|
كن جميلا . ترى الحكومة ....
|
الجو اكثر دفئا والشمس ساطعة بدرجة زائدة . هكذا كان صديقى المتفائل على حرارة الخرطوم اللافحة يعلق وشمس الخرطوم التى تصلى الوجوه. يجعلها تبعث دفئا . دائما ما يميل الى اكتشاف جمال الاشياء او بالاحرى صناعة جمال الاشياء. كنا فى المقابر والساعة شارفت على الثانية ظهرا . الشباب المعنيين بحفر المقبرة تاخروا كثيرا . وبدا الملل يخيم على وجوه المشيعين . نظر الى صديقى وقال : بالله شوف اللمة دى كيف ؟ تعرف الحزن هو الشى الوحيد البيجمع الناس بصدق اعمق. نظرت اليه بحرقة وقلت احح اسقفرتك يا مالك الروح. قفز الى بالى كلام (حميد) وايه الدنيا غير لمة ناس فى خير او ساعة حزن. ذهبت بعيدا عن الناس واطلقت لنفسى عنان التمتع بالنسمة الطفيفة التى هبت لتشاركنا مراسم الدفن المتاخر انجازه . هى مقابر حمد النيل . تجاورها الجامعة الاهلية ويفصلها عن امبدة (ابونيران) الطريق المودية لمحطة ود البشير هذه المحطة التى لم تختلط تسميتها بيونيو 89 . كانت قبل كل شى بهذا الاسم وظلت بعد كل شى بنفس بريق التسمية الشعبية. فى بادى الامر فاجانى سؤال لماذا غيرت الحكومة اسامى الشوارع . اذكر ان شارعنا المسمى منذ سنين بشارع مدنى . فى بدايات هذه الحكومة القت عليه اسم شارع الرخاء . عرفانا للسيد /محمد حمد الرخاء رجل البر صاحب مستشفى الرخاء. لكنهم لم يعرفو ان هذا الشارع منذ زمن كان يطلق عليه اسم (مدنى) وهو صاحب دكان قديم تحول بفعل الارادة الشعبية البسيطة المرتجلة الى سويق صغير ثم الى سوق وعندها اطلق اسم الشارع على ذلك الرجل البسيط الذى شكل اغلبية . مشكلة هذه الحكومة انها لا ترجع الى اصول الاشياء. لذلك تبدو نصرفاتها بكامل القبح او قل كامل وسامات التهور المترف. المهم فى الامر ان الحكومة عدلت عن تحويل اسم الشارع عنوة. لكنها احتفظت لنفسها بتحويل اسامى الازقة . فاطلقوا على زقاق بيتنا اسم الطبرى . اكتشفت ذلك بالصدفة حينما وجدت اللافتة السوداء الخلفية معلقة على جدار دكان (عبدو) الترزى .وكثيرا ما تخيلت نفسى وانا ارشد ضيفا ضل طريقه لبيتنا ان ادلف يمينا بعد مدارس خاتم الانبياء ستجد نفسك فى زقاق الطبرى . هناك (دكان) لا زال محافظ على اسم العجمى . اسال عنى سيدلوك على . تصور وا ؟؟ فى يوم من الايام ذهبت الى عمارة الفيحاء وعلى الجدار خلف موظف الاستقبال . كانت هناك لوحة مكتوب عليها (عفوا . المهام اكثر من الوقت . لذلك نطلب منكم الصبر والهدوء) والغريب فى الامر اننى وجدت العبارة او معناها فى اماكن كثيرة . اغلبها مرافق خدمية وبالطبع تابعة للحكومة . بالله عليك اعد قراءة ما بين القوسين . الا يمكن اختيار عبارة ارق تحمل نفس المعنى ؟ هذا اذا تناسينا ان عبارة (المهام اكثر من الوقت) عبارة تدل على عدم القدرة وبطالة الكفاءة . وانت تسير فى شوراع الخرطوم تلاحظ عبارات . شديدة اللهجة موجهة للمواطن السودانى البسيط. وخصوصا على سور منتزه المقرن العائلى. تجد احاديث وايات . وليس هناك مشكلة . ولكنك تفاجا بان هناك عبارة زجت فى وسط الايات والاحاديث . وليس لها اصل لا فى الدين ولا فى التاريخ. اذن من اين اتت هذه الحكم القيمة ووضعت عن عمد وسط الاحاديث والايات ؟؟ ولماذا لا يشار الى مصدرها حتى لا يحدث خلط؟؟ نواصل
|
|
|
|
|
|