|
أخبار الميدان 5 يونيو : انتخابات الجامعات السودانية
|
انتخابات الجامعات السودانية
الهزيمتان المتلاحقتان اللتان أوجعتا المؤتمر الوطني مؤخراً في جامعتي الخرطوم والبحر الأحمر، كشفتا زيف الادعاء الأجوف للمؤتمر الوطني بقبول وتحمل الرأي الآخر. فعندما انتخب طلاب جامعة الخرطوم في الحادي عشر من مايو قائمة تحالف القوى الوطنية الديمقراطية وللمرة الثالثة على التوالي لقيادة الاتحاد (كوسو) .. لم يحتمل طلاب المؤتمر الوطني الهزيمة الساحقة بفارق يزيد عن الألفي صوت، فعمدوا إلى التهديد باحتلال دار الاتحاد، ومنع انعقاد الاجتماع الأول للمجلس الأربعيني للاتحاد في يوم 14/5/2005، وأحدثوا توتراً ينبئ عن عنف وكان الرد على يد طلاب كلية التربية الذين هرعوا بالمئات إلى مجمع الوسط مرددين بأنهم هم الذين انتخبوا الاتحاد، وأنهم مسؤولون عن حماية الاتحاد المعبر عنهم، وتوفير الحماية الكاملة لانعقاد المجلس الأربعيني؛ وهذا ما تحقق، فانعقد الاجتماع في مباني الشؤون العلمية لينتخب المجلس الأربعيني لجنته التنفيذية. وكعادتهم جرجر طلاب المؤتمر الوطني أقدامهم إلى مسجد الجامعة وهم يسربون شائعات الوعيد في مواجهة المد الديمقراطي بجامعة الخرطوم.
ولم يختلف المشهد كثيراً في انتخابات اتحاد طلاب جامعة البحر الأحمر والتي جرت يوم الثلاثاء 24 مايو 2005 لينتخب الطلاب قائمة الوحدة الطلابية وللمرة الثانية على التوالي، لتنال تنظيمات القوى الديمقراطية (الجبهة الديمقراطية – مؤتمر البجا – حزب الأمة – الاتحادي الديمقراطي (هيئات) – التحالف الطلابي (تيار عبدالعزيز خالد) – الجبهة الوطنية الافريقية ANF – كيان دارفور) مقاعد المجلس الثلاثيني للاتحاد، ولم يجد طلاب المؤتمر الوطني – مسنودين بمؤسسات النظام – رملاً ليدفنوا فيه خزي وعار رفض الشعب لهم إلا بالسعي لإفساد التجربة الديمقراطية. فقد شهدت مدينة بورتسودان ظهر الخميس 27/5 مسيرة طلابية حاشدة توجهت من مجمع الوسط إلى كلية التربية بالسكة الحديد، ومن هناك أعلن الطلاب أن الاحتفال بالفوز سيتم في نادي البجا بديم عرب تخليداً لذكرى شهداء أحداث بورتسودان الذين اغتالهم رصاص السلطة الغاشمة .. وتحركت جموع الطلاب الهادرة لتواجههم الأجهزة الأمنية والشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي، واعتقال عدد من الطلاب .. وعاد الطلاب مرة أخرى إلى مجمع الوسط حيث أقاموا احتفالاً كبيراً بمناسبة فوز الوحدة الطلابية بالاتحاد .. ولأن المؤتمر الوطني ضد الديمقراطية ولا يؤمن بها كخيار، فقد دفع بأعضائه إلى الجامعة لافتعال عنف يفضي لإغلاق الجامعة فاندفعت كوادرهم إلى الجامعة مسلحة بالسيخ والأطواق والمولوتوف، واعتدوا على بعض الطلاب ومن بينهم رئيس الاتحاد السابق ورئيس لجنة الانتخابات عبدالمجيد علي عبدالمجيد، وسرعان ما فر طلاب المؤتمر الوطني من الجامعة بعد أن واجهتهم صلابة الطلاب الوطنيين الشرفاء حماة الديمقراطية وتدافع هؤلاء إلى إطفاء النيران التي حاول طلاب المؤتمر الوطني عبرها تخريب معامل الجامعة، وعند انتهائهم من هذه المهمة الوطنية تدافعت – ومن ذات الباب الذي دخل منه طلاب المؤتمر الوطني وخرجوا منه – قوات الشرطة والأمن لتواصل خطة الاعتداء على الطلاب، ولم يسلم من نجح في مغادرة الجامعة من المطاردة والضرب في شوارع المدينة، إذ قامت الأجهزة الأمنية بإخلاء المنطقة المحيطة بالجامعة بما في ذلك سوق المدينة ومخارج وسط المدينة، حيث تواصلت حملة اعتقالات الطلاب لوقت متأخر من ليلة الخميس 26 مايو حتى بلغ عدد المعتقلين 25 معتقلاً بجانب ستة طلاب أصيبوا إصابات مختلفة تم إسعافهم إلى المستشفى بواسطة زملائهم.
وبالطبع لا يمكن لنا هنا أن نتجاوز مأساة جامعة الدلنج والتي أشعلها طلاب المؤتمر الوطني ناراً عندما انتخب طلاب الجامعة القوى الديمقراطية لمقاعد الاتحاد فاعتدوا على الطلاب ومن خلفهم وأمامهم أجهزة الأمن والجيش والشرطة، والتي اغتالت اثنين من الطلاب. ومن ثم تمت حملة اعتقالات واسعة استمرت بالمدينة ومدخلها الرئيسي لأيام، حيث اكتظ سجن الدلنج وحراسات الشرطة ومكاتب الأجهزة الأمنية بالطلاب المعتقلين، الذين جرى تعذيبهم بأبشع الوسائل.
المفارقة البارزة التي يجب أن تكون معلومة للجميع هي أن طلاب المؤتمر الوطني في كل من جامعتي الخرطوم والبحر الأحمر وقعوا ميثاقين لنبذ العنف، ثم اخترقوهما قبل أن يجف مدادهما ولجأوا إلى السيخ ولغة العنف المدعوم بالسلطة التي تجري في دمائهم.
كل هذه الأحداث، وفي آخر ثلاث انتخابات بالجامعات السودانية، تؤكد أن المؤتمر الوطني ملفوظ وسط القوى الطلابية وأنه يواري سوءات فشله وهزيمته بالعنف والاغتيال والاعتقال .. ويتضح كذلك ولكل جماهير شعبنا أن ذات الاغتيال والاعتداء الذي يجري في الشارع السوداني – كما حدث في سوبا غرب بواسطة الأجهزة الأمنية – يتم في الجامعات، وأن انتهاكات حقوق الانسان التي استمرأها النظام لم تتوقف يوماً واحداً .. ويبقى مع ذلك كله تبقى صلابة الشعب السوداني ونضالاته هي رهان التغيير، وتبقى جموع الطلاب الديمقراطيين الشرفاء تجسد مواقف نضالية لتاريخ شعبنا في مواجهة الصلف والقهر الملازمين لسلطة 30 يونيو.
هيئة تحرير الميدان
|
|
|
|
|
|