|
بشاشة الدهشة في شهقة عاطف
|
بشاشة الدهشة في شهقة .. عاطف
نَكَر صُوتك صداك غَالطنِي الزَمن فيك شَهرت على الجفاف وعدِك بِطاقاتنا الخريفية رجع فاضي الكلام مليان مَعاك اتبرَجت غيمة شَهق جَواي صوت جدول مَرقت على المطر حفيان لقيتك والرزاز مَدخل ناديتك : أقيفي معاي نشيل كتف الغنا الميل ونتخيل حِلم دُونِك بتحقق وقبلك خيل دماي واقفة على شرياني تتشهق الخ... (جزء من قصيدته حوار كمثال)
قال أفلاطون "" دعني أكتب أغاني الشعب .. ولا أُبالي بمن يضع قوانينه ""
الجمال كمفهوم فني صنو الإبداع، تفكيك مفردات الواقع واعادة تركيبها بطريقة مغايرة، وفق وضمن الشروط الفنية دون إخلال. قوة الجمال تكمن في قدرته التأثيرية، وإيقاظ عصب الجمال الخامل في المُتلقي. تختلف الفنون في التأثير من النحت أكثرها تطرفا في الحسية (الجمال المُباشر) .. الى الشعر أكثرها تطرفا في التجريد (الجمال المستتر)، لذلك قال: " هيجل" أن النحت أرقى الفنون. علاقة المُبدع بالمتلقي ، علاقة خيالية ، كلما زاد منسوب الخيال لدى المتلقي ، قارب المبدع أو كاد أن يكونه. مهمة الشاعر المُبدع أن يطرح (فكرته) أو قضيته ، دون التورط في الالتزام بتقديم الحل. بوصفه شاعر ملتزم بفكرته، يطرح (عاطف خيري) مفهوماً مغايرا. اللغة عند عاطف بناء إسفنجي شامخ، قابل للتطويع والامتصاص، الوقوف في وجه الزلزال دون السقوط. إذا كانت اللغة مُعلاق (ماعون) الفكرة وتمارس الحياد، حشد كل أدوات البناء الفني لتدعيم (فكرته) طالما اقتنع أن اللغة تمارس الحياد. اعتمد في بنائه على تكثيف الخيال، حتى يصاب المُتلَقِي بمتلازمة الفوضى الجمالية. (حالة لا يشعر فيها المُتلقي إلا بنشوة الجمال الطاغي وهو في قمة الوعي المستسلم لشروط الجمال). مقدرة (عاطف) الابداعية تجعل المتلقي يستغرق في حالة من النشوة العارمة المتصلة ، دون بلوغ حالة الذروة التي تتبعها ، إذا ما وقعت ، استرخاء عصب الخيال. تتابع زخات الدهشة أكسب اسلوبه حلاوة ومتعة. لا يستطيع المتلقي تخيل ما سيأتي في اللحظة التالية .. حالة من الترقب المشوب بالحذر، دونما إنذار تصيبك الدهشة التي تظن أنها الأخيرة ، فإذا به يصيبك بالآخرى. تمثل الفنتازيا الشعرية عند (عاطف) العمود الفقري للبناء ، متعة الإبهار .. الضوء .. الخيال الطافح .. لغة الحوار (عزز لدى المُتلقي العلاقة الموجبة بين السينما وفن الشعر). الرمزية كحق مكتسب للشاعر، قد لا تعني الهروب، فالترميز أو الرمزية عند (عاطف) لها وضعية خاصة ، دغدغة وملامسة المنطقة الحساسة للفكرة بظاهر الكف وليس بباطنها. كلما كان الشعر أكثر واقعية (مس حقائق الواقع)، كان أكثر صدقيه وتأثيرا. نجح (عاطف) في نسج خيوط (الفكرة) المُستقاة من قاع المجتمع ، من دون تقديم تنازلات في عناصر البناء الفني الجمالي. ذلك أنه يجلس على ركام معرفي ضخم من التراث السوداني( ببعديه الأفريقي والعربي)، كثير من الألفاظ التي استخدمها تدل على ذلك مثل .. المسادير ... الطنابير .. هسة .. سوق عكاظ ... وهكذا .. عند (عاطف) الضد معادل طبيعي لإظهار القيمة الجمالية والفنية للضد، تمعن في المُتقابلات التالية : الصوت في مقابل الصدى ، الجفاف في مقابلة الخريف ، الفاضي في مقابل المليان المروق في مقابل الدخول ، الأزرق في مقابل الأبيض (الدحض والبرهنة عن طريق المقارنة أو كما يسميها "أفلاطون" ، المُراوغة) ... وهكذا يمارس ( عاطف) أعلى درجات الذكاء الشعري ، فإذا كان قارئ النص (المتلقي) ، هو المنتج الفعلي للنص ، فإنه يجعل المتلقي الفاعل والمنفعل بالفكرة ، وبلمسة سحرية يجعلة ، دون أن يشعر ، المفعول به ، حينما يطرح جواب الفكرة أو (مفتاح الحل)، ولا يعيبه ذلك ، طالما أنه التزم بشروط فنه. تأمل استخدامه لـ(كاف المخاطَب) في صوتك .. صداك .. فيك .. وعدك وهكذا. منذ الوهلة الأولى .. القضية أو (الفكرة)، حسمت لصالح الشاعر المتلقي، فإذا كانت الحقيقة دائرية تقرأ من عدة وجوه ، فالقوانين الثابتة للحقائق العلمية تقرأ من زاوية واحدة ، ولها وجه واحد ، استرسال الخيال العميق في إنكار الصوت للصدى حسم القضية (براهين الفكرة) لصالحه. تعاطى (عاطف) مع لون الفكرة الأبيض (الأساسي) بمنتهى الحرفية والخيال الجامح الا مُتناهي، فما أن يقع في المنشور الزجاجي للمُتلقي ، يتشظى لألوان قوس قزح ، وكل يقرأ لونه الذي يعشق. التزم (عاطف) بوحدة الموضوع منذ افتتاحية الإنكار وحتى ختام الحوار ، دون أن يصاب المٌتلقي بالملل أو عوارض الاستطالة ، أعانه الجرس الموسيقي الجزل والإيقاع المتزن مثل دقات القلب ، فالنغمة المُوسيقية تخرج في زمنها ومن مكانها ، محدثة العلاقة الجدلية العجيبة بين الإلفة والدوزنة، في لحظة طيران العصفور من الصدر(مكان القلب) (مشهد حركي نابض بالحياة والحيوية). قد تختلف أو تتفق مع (فكرته) ، ولكنك لا تستطيع أن تنكر بشاشة دهشته.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بشاشة الدهشة في شهقة عاطف (Re: aboalkonfod)
|
ابو القنفد ازيك
اتاريك ماك هين يا جنا....نضمك عجبني والله ....علا
Quote: بشاشة الدهشة في شهقة .. عاطف |
انا اشهقت لمن خشمي داير يشرط مافي زول اندهش.... يا ربي اكون قاعد اشهق غلط؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشاشة الدهشة في شهقة عاطف (Re: يا بت يا نيل)
|
أخوي سجيمان حبابك ..
سمح اليوم الجابك .. يا يابا يعجبك الحال الزين
بتكون شهقتك أجناوية ليها قرون .. عيلي العضنين وسخانة ما قلت لي شهقت من الشمال لليمين ولا من اليمين للشمال وهل هي رومانسية .. من النوع البتخد يدينك في خشمك وتتني رقبتك .. وبدل الحمد لله تقول .. سوري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بشاشة الدهشة في شهقة عاطف (Re: aboalkonfod)
|
قنفدة
سعيد انا حد الطرب " الاصيل " بطلتك الوردية هذه
كلما اتيت ... دعاشك يسبقك ... و المواجع !!
هسع فى داعى " تشهقنا " بجمال مفردات عاطف و شعره الذى يبعث " الدهشة " فى كل خلية من خلايا " الحس " فينا ؟؟؟
بس و حياتك اجمل من كل ذلك هو هذه " الخشلعات " التى من خلال معرفتى بك اخال انها من " بنات " و " اولاد " افكارك المبدعة :
( ذات لُقيا ..توهطت بنبر رِدفها حيث العشق أغطش .. هضلم خيط نولها ... وعنكبوت يحيك أوداج ظنها .. فغزلتُ لهامن شوقي برش .. جلست .. ادافق خيالا .. وإترشرش عطرا )
تسلم ايها الشفيف
| |
|
|
|
|
|
|
|