|
Re: ما هو البيان الذي انجزته الانتجلنسيا السودانية منذ خروج المستعمر البريط (Re: خالد عويس)
|
السؤال الأساس الذي يطرح نفسه بقوة من خلال تكثيف أسئلة عدة :
كيف يتجاوز المثقفون السودانيون الراهن الذي يشدهم بقوة إلى إستقطابات أيدلوجية إلى إنجاز جمعي ثقافي يؤسس لصوت فكري وثقافي بمعاينة الظروف والملابسات التي أدت للأزمة وبإقتراح حوارات ثقافية وتأسيس بيئة يبشر بها بيانهم في اتجاه قيم يتواضعون عليها ومقترحات تؤشر في اتجاه حلول من خلال بيان ثقافي ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما هو البيان الذي انجزته الانتجلنسيا السودانية منذ خروج المستعمر البريط (Re: خالد عويس)
|
لا توجد ثقافة حقيقية في غياب(انتاج افكار) Ideation ؛ تلك الجهد الذي يقوم به المفكر من اجل تنشيط الافكار التي تشكل نظام فكري ما واغنائها والتحقيق من مدي تطابقها مع الواقع. اذ انتاج الافكار تؤدي الي اعادة صياغة المجتمع وتحريك امواج الحوار فيه لاحداث الخلخلة المطلوبة لانتاج ثقافة موجبة. اما الثقافات التي تنتج ايديولوجيا التبرير والتي تقوم باختيار افكار منتقاة عن قصد مسبق للتعبئة الجماهيرية او لاغراض ممارسة السلطة وهي ذاتها الافكارالشغّالة في سودان اليوم لا تؤدي الا الي اقصاء الثقافة و الخروج بها من خصوصيتها (سودانيتها) ورميها في احضان الثقافة العربية ذات الجزور الاستبدادية , فهي ثقافة عاشت طويلا بلا حراك داخلي الا في فترة قصيرة سميت بعصر التنوير العربي (عصر الفلاسفة العرب) الذي كاد ان يخرج بالعالم العربي من عقليتها الاستبدادية المستفحلة غير ان هذه التجربة قد سحقت بالتّكفير والتّنكيل بمعظم هؤلاء الفلاسفة ومنهم ابن الرشد. ان الثقافة الحقيقية لا يمكن ان تنمو سويا في غياب الحوار ولا توجد حوار ثقافي ايجابي في ظل انظمة تتبني ثقافة استبدادية ذات رؤية مبنية علي ايديولوجيا التبرير حتي لو جاءت عن طريق صناديق الاقتراع. ان موقف القوي الثقافية السودانية في الداخل من مأساة دارفور تؤكد ذلك . هذه القوي لم تقم باضعف الايمان وتندد بظاهرة استخدام المجتمع الدارفوري لاغراض الحرب وماينتج عنها من فتن وتفكيك النسيج وتحويلها الي مجموعات صراع .ان القوي الحزبية والمؤسسات التي تدعي بانها مؤسسات ثقافية بسكوتها انما تشارك النظام في رؤيتها القاصرة . لا يمكن انتاج ثقافة سودانية حقيقية حتي نقوم بدراسة متكاملة للثقافات المختلفة والعمل الجاد من اجل خلق مزيج ايجابي تستوعب تلك التنوع والا سنستمر في انتاج ثقافة نخبوية او ايديولوجيا التبرير لا غير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما هو البيان الذي انجزته الانتجلنسيا السودانية منذ خروج المستعمر البريط (Re: د. بشار صقر)
|
عزيزي خالد عويس
المقصود بهذه المقالة حسب فهمي هو اذا كانت طبقة المثقّفين السودانيين لديها رسالة لم تؤدّيها وهى رسالة المثقّفين التى تحتّم عليهم أن يكونوا شرارة التغيير و مصدر الالهام للتصحيح و العامل الايجابى الفاعل الذى يبصر (غير المثقفين) نجد للأسف ان سلبية المثقفين وارتدائهم لعبائة المفعول بهم بدلا من حلّة الفاعل جعلت ثقة (غير المثقفين) تنهار فيهم وجعلتهم ينظرون اليهم على أنهم "كلمنجيه" ومهوسين وهو شيئ يوجع كرامة كل مثقف غيّور على مجتمعه قبل أن يكون غيورا على كرامته "المثقّفه"
لذا اقول للمثقفون السودانيون ... أنتم لاترون فى أنفسكم سوى الوظيفة النقديّة و لا ترون سوى الرؤية الأدنى و تريدون أن تكونوا المنتجين والصاغة للأيديولوجيّات أنتم تريدون أن تنتجوا وتصيغوا أساطير جديدة ثم تعيّنون لأنفسكم بعد ذلك مهمّة نقدها
واقول لكم " طفح الكيل منكم ونفذ الصبر من طبقة تدّعى أنّها تعلم كل شيئ ولكنّها ليست بقادرة على فعل أى شيئ اذا لم يكن فى جعبتكم سوى الثرثرة والشجب والادانة دون القدرة على الهام وتحرير المكتوفين فليس للانسانية ولا للأوطان ولا للشعوب حاجة بكم " .
مع خالص تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما هو البيان الذي انجزته الانتجلنسيا السودانية منذ خروج المستعمر البريط (Re: Elsadiq)
|
د.بشار الصادق تحية لكما يا صديقيّ
في المفتتح لابد من تأكيد موافقتي على كل ما جاء في مساهمة د.بشار تقريبا، خصوصا في جوانب "غياب الحوار" و"الثقافة العربية ذات الجذور الاستبدادية" و"كيفية سحقها بالتكفير والتنكيل" ثم "موقف القوى السودانية من أزمة دارفور" . والحقيقة أن د.بشار قد مسّ جوانب كثيرة ومفصلية مسا خاطفا إنما بذكاء لم يتجاوز المطلوب النقدي و"التصحيحي" لوضع يشتغل عليه فرديا ربما بمثابرة من بعض الأطراف غير أن الجهد الجمعي يبقى ناقصا. أتفق كذلك مع الأخ الصادق خصوصا في الجزءية المتعلقة بدور المثقفين كمفعول بهم. لكن في المقابل كان بعض المثقفين السودانيين _ على الرغم من كل المشقات _ أمثلة على القدرة على الفعل الثقافي.إن الأزمة في تقديري تتلخص في أسئلة أو سمها إن شئت محاور للنقاش ، أولا الحوار ، فالحوار السوداني الثقافي لم يتأسس حتى الآن بالشكل المطلوب وظل محصورا في سجالات شبه ثنائية وثلاثية وكان قبلا اتخذ شكلا من التطور والجدية من خلال الغابة والصحراء ومدرسة الواحد وغيرها إلا أن الجهود لم تتواصل بالفاعلية ذاتها وبالحيوية ذاته. من جهة ثانية فإن المؤسسة الرسمية التي كان يمكن أن تحتضن حوارات الثقافة السودانية مدجنة بالكامل لأيدلوجيات بعينها بحيث يستحيل ادارة أي حوار جاد ، بالتالي ، يحتم هذا الوضع المكرس منذ عقود طويلة أن يتجه المثقفون السودانيون إلى إفراغ هذه المؤسسات من مضمونها _ بوصفها ناطقا رسميا بإسمهم _ وتأسيس مؤسسات شعبية تحتضن أنشطتهم . في هذا السياق لابد من الاثناء على محاولات "مركز عبدالكريم ميرغني " و" مركز الدراسات السودانية_ د. حيدر ابراهيم" و"فاعليات كلية الأحفاد" وغيرها على الرغم من الانتقادات الموجهة اليها لكنها حفرت في اتجاه جديد بينما تعطلت بشكل كبير الفاعليات التي كان محورها جامعات كالخرطوم مثلا.لكن يبقى السؤال هل هذا هو المطلوب حقا؟ وهل يعد كافيا ؟ أخشى أن يكون المثقف السوداني نفسه قد أخلد للكسل الذهني والاحباط وبدلا من تحركه الأحداث الجسيمة التي يمر بها الوطن منذ 20 عامابالذات ويزيد أكتفى بمراقبة الاحداث الى حد ما وتموضعه كشاهد عليها فقط من دون أن يرسم لنفسه دورا "تقتضيه المرحلة" التي باتت تحتاج فعلا لجهد ضخم من قبل المثقفين السودانيين. هناك ملاحظة بالطبع تتعلق بإرتفاع وتيرة التعاطي مع الاحداث اتخذت شكل بيانات وتنديدات مؤخرا _ تحديدا منذ عامين_ ما يعد مؤشرا جيدا، لكن في المقابل هل يصح الافتراض بأن المثقف السوداني بشكل عام يعيش حال من الاحباط والتأزم؟ الأمر الثاني في سياق محاور النقاش هو ضرورة تأسيس مؤسسات ثقافية ليس بالضرورة أن تكون بالداخل أو تتخذ شكلا محددا وأعتقد أن "سودانيز أون لاين " مثلا كأداة حديثة والكترونية مكنت من تأسيس جهد في هذا الاتجاه .المطلوب هو دأب المثقفين فعلا على تأسيس مؤسسات ورفدها بمرئيات توسع من دائرة الحوارات وتكوين رأي أو آراء حول الاشكالات التي يعانيها الوطن لا أن يأتي رأي المثقفين كخلفية في المشهد السياسي وانما بوصفه طرحا فكريا أصيلا في المشهد ليس بالضرورة أن يكون متناغما ومتساوقا كله فالاختلافات مشروعة بالطبع. ثالثا لابد من لاشارة إلى ضرورة انشداد المثقفين إلى هذه القضايا بشكل ملموس عبر ندوات تخصص لهذا الغرض ، وكتابات تصب في اتجاه محدد كل فترة وملاحقة المستجدات خصوصا فيما يتعلق بالقضايا الكبرى ( حقوق الانسان / قومية العاصمة/ الوحدة او الانفصال) ببيانات ثقافية لا تتم صياغتها في سطرين بحيث ترفض أو تقبل وانما توضّح وتحلل وتفكك بشكل تفصيلي يرصد النقاط المهمة كلها. ما أود قوله فعلا هو أننا إذا كنا نعوّل على الجبهة السياسية المعارضة في التصدي للانهيار الوطني الحاصل وللخيبات الكبرى التي نعيشها وبلغت مداها في عهد الانقاذ فإن الجبهة السياسية المعارضة أثبتت قلة فاعليتها وضعف خطابها وآلياتها عن احداث أي تغيير ملموس وبات الانسان السوداني فاقدا الثقة بشكل كبير فيها ، وتبقى الجبهة الوحيدة المقترحة هي جبهة ثقافية تضطلع فعلا بمسؤولية تاريخية يبدو أنها محتمة على المثقفين السودانيين . ولي عودة
| |
|
|
|
|
|
|
|