|
الإعلان العالم لحقوق الإنسان؟
|
ما هو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟
في الفترة الأخيرة لاحظت بان هنالك مجموعة من السودانيين يحملون الاعتقاد الخاطئ بان الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو ثقافة غربية لا تناسبنا لاختلافها عن ثقافاتنا المحلية. والبعض الأخر ينادي بسودنة الإعلان. ومجموعة أخرى تعتبره ليس من الأولويات المهمة التي يجب الحديث عنها وتعده من عداد الترف الذهني, ومجموعة أخيرة ترفضه ولا تحبه لسبب أو لأخر.
في اعتقادي أن ارخص قيمة في مجتمعنا السوداني هي قيمة الإنسان. فيجب علينا كمهتمين وناشطين بمجال حقوق الإنسان دوما أن نضع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مقدمة أولويات المرحلة. ولاهتمامي الخاص بأهمية حقوق الإنسان للسودان, ولأنني اعتبر نفسي أحد ألنا شطين في المجال, أضع هذه المبادرة المتواضعة بين أيديكم لتوضيح وأزالت ذلك اللبس.
... الإعلان ليس هو ترف ذهني!!!
فهو الحد الأدنى من الحقوق الذي وصل إليه مجموع الأمم المتحدة للمحافظة على النوع البشرى. فمن غير موافقة الدول على هذا الحد الأدنى يتعرض النوع البشرى لخطر الانقراض. فجوهر الإعلان هو المحافظة على, والاعتراف بإنسانية الإنسان. أما اصل الإعلان فهو الحرية والعدالة والسلام لكل أفراد الجنس البشري في كل بقاع العالم. ولذلك يجب حماية تلك الحقوق بحكم القانون, كما يجب على كل فرد أو خلية اجتماعية أو دولة أن تضع ذلك الإعلان في الأذهان وان تعمل على نشر واحترام تلك الحقوق.
... الإعلان ليس هو انتماء ديني أو فكري!!!
فالمادة الثانية من الإعلان ترفض التمييز و التميز بسبب الدين أو المعتقد, والمادة الثامنة عشر تكفل حرية التدين والمعتقد للفرد وحرية التعبير عن المعتقد والدين بكل الوسائل من تعليم وممارسة وتعبد كما تكفل للفرد حق تغيير معتقداته وديانته. ذلك ضمنيا يعني إن الله يهدي من يشاء ولكم دينكم ولي دين.
... الإعلان ليس هو موقف سياسي أو ثقافي!!!
فالمادة عشرين من الإعلان تكفل للفرد حرية التنظيم والانتماء السياسي وتمنع من إجبار الفرد علي الانتماء. ذلك بالضرورة يعني أن الإعلان لا يروج لأي تنظيم سياسي أو اتجاه فكرى معين بل يطالب بحق الفرد في أن ينتمي أو أن لا ينتمي. الرجاء الرجوع للمواد الخاص بحرية التفكير والتنظيم والمعتقد و الهوية الثقافية. فالاعتراف بالإعلان لا يلغي هوية الفرد الثقافية ولا يغير انتماءه السياسي. ... حقوق الإنسان لاشرقية ولاغربية!!!
بل إنسانية مائة المائة لان ما يتناوله الإعلان هو المحافظة والاهتمام بالنوع البشري. فهو يدعو لصيانة كرامة الإنسانية جمعا, كما يدعو لاحترام إنسانية الإنسان, ويشجع على السلوك الحميد للإنسان تجاه أخيه الإنسان ويعزز على تعلم فن التعايش السلمي بين البشر. فالمقولة الداعية لسودنه الإعلان تعني ضمنيا تفرد السودانيين عن بقية البشر. فهذه عقلية نازية استعمارية يجب التخلص منها. فالأديان أتتنا من الخارج و العلم يأتينا من الخارج والتكنولوجيا تأتينا من الخارج والفكر يأتينا من الخارج, ما عدا الفكر الجمهوري. و لنسأل أنفسنا ماذا فعلنا للمفكر السوداني محمود محمد طه؟ سمحنا للإسلاميين بقتله ولم نحرك ساكن لمنع ذلك الحدث المشئوم. أما الحديث عن الهوية السودانية الواحدة فهو حديث باطل, فليس هنالك هوية واحدة يمكن الاستناد اليها واستخدامها كمرجع للقياس لمعرفة ما هو مناسب وما هو غير مناسب. فالإعلان ما هو إلا مجموعة من القواعد القانونية تحمي الفرد والمجموعات وتبيح فكرة التعدد وتأمن علي حق الاختلاف والتنوع لاثراء الحياة الإنسانية.
http://anitraweb.org/activism/humanrights/UDHR/eng_print.htm
(عدل بواسطة salwa elsaeed on 05-20-2004, 03:51 PM) (عدل بواسطة salwa elsaeed on 05-20-2004, 03:55 PM) (عدل بواسطة salwa elsaeed on 05-20-2004, 03:59 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
|