوق ا لآخر التى يحبها الاطفال كثيرا...لانه تعطيهم الحلوى وتبتسم فى وجوههم..احيانا نجدها تجلس وحيدة كأله الهنود شيفا تحت ظل نخلة على الرمال فى مواجهة النيل فى استغراق عميق لا يعرف احد قيمة الظل الممدود فى الجنة اكثر من اهل الشمال وهم يعانون
    الامرين من رمال مشتعلة ورياح تسفع الوجوه ويكون اقصى امل للمرء ظل ممدود وانسام باردة..انها تبصر عالم لا نراه ولكنه على ما يبدو عالم جميل لا يشبه عالمنا البشع اطلاقا..ويبدو فى ظلال ابتسامتها الساحرة
    ************
    فى الحقيقة حتى لا نبخس الناس اشياؤهم..كانت امراة لها موقف من الحياة..فهى لا تتعهر او تستلم للغزل الرخيص الذى يتحفها به الرجال عندما تاتى لسوق الثلاثاء فى مورة لتتبضع تشتري الدهان والكحل والملابس والعطور وكل ما يستهوى امراءة جميلة تعيش فى قلب باريس..الويل ثم الويل لمن يسمعها كلمة غزل رخيص من بطش يدها او سفنجة القمر بوبا التى لا تخطى هدفها كانها موجهة باليزر..ويكون الدرس قاسى لهذا الرجل الغريب الذى جاء الى سوق البلدة واراد ان يتقرب من فينوس..آلهة الجمال التى هبطت مع ارفيوس فى الارض...وضلت طريقها الى السماء مرة اخرى
    **************
    عين شمش ذات روح ابية لا ترضى ابدا ان يتصدق عليها الناس او ينظروا اليها كسقط المتاع..كانت تعمل لكسب عيشها احيانا فىطاحونة الطرف..وكم يبدو منظرها ظريفا عندما يغطى الدقيق المتتطاير وجههاو راسها الاصلع وتبرز عيناها النجلاوان المدمختان بالكحل وتلمعان ذكاءا فى توهج خرافى..تذكرك بمسرح الكابوكى اليابانى..تعمل بجد ونشاط ومرح ..هنا فقط تقبل المزاح والغزل ...حتى لا يفقد صاحب الطاحونة زبائنه..فهى تعرف الاقتصاد قبل دخول الماركسية السودان
    ***********
    ليس من المهم ان تكون مشهورا..او ثرثارة فى كل ناد تخطب..كان صمتها جليل واحيانا تطلق عقيرتها بالغناء فى مشيها وتجاولها فى الصحراء بين البلدين او فى طاحونة الطرف دفعا للملل.بل المهم ان تعيش فى هذه الحياةبموقف..ان هذه المراة الساحرة وغيرها من كائنات الشمس وارمال..سببت حالة قلق ميتافيزيقى دائم للطفل الاخضر ..عن دقائق الحكمة غير المنظورة التى اوجدت هذه الكائنات فى زمان ومكان محدد..ثم الاختفاء فى هذا السديم الرمادى الذى يسميه الناس الموت. دون ان تترك اثرا.وتبقى فى ذاكرة الطفل القلق ليعيد خلقها من جديد وفى اطار اخر..لا مجال لذكره هنا..سياتيكم نباءه بعد حين
    **********
    وعندما تركنا السودان وجئنا الى اليمن..كان ذلك موقف من الحرية و النظام فى السودان..والان بعد رحلة طويلة فى اروقة الذاكرة..اضحى لنا موقف من الحياة نفسها..اسوة بكائنات الدرب الاخضر التى كانت تعيش فى مدن النخيل فى بلاد الرمال الوقحة التى تدفن كل شىء وهجرة النخيل المستمرة الى مدن الخراب
    *******

    كل ما استيقظ صباحا على صوت ثلاث عصافير تغرد فى نافذة الفصل الذي اتخذه مسكننا فى مدرسة على تخوم قرية فى سهول تهامة فى اليمن ، قرية مظلمةحسبها من الحضارة ان تظهر على الخارطة ولكنهاتضى ء بقلوب اهلها الطيبين ..اسال نفسى(لماذا انا هنا؟؟)
    واتداعى ..
    *********
    اظنكم الان عرفتم سر حبى لقصيدة البنت الحديقة(عين شمش)
    شايلة قمرين
    فى عيونا
    وفاردة ليلين لجنونا
    وشايلة الوان
    حتجى البحدث بريقا
    ضجة الضو فى المكان
                  

06-29-2005, 02:15 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .......الرجل الذى يطعم القطط..... (Re: adil amin)

    الحقيقة والجمال

    مقدمة : كان " وحيد " الجميل يمتلك مرآة ، هذه المرآة يعلوها الصدأ ، حتى انه كان يرى فيها صورة مشوشة ومبهمة لنفسه ، صورة باهتة لا تدل ابداً على حقيقته ، أخذ وحيد يجلي هذه المرآة الصادئة ، ومع مرور الايام أخذت في اللمعان ، فماذا رأي عندما نظر اليها رأي نفسه ، كان جميل جداً ، ثم أمعن في جلي المرآة ونظافتها ، ماذا رأى هذه المرة؟! رأى الجمال فقط ، ذلك الجمال والسحر الذي يغلف الاحياء و الأشياء ، الجمالي الرباني .
    هذه المرآة التي كان يمتلكها وحيد هي مرآة الكون التي في قلبه اما وحيد فهو الإنسان الذي كان الصدا يغطي قلبه ، لذلك كان لا يرى حقيقة الجمال الإلهي الذي يغلف الأحياء والأشياء " كن جميلاً ترى الوجود جميلا " .
    إن الكون الذي نعيش فيه مظهره مادي ومخبره روحي وفطرة الانسان الطيبة تبحث دائماً عن الحقيقة والجمال وتستشفها في كل المحسوسات حوله ، لماذا قلنا الحقيقة أولاً والجمال ثانياً ؟ إن للمعاني غير المنظورة قيمة جمالية يمكن أن يرمز لها الانسان بشيء محسوس ، مثلاً رمزنا الى الحقيقة بالشمس وللجمال بالقمر ، فمنذ الأزل أضحت الشمس رمز للحقيقة والقمر رمز للجمال بما أن القمر يستمد ضؤه الفضي الساحر من الشمس ، كان لا بد أن يستمد الجمال سحره من الحقيقة ، لذلك نجد الجمال ليس قيمة مجردة بل تستمد عناصر من الحقيقة . اذاً ما هي الحقيقة ؟ لنرى ذلك من منظور أفلاطوني معاصر ( الكهف الأفلاطوني) ونرجع لنضرب مثل بالسينما ذلك الواقع السحري الذي يشبه حياتنا كثيراً ، عندما نجلس على مقعدنا في دار السينما نحملق في الشاشة البيضاء ، لحظات ثم تظلم القاعة وينبعث أمامنا عالم حقيقي يضج بالحركة والحياة ، لكن هل ما نشاهده موجود حقيقة أمامنا ؟ إنه في الحقيقة ليس أمامنا بل انعكاس لعالم خلفنا مجرد ظلال وأشباح فقط . فالحياة التي نعيشها بريق زائف يخدع الانسان سرعان ما ينقضي ويستيقظ الانسان من هذا الحلم الجميل .. ويواجه الحقيقة !!
    ماذا عن الجمال ؟ إذا أردنا أن نعرف الجمال لا بد من تصنيفه الى نوعين من الجمال : الجمال الحسي وهو الجمال الذي يحدث إختلاجات في الجسد أو بمعنى أدق في النفس وهذا جمال المخلوقات المحسوسة كلها ، هذا النوع من الجمال يزول بزوال المؤثر ، النوع الثاني الجمال المعنوي ، هذا الجمال الذي تجسده القيم غير المنظورة في المجتمع الانساني (الأخلاق) ويسمى الجلال ويبقى تأثيره بعد زوال المؤثر ، فنحن دائماً نذكر المآثر الحميدة لأناس طواهم الموت منذ دهور .
    إن تركيبة الانسان من روح وجسد هي العلة الفاعلة فيه التي تجعله يشعر بقيمة الجمال بنوعية إن تركيبة الانسان الغريبة من روح أزلية وجسد فاني تولد في نفسه الأحساسيس المتناقضة والمبهمة عن الجمال ، فالإنسان العادي يسعى لتحقيق السعادة المطلقة بأستغلال جسده وإنهاكه في المتع الحسية وقد يسبب له ذلك آلاماً شديدةً لأن القيمة المحدودة للجسد لا يمكن أن تعطي سعادة مطلقة ، لذلك نرى بعض الناس في سعيه لهذه السعادة المرجوة يسحل روحه ويسحبها بعنف في أوحال الحياة ومباهجها الزائفة . كيف نحصل على السعادة المطلقة ؟! .. إن السعادة الحقيقية في الحب ، لأن الحب من خصائص الروح ، ينبع الحب في منطقة النفس ، هنا يجب علينا أن نعرف النفس ، انها البرزخ الذي يربط بين الروح والجسد إذا رمزنا للروح والجسد بقطبي مغنطيس الجسد من أسفل والروح من أعلى النفس تحتل منطقة الوسط وتتدرج سبع درجات في سلم المعاني السامية ، وهي كالآتي من أسفل الى أعلى (النفس الأمارة ، النفس اللوامة ، النفس الملهمة ، النفس المطمئنة ، النفس الراضية ، النفس المرضية ، النفس الكاملة ) والنفس الكاملة الاخيرة كما لها نسبي يتفاوت فيه الناس ، إن الحب الذي ينشأ في منطقة النفس حباً جسدياً مرتبطاً بالجنس لغرض الزواج وإثمار الولد وذلك للمحافظة على النوع الإنساني ثم يسمو هذا الحب ويتدرج الى حب المخلوقات ثم يرتفع في المراقي السامية الى حب واجد الموجودات " الله جل جلاله " لذلك فالدعوة للسعادة هي دعوة الى مزيد من الحب ، حتى يفيض الكأس ، وإقصاء الكراهية والحقد لأنها تسود حواشي القلب ، أيها الانسان إن الكأس لا يتسع لمشروبين إملأ الكأس بخمر الحب وأنثره على الجميع ، دعك من الخمر المغشوشة التي يجسدها النفاق ، الذي هو آفة الآفات ، إن النفاق شجرة لا تثمر إلا الشوك ، فكن صادقاً مع نفسك ومع الآخرين فيستقيم الميزان وتنعم بالسعادة الحقيقية .
    إن أول الحقائق التي يجب أن يعرفها الأنسان هي حقيقة نفسه ، الأنسان الذي يجهل حقيقة نفسه لا بد أن يجهل حقيقة الآخرين ، فيسيء معاملتهم وتتشوه مرآة قلبه هناك أربع أنواع من مرايا القلوب ، البعض يملك مرآة مقعرة تعظم له الأشياء التافهة وهذا هو الشخص المنافق ، البعض يملك مرآة محدبة تصغر له الأشياء العظيمة وهذه مرآة المغرور والبعض يملك مرآة مهشمة تريه الأشياء مشوهة وهذه مرآة الجاهل ، والبعض الأخير يملك مرآة مستوية تريه الأشياء على حقيقتها وهذه مرآة الانسان الواعي ، أيها الإنسان تأكد أي نوع من المرايا تملك وأبدأ معنا رحلة البحث عن الذات ، عن ذلك الفردوس المفقود " إن المسرح الحقيقي الوحيد هو ما كان مرآة للحياة ، حيث يجيء كل إنسان ليشاهد ويتأمل ، يتأمل عصره ، ويجعل من نفسه في ذات الوقت صورة عالمية للنوع البشري " .

    * * *
                  

07-31-2005, 02:19 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: .......الرجل الذى يطعم القطط..... (Re: adil amin)

    تداعيات:الريح والحب في زمن الدجاج

    -..شوفا بتاشر لى
    _ يا الريح ان ما شايف حاجة
    - شنو ما شايف حاجة
    - ارى شجر يسير
    - بطل فلسفتك دى يا حاقد
    الريح من ابناء الجزيرة الخضراء..حيث يتلون الداخل الانسانى بكل الوان قوس قزح..تشكيلى بالفطرة ...يعشق الجمال اينما حل وارتحل..حتى فىهذه القرية فى سهول تهامة التى يكسوها الون الرمادى فى الغالب..الريح انيق وسلس...ويهتم بالعطور وكا قالت جدتى الحرم(الما ببقى نفسو زول مافي زول ببقي زول)..جئنا في بداية التسعينات الى اليمن الشقيق وكنا نحن ثلاث معلمين سودانيين..فى مدرسة القرية الاعدادية التى بنتها الكويت وهى من الحجر الجميل وسط بيوت القرية والعشش البسيطة اشبه بخضرا الدمن... انا ادرس العلوم والرياضيات الريح يدرس الاجتماعيات والانجليزى...وآدم من ابناء الغرب يدرس التربية الاسلامية والعربى
    ***********
    - الليلة يا اخوى شاى مع الطقوس
    _ يعنى ما نحضر الدروس
    _ليه انت بتحضر ارواح..فكنا ياخ..وينو شريط عثمان حسين
    قام الريح بتجهيز المسجل ،وجلس العصر يحدق فى الباب البعيد ..لحظة انبثاق شقيقها الصغير مندفعا نحو المدرسة يحمل ترموس الشاى..اختطف الريح الترموس وسكب لى الشاى ما قل ودل وهو يرمقنى شرا
    -طبعا نوعك ده ماشى فى جاه الملوك ويلوك
    - يا اخوى انت موهوم...انت مجنون
    - خلينى اجن وازيد فى الجن وانتو السبب فى جنونى
    ويشير الى البيت البعيد..فجاء تعترى الريح الرعدة ويعود وهو يغنى بصوته الاجش
    - معالم لا نهائية حنين دفاق حنان زاخر..يا اخى الحب ليه اثر..هسع مرت بحمارها راجعة..بالله دى تمشى تحش القش وانت عامل فيها مدرس هنا
    - طيب ما تمشى انت تحش ليها القش
    _ الله...الله..لو ما الحكومة والعسكرى والواقف دقار،كديسة واحدة (تن..ام) سبعمية فار ..انت عارف لمن تمر الصباح هنا وانت منجدع نايم....بترسل لى رسائل مشفرة..وو
    _ الريح خلينا نحضر...انت ما تكلم المرفعين الرقد جوة ده..يعرسا ليك
    _ لا ..لا..لا.. الشر برة وبعيد عايز الكوز ده يقيم فينى الحد..خلينا فى حالنا...
    استمر الحال هكذا ..الريح الانيق يجلس الصباح عند ناصية المدرسة ينتظرها عندما تمر الى المزارع....ثم يجلس العصر وينتظر عودتها الى البيت وترموس الشاى...والاسطوانة..القديمة وشرايط عثمان حسين
    _..شايف بتاشر لى كيف بالحيطة
    _ يا اخى ما شايف حاجة
    - عمي الدباس...دى عندنا فى الجزيرة الخضراء يا بتاع الصحراء الكبرى انت
    ***********
    لكن دوام الحال من المحال...فى هذه العصرية بالذات..بعد ان اعد الريح الكراسى فى ضل العصر...والمسجل..والريح تجاوز مرحلة عثمان حسين ودخل مرحلة الست (ام كلثوم).. وكل خميس وجمعة من تفد الينا من مدينة الحديدة القمصان الانيقة والعطور والشرايط عبر جسر جوى ...اليوم الموسيقى التصويرية (امل حياتى)
    ..جات اللحظة المناسبة وشاهدها الريح تنساب بحمارها والذى لطالما تغزل فيه الريح وردد(ان هذا الحمار يا غبى ياخذ بعد رابع ..لانه حمارها)..دخلت البيت..ثم مضت لحظات انحبست فيها انفاس الريح...ثم مضى وقت وانفتح الباب واندفع الطفل ولكنه افزع الكلب النائم تحت عتبة الباب فعوى بشدة..وطارت الدجاجة ..من مكمن العير من الطاقة البعيدة...الدجاجة التى كانت تلوح يوميا للريح باجنحتها..بدات الاشياء تتداعى ..ترك الريح كرسيه ودخل الى المدرسة وتمدد فى سريره جوار ..ادم الذى يغط فى سبات عميق..ونفردت انا بالشاى وشريط الست وجلسة الطقوس..واتامل الدجاجة المفزوعة تعود الي مكانها العتيد وتلوح لى باجنحتها..
    ***************
    - يا الريح ما تزعل ..تحصل فى ارقى العايلات
    _.....
    - يا اخ فى مصر فى عمارات الاحياء الشعبية ..كم شاب احب مكنسة فى بلكونة كان يظنها بنت الجيران
    -...
    - وكم شابة احبت بجامة معلقة فى البلكونة..واحيانا ثلاجة(زوج مرة الجيران)
    -ممممم...
    - الريح...ما ترد يا اخ...شنو كاضم كده
    - اسمع قوم فرتك...خلاص انا تانى برنامجى مع ادم..المسجد والمدرسة وبس... ابعد منى يا كج..الله يكجك ويكج الشمالية بتاعتك دى غير الكتاحة ما فيها شى ..
    ذهبت كل جهودى ادراج الرياح..حتى تعيد الريح الى مرحه واناقته القديمة وشرايط عثمان حسين والست وجلسة الطقوس ..وفى الماضى قالت العرب (لا عطر بعد عروس)....واصبح الريح يلبس العراقي والسروال ويسمع فقط اغانى الراحل المقيم مصطفى سيد احمد
    التحية لكل ابناء الجزيرة الخضراء فى اليمن...وكل الاسماء فى هذه القصة مستعارة
    ****************

    .. حكاية الريح واحدة من حكايات المعلمين السودانيين الذين جاءوا من بلادهم البعيدة من وراء بحر القلزم يحملون المصابيح .. فكان لهم ثروة كبيرة لا تقدر بثمن .. إنها حب الناس العاديين، أصحاب القلوب الذهبية المضيئة ، إنهم البسطاء في سهول تهامة وعلى امتداد السعيدة

    (عدل بواسطة adil amin on 07-31-2005, 02:33 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de