تسأل عن قبر وبيت وطفلين يتيمين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 00:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2005م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-06-2005, 02:00 PM

صلاح محمد صالح عثمان
<aصلاح محمد صالح عثمان
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تسأل عن قبر وبيت وطفلين يتيمين

    تسأل عن قبر وبيت وطفلين يتيمين
    بداية أشيد بالأستاذة شذى مصطفى فهى تكتب مواضيع جادة فى جريدة الشرق الأوسط من الخرطوم 0 ففى عدد الجريدة بتاريخ 05/06/2005 قرات لها تلخيصا لكتاب (زهور ذابلة ) لكاتبة جديدة من جنوب الوطن وهى ( ستيلا قايتانو ) رأيت أن أشرككم معى فى هذه القراءة ، لأن الكتاب حقيقة يستحق القراءة بعد التلخيص الذى تفضلت به الأستاذة شذى مصطفى 0
    وأترككم الأعزاء إلى تلخيص الأستاذة شذى ومعذرة للأستاذة شذى لأنى غيرت العنوان فى البوست بدل الذى كان فى الجريدة 0

    تعرية قاسية لمعاناة النازحين وصفاقة أمراء الحرب
    «زهور ذابلة» قصص من جنوب السودان

    الخرطوم: شذى مصطفى
    عندما أخرجت ستيلا قايتانو، أخيرا، أول مجموعة قصصية لها بعنوان «زهور ذابلة» عن «دار عزة للنشر»، لم تكن الدهشة من انها بقلم طالبة تدرس الصيدلة بجامعة الخرطوم وفى الثالثة والعشرين من عمرها، أو ان المجموعة خرجت إلى النور في بلد لا تزال الكاتبات فيه قليلات، بل لأن مجموعة «زهور ذابلة» جاءت من فتاة جذورها من جنوب السودان، حيث اللغة الإنجليزية هي الأولى بجانب اللهجات المحلية. وقليل من أهل الجنوب من يجيد اللغة العربية، حتى من يقيم منهم بالشمال، ناهيك عن أن يكتب بها قصصا قصيرة تتطلب لغة رفيعة مكثفة مليئة بالحبكات الصغيرة والصور البلاغية لمشاهد حياتية، كما جاءت في مجموعة ستيلا قايتانو..
    وفى مجموعتها التي تحتوي على ثماني قصص، تكتب ستيلا قايتانو عن حياة مجتمع الجنوبيين الذين نزحوا إلى الشمال هربا من حرب أهلية طويلة الأمد ليعيشوا في معسكرات خاصة حول العاصمة الخرطوم، التي تصف جغرافيتها على انها «بعيدة عن العاصمة بعد الصالحين عن الجحيم». وهناك قصص أخرى تصف فيها ستيلا الحياة الأولى بالجنوب وما فيها من ممارسات ومعتقدات حفظتها عن حكايا والديها وجداتها. فستيلا ولدت بالشمال ولم تزر الجنوب إلا لفترة قصيرة، إلا أنها ظلت ملتصقة به روحيا وتحن إلى مجتمع آبائها البسيط الذي تتوزع حياة أهله بين صيد الأفيال والغزلان، والرقص في الليالي القمرية على إيقاع الطبول وشرب الخمر البلدي «المريسة»، رجالا ونساء، ووسط غابات بكر غاية في الجمال، وأمطار لا يتوقف هطولها طيلة العام تخترقها صواعق قاتلة. تصف ستيلا هذا العالم قائلة: «إذا اقتحمته أعطاك الخير والشر بذات القدر، يمنحك الخوف والأمان، الموت والحياة وكل المتناقضات»..
    قصص ستيلا عموما تسودها السوداوية والتشاؤم، فغالبا ما تنتهي بموت أبطالها أو جنونهم أو فقدان لأمل يبرق فجأة لصاحبه ثم يختفي لسنوات مخلفا إياه مرة أخرى في مجرى حياته البائسة، فمعظم شخوصها «زهور ذابلة»!
    وفى قصتها الأولى «نحو الجنون» وهى أطول قصص المجموعة، تكتب ستيلا عن معسكر النازحين حول العاصمة، المعسكر الذي لا يذكر اسمه إلا في تحقيقات أروقة الشرطة عند حدوث نزاع أو في الصحف في قرارات الإزالة أو الترحيل، يعيش النازحون الجنوبيون فيه بقاماتهم السوداء الفارعة كظلال للمدينة، أما ماذا يحدث داخل تلك المعسكرات فلا أحد يهتم، عند زحفهم للمعسكرات هروبا من الحرب أمّلوا أنفسهم على العيش فيها لفترة قصيرة أو مؤقتة ظانين أن عودتهم ستكون قريبة، إلا أنها ستمتد لسنوات وسنوات. كانوا يتحاشون في أعمالهم اليومية الشاقة تذكر موطنهم وحياتهم السهلة بالجنوب لكي لا تقتلهم الحسرات، تصف ستيلا الأب يرقد على الفراش «والسل يدب في أحشائك دبيب السوس في العود، تحولت كلماتك إلى سعال وصديد، وعظامك البارزة مواسير تنساب فيها الحمى، لا شيء في جسدك صحيح إلا عيناك ترقب بهما زوجتك التي تعمل بنشاط نمل، لا تعلم متى تنام، فأنت ترصد استيقاظها ليل نهار، ليل تسهر معك لتخفف عنك الألم والحمى، في ذات الوقت تصنع الخمر لتتعيش منها، فهي مثل عمال المناجم، تتصبب عرقا ودموعا».. وتصف ستيلا الصراع النفسي الداخلي للزوج لتغوص في أعماق الرجل الذي لا يملك شيئا لأسرته بل يمثل عبئا عليها وتخاطبه بعبارة «أنت» لتقرب المشهد للقارئ وتضعه في بؤرة الانفعال. ثم تصف القاصة بعد ذلك الحياة القاسية بالمعسكرات وصفا دقيقا مؤثرا «التي لها إجابة واحدة وهى: «لا خيار!»، ثم شاحنات الإغاثة الأميركية للمعسكر ـ رغم كتابات المؤامرات والنوايا والحملات المضادة لها والسفسطة والجدل من المثقفين والمعنيين ـ إلا أن تلك الإغاثة لا تعني شيئا لهؤلاء النازحين البائسين غير حمل أوانيهم وقدورهم والوقوف في صفوف طويلة من شروق الشمس حتى غروبها لملء بطونهم الجائعة..
    ويأتي اهتمام الحكومة في عربات الشرطة المفاجئة لتعتقل النساء اللواتي يصنعن الخمر، وتترك الأم زوجها صريع المرض وطفليها الصغيرين، وتسجن وتخرج بعد ثلاثة أشهر لتجد أن زوجها رحل عن الحياة وغرفتها الوحيدة هدمتها بلدوزرات التخطيط، وضاع طفلاها.. «دمدمت مثل السماء وبرقت عيناها، صرخت صراخا لمّ الحي كله وأيقظه من سكرته وغيابه وبكت وولولت بكل اللغات التي تعرفها، ناحت وأنت كل خلية فيها، طفرت دموعا جرفت حزن العالم كله وغضب الدم وغبن القلب«.. وتقابلوا جميعا في أحد أيام بحثها الطويلة إلا أنها لا تعرفهما بل تجري بعيدا عنهما!، فقد «غارت العيون ليسكنها الجنون، كما غابت هى في طريق البحث وضاعت، ولكن في غيابها كانت دوما تلعن وترحل وتسأل عن قبر وبيت وطفلين يتيمين»..
    القصة الثانية «وليمة ما قبل المطر»، يظهر فيها تأثر ستيلا بأدب أميركا اللاتينية وهي ـ في حديث لها لـ «الشرق الأوسط» تقول انها تقرأ كثيرا لجارسيا ماركيز وإليزابيث الليندي اللذين تختلط في رواياتهما الفانتازيا بالواقع لدرجة تصعب الفصل بينهما ومعرفة أيهما الحقيقي؟!، وإن كانت معظم الثقافات تضم في بطونها الخيال الخصب والأساطير، فبطل قصتها «أولير» يدب فيه النعاس ثم النوم العميق عند بداية هطول الأمطار بسبب دعاء له من جدته وهو صغير لتحميه من الصواعق. يكبر أولير ليصبح بطلا محبوبا في قريته إلا أن الأمطار تبدأ في الهطول يوما ما أثناء سباحته في النهر الهائج بعد عملية إنقاذ قام بها لأقرانه «فبدأت أطرافه تسترخي وهو يصارع أقوى اثنين، مياه نهر هائج ولعنة الجدة».. فيسيطر عليه النعاس وينام وسط النهر لتجرفه الأمواج بعيدا..
    القصة الثالثة، «خرائط لعوالم مجهولة» عن طفل يتيم في الثأمنة، يتسول هو وأخته الكسيحة التي يحملها على ظهره طيلة اليوم، وتقوم هي بالنشل أيضا، مأواهما الشارع بقرب الجامع الكبير بالخرطوم «فى إشارة إلى تجاهل المجتمع»، ويصف الطفل «لكل شيء بقايا وأوساخ يجب أن تلقى، فنحن قاذورات البشر يجب أن تلقى على الرصيف».. ورغم تشاجر الأخ وأخته مرارا، إلا أنه لا يلبث أن يعود إليها في آخر الليل، فهي برغم كساحها وعنفها معه تمثل الحبل أو الملاذ الوحيد الذي يربطه بالحياة!..
    تذكر الصحف تلك المعاناة في تحقيقات تجريدية رقمية من حين لآخر، إلا أن من ميزات السرد القصصي أنه يضع الصورة التفصيلية لحياة يومية بكل المشاعر والصراع النفسي للبشر، فهذه القصص تفضح المجتمع وتعريه، تظهر اللامبالاة والفردية، والكل يجري لمشاغله وشؤونه الخاصة، وأمراء حرب وسياسيون لا يهمهم إلا تأجيج الصراع أو النصر الحزبي، وطبقات تعيش في ثراء فاحش تقرأ عن الحرب والتسلح في الصحف، غافلة عن مخلفات الحرب التي تحوم بين قدميها وسياراتها الفارهة في أشكال آدمية صغيرة..
    وكذا تمضي بقية القصص «رحيل» و«فى ليلة قمرية» إلى ان نصل إلى قصتها الأخيرة بعنوان «بحيرة بحجم ثمرة الباباي»، هنا تكون الراوية لأول مرة طرفا في القصة، تسترجع وتحكي فيها علاقتها العميقة بجدتها ـ بسبب وفاة والدتها أثناء ولادتها ـ لتحتضنها الجدة من يومها الأول وترضعها حتى سن العاشرة!..وتصف بطلة القصة ـ الراوية ـ المنازل بالجنوب ورعي الأطفال للأبقار وبعض العادات والمعتقدات.
    «عندما تسكر جدتي بذلك الخمر البلدي مع صديقاتها العجائز كانت لا تدري من الدنيا شيئا، ولكنها كانت تتعبني جدا، خاصة بعد ذهاب صديقاتها، بعد صخب من الرقص والغناء الفاتر، كانت تتكلم مع الموتى، كانت تقول لأمي: أنت يا ابنتي لولا خوفك من الولادة وربطك الولادة بالموت لما مت.. وأنت يا ماريو فقد قتلك التحدي رغم خوفك، أما أنت يا زوجي العزيز فقد قتلك جهلك، ثم تلتفت إلىّ بعينيها المنتفختين وتسألني: أتعلمين قصة موت جدك؟ ـ لا يا جدتي. رغم أني كنت أعرف القصة وأحفظها عن ظهر قلب، إلا أن ردي لا يعني لها شيئا، سواء كان بلا أو نعم، لأنها كانت ستسردها في الحالتين، ثقل لسانها وأخذت الكلمات تخرج ملتوية «لقد قتل جدك أحد الإنجليز في زمن الاستعمار، فحكمت عليه المحكمة بالإعدام وهو لا يدري ذلك، كتب الحكم في ورقة وكان عليه أن يقطع مسافة طويلة لتنفيذه في مكان آخر، كان جدك الغبي سعيدا لأن الإنجليز أعطوه ورقة وقالوا له اذهب سوف يلقاك أناس هناك أعطهم هذه الورقة، حمل الرسالة وقد وضعها بين شقي عود من البوص حتى لا تتسخ، فصنع لنفسه راية صغيرة وهو لا يدري أنها راية موته، عندما وصل نفذ الحكم فمات والدهشة مرتسمة على وجهه الغبي».
    ومشهد أخير بالقصة تختم به ستيلا مجموعتها وبها نفحة نادرة من التفاؤل وتتطلع إلى المستقبل الذي يحمل أملا وإشراقا لحياة معظم الجنوبيين بعد حلول السلام وعودة اللاجئين إلى قراهم وأدغالهم..تخاطب الجدة حفيدتها: أتعلمين أني رأيت جدك قبل أيام؟ رأيته في صورة تمساح. عرفته من عرج قدمه، وصفات أخرى أعرفها أنا فقط، اننا لا نموت، بل نتحول إلى أشياء أخرى نحمل الصفات التي كنا عليها، نتحول ولكن من دون ذاكرة، فجدك لا يذكرني عندما تحول إلى تمساح.تسأل الحفيدة جدتها: وماذا تريد أن تكون جدتي بعد عمر طويل؟
    ـ لا أدري إلى ما سأتحول، ولكن أتمنى أن أتحول إلى نسر.
    ومنذ أن ماتت جدتي وعلاقتي بالنسور قوية، كلما ألمح واحدا أتأمله في تحلقه عسى أن أجد فيه بعض صفات جدتي، ثديا بحجم ثمرة باباي، عينين حمراوين بجفنين منتفخين، ولبن بطعم الملح.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de