|
الجلابة المفترى عليهم
|
هذا المقال وصلني عبر الماسنجر من الأخ / محمد بابكر التوم وكلفني بأن أقوم بإنزاله بالموقع للعلم ..
كثيرا ما لفت انتباهي وانا اتصفح ما ينشر في موقع سودانيز اونلاين تلكم المقالات التي تطفح باقبح الصفات واقسي النعوت لما يسمي بالجلابة . والمقصود بالجلابة في نظر كتاب هذه المقالات سكان الشمال النيلي . لنترك هذه النعوت وتلكم الصفات التي يطلقها كاتبو تلك المقالات جانبا لتفاهتها ،لنسلط الضوء علي الفكرة المركزية التي يجمع عليها اصحاب هذه المقالات فيما يتصل بنظرتهم لسكان الشمال النيلي( الجلابة )وهي ان الجلابة ظلوا يحكمون السودان منذ نيله للاستقلال وحتي يومنا هذا بينما يتم حرمان سكان ما يسمي بالمناطق المهمشة -ومن بينها دافور المنكوبة من بنيها - من المشاركة في حكم السودان وان كل الماسي التي حلت بالمناطق المهمشة والسودان عموما سببها الجلابة لاحتكارهم الدائم للحكم ، واخرها مشكلة دارفور .وقد حاولت قصاري جهدي ان اكتسب عضوية موقع سودانيز اونلاين كي ادلي برائي حول الافكار التي تضمنتها تلك المقالات ولكن باءت محاولاتي بالفشل ذلك لان العضوية في الموقع المذكور تحتاج الي تزكية اثنين من الاعضاء المسجلين وهذا لوحده ليس كافيا فالامر اولا واخيرا متروك لتقدير ادراة الموقع المذكور وغالبا ما ترفض اي طلب جديد للعضوية بحجة الاكتفاء بالعضوية الراهنة . والان نفس اولئك الذين يدبجون تلك المقالات المسمومة التي تقطرا حقدا ضد ابناء الشمال النيلي ( الجلابة ) ماضون في نشر مزاعمهم الباطلة بذات الهمة والتصميم وكانما ابناء الشمال النيلي كلهم يحكمون السودان لا فئة سياسية بعينها . فبالنسبة لهم لافرق بين الجلابة اكانوا حكاما او محكومين ،، كلهم اعداؤهم ولاسبيل - في نظرهم- لحل مشكلة دارفور الا بالقضاء علي الجلابة ودولتهم المزعومة . هكذا يرددون . ومادروا ان بكتاباتهم تلك يخسرون تعاطف ابناء الشمال النيلي ،ان كان هذا هو تفكيرهم وهذه هي وؤيتهم لاسباب مشكلة دارفور وسبل حلها .وان كنتم تقصدون بدولة الجلابة ،حكومة الانقاذ فانكم بالقطع تجهلون اشياء كثيرة عن الشمال النيلي وتركيبته السياسية فليس كل ابناء الشمال النيلي يدينون بالولاء لحكم الانقاذ بل هناك من ابناء الشمال النيلي من وقف في وجه الانقاذ بالسلاح ومنهم من اعلن انضمامه للحركة الشعبية وتبوأ اعلي الناصب فيها .فاذا ما نظرنا الي الخارطة السياسية للشمال النيلي فنجده اكثر المناطق التي تحتضن كافة الوان الطيف السياسي بما في ذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان . اذن ليس بالضرورة ان يكون الجلابة كلهم مؤيدين لحكم الانقاذ ولا بالاسلوب الذي تعاملت به تجاه قضية دارفور ، رغم ان حكومة الانقاذ واي حكومة اخري اذا ما وضعت في المحك الذي وضعت فيه ازاء التمرد المسلح في دارفور فانها حتما لن تستقبل هؤلاء المتمردين الخارجين علي سلطة الدولة والقانون ، بالورود و من الطبيعي ان تتعامل معهم باللغة التي يفهمونها وترد عليهم الصاع صاعين حفاظا علي هيبة الدولة من منطلق مسئوليتها عن حماية امن وسلامة البلاد . هذا ليس بالموضع الذي نحن بصدده .ما نحن بصدده هو ان ما يكتبه ممن يتشدقون بالدفاع عن دارفور ومواطني دارفور ليس سوي من قبيل ذر الرماد في العيون . فالمتمردون وحدهم هم الذين اوقدوا شرارة الحرب في درافور وهم سبب كل الدمار والخراب الذي حاق بدارفور وهم الذين يتحملون وحدهم تبعات هذه الحرب لان الاسلوب الذي انتهجوه لعرض مشكلة دارفور بلجوئهم الي السلاح اسلوبا غير مسئول لم يحسبوا عاقبته و لم يجدوا ما يعلقوا عليه خيبتهم غير شماعة الجلابة . ولنا عودة .
|
|
|
|
|
|