|
سفير في سفر الدبلوماسية الشائكة ..... عثمان الدرديري الانموذج
|
سفير في سفر الدبلوماسية الشائكة
بقلم طه حسن طه – الرياض
في تاريخ السفارة السودانية بالسعودية صفحات مشرقة مضيئة وصفحات أخرى غير ذلك والسفراء أصناف ومعادن وكنوز والعمل الدبلوماسي بكل ما تتطلبه هذه الكلمة من مسئولية ونمط دبلوماسي وحنكة ومرونة وشجاعة في التعامل والتناول والعطاء هو حقاً مسئولية كبرى تضع من يكون على رأسها أمام تحديات كبيرة . أظنكم بل يقيني أنكم قد أدركتم بفطرتكم السليمة ما تهدف إليه مقدمتي هذه ؟! في تقديري أن الدبلوماسية السودانية لم تبخل في أكثر مظاهرها سطوعاً وإشراقاً أكثر مما هي عليه اليوم في عهده ... أنه سفير اتسم بسياسة الوضوح الخلاّق وقد بدت المواقف أمامه متشعبة لكنه ينظر إليها ويعالجها دونما حاجة إلى أي التباس من أي نوع كان ، وهو بذلك السلوك قد أثبت عملياً بأنه من رواد المناهج لا بيروقراطي المناصب . أكتب عنه عن قناعة تامة وقد سمعت غيري يثني عليه ثناءاً صادقاً عاطراً في كثير من الاجتماعيات والاحتفاليات والأفراح والمآتم . والوضع كذلك فلا نملك سوى أن نقول أنه إذا كان السودانيون بمختلف ألوان طيفهم السياسي ومنابتهم الاجتماعية قد أجمعوا على أنهم سيفتقدون شخصية بارزة في مجالات العمل الرسمي والثقافي والإجتماعي والرياضي فأنك ياسعادة السفير عثمان الدرديري معلماً بارزاً جداً في تاريخ المغتربين السودانيين بالسعودية وستبقى مآثرك الإنسانية والخيرية ومساهماتك الكبرى ، والأهم من كل ذلك أنك ستبقى في الخاطر والوجدان وستبقى السفير المايسترو الذي وائم بين مصالح الجميع " وأن كان رضاء الناس غاية لا تدرك " ، وحقاً أنه السفير الذي عّبر بروح قومية عن الجميع وكان يقول : " هذه سفارة كل السودانيين " وكان يقول : " هذا بيت كل السودانيين " وهو يقصد بيته العامر الذي يؤمه كل السودانيين ولم يكن حديثه حديثاً استهلاكياً وإنما كان يعنى ما يقول وقد صّدق العمل والواقع كل ماذكره إلا مكابر اشر يقول بغير ذلك ؟! تراه في إنضباط دبلوماسي وسياسي وفي مرونة تمسك بزمام هذا وذاك وإذا نظرت إليه تجد فيه كل مساحات السودان وأنك أمام مشهدية كاملة لخريطة السودان بكل ما تحتويه . ثم ماذا عن العلاقات السودانية السعودية وهذا حديث يطول وأترك لكل راصد وباحث أن يقرر لنا واقعها أما صاحب هذا القلم الذي يقيم بالسعودية منذ خمسة وعشرون عاماً يشهد – وفوق كل ذي علم عليم – بأن العلاقات السعودية السودانية تعيش أفضل أيامها وعنفوانها وفي هذا خير شهادة لهذا السفير ولكل بقية طاقم السفارة العاملين معه فلهم التحية والعرفان . انك يا سعادة السفير عثمان الدرديري قد أديت مهمتك على الوجه الأكمل وتعود لتواصل تلك الروح وذلك النهج وعزاء من عرفك ، وما أكثر الذين يعرفونك بأنك ستأخذ موقعاً آخر تتشرفه بعطائك وانسانيتك وتدير موقعة أخرى باسم السودان بفهم ودراية وحنكة وقدرة عالية وستظل ضميراً حياً للوطن ، كيف لا تكون كذلك وأنت الذي أعطيت للوطن العزيز كل ما تملك وعلى رأس ما تملك تلك الروح الطيبة التي مكنتك من إدارة عمل متشعب متداخل متباين وسط جماعة الشعب السوداني ، سلاحك في ذلك إستخدام فلسفة الممكن ومنهج التراضي وقانون المرونة مما انعكس على أرض الواقع برداً وسلاماً، وخط لأسلوب جديد أسمه : كيف يتعايش الفرقاء؟! لا أقول وداعاً لكن أقول إلى لقاء ... وفقك الله .
|
|
|
|
|
|