التهرّب من مسؤولية النقد الذاتي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 11:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-27-2004, 01:59 PM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التهرّب من مسؤولية النقد الذاتي

    أحمد شهاب
    [email protected]



    النقد هو شرط النهوض الحضاري ، وهو الآلة الفاعلة لتنقية الطريق أمام حركة المجتمعات والشعوب ، ولإزالة العقبات أمام المسار الإصلاحي ، ويبدو هذا الكلام تحصيل حاصل ، فلا أحد يختلف على أهمية النقد أو ضرورته ، والكل يتفق و يطالب به ويرغب في ممارسته ، فلماذا نكرر القول ؟ لأن هذه الرغبة النقدية تظل وقفية لكل جهة ضد الأخرى ، ولتمييز عيوب الآخر دون النظر إلى عيوب الذات .

    السلطة تنظر لذاتها بنرجسية عالية فهي المالكة للحقيقة المطلقة ، وهي صاحبة الحق في كل الأمور أما المعارضة فهي مليئة بالأخطاء ومشكوك في ولائها للأرض ومطعون في مصداقيتها ، ولا مانع في النهاية من الإلتفاف عليها وتهميشها . والمعارضة بدورها تنظر لنفسها بذات النرجسية ، وتعتقد أنها الممثلة لرأي كل الناس بصفتها السياسية أو الدينية ، وتعتبر كل خارج عن إطارها مجروح الذمة والوطنية .

    هذا على المستوى السياسي ، أما على المستوى الثقافي فيمكن الإشارة إلى كم هائل من المقولات التي يعتنقها كل فريق ويرى صحتها ويرفض أي مساس بها ، بينما يسمح لنفسه أن ينتقد مقولات الآخرين ويستبيح مسلماتهم دون تحفظ أو مراجعة تذكر ، كما تتم عملية تأويل أحداث التاريخ بطريقة إنتقائية وعلى خلفيات صراعية ، مما يضفى على الرؤية التاريخية للمذاهب استاتيكيّة صارمة .

    على المستوى الإجتماعي تتراكم الأمثلة اليومية لتنقل لنا عشرات الأمثلة عن ممارساتنا النقدية للآخرين ، لأقوالهم وأعمالهم ، حتى بتنا من المجتمعات ( المخابراتية ) التي تتدخل في كل خصوصيات الأفراد ومشاكلهم اليومية ، لنراقب حركاتهم وسكناتهم ونضعها تحت مجهر النقد والتجريح دون شعور بالإثم ، ودون إستذكار عشرات من الروايات الناهية عن هذا الفعل ، بينما لا يلتفت المراقب إلى الأخطاء التي يرتكبها هو أو جماعته القريبة .

    بين كل هذه الصور ، تتولد بعض الشخصيات الفاعلة وهي تمتلك قدرة على ممارسة النقد الذاتي ، وتمحيص الآراء بغض النظر عن مصدرها ، والتعامل مع ( التراث ) بحيادية حتى يستقيم أمر النتائج بعيدا عن المؤثرات الجانبية ، وهذه الفئة تتعرض للكثير من النقد وأحيانا إلى الطرد من الإجتماع القائم لا سيما إذا إرتفعت نبرة النقد وبدأت تهدد بعض مواقع الآخرين السياسية أو الإجتماعية أو الدينية .

    ويتعقد أمر النقد الذاتي إذا تناول الناقد مسألة يقف خلفها أو إلى جانبها شخصيات من الوزن الثقيل ، من الذين تسبق أسمائهم سلسلة من الألقاب تجعل من ممارس النقد يفكر مليا قبل أن يتفوه بكلمة قد تعود عليه بالشر المستطير ، خاصة أن جميع الشؤون أصبحت من إختصاص نخب سياسية أو إجتماعية أو دينية محددة ولا يحق لغيرهم أن يبدي رأيا مخالفا ، فإما أن يكون تابعا أو ينزوي جانبا .

    وتمثل فكرة النخبة ( السياسية أو الدينية ) عائقا امام تفعيل المسألة النقدية ، وهي من الأفكار التي تتطلب مراجعة دقيقة لتوسعة مفهوم النخبة .

    إذ لا يزال ينحصر الحق في تقرير المصير بمجموعة صغيرة تقرر هي وحدها مسار المجتمع ، وتفرض عليه أولوياته وحربه وسلمه وعلاقاته وإتجاهات تفكيره وحركته ، رغم أن فكرة النخبة التي في مقابلها الرعية أو العامة تغيرت معالمها تماما ، بعد أن توسعت القاعدة المتعلمة ، وتقلصت مساحة الأمية ، وتغيرت منظومة العلاقات السياسية والإجتماعية ، وإختفى مفهوم الرعية في الأمة ، وحل محله مفهوم ( المواطن ) في الدولة ، والذي يشارك في إتخاذ القرار إلى جانب أقرانه ، وبالتالي لم يعد هناك مسوغ لإحتكار القرار .

    المشكلة بنظري أننا حتى الآن ننظر إلى النقد الذاتي كأحد علامات الضعف والوهن ، رغم أنها تعد من أهم الأداوت الفعالة في تحصين أي إجتماع قائم من الأخطاء والأخطار المحدقة ، كما أنه الأداة الماضية في تعزيز نقاط القوة في الثقافة ، وتنقيتها من نقاط الضعف .

    ومن المعلوم أن كل ثقافة تحتوي على موارد قوة وموارد ضعف ، والمجتمع هو الذي يحدد رجاحة أي من الكفتين ، كما أن أي إجتماع قائم تتخلله نقاط ضعف كثيرة ، بعض المجتمعات تميل إلى التستر على الأخطاء لتنتهي إلى تراكمات تثقل كاهل الجميع ، وتتحول نقاط الضعف إلى مسلمات لا يستطيع الفكاك منها ، ولو تخلص المجتمع منها بصورة فورية وعاجلة لما تورط بها لاحقا .

    إلا أن هذا المنحى المتحفظ من ممارسة النقد الذاتي يظل هو السائد والمسيطر ، فأغلب الجماعات والتوجهات تنفق مئات أو ألوف الدنانير والكثير من الطاقات لدعم أعمال إعلامية تدعم شخصياتها ورموزها ( أحياء وأموات ) ، أو في معالجة قضايا تم التطرق لها مرارا وتم إستعراضها في كتب كثيرة ولم يعد فيها جديد ، مع ملاحظة أن كل طرف وجماعة تعتبر رمزها الديني أو السياسي رائد التجديد وعنوان الإثراء الفكري وتبرر لنفسها حق عرضه على الناس والإطناب بذكر فضائله وإن تم ذلك بصورة رتيبة ومملة .

    بينما لا نجد بين هذا الدعم أي تخصيص لمجلات تعني بالنقد الذاتي أو تنقيح ذاكرة الجماعة ، بل يصح القول أن ما يحدث هو العكس تماما فبمجرد نمو تيار نقدي تتم محاولة إحتواءه أو ضربه وعزله عن الإجتماع القائم ، حتى أصبح دعاة التصحيح يمارسون دورهم بالكثير من التخوف والرهبة ، وهو ما حرم ويحرم مجتمعاتنا من فرصة نادرة من فرص التطور والتجدد الحضاري .


    http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=17464








                  

04-27-2004, 03:24 PM

almulaomar
<aalmulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التهرّب من مسؤولية النقد الذاتي (Re: Elsadiq)

    مشكلتنا جميعاً أخي انه كلما كان هناك خلاف في الرأي حول أى مسألة تتصل بالدين أو بالسياسة أو بالنهج الاقتصادي أو حتي بتقييم مسرحية أو فيلم أو أيهما أفضل الهلال أم المريخ كان من الصعب علي الناس ـ عامتهم وعلماءهم ـ ان يناقشوا الأمر في هدوء ودون انفعال ودون سباب وتكفير وتخوين وان يجادلوا بالتي هي أحسن‏.

    إن للبيئة والتنشئة الأثر الأكبر في تكوين شخصيتنا لذلك ليس بمستغرب ان تجدني في مسلكي الشخصي أتنقل بين حالة الهدوء والاستسلام والتوكل بغتة إلي الإنفجار المدمر. إن عقليتنا لاتقبل النقد ظنا منها أن الناقد الذي يمتدح مأجور والذي يقدح مسعور.

    أتمنى أن نملك الشجاعة والجرأة لنقد الذات لا جلدها ، وان تكون حواراتنا إيجابية هادفة مؤسسة على الموضوعية بذكر السلبيات صراحة ودون إغفال الإيجابيات وإن تضاءلت وأن يكون تحليلنا للأمور يستند إلى الدقة في المعلومات دون خلط حتى يمكن الوصول إلى النتائج دون القفز على المقدمات أو إلى النهايات.

    وأنا بالطبع لا أبري نفسي من كل هذا ولا أملك الحل لذلك أيضا ، إلا أنني سمعت أن ممارسة رياضة اليوغا قد يحسن قليلاً من هذا الوضع ومع مرور الزمن قد يكون فيه العلاج الشافي بإذن الله. واليوغا كما يقول الخبراء ليست دينا أو مذهباً عقائديا وإنما فلسفة، توضح إمكانية الوصول إلى الإنسان المثالي، والعيش حياة أفضل، والتمتع بها وبخيراتها بصحة جيدة وراحة بال مشيرين إلى أن اليوغا مناسبة تماما لحاجات الإنسان، فإذا احتاج إلى شفاء جسده فإنها ستساعده على ذلك، أو إلى تخفيف توتره وضغطه العصبي فإنها ستساهم في تحقيق هذا الهدف أيضا، حتى إذا احتاج إلى المرح والاستجمام فإنها ستلبي له هذه الحاجة، بعد إيجاد المكان والشكل المناسب لممارسة هذه التقنية. وأحسب أن المسلم لو أدى صلواته المكتوبة بطمأنينة وحضور قلب لكفته.
                  

04-28-2004, 11:32 AM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: التهرّب من مسؤولية النقد الذاتي (Re: almulaomar)

    Quote: مشكلتنا جميعاً أخي انه كلما كان هناك خلاف في الرأي حول أى مسألة تتصل بالدين أو بالسياسة أو بالنهج الاقتصادي أو حتي بتقييم مسرحية أو فيلم أو أيهما أفضل الهلال أم المريخ كان من الصعب علي الناس ـ عامتهم وعلماءهم ـ ان يناقشوا الأمر في هدوء ودون انفعال ودون سباب وتكفير وتخوين وان يجادلوا بالتي هي أحسن‏.

    إن للبيئة والتنشئة الأثر الأكبر في تكوين شخصيتنا لذلك ليس بمستغرب ان تجدني في مسلكي الشخصي أتنقل بين حالة الهدوء والاستسلام والتوكل بغتة إلي الإنفجار المدمر. إن عقليتنا لاتقبل النقد ظنا منها أن الناقد الذي يمتدح مأجور والذي يقدح مسعور.


    عزيزي المُلة عمر

    الانفعال ناتج عن تشبثنا بالاطر الفكرية الجاهزة مسبقا وعندما تكون كل الاطراف مغلقة الأطر فإن هذا يعنى أن جميع المشاركين فى هكذا حوارات طرشان .

    ولعلّنا فى المناقشات التي نخوضها في هذا المنبر او في حياتنا اليومية لا نسأل أنفسنا لماذا لا يفلح (الآخر) فى أن يجعل أى منّا يعدّل من فكره ... عندما يتعلّق الحوار بأطر السمات المكوّنه لقواعد التوجّه الفكرى للطرفين , ولماذا لم يفلح أى منّا فى أن يجعل (الآخر) يحيد عن فكره اللهم فى حالات التحاور الهامشيّ حول قشور وفرعيّات لاتمس صلب التوجّه الفكرى لأى من الطرفين ؟ فان ذلك يعود فى رأيى الى عاملين أساسيين يتحكّمان فى أى حوار متعمّق وفى صميم المذهب الفكرى و هما المناعة الأيديولوجيّة و آليّات وأدوات الرفض المسبق .


    يقول كارل بوبر :

    "إذا كانت الأبدان تُحبس خلف الأسوار , فإن الإذهان تُحبس خلف الأطر و أولئك الذين يمقتون السجون سيجدون أن تحطيم أسوار سجون أبدانهم أكثر يُسرا من تحطيم أطر أفكارهم ولكن عليهم أن يتذكّروا دائما أن تحرير أفكارهم عند التحاور مع الآخرين لن يتسنّى لهم طالما ظلّت أذهانهم حبيسة أطُرِهِم"




    حقيقة للبيئة والتنشئة الأثر الأكبر في تكوين شخصيتنا كما ذكرت ولكن علينا تصحيح الاخطاء و تعلم نقد ذاتنا ولنعترف بأن تعلم هذه الامور والتعود عليها صعب وعسير. رغم اننا نعيش في وطن بيئته ترفض النقد من جهة، ولا نعرف النقد الذاتي من جهة ثانية. ونحن نربط دائما بين الجزئي والمطلق، ونرفض الاعتراف بالخطأ، لاننا نعتقد بأن الاعتراف بالخطأ يؤدي الى ان ماضيه وحاضره ومستقبله قد اهتز، ونحن نرفض الاعتراف بالخطأ لاننا نرى في ذلك الاعتراف توقيعا على وثيقة الادانة.
    وعلى الرغم من اننا نقول.. الاعتراف بالخطأ فضيلة، وجل الذي لا يخطئ، فاننا لا نطبق ذلك في حياتنا، ولذلك فلن يكون سهلا ان نجعل من النقد والنقد الذاتي تقاليد راسخة، لاننا بحاجة الى وقت وجهد حتى نتعلمها . ولاننا نعيش في مجتمع ما زال يرفض ان يتقبلها أو يمارسها، ولكننا ورغم ذلك مطالبون بتعلم النقد والنقد الذاتي، فكيف نتعلمهما ونتعود عليهما ؟ ومتي نبداء في ذلك هذا هو مربط الفرس .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de