الواقع السياسى السودانى والمستقبل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 06:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-22-2004, 10:57 AM

waleed500
<awaleed500
تاريخ التسجيل: 02-13-2002
مجموع المشاركات: 6653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الواقع السياسى السودانى والمستقبل

    بالرغم من كل الشوائب والاخطاء والشحنات والسقطات يبقى الحراك والوعى السياسى السودانى موسوماً بالتقدير ومشهوداً له بتاريخ حافل فى مسارات الديمقراطية والحرية والفكر. ومهما كانت بدايات الاحزاب السياسية على النهج الطائفى والقبلى والجهوى ولكن كان الوعى السياسى الوطنى بائناً ومتطوراً على كل الدول العربية والافريقية، بدءاً بمؤتمر الخريجين ونضاله وفق ادوات مختلفة الى حين الاستقلال وما بعده بسنوات حيث مورست الديمقراطية التعددية والحرية الفكرية والتعبيريه خاصة فى مجال الصحافة بصورة توحى بتطور المفهوم الواعى للسياسة بين المواطنين.

    لقد كانت الساحة السياسية السودانية، متعددة فى احزابها التقليدية الكبرى واحزاب اليسار من شيوعيين وبعثيين وخلافهما والعقائديين من الاسلاميين وقد اتيحت كل سبل العمل الديمقراطى الحر بصورة سافرة لا عزل فيها لمواطن او زعيم مهما اختلفت رؤاه واجندته، ورغم ما تعرض له الحزب الشيوعى السودانى من اقصاء فى مرحلة ما إلا ان الحزب عاد من جديد يمارس نشاطه السياسى العادى. المهم ان البلاد كانت واجهة للعمل السياسى الحر دون سائر العرب والافارقة حتى كانت التغيرات العسكرية فى فترات مختلفة لتصبح احزاباً شمولية بطبيعة تركيبتها وعزلها لطبقة القوى السياسية. الا ان تلك الاحزاب كانت تمارس نشاطها المحظور بصورة ما وكان الوعى السياسى لدى المواطنين متطوراً ولو فى الخفاء..!

    ان الفترتين الماضية والحالية اللتىن نعيشهما منذ حكم الانقاذ افرزتا تقاطعات كبيرة وتطورات كثيرة فى الساحة السياسية السودانية وزادها اواراً المتغيرات الداخلية والاقليمية والعالمية فما من حزب فى الساحة الا ولاحقته حمى التشرزم والانشقاق بدءاً بالحزب الاتحادى الديمقراطى والذى ما زال يعانى من التصدعات والمفاجآت وتلاه حزب الامة تطارده الجهويات والتقلبات وربما ثورات الشبيبة الطامحة..! والاخوان المسلمون انشقوا الى مؤتمر وطني وشعبى وهم الذين كانوا اكثر تماسكاً وتنظيماً وسلطة..! وهناك انشقاقات الحزب الشيوعى المعروف بقدراته العالية فى العمل السياسى والتنظيمى وفى المؤسسية التى يدار بها وكذلك حزب البعث العربى وما آل اليه من خلافات. على العموم ما يدور فى الساحة السياسية السودانية الآن يجعل مستقبلنا السياسى فى مهب الاحتمالات الخطيرة واصبحت هنالك حالة تقودنا الى اسئلة حائرة وقلقة على ذلك المستقبل المجهول الذى قد يصعب توقع الشكل الذى ستكون عليه خارطة السودان السياسية..!

    مما يزيد من التوتر المستقبل السياسى السودانى وفى خضم تلك الانقسامات والاختلافات وبهذا الحجم والمواجهة الغليظة بين الحزب الواحد ومن داخله وخلافاً للتعارض بين الاحزاب بعضها البعض وبين حزب المؤتمر الوطنى واحزاب معارضة اخرى هذا من جانب وفى الجانب الآخر نعيش حالة من الترقب الحذر من مفاوضات السلام الحالية والعقبات التى تعتريها والتى تنذر باسوأ الاحتمالات ومآلآت قد تكون غير محسوبة وحتى وبعد وقف العدائيات والتى كانت مفاتيح الثقة بين الحكومة والحركة الشعبية بل مفاتيح الدعم المعنوى لكل المواطنين ورغم ذلك يسود جو السلام ضباب كثيف يثير اسئلة عديدة اهمها هل نحن ضائعون بين سلام غير عادل وغير متوازن ام مقدمون على مغامرات غير مضمونة النتائج مستقبلاً..؟؟!

    لقد اتفقت كل الاطراف على وقف الحرب حتى نوقف هذا السيل الطويل من الكوارث التى ولدتها حرب الجنوب المشئومة..! وقبل ان تنتهى هذه الحرب اصبح السودان كله ساحة للتوترات والمواجهات المسلحة والتمرد. فها هى دارفور تنوء بجراح ومآسى الحرب وافرازاتها بصورة ادت الى التدخل الاجنبى بصورة او بآخرى!! وتصعيد جهوى وقبلى وعنصرى وتمرد فى مساحات مختلفة من الاقليم وهناك ارهاصات فى الشرق بمطالب جعلت بعض ابناء الشرق يحملون السلاح ويلوحون بالتمرد وهناك حملات سياسية واعلامية لبعض قيادات ابناء كردفان وهكذا الحال الذى ينذر بمستقبل سياسى خطير فى السودان هذا اذا اضفنا الى ذلك ما حواه القاموس السياسى السودانى لكلمة التهميش التى يعيشها فى جنوب النيل الازرق وجبال النوبة ومنطقة ابيي وربما مناطق اخرى فى الطريق كل ذلك الخضم يرسم صورة لمستقبل سياسى جديد فى السودان. ليس هى الصورة القديمة التى عشناها قبل الاستقلال وبعده والتى نعيشها اليوم...! انه مستقبل محفوف بكل الاحتمالات والمتغيرات تبعاً للاحوال الراهنة والمستجدات الملحة والداهمة والتى تحتم على زعاماتنا واحزابنا اعادة النظر فى قراءة تلك الابعاد السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية بمناظير جديدة ورؤى مستجدة وبفكر سياسى محاط بالتعقل والحكمة والنظرة بعيدة المدى..!!

    وعليهم ان لا يبقوا الامور مرهونة باوقاتها..! عليهم الآن ان يتفقوا على النهج القومى والتخطيط العلمى السليم لتجاوز هذه المرحلة التى تقود الى المستقبل القادم والجديد فى شكله ومضمونه.

    ان مساحة التشاؤم كبيرة تغطى البلاد طولاً وعرضاً حيث يعيش الجميع في مناخ نفسى يسوده التوتر والقلق الذى يقوده لكل الاحتمالات بل لأسواء الاحتمالات وهو يعلم انه حتى فى حالة الوصول الى السلام فى جنوب البلاد وحتى بعد حل مشكلة دارفور المتصاعدة!! فان هنالك متغيرات ستشكل انعطافاً استراتيجياً فى تاريخ السودان سواء أكان انفصالاً او وحدة على اسس جديدة بصورة ليست على اساس السودان الذى عشناه بعد الاستقلال والى يومنا هذا!! بالطبع ستكون هناك تغيرات فى الخارطة السياسية السودانية وستكون هنالك تحالفات جديدة وشراكات جديدة وكل ذلك فى ظل هذا المناخ السياسى الذى يسود الساحة والزاخر بالانقسامات والخلافات الحادة بل والخطيرة والتى تعزز التشاؤم وتقلل مساحات الامل والتفاؤل..!!

    ان الواقع السياسى الراهن يلزم كل القوى السياسية باختلافها حاكمة او معارضة او مخالفة، ازاء هذا الموقف الداهم ان نفكر فى الصيغة التى نحافظ بها على مصالح الامة والوطن وننتشله من متاهات المستقبل الغامض وان نراعى الظروف الاستثنائية الداخلية بل الظروف الاستثنائية التى تمر بها المنطقة العربية والافريقية والاسلامية ولن يتأتى ذلك إلا اذا راعت الزعامات السياسية اتفاقها على الاهداف الوطنية والوفاق السياسى فى داخلها ومع الاحزاب الآخرى وان يتفقوا على الحد الادنى من الرؤى الوطنية التى تزيل هذا المناخ التعيس الذى يسوده التوتر فى مستقبل مجهول لا يدرى اين تتجه بوصلته ومساره الذى يستعصى علينا تحديده. على زعاماتنا ان تعمل وفق الرؤى التحليلية المجردة من الذات والجهويات والقبليات والمطامح الحزبية الضيقة والتى لا تخلق وطناً قوياً ولا تؤمن استقراراً ولا تنمية..!!

    لقد كثر الحديث حتى مللناه عن الوفاق الوطنى. ولكن الآن نحن احوج ما نكون اليه ومستقبلنا السياسى تكشفت عنه اوراق سياسية كانت راقدة واصبحت هناك تكتلات ومخالفات سياسية جديدة هى فى طريق التبلور من اجل احداث التغيير السياسى المنشود من قبل معظم السودانيين وعليه كان بالضرورة القصوى ان نعيد ثقتنا بانفسنا ونستفيد من تجاربنا وننتظم فى توحدنا سياسياً وقومياً للنهوض بالبلاد فى مستقبل ايامها وإلا سيكون مصيرنا ان نعض اصابع الندم...!؟



    بقلم : لواء ركن «م» صلاح مصطفى الأغبش

    المدير الاسبق للاستخبارات العسكرية








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de