|
ارفضك حتي لايتبقّى سواك
|
فكر....يرفض الآخر....لايرفض فقط فكر الآخر...ولا يرفض فقط عدم إتّباع الآخر لفكره هو.... بل يرفض حتّى وجود الآخر يرفض كل من هو .....ليس هو
لايرفض فقط فكر من هو ....ليس هو...
ولا يرفض فقط عدم إتّباع من هو ليس هو لفكره هو....
بل يرفض حتّى وجود من هو..... ليس هو
فكر..... يسعى إلى إفناء كل من هو..... ليس هو
فكر لا أطالبه بأن يتبّع فكر الآخر..... ولا أطالبه بالخنوع للآخر..... ولا أطالبه بالإستسلام للآخر.... ولا أطالبه بالوقوف مكتوفا أمام أخطاء الآخر
ولكننى أطالبه بأن يسمح للآخر بالوجود... بأن يتعايش مع الآخر فى إطار كوكب الأرض... فى إطار الدنيا.. وبعد فناء الدنيا..... وفى يوم الحساب.. فله أمام الله ما له و على الآخر أمام الله ما عليه
أطالبه بأن يتعامل مع الآخر إنسانا لإنسان وليس عقيدة لعقيدة أو فكرا لفكرا أو منهجا لمنهجا.... فكل إنسان أُلزم طائره فى عنقه...... لن يدخل الجنّة أحدا بدلا من أحد... ولن يخلّد فى الجحيم أحدا بدلا من أحد..... فكل إنسان معلّق من عرقوبه
أطالبه بأن يتعامل مع الآخر من منظور المعايير الإنسانيّة....فهى المعايير الدنيويّة التى جعلها الله من صلاحيّات البشر...وليس من منظور معايير إختص الله عز و جل ذاته الإلهية بصلاحيّات البت و الحكم فيها
أطالبه بنزع المصفاة التى وضعها داخل عقله لتحجب عن إدراكه كل تعاليم عقيدته الواردة صراحة فى مرجعيّاتها و التى تصب فى التعايش مع الآخر و مسالمة الآخر بل و التواصل مع الآخر على المستوى الإنسانى حتّى وصل ذلك التواصل إلى قمّة هرم علاقة الإنسان بالآخر (وهى علاقة التزاوج و التعايش تحت سقف واحد)
أطالبه بألاّ يعيد عقارب الساعة قرونا إلى الوراء....
أطالبه بأن يلتفت إلى معاملات الحياة مع الآخر و يترك معاملات الفردوس و الجحيم فيما يخص الآخر إلى من خلقه هو و خلق الآخر و ملك (وحـده) شأن كليهما
|
|
|
|
|
|