|
|
 اصابة الزرقاوي بجروح
|
القاعدة تعلن إصابة الزرقاوي بجروح
GMT 15:30:00 2005 الثلائاء 24 مايو
نبيل شرف الدين
--------------------------------------------------------------------------------
نبيل شـرف الدين من القاهرة: حمل البيان الذي نشر عبر أحد المواقع الأصولية الراديكالية عبر شبكة الإنترنت، أنباء إصابة قيادي تنظيم "القاعدة" بالعراق أبو مصعب الزرقاوي فحسب، وهو ما قوبل باستقبال حذر على كافة الأصعدة، سواء من جانب المتعاطفين معه، أو من قبل خصومه، إذ اعتبر أنصاره أن هذا النبأ ربما يكون "مدسوساً"، ضمن حلقة جديدة من "الحرب النفسية" على التنظيم الذي يعلن بشكل شبه يومي مسؤوليته عن تنفيذ عمليات عنف وتفجيرات في أنحاء شتى من العراق، بينما يرى خصوم الزرقاوي أن هذا البيان ربما يكون "مفتعلاً"، بقصد نفيه لاحقاً، ضمن ما اعتبروه أيضاً "حرباً نفسية"، تهدف إلى إظهار الزرقاوي بمظهر "سوبر مان"، أو الرجل الشبح الذي تعجز الولايات المتحدة وحلفاؤها عن الإمساك به أو قتله .
لكن بياناً ممهوراً بتوقيع ما يسمى "القسم الإعلامي بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"، نشر تحت لافتة خطابية تقول : "أمة الإسلام إخوة التوحيد ادعوا لشيخنا أبي مصعب الزرقاوي بالشفاء من جرح أصابه في سبيل الله تعالى"، وتضمن البيان إشادة بالزرقاوي جاء فيها ما نصه "أنشأ شيخنا أبو مصعب جيلا ورباه على ملة إبراهيم عليه السلام، أدبنا على الكفر بالطاغوت والإيمان بالله والشوق لرضوانه وجناته فجزاه الله عنا كل خير وتقبل منه وجعلها في ميزان حسناته"، وأضاف البيان في لهجة تحض على تنفيذ المزيد من العمليات قال فيها إن "جرح قائدنا شرف ومدعاة لزيادة الخناق على أعداء الله تعالى ، وسبب لإكثار الهجمات عليهم"، حسب البيان الذي جرى تداوله على نحو واسع عبر عدة مواقع على الشبكة .
وليست هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن مصرع الزرقاوي أو إصابته، إذ سبق أن أفادت تقارير صحافية في 17 من أيار (مايو) الجاري أن الزرقاوي تلقى علاجا في مستشفى الرمادي إثر تعرضه لجروح بالغة، ورفض طبيبه المعالج حسب ما نشرت صحيفة "الحياة" اللندنية أن يوضح طبيعة الجروح التي أصيب بها الزرقاوي، لكن الأميركيين أوقفوه الجمعة وأخضعوه للتحقيق كما ذكر سكان المدينة في أنباء لاحقة .
وصية بن لادن
وقبل شهور مضت كان أسامة بن لادن، زعيم تنظيم "القاعدة" قد حسم جدلاً حول شخصية "أبو مصعب الزرقاوي"، حيث أعلن في تسجيل صوتي بثته حينئذ فضائية "الجزيرة" القطرية، وتداولته عدة مواقع أصولية عبر شبكة الإنترنت، أن الزرقاوي هو "أمير قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، ورحب به "قائداً ميدانياً وأخاً مجاهداً"، وقال مصدر قريب من الحركات الأصولية إن ما أعلنه ابن لادن يعد "قبولاً لبيعة أبي مصعب الزرقاوي" التي سبق وأعلنها من قبل، وفقاً للقواعد المتعارف عليها في هذه المنظمات الأصولية .
ودعا ابن لادن من أسماهم المجاهدين بطاعة الزرقاوي قائلاً إنه ينبغي "على الاخوة في الجماعة هناك ان يسمعوا له ويطيعوه بالمعروف" .
ومضى ابن لادن قائلاً "إننا في تنظيم القاعدة نرحب باتحادهم معنا ترحيبا كبيرا وهذه خطوة عظيمة في طريق توحيد جهود المجاهدين لاقامة دولة الحق وازهاق دولة الباطل" .
الخلايلة .. سيرة ذاتية
ويعد أحمد فاضل نزال الخلايلة، الشهير بلقب "أبو مصعب الزرقاوي" حالة نموذجية للقوارب الأصولية التي باتت تتجول عبر كل المرافئ، حاملة على متنها انتحاريين مستعدين للموت في أي لحظة، مقابل إنزال أكبر قدر من الخسائر بكل ما هو غربي عموماً، وأميركي على نحو خاص، فضلاً عن كل رموز أنظمة الحكم العربية من ساسة ومسؤولين ورجال أمن وغيرهم، وصولاً حتى إلى الصحافيين والكتاب المناوئين لفكر هذه المنظمات المسلحة.
وسبق أن عرضت سلطات التحالف في العراق مكافأة مالية ضخمة لمن يساعد في إلقاء القبض على الزرقاوي ابن عشيرة "بني حسن" إحدى أكبر العشائر في الأردن والهارب من بلاده منذ عام 1999، على خلفية سلسلة من الاتهامات تضعه في منزلة المطلوب الأول عراقياً بعد سقوط نظام صدام حسين وشخصه .
وحسب مصادر أصولية وأمنية فإن الخلايلة أو الزرقاوي يعتبر أحد أبرع الخبراء في الأسلحة الكيميائية في تنظيم القاعدة، وقد محكم عليه في تشرين الاول (أكتوبر) 2000، غيابيا بالسجن 15 عاما في محاكمة أعضاء الخلية الثمانية والعشرين، وفي كانون الاول (ديسمبر) 2002، اتهم الزرقاوي بالتخطيط لاغتيال الدبلوماسي الأميركي لورانس فولي (62 عاما) المسؤول في الوكالة الدولية للتنمية الذي قتل قبل شهرين من ذلك، اثر اطلاق النار عليه بالقرب من منزله في عمان، وكشف حينئذ مسؤول اردني رفيع المستوى عن معلومات مفادها أن التحقيقات بشأن اغتيال الدبلوماسي الأميركي الذي اجرته المخابرات الاردنية بالتنسيق مع وكالة الاستخبارات الاميركية، أكدت ان الزرقاوي موجود وقتئذ في شمال العراق، في ضيافة الجماعة الأصولية المعروفة بمنظمة "انصار الاسلام" الراديكالية التي كانت قبل الحرب تسيطر على احد جيوب المنطقة وتربطها علاقات وثيقة بشبكة القاعدة
وارتبط الزرقاوي بالحديث المتجدد عن العلاقة المفترضة بين النظام العراقي البائد والتنظيم الإرهابي الدولي الذي يتزعمه أسامة بن لادن، وقد لجأ الى حركة انصار الاسلام الكردية العراقية، واتهمه الاميركيون بأنه يشكل حلقة الوصل لاثبات وجود علاقة بين شبكة القاعدة بزعامة ابن لادن ونظام صدام السابق، قبل شهرين من اندلاع الحرب في العراق، وهي المعلومات ذاتها التي أعلنها وزير الخارجية الاميركي كولن باول في معرض اتهاماته للنظام العراقي، وتحديداً في شباط (فبراير) من العام الماضي 2003، مؤكداً أن ثمة علاقة تربط بين العراق وشبكة القاعدة، ترتكز بشكل أساسي على أبي مصعب الزرقاوي، متهما نظام صدام بإيواء هذا الاخير على أراضيها، والتنسيق معه في تنفيذ عمليات إرهابية هنا وهناك.
أسرة الزرقاوي
وكان الزرقاوي قد غادر في سن مبكرة منزل عائلته في مدينة "الزرقاء"، الواقعة على بعد 25 كيلومترا شرق عمان، متوجها إلى أفغانستان، حيث تلقى هناك تدريبات في المعسكرات التابعة لتنظيم "القاعدة"، وعاصر آخر أيام الحرب ضد القوات السوفيتية، لكن الزرقاوي ظل يتردد على الاردن بشكل متكرر، غير أن زياراته باتت اطول في التسعينات، وفي العام 1999 هرب الزرقاوي من المملكة الأردنية عائدا الى افغانستان، حيث ارتقى في التراتبية الهرمية داخل القاعدة إلى مرتبة قيادية رفيعة، بعد أن شارك في الحرب ضد القوات الاميركية لدى غزوها افغانستان في نهاية عام 2001 حيث اصيب في ساقه إصابة بالغة.
وحسب الأنباء المتطابقة التي أعلنتها دوائر استخبارية وأصولية فقد كان اخر ظهور للزرقاوي في شريط التسجيل الأخير الذي ظهر فيه وهو ينفذ حكم الاعدام بالسيف في الأميركي نيكولاس بيرج بعد اختطافه في العراق، في ما وصف بالانتقام للسجناء العراقيين الذين تم قتلهم أو تعذيبهم داخل سجون الاحتلال الأميركي في العراق ولا يزال الزرقاوي مطارداً من قبل قوات الاحتلال الأميركي وسلطات بلاده بعد ان حكمت عليه احدي المحاكم الأردنية بالسجن 15 عاماً بتهمة التخطيط بتدمير أهداف غربية في الأردن وتجنيد الشباب لشن هجمات ضد المصالح الغربية في البلاد.
أما عائلته فتعيش في منزل متداع من الاسمنت لا اثاث فيه سوى بعض الوسائد المتهالكة الملقاة على الارض، وهي تتالف من شقيقين وست شقيقات لفاضل الخلايلة إضافة إلى والدتهم "أم صايل"، التي تعاني من امراض في القلب جعلتها طريحة الفراش، في حين ان والده متوف، وكثيراً ما أحجمت أسرة الزرقاوي التحدث الى الصحافة، مفضلة أن تعيش منزوية منذ ان اصبح ابنها محور الاتهامات الاميركية والأردنية فضلاً عن العراقية مؤخراً.
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست