|
Re: صوت قوي يهز المجتمع الفرنسي: نريد أن نكون أمهات. ولغز الأمريكية التي تركت قلبها بالسعودية (Re: Mohamed E. Seliaman)
|
تحقيق من باريس أجرته: ياسمينة صالح نريد أن نكون أمهات تحقيق من باريس أجرته: ياسمينة صالح هل هو الرجوع إلى الخلف؟ تتساءل "إيفيت لوسان" في بداية دراسة نشرها المعهد الفرنسي للشؤون الاجتماعية بباريس CFAS بينما الإعلام الفرنسي يتكلم عن "الانقلاب" الاجتماعي في فرنسا، وربما هو الانقلاب الذي كان للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية الدور الكبير في إحداثه .. والمتمثل في تراجع رغبة الفرنسيات في "الطموح الوظيفي"، لأجل العودة إلى البيت. يبدو العنوان مثيراً للجدل في الحقيقة، لأن فرنسا التي كانت في النصف الأول من القرن السابق مشهداً للمطالبات النسائية، هي نفسها فرنسا التي لأول مرة في تاريخها تنشر أكبر مجلة نسائية فيها تقريراً اعتبره البعض خطيراً ورآه البعض الآخر منطقياً، بينما البقية تعاملت معه بحيادية مطلقة، التقرير الذي بدأ بعنوان: نريد أن نكون أمهات! من أول وهلة تبدو كل الأمور المتسارعة في فرنسا مترابطة فيما بينها، فلا أحد ينكر التناقضات الاجتماعية الكبيرة التي يعيشها الفرنسيون، ربما بحكم الانفتاح الفرنسي على العديد من الثقافات والجنسيات، ولأن المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين يختارون عادة فرنسا للإقامة، في محاولة كسب عمل وضمان مستقبل عملي مهما كان بسيطاً، فالمهم أن فرنسا التي تقدم جنسيتها للمقيمين بعد ثلاثة أعوام من الإقامة، تبدو ربما أقل صرامة فيما يخص الأطفال الذين يولدون على أراضيها، حيث إنها تخصص لهم ما يشبه الراتب الشهري، كإعانة إن كان الوالدان بغير وظيفة.. هذه الهجرة الكثيفة نحو فرنسا جعلت البلاد تشهد تقمصاً لهويات كثيرة وثقافات صارت متداخلة، وهو في النهاية ما شكّل من فرنسا "جدارية لكل الثقافات" كما سماها رئيس الوزراء الفرنسي "دومينيك دوفيلبان".. لكن هذا لا يعني أن الصبغة الفرنسية الأصلية قد ذابت. مشكلة الفرنسيين الحقيقية الفرنسيون يعرفون أن مشكلاتهم الحقيقية ليست نابعة من "هويتهم" بل من مشكلاتهم الاقتصادية التي جرّت أزمات اجتماعية كثيرة، والحال أن اللجوء إلى "بديل" خصخصة المؤسسات التي كانت تتباهى بها الجمهورية الخامسة أدى آلياً إلى شتات مؤسساتي أدى بدوره إلى فوضى اقتصادية يعترف بها الفرنسيون أنفسهم، مما أدى إلى الاستغناء عن العديد من العمال من مؤسسات أعلنت إفلاسها وأخرى خفضت من الموظفين، مقابل شراكات شبه غامضة مع مؤسسات أوروبية قامت بالشيء نفسه ضمن منظومة أوروبية اعتمدت في الحقيقة على نظام الكيل بمكيالين فيما يخص التعامل الاقتصادي، ومن ثم أثر على التعامل الاجتماعي للأوروبيين فيما بينهم. النتيجة أن تزايد ساعات العمل لم يعمل على حل العبء المادي الذي كان من المفترض حله في وضع التعامل بنظام اليورو، بعد أن تخلت فرنسا عن الفرنك الفرنسي لأجل العملة الأوروبية الموحدة في العشرية الأخيرة. لقد وجدت الأسرة الفرنسية نفسها لأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة، معرضة للإفلاس حقاً، فمقابل الجري وراء العمل، لساعات طويلة، نسي الفرنسيون حياتهم الخاصة، مثلما نسوا الاحتفاء بأشياء كانوا يحتفون بها قبل عشرين سنة ماضية. وهو ما انطبق على النساء الفرنسيات اللائي اكتشفن أن تقدم العمر بهن وجريهن خلف ساعات العمل المتلاحقة أنساهن التفكير في أنفسهن وفي تلك الأمور الشرعية البسيطة المتمثلة في تكوين أسرة. "ليس من السهل معالجة أزمة الوقت في فرنسا وفي أوروبا، فعلى الإنسان أن يضحي ليكون موظفاً ناجحاً أو أسرياً ناجحاً" تقول "ستيفاني تروكرين" من مجلة "هي" التي نشرت تقريراً عن "التعب الذي تشعر به الفرنسيات" وحلمهن بالأسرة، والأمومة.. تضيف "تروكرين" في افتتاحيتها: "هل هو التغيير الفكري والاجتماعي الذي أحدث هذا التصادم، وأنتج صدمة الواقع؟! أكثر من 70% من الفرنسيات عمرهن أكثر من 35 سنة، وبالتالي فرنسا وضعت رسمياً في خانة الدولة "العجوز"، تماماً كما هو الحال مع دولة مثل سويسرا التي فيها نسبة 66% من النساء فوق أربعين عاماً.. المشكلة التي اكتشفتها الفرنسيات ليست مقتصرة على العمل الوظيفي الطويل والمجهد، بل على الأسرة أيضاً، حيث إن أكثر من 44% من النساء العاملات يعترفن أنهن نجحن في عملهن على حساب أبنائهن وأسرهن، بينما 32% منهن يعترفن أن نجاحهن كان على حسابهن، حيث إنهن لم يجدن الوقت للزواج ولتكوين أسرة. ما تسميه الصحف الفرنسية اليوم "بالانقلاب الفكري" لدى الفرنسيات تسميه الفرنسيات اللائي شاركن في سر د الآراء الذي قامت به إذاعة فرنسا الدولية RFI برغبة العودة إلى البيت، والحال أنه ليس بالشيء العرضي، بل لإحساسهن بالرغبة في الدفء الأسري الذي افتقدنه فعلاً. لكن ذلك الدفء لم يعد متاحاً ربما حتى للنساء اللائي لا يعملن خارج البيت واللائي يعانين من "ماديات الواقع" الذي طغى على المشاعر وأفقدها كل قيمة حقيقية، لأن الزوج أيضاً بعيد عن الأسرة وبالتالي يقضي الجزء الأهم من يومه خارج البيت! كان طرح السؤال الأهم بالنسبة لجريدة "ليبيراسيون" الفرنسية هو: كيف يمكن تغيير المجتمع نحو الوئام الأسري؟ السؤال الذي ردت عليه أكثر من 31% من القارئات بالرغبة في العودة إلى البيت، مقابل أن تدفع لهن الدولة الفرنسية (للعاملات اللائي لا يرغبن في الاستمرار في العمل) شبه راتب يساعدهن على بناء أسرة بعيدة عن الحاجة المادية! وهو الشيء الذي قدراً! كان ضمن المشروع الذي صاغه الحزب الوطني الفرنسي بقيادة "جون ماري لوبان" الذي يعد واحداً من أشد المعارضين لليبرالية الجديدة. ما يبدو مثيراً للجدال هو أن بعض المحللين ربطوا بين "اللاءات" الفرنسية (الشعبية) للدستور الأوروبي والرؤية الفكرية السائدة حالياً في فرنسا؛ فالذين رفضوا الانضمام إلى الدستور هم من الطبقات الشعبية الفرنسية التي رفضت الذوبان في الاتحاد الأوروبي الذي يعتبرونه مؤسسة تسعى إلى إدارة الحروب باسمهم، وهو في الحقيقة ما عكسه الناطق الرسمي للحركة العمالية الفرنسية "جاك فليب ميلون" وما عبرت عنه جمعية الفلاحين الفرنسيين. ما يثبت حقيقة أن البرجوازية الفرنسية بدأت تتراجع فعلاً، وما كان يسمى بالأرستقراطية "الجاهزة" لم تعد في الحقيقة تؤسس كما السابق قوة تأثير في المجتمع الفرنسي. ولهذا منذ أن انهارت المؤسسات الاقتصادية الفرنسية بعد حرب الخليج الثانية التي يتهم فيها السياسيون الولايات المتحدة بأنها سعت إلى تحطيم البنية التحتية الفرنسية من خلال "عدم التزام" الولايات المتحدة بوعودها الاقتصادية (الاستثمارية) التي أطلقتها لتحظى بالمساعدة العسكرية الفرنسية في عملية حرب الخليج الثانية (تحرير الكويت)، بيد أن الكارثة الفرنسية جاءت فيما بعد حين تملصت الولايات المتحدة من وعودها ولم تترك لفرنسا ولا حتى "الاستثمار في المراحيض العراقية" في مساحة (الخط الأخضر)، وهو ما يفسر رفض فرنسا الشديد المشاركة في الحرب على العراق، والذي كان سببه "ليس أخلاقياً ولا إنسانياً" بل عدم الرغبة في الوقوع في نفس الحفرة مرتين، حيث كان واضحاً أن اقتسام الكعكة العراقية سوف يتحدد بين الولايات المتحدة وبريطانيا (صديقة فرنسا اللدود). هذا التراجع في المداخيل وتخفيض عدد العمال في العديد من المؤسسات بالإضافة إلى زيادة ساعات العمل في مؤسسات أخرى، كلها عوامل عاشتها فرنسا في ظرف قياسي، دونما تحضير فكري أو سيكولوجي، مما فجر الشعور القديم بالتعب وبالحاجة إلى البيت، وإلى الزواج الدائم والإنجاب. أردنا أن نقترب من الموضوع بشكل عميق، كان لنا لقاء مع السيدة "فلورانس موريانتي" خبيرة اقتصادية، والسيدة "مارسيليا جادون" صحفية في مجلة "هي" الفرنسية، و"شارل موروا" الكاتب والصحفي الفرنسي المعروف.. سألناهم: نسبة الفرنسيات الراغبات في الرجوع إلى البيت تزايدت في الفترة الماضية.. ما السبب في اعتقادكم؟ تقول السيدة "فلورانس موريانتي": "أعتقد أن فرنسا تمر اليوم بمرحلة "غير عادية" إن لم أقل استثنائية حيث إن الإحساس العام يبدو متداخلاً بين الرغبة في التغيير، والشعور بالعجز إزاء لوائح تصدر أحياناً بشكل عشوائي عن مؤسسات أو ببساطة عن الدولة. الذي يبدو حقيقياً أن الشعب الفرنسي لم يعد يفكر كما السابق، وبالتالي إن كان ثمة شعور عام بالانسداد فلا بد من القول إن المطالب الشعبية منذ رفض الدستور الأوروبي تتلخص في المطالبة بالتغيير السياسي وتحسين المستوى الاجتماعي الذي تراجع بكل أسف. في فرنسا هنالك من يقول "لا أحد يموت من الجوع" هذه كلمة يكررها الفرنسيون طوال الثلاثين سنة الماضية، لكن، بكل أسف هنالك من يموت من الجوع، والبرد والفقر، والحاجة إلى الحنان والوئام.. يجب الحديث بكل صراحة ومواجهة أنفسنا بمسؤولية بأن فرنسا لم تعد "جنة" وأن الناس انعكست عليهم الأوضاع الاجتماعية، ولهذا حدث هذا التغيير الفكري، وصاروا يحلمون بالهجرة إلى الخارج، إلى أمريكا وكندا بالخصوص. هذا الشيء لم يكن التفكير فيه مقبولاً، الآن صار واقعاً بعينه. في اعتقادي، المرأة التي كان عليها دائماً أن تلعب أكثر من دور في الحياة اضطرت في ظروف حياتية معينة إلى التضحية بأمومتها (عدم الزواج واللجوء إلى العلاقات العابرة) مما أثر سلباً على وضعها اليوم. اليوم ثمة نساء اكتشفن أنهن تقدمن في السن وأنهن لم يحققن شيئاً كبيراً على المستوى الشخصي، أي ليس لهن أسرة ولا أطفال، وهن اللائي يشعرن بالخيبة أمام تراجع المستوى المعيشي بشكل عام، وتراجع فرص العمل الجيدة بشكل خاص.. هذا مرتبط ببعضه بلا شك! بينما تقول السيدة مارسيليا جادون الصحفية المعروفة في مجلة "هي" الفرنسية: "في نظري الشخصي، ما يدور في العالم انعكس بشكل مباشر على الفرد الذي لم يعد حيادياً إزاء الحروب والقتل والعنف الجسدي والنفسي الممارس بكل الطرق والأساليب. لقد عملت في المجال الإعلامي طوال السنوات العشرين الماضية واكتشفت تأثير السياسة على المزاج الشخصي، وبالتالي تأثيرها على الناس بشكل أكثر حدة من شخص مثقف متعلم إلى شخص عادي أو بسيط. أقصد أن البسطاء يتعاملون مع التغييرات بشكل مختلف، وبالتالي يشعرون أمام كل حالة تغيير تحدث بالفراغ، بما يشبه التراجيديا أمام كل انهيار للأيديولوجيا التي كانت تشكل في السنوات الماضية سقف الفكر الجماعي والفردي. اليوم ليس هنالك شيء اسمه الأيديولوجيا، هنالك هذا الواقع بمعاييره التي تواجهنا.
يتصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صوت قوي يهز المجتمع الفرنسي: نريد أن نكون أمهات. ولغز الأمريكية التي تركت قلبها بالسعودية (Re: Mohamed E. Seliaman)
|
الشعور بالإحباط اليوم مفاده الواقع العام، والواقع الدولي أيضاً. صار الناس أكثر عرضة لليأس بسبب ظروفهم وإحساسهم بالغربة أمام كل مرحلة يحدث فيها التغيير المفاجئ، فما بالك أمام واقع فقدوا فيه الثقة ويفقدون فيه وظائفهم بموجب الطرد المفاجئ أو المحضر له.. عدد الذين يعانون من البطالة رهيب أيضاً، والمجتمع يعيش سلوكاً مادياً خالياً من القيم التي كانت تؤسس قبل قرن من الزمن قاعدة التعامل مع الآخرين". وأضافت: "أنا في نظري أن كل هذا لعب الدور في التغيير النمطي للنساء الفرنسيات. المرأة الفرنسية تجد صعوبة أكبر في التعايش مع هذا الواقع الصعب، ولهذا اكتشفت ربما (بعد تقدم العمر بها) أنها لم تؤسس أسرتها الخاصة ولم تنجب أطفالها الخاصين.. هذه تراجيديا بالنسبة للنساء اللائي أردن أن يكن أمهات فلم يسمح لهن الوقت بذلك إلى أن وصلن إلى سن الخمسين.. لو لاحظنا نسبة النساء اللائي يرغبن في تأسيس بيت وإنجاب أطفال فستجدين أعمارهن بين 35 سنة و44 سنة. هذا هو العمر الذي يشكل بالنسبة للفرنسيات مرحلة الحسم في حياتهن، إنه العمر الذي يشعرن فيه أنهن بحاجة إلى عدم العيش في وحدة وعزلة عن أحلامهن في أن يكن متزوجات وأمهات. مرحلة ما يسمى في فرنسا ب "Mre clibataire" فقدت كل أسباب وجودها لأنها لم تصنع في النهاية إلا المزيد من المشكلات الاجتماعية. هذا الكلام الذي علينا أن نقوله بمسؤولية والبحث عن الحلول العميقة لأجل الوصول إلى نتيجة تساهم في حل المشكلات التي يواجهها المجتمع الفرنسي، بما فيها مشكلات الاندماج لغير الفرنسيين". ويقول الكاتب والصحفي "شارل موروا" معلقاًعلى الحديثين: "أنا أوافق على الكلام القائل: إن فرنسا تعيش تحت وطأة أزمة اقتصادية حقيقية، وأن الشعور بالإحباط يتجرعه اليوم أولئك الذين اكتشفوا حياتهم من منظور الأزمة نفسها. لن أخفي دهشتي من نسبة النساء الفرنسيات الراغبات في العودة إلى البيت، هذا شيء يجب تحليله دون تأخير.. من جهة ثانية، يجب ألا ننسى أن سويسرا تعيش هذه الظاهرة أيضاً، وربما تابعتم معي ما نشر في الصحف السويسرية قبل سنة عن ظاهرة النساء الراغبات في العودة إلى البيت.. المسألة لم تعد مجرد ظاهرة عرضية في نظري لأنها صارت مرتبطة بالمجتمع ككل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صوت قوي يهز المجتمع الفرنسي: نريد أن نكون أمهات. ولغز الأمريكية التي تركت قلبها بالسعودية (Re: Mohamed E. Seliaman)
|
Quote: وبعد أربعة أسابيع عدت الى أتلانتا مرتدية الحجاب لا لاختبر رد فعل الأميريكيين فقط , بل لأنه كـــــــان مريحــــــــا وعمــــــــــليا كمــــــــا أضفت البرقع الى حجابي في سوق البدو بالرياض و أدركـــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ولأول مرة في حــــــياتي , أن الرجال يتحدثون الي مباشـــــــــــــــــــرة بكل احترام وتقدير من دون أن يكون لجسدي بصفتي أني أمراة أثر لذلك التقديــــــــــــــر , انـه الاحــــــــتـــــــــــــــرام |
للتكرار المتعمد:
Tanya Carlina Hsu تانيا كارينوا سو يقال عنها: مواليد 1961 درست الاقتصاد في Unversity of Essex تملك مؤسسة العقول الذكية السياسية ورئيسة المؤسسة الاجتماعية الدولية أيضا. تتحدث اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية وتعرف شيئا من الصينية (الماندرين). وهي أيضا تسعى الى تحسين لغتها العربية لتتعرف بالكتابات العربية والقواعد النحوية المتقدمة. هي مديرة للتطوير وكبيرة المحللين البحثيين في معهد بحوث سياسة الشرق الأوسط في العاصمة الأمريكية واشنطن. يعني ماها شغالة تفرنغ فرناغة المسقفين هولنا ديل ولا ركبت في كتف مدام شعراوي ونازلي.
| |
|
|
|
|
|
|
|