|
اخشي أن يتحول (صياح ) الأحزاب عن تزوير المؤتمر الوطني للانتخابات إلى صياح محمود الكذاب عن النمر
|
اخشي أن يتحول (صياح ) الأحزاب عن تزوير المؤتمر الوطني للانتخابات إلى صياح محمود الكذاب عن النمر على امتداد تاريخنا السياسيى لفترة ما بعد الاستقلال درج أحزابنا ونخبنا السياسية على استخدام منظمات المجتمع المدني من نقابات وجمعيات وغيرها كأحد بل واهم ادوات الصراع السياسي في سعيها الدوب للوصول إلى السلطة ضاربة بعرض الحائط الاهداف الأساسية التي أُنشت من اجلها هذه المنظمات والنقابات ليس هذا فحسب بل عادة ما يستدل قادة الأحزاب السياسية على فوز حزبه بأحد هذه الاتحادات أو النقابات المهنية على جماهيرية الحزب وتفاعل القاعدة مع اطروحات حزبه وسلامة موقفه السياسي وليس ببعيد اضراب السكر في الديمقراطية الأخيرة وما جرى مؤخر في انتخابات المحامين ومزارعي الجزيرة . وبالطبع لا يستثنى احد من هذا بما فيه الجماعة الحاكمة اليوم أو حركة الإسلام السياسي أو كما يسميها البعض الحركات الاسلاموية بمختلف مسمياتها بدء من الإخوان المسلمين مرورا بجبهة الميثاق والحركة الإسلامية والجبهة الاسلامية القومية وانتهاء بالمؤتمرين الشعبي والوطني بل يذهب البعض الى ابعد من ذلك بتحمليهم مع حركة اليسار السوداني مسؤولية تحويل النقابات المهنية والاتحادات الطلابية إلى ميادين للصراع السياسى. بعد قناعة أحزاب المعارضة باستحالة اقتلاع النظام الحاكم من جذوره ورفض النظام الاستسلام والتسليم لهم كما طالبهم مولانا محمد عثمان الميرغنى في تلك الايام الخوالي بل واعطاء النظام الشرعية الدولية باتفاقيات نفاشا لم تجد هذه الأحزاب امامها غير النقابات لاستخدمها كأحد أدواتها الفعّالة فى صراعها السياسى ضد المؤتمر الوطني الحاكم وتحقيق ما عجز تحقيقها طوال عمر الإنقاذ كما كانت ولا زالت تسخدمها جماعة المؤتمر الوطني في تدعيم سلطتها وابعاد الاحزاب جمعيا من السلطة لتكملة ما تبقي من مشروعها الحضاري . إلا أن الواقع السياسي على الارض والناتج من انفراد حزب المؤتمر الوطني بالحكم سنوات طويلة والتي مارس خلاها أسوء أنواع الإقصاء والقمع السياسي المعاصر تجاه الجماعات المعارضة له خاصة القوى الحديثة منها أدى إلى إفراغ هذه الأحزاب السياسية خاصة غير التقليدية من الكوادر القادرة على مقارعة الكيزان لإحداث التغير السياسي المرتجى مؤديا الى تثبيت جذور اهل المؤتمر وصعوبة ان لم تكن استحالة ابعادها عن السلطة في المدى المنظور. ومما يعقد الأمر ويزيد من المسؤولية السياسية للأحزاب المعارضة أن المؤتمر الوطني لا زال يحتفظ بتفوقه السياسي الكبير في الحكومة الحالية خاصة بعد رحيل الدكتور جون قرنق. ويخشى الكثيرون من ان يتحول مؤتمر الوطنى الى حزب حاكم بعد اي انتخابات كما هو الحال في الدول المجاورة. هذا الواقع السياسي وللأسباب أعلاه بالإضافة إلى ضعف التنظيم والولاء وغياب الديمقراطية الحقيقة والإرادة السياسية الجادة المدعومة بالممارسة السياسية الفعلية على الأرض في أحزابنا التقليدية تعطى تفوق مطلق لجماعة المؤتمر الوطني الحاكم. وبدل من الحديث عن العلة الحقيقة في الاحزاب المعارضة للانقاذ وتشخيص حالتها الصحية ومن ثم العمل على تجاوز اسباب الوهن السياسي في هذه الاحزاب نجدها و ما أن تخسر أي انتخابات وإلا تجدها تسارع الى اتهام المؤتمر الحاكم بالتزوير . مع العلم أنها دخلت تلك الانتخابات في ظل حرية ليست هي هامش حرية كما كانت قبل نفاشا بل هي صفحات كاملة مسنودة ومدعومة بالدستور الانتقالي والأجهزة التشريعية والتنفيذية التي تضم في عضويتها معظم هذه الأحزاب أو الأقل صفحات من الحرية تتيح للجميع كتابة ما ترفع رأسها وتحقق طموحات قاعدتها . و لقناعة هذه الأحزاب بما هو متاح من حرية رضيت بطوع ارادتها وبتحالفاتها مع من تريد من القوى السياسية حتى مع المؤتمر الشعبي بمنازلة المؤتمر الوطني في الانتخابات التي جرت مؤخرا ومن المؤسف بل والمدهش أن هذه الأحزاب لا تتحدث عن التزوير إلا بعد ظهور النتائج دون أن يسال احد منهم ماذا فعلوا لمنع هذا التزوير ومن قبل ماذا تعلموا من دروس التزوير الإنقاذية التي امتدت 16 عاما تلك الفترة التي كانت تقاطع فيها الأحزاب الانتخابات لعدم شرعية قانون الانتخابات وغياب السلطة النزيهة التي تشرف عليها وتمنع التزوير من وجهة نظر هذه الأحزاب. على هذه القوى أن تكون صادقة مع نفسها ومع قاعدتها والاعتراف بأنهم مجتمعين اضعف من المؤتمر المنقسم إلى وطني وشعبي وانهم غير قادرين على ازاحة المؤتمر الوطني لاسباب سياسية بحتة وليس التزوير فقط إلا كيف يمكن لنا تفسير ما جرى في الانتخابات التي مؤخرا خاصة انتخابات اتحاد المحامين. ومما يزيد من تعقيد الوضع وتعظيم المسؤولية السياسية لهذه الأحزاب في المرحلة القادمة امكانية عودة الحوارين إلي شيخهم مع العلم هنالك مساعي جادة تجرى من وراء الكواليس لتوحيدهم . و لان ضعف وانشقاق اي حزاب يؤثر سلبا على الوضع السياسي في البلاد يجب على هذه الاحزاب العمل على نهاء الحالة الانشطارية فيها و من ثم السعي لوحدة الأحزاب الأخرى وذلك بغية للوقوف امام التحديات الكبيرة التي تواجه السودان والمستهدف في وجوده . لكن يبدو أن هذه الأحزاب تنتظر انتخابات برئيه ومنزهة حتى من أدوات الصراع السياسي الحديث وهم ينازلون خصما اقل ما يقال عنه انه جيد أن لم يكن جيد جدا من حيث التنظيم والولاء بالمقارنة مع الأحزاب جمعيا هذا إن رضينا أم أبينا وصل إلى دست الحكم لضعف و عدم جدية هذه الأحزاب في تحقيق اطروتها السياسية. وعلينا أن لا ننسى أن جماعة المؤتمر الوطني انفردت بالسودان ما يقارب 16 عام ولهم الاستعداد أن يستعملوا كل أدوات الصراع في السياسية والتي يعرفوها بـ (dirty game ) في سيبل الاحتفاظ السلطة حتى لو كانت هذه السلطة مفسدة كما قال الشيخ الدكتور الترابي بعد أن حُرم من بريقها و حلاوتها و بالضرورة أن هذه الأدوات لا تشمل التزوير بل تتيح للقوى السياسية الجادة الآلية المناسبة والمكانيزم الفعال لكشف وابطال مفعول التزوير. أن كانت أحزابنا الوطنية كذلك فنم قرير العين يا عضوية المؤتمر الوطني فالسودان كما كان لكم امس بقوة السلاح ودستور التوالي فاليوم وغدا لكم بصناديق الاقتراع والدستور الانتقالي. أن الحديث السياسي فقط عن التزوير في ألإنتخابات التى جرت مؤخرا ودون اللجوء الى قوانين الدستور الأنتقالى لاثبات ذلك التزوير اشبه ما يكون بحديث محمود الكذاب عن النمر خاصة إذا رجعنا إلى نتائجها حيث نجد الفارق الكبير في الأصوات بين القائمين المتنافستين, هذا الفارق الذى لا يمكن ان يتأتى بالتزوير فقط. ومن لم يسمع بهذا المحمود الكذاب نقول له انه راعي الحلة الذي كان يخرج بنغمها إلا انه وما يخرج بالغنم حتى يصيح بأعلى صوته "النمر النمر هجمنا النمر قتلنا النمر " هنا تخرج الحلة عن بكرة أبيها بعصيها و حرابها وفؤوسها وسيوفها وما ان يشاهدهم هذا المحمود في هذه الحالة حتى يضحك بصورة هسترية و بأعلى صوته . وفي يوما ظهر له النمر حقيقة وافترس غنمها وهو يصيح النمر النمر هجمنا النمر قتلنا النمر إلا أن احد لم يعر الأمر اهتماما وذلك لأنه سجل عند اهله كذابا حتى التهمه النمر . اخشى ان ياتى ذلك اليوم والذى لايعر احد اهتماما بصياح الاحزاب عندما تعود حليمة لعادتها القديمة وتمارس التزوير عيانا بيان.
|
|
|
|
|
|