روايتي ( دنيا عدي ) بمعرض أبوظبي الأربعاء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 04:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-05-2004, 02:02 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
روايتي ( دنيا عدي ) بمعرض أبوظبي الأربعاء

    الصديقات والأصدقاء في البورد

    صدرت روايتي ( دنيا عدي ) وستوزع في معرض أبوظبي بجناح مركز الحضارة العربية

    يبدأ المعرض يوم الاربعاء القادم ....

    سبق ان نشرت فصلا منها في البورد ... وذات الفصل نشر في موقع إيلاف

    مع الود

    (عدل بواسطة emadblake on 04-08-2004, 05:45 PM)









                  

04-05-2004, 02:10 AM

kabbashi
<akabbashi
تاريخ التسجيل: 03-04-2002
مجموع المشاركات: 321

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روايتي ( دنيا عدي ) بمعرض أبوظبي الأربعاء (Re: emadblake)

    الأخ عماد البليك
    مبروك المولود وتهنئة من القلب، خاصة وأن للمولود الأول طعمه الخاص، ونتعشم أن نرى لك أخريات في هذا الطريق الجميل المتعب.
                  

04-05-2004, 12:39 PM

Napta king
<aNapta king
تاريخ التسجيل: 04-03-2003
مجموع المشاركات: 767

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روايتي ( دنيا عدي ) بمعرض أبوظبي الأربعاء (Re: emadblake)

    الاخ عمدة ودالبليك...
    اغرب مايمكن ان يحث لكاتب ،ان يكتشف انه مع كل صفحة يكتبها ، يكتب عمره الآتي ..وأنه برغم ذلك لايستطيع رفع دعوى على الحياة
    الف الف مبروك على روايتك الجديدة لتضضاف الى شقيقتها الانهار العكره وقد رسلت لك رسالة على الهوتميل ولم استلم الرد
                  

04-06-2004, 10:00 PM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روايتي ( دنيا عدي ) بمعرض أبوظبي الأربعاء (Re: Napta king)

    عزيزي ناصف صلاح الدين ( نبته كنج )

    في كل يوم نكتشف أننا نرفع دعوى ضد الحياة لكنك تعرف أن الحياة لا تستجيب لأحلامنا الكابوسية

    تلقيت الرسالة متأخرا لكنني كنت منقطع عن النت .. فعذرا لقد أخذتني الحياة

    شكرا لك ولك المودة الخالصة

    عماد البليك
                  

04-06-2004, 04:27 AM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روايتي ( دنيا عدي ) بمعرض أبوظبي الأربعاء (Re: emadblake)

    بالتوفيق والتوزيع العالي
    ياعماد
                  

04-06-2004, 08:19 AM

شرير والبرتقاله

تاريخ التسجيل: 03-18-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روايتي ( دنيا عدي ) بمعرض أبوظبي الأربعاء (Re: Elmosley)

    الاخ عماد
    صباحاتكم زينه


    تهنئة قلبية حارة ، وعقبال الانتشار العالمي
                  

04-06-2004, 10:02 PM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روايتي ( دنيا عدي ) بمعرض أبوظبي الأربعاء (Re: Elmosley)

    أستاذنا الموصلي

    شكرا لك

    وزمن لم نتقابل لأنني للأسف معتكف عن النت

    ولا زلت انتظر حديثك الخاص
                  

04-07-2004, 05:52 PM

ebrahim_ali
<aebrahim_ali
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روايتي ( دنيا عدي ) بمعرض أبوظبي الأربعاء (Re: emadblake)

    الحبيب الغالي عمدة مساءك ورد ياود لذيذ
    ألف مبروك على الصدور والتوزيع ومزيد من الابداع يامبدع في زمن تلاشت فيه الكلمة واصبح الجميع يلهث وراء لقمة العيش ولكن هنالك من يقتطع ولو القليل ليسد رمقه من ما انتجته دور النشر ويحظى دوما بالثمين منها وما ابداعك هذا وغيره يعتبر ثميناً ومن الدرر الغوالي التي يجب ان يلتهمها الجميع
    مرة اخرى بالتوفيق والمزيد من الانتاج
    وما تطول الغيبة
                  

04-07-2004, 06:08 PM

Nada Amin

تاريخ التسجيل: 05-17-2003
مجموع المشاركات: 1626

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روايتي ( دنيا عدي ) بمعرض أبوظبي الأربعاء (Re: emadblake)

    أهنئك يا أستاذ عماد على هذا "الانجاز الما ساهل" و أتمنى أن توزع روايتك هنا في أمريكا حتى أستطيع الحصول عليها.
                  

04-07-2004, 06:29 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روايتي ( دنيا عدي ) بمعرض أبوظبي الأربعاء (Re: Nada Amin)

    عماد

    تهنئة قلبية وأنت تراكم تجربتك الروائية بتؤدة وخطوات واثقة
                  

04-08-2004, 00:44 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روايتي ( دنيا عدي ) بمعرض أبوظبي الأربعاء (Re: خالد عويس)

    الأعزاء

    خالد ندى إبراهيم

    لكم الشكر على هذه الكلمات المفعمة بالحبّ وأتمنى أن يجيب العمل على اسئلة ظلت تشغلني وآمل أن تكون متقاطعة مع أسئلتكم جميعا

    عماد

    (عدل بواسطة emadblake on 04-08-2004, 08:27 AM)

                  

04-08-2004, 05:09 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روايتي ( دنيا عدي ) بمعرض أبوظبي الأربعاء (Re: emadblake)

    مبروك الاخ عماد
    ومزيد من الابداع

    ولك التحية والتجلة
                  

04-08-2004, 11:10 AM

aymen
<aaymen
تاريخ التسجيل: 11-25-2003
مجموع المشاركات: 708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روايتي ( دنيا عدي ) بمعرض أبوظبي الأربعاء (Re: Agab Alfaya)

    الاخ عماد
    الف مبروك و مزيدا من التقدم

    لو ممكن تعمل لنك للجزء من الرواية الذي انزلته سابقا في البورد
                  

04-08-2004, 05:38 PM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روايتي ( دنيا عدي ) بمعرض أبوظبي الأربعاء (Re: aymen)


    شكرا الاعزاء عجب الفيا ايمن

    استجابة لطلبك ايمن هذا جزء من الرواية وهي مقسمة لأزمنة

    الزمن الأول
    وقائع الأمس – أساطير اليوم

    1- تسلية البنت

    منصور التكريتي طبيب عراقي، من مواليد مدينة النجف الأشرف، شارك في إجراء عمليتين لعدي صدام حسين، الأولى سنة 1996، بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال عدي وخضوعه لمجموعة من العمليات الجراحية، والثانية سنة 2003، بعد يوم من الهجوم المروع والدمار الذي قُتل فيه عدي مع شقيقه الأصغر قصي.
    في المرة الأولى كان منصور التكريتي واحداً من أعضاء حزب البعث والرجل المهتم بشؤون ترتيب النواحي الصحية لعدي، وقد تولى مهام طبيب دنئ جداً، مثل : فحص القضيب بعد كل عملية جنسية يمارسها النجل الأكبر للرئيس مع إحدى بنات بغداد، أو إنهاء حالة الطمث الهائل لدم مزود برائحة قشر الليمون لفتاة لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها، مثل : حنينه البكري التي ماتت غارقة في دمها قبل أن يتمكن التكريتي من إيقاف الطمث المنهمر كنهر دجلة في ساعة جنون وغضب.
    ماتت حنينه البكري لسبب لا يتعلق بمقدرات الطبيب التكريتي، لأن عدي كان يعرف اختيار أطباءه بدقة، وكان أكثر من ذلك متشوقاً لممارسة الجنس مع الفتاة ذات الجمال الأسطوري، السبب كما تقول إحدى مذكرات عدي عن ذاك اليوم، والتي وجدت في قصره بعد السقوط المستعجل لبغداد، أن عدي لم يتمالك نفسه وظل يحاول غرس قضيبه في فتحة المؤخرة للفتاة، بعد أن رأى بحيرة الدم المنحدر من بين شلالات الشعر الكثيف لفتحة المقدمة في جسد حنينه، ولم يكن ممكنا للطبيب المرافق لعدي، الشاهد على كثير من تجاربه المروّعة، أن يقول شيئا، ظل صامتا، يرى البنت تموت بين جسد هائل ينتهي بصلعة ضخمة، جسد يشبه أجساد الجزارين في القرون الوسطى .
    لا يعرف والد حنينه، حتى ليلة مقتل عدي على يد القوات الأميركية في الموصل، المصير الذي آلت إليه ابنته، وإن كان شبه متأكد أنها ماتت، فبعد سقوط بغداد ظل ينتظر خبراً ما، يقول بعودة البنت، ظل يجلس لساعات طويلة إمام الفضائيات، لهذا الهدف المجهول في ذاته ليسمع خبرا ما يرد له الفرح.
    يحدثه قلبه بأن حنينه قادمة، ثم يغالط الروح بقوله : " كيف تعود البنت بعد أن رحلت إلى عالم الأبدية؟ ".
    هو متأكد من عودتها لسبب مجهول لا يدري ما هو، سبب ينبع من مكان خفي في ذهنه المتوقد، هذا الرجل الذي يُدعى محمد البكري ويقال له اختصار البكري من قبل سكان مدينة صدام.
    وصدق سببه المجهول في ليلة الأربعاء 23 يوليو 2003، عندما سمع طرقات على الباب، وهو يحاول انتزاع النوم، في حين آبا النوم أن يطاوعه بين مشاهد الجثتين التي رآهما في التلفزيون، ومشاركته في المسيرة الهادرة وسط بغداد هاتفاً مع البغداديين الذين فقدوا بناتهم بسبب عدي، كان يهتف وينظر للوراء.
    تعثر البكري بحجر كبير وراء إحدى الأشجار، جن جنونه، وصرخ دون وعي، لم يكن بإمكانه تصديق ما رآه على الشاشة، أو كان يقدّر أن يوماً ما سيأتي تنتهي فيه كل القصة، لكن هل انتهاء القصة سيعيد له "حنينه" التي ذهبت ذات مساء ولم تعد ؟ البنت التي كانت تحلم بدراسة علم الأنساب لتثبت أن أبيها شريف من أشراف الشيعة، ينتهي نسبه للحسين (عليه السلام).
    لم تكن حنينه تدرك أن هذا الأمر صعب للغاية، وأن قضية النسب لأل البيت أمر احتكاري يصعب لعائلة فقيرة مثل عائلة البكري أن تثبته، فقد قص عليها والدها قصة ذات مساء وهي في الخامسة من عمرها، لم تنسها حتى يوم موتها بنزيف الطمث.
    تتذكر أنه قال لها، أن الذين ينتهي نسبهم لآل البيت دفع جدودهم أموالاً طائلة، قبل قرون طويلة للمؤرخين المنتفعين، لكي يقولوا للأجيال القادمة في كتبهم الصفراء، أن (فلان بن فلان) ينتهي نسبه للحسين بن علي (كرم الله وجهه).
    كانت القصة بهدف تسلية البنت لتنام، ولهدف آخر في نفس البكري يتعلق برغبته الدائمة في تفتيت التاريخ العربي، الذي يؤمن بأنه مزور وملوث بكثير من الأكاذيب، وظل لسنوات طويلة يدرس تاريخ الأنساب، عبر مصادر غير مدركة للعامة أو الأكاديميين، الذين يصفهم بأنهم لا يجهدون أنفسهم في البحث، حتى لا يقعوا في يد السلطان.
    صدّقت البنت الحكاية، وظل موضوع النسب معلقاً في ذاكرتها، حتى أنها صرخت وهي تنزف في القصر الذي باتت فيه ليلتها مع عدي مقهورة " يا سيدي الحسين أنا حفيدتك".
    قالت العبارة دون وعي، حتى أن الطبيب منصور التكريتي اهتز خوفاً عندما سمعها تصرخ، وتكرر العبارة أكثر من مرة، تلك لحظة كاد الطبيب أن يفقد فيها حياته، عندما مد عدي يده الأخرى، غير اليمنى التي كانت تمسك القضيب، ليخرج المسدس من جانبه، لكنه اكتفى مع شعوره بالنشوة العارمة بتوجيه نوع من اللوم للرجل، وأفلت التكريتي من الموت، فاللذة لم تترك لعدي أن يتوقف، ليمارس هواية القتل.
    انتهى عدي من تفريغ الشحنات المنوية في قعر حنينه الصغير، بين أرداف صغيرة جداً تشبه قطعتي بطيخ لصقتا معاً، ومع نهاية التفريغ انتهت حياة حنينه.
    أسرع ثلاثة رجال لم يسجل عدي في المذكرات اسماءهم، بحمل الجثة إلى مكان لم يكشف بعد. إذن فقد ماتت حنينه ولم تحقق حلمها، ولم يتحقق حلم والدها برد الاعتبار لعلم الأنساب الملوث على حد تعبيره، لكن حلمه بعودة حنينه تحقق.

    2- لا تُسمى تسمية الأنثى

    أسرع البكري لفتح الباب، فور سماعه الطرقات، وهو يبحث عن نوم مستعصٍ وسط دموع محتبسة، هل كان يحلم أم أن الأمر واقعي؟ كان من الصعب عليه أن يحدد الجواب، ففي مثل هذه المشاهد واللحظات يتعطل العقل تماما، بين الخوف والحنين والتداخل العجيب للواقع، بالخيال والغيب .
    صرخ، ثم حبس أنفاسه فجأة بلا إرادة، حتى لا يسمعه أحد من سكان البيت، فيقول أن الرجل فقد عقله فرحا بموت عدي، لكن المشهد لا يحتمل غير الصراخ وبصوت عالٍ جداً، لو كان بإمكانه أن يُسِمع بغداد كلها لفعل، لكن طاقته الصوتية كانت محدودة بسبب تعرضه لحالات متكاثفة، على فترات متفاوتة، من النحيب المدوي، على البنت التي خرجت ذات مساء ولم تعد.
    " يا أبي أنا حنينه سليلة الحسين بن علي "
    قالت البنت الكلمات بضفائرها الطويلة تقود الكلمة وراء الكلمة، كان وجهها أبيض من قمر الليل المتأخر، وبين عينيها بدأت ملامح فرح طفولة ممسوحة برهبة لا تحتمل، كأن البنت راهبة في كنيسة قامت خمسين عاماً على خدمة السيد المسيح، وهو يسكن هذه الكنيسة في انتظار أن يخرج إلى الناس في يوم تعتصر فيه الأرض حزنها، ويأبى القهر أن يغادر القلوب، أو لكأن الإمام المهدي (عليه السلام) أوصلها إلى باب البيت، وودعها بعد رحلة طويلة مشتها معه، من النجف إلى مدينة صدام، وماذا كانت تفعل هناك في النجف ؟ (الله أعلم ).
    حدثت والدها أنها عائدة من المدينة الطاهرة، من مقام أهلها الذين يحبونها شديداً، كانت تنتظر اليوم الذي ينتهي فيه مصير عدي لتخرج إلى بيت والداها، من عالمها الأبدي، لتعيد له الفرح الميت.
    " أنت حنينه ؟ "
    قالها البكري، وارتمى على الأرض فاقدا للوعي والذاكرة، فرأى ضوءا يغمر السماوات والأراضي السبع يبدأ طريقه من مدينة النجف الأشرف، إلى البقع المباركة في المدينة المنورة، إلى القدس الشريف، إلى مدينة صدام حسين ، ومن طاقة النور الهائلة تخرج حنينه على شكل ملاك صغير جميل، يعرف أن الملائكة لا تُسمى تسمية الأنثى، لكنه لم يفكر في هذا الأمر كثيرا، ففي مثل هذه اللحظات يتعطل الفكر، ويعمل الشعور البعيد المرتبط بعالم السرمد، هذا العالم الذي طالما حنّ إليه، إلى دخوله مع كبار المتصوفة، لكنه عجز، هاهو اليوم يدخله بكل براءة، يولد طفلاً صغيراً، ليرى "حنينه" طفلة إلى جواره، تحمله، تجري وتقفز به من جدول إلى جدول، ومن شارع إلى شارع، ومن عتبة إلى عتبة وهي تنادي " يا سيدي الحسين جاء الفرج ".
    حُمِل محمد البكري إلى المستشفى، وقال تقرير الأطباء أن شرخا كبيرا صاب قلبه، وجرحاً غائرا يستعصي علاجه شق ما بين الرئتين.
    الأطباء لم يقولوا لأم البنت أن زوجها يفارق الحياة، مثلما فارقها عدي، قالوا:
    " زوجك الآن يستعد للرحيل إلى المدينة التي سيقابل فيها عدي صدام حسين"
    وسألتهم : " ألن يجد حنينه هناك ؟ "
    قال لها أحد الأطباء : " سيجدها ولكن إي مدينة هذه ستشعر فيها البنت بالسعادة وعدي جالس على كنبات شوارعها حاملاً مسدسه ؟ "
    حتى الأم، نفسها، ليلى البكري، كانت غير متيقنة تماماً من الواقع الذي يجري أمامها، هل هو نوع من الكوابيس الممتدة لعهد صدام حسين ؟ أم أنه واقع حقيقي وفعلي؟
    كادت أن تقول أنها تحلم، أو ربما ماتت، فمنذ سنوات لا فرق عندها بين الموت والحياة، حتى أنها تحدث جاراتها أن الموت هو أن نرى أحب الناس إلينا يموتون ونحن غير قادرين على أن نتخذ قرارا شجاعا بشأن إنقاذهم.

    الزمن الخامس
    خارج الزمن !

    1- شبح عالم قديم

    أمر غريب أن تقودني الأشياء لغير ما تخيلت في بداياتها، كان عدي صدام حسين ينظر لي شذرا من نافذة مربعة بإطار أزرق في القصر، يقول لي :
    " ما الذي جاء بك إلى هنا أيها المجنون ؟ "
    " عائد لبلدي ، ما شأنك، هل نسيت أصدقاء الطفولة ؟ "
    كان عليّ أن أحتمل قدري فأنا كباحث عن المعنى، يجب أن أكون مشحونا بروح المغامرة، إنه سهم يخترقك لن تستطيع أن تعانده.
    ارتشفت القهوة أراقب الوجع في داخلي، كانت بطارية الكمبيوتر المحمول قد استغرقت في النوم، أيقظتها ببطارية سيارتي الجيب، نظرت ورائي فرأيت أمي، ليلى البكري، سلمت عليّ، ضحكت وهي تراقب الرهق في عيني الموثقتين بزمان الجرح، رآتني أصلي وسط العواصف، أتراجع للوراء، أبدأ في مراجعة الخرائط المتناثرة على الأرض أمامي، استعداداً لمعركة حامية في الليل.
    أدرت مذياع الراديو، كانت إذاعة البي بي سي تقول " معارك ضارية تدور الآن في بغداد"، وأذاعت خبرا آخر يقول بأن فرنسا سترسل مبعوثا اليوم للقاء مع كولن باول في واشنطن حول احتمالات دخولها في الحرب.
    حتى تلك اللحظة لم يكن الدمار قد جاء، لم يكن أحد ما يتوقع أن بلدي سيتحول مع مولد الصبح الجديد لمدينة تحت النار، وأن نهاية التاريخ على طريقة مغايرة لفرانسيس فوكوياما تولد الآن، إنها تولد بعجلة وببطء، أحيانا يتراجع الزمن وفي أحيان أخرى يتقدم للوراء.
    كان معي في المكتب إلى جواري، زميلي في العمل، البريطاني ستيفن هكر المولود في سنة 1964 في مقاطعة صغيرة في أركنساس بالولايات المتحدة الأميركية، بريطاني قح بعقل أميركي استهلاكي، كبير الحجم كساندويتشات البرغر، يفكر بطريقة واحدة رأسه يشبه البوصلة التي دائما ما تشير لاتجاه واحد، لا تخطيء، لكن بوصلة ستيفن ستخطئ عندما أحلم في الليل، عندما أخرج من زمن التاريخ، عندما ينتهي التاريخ، يغلق في خزانة الله.
    قلت له : " من أين يأتون بالأخبار ؟ ".
    ضحك وقال لي : " ربما ينسجونها من خيالهم وهم جالسون في مكاتبهم يحتسون القهوة مثلنا ".
    حدثته عن تقرير خرج في الصفحة الأولى اليوم، في صحيفة صباحية :
    " جنين مستنسخ، مشوه، ملوث بحمى الخوف "
    سألني : " لماذا يخافون ؟ "
    لم استطع أن أجيب عليه لأن النار كانت قد حاصرت كل شيء. كانت النهاية تتسارع بأنباء متضاربة في كل مكان. كان بوش يحذر في إحدى الإذاعات الأمريكية من غضب جم قادم. تغير وجه ستيفن بعد سماع الخبر، وضع جواله جانبا، يرسم على الكمبويتر أشكالا غريبة، كنا ندخل في حمى غريبة تحاصرنا دون أن ندرك إلى أين يسير بنا الطريق!.
    كنت قد رويت قصتي مع الترقب لأمي بعد عودتي، بعد أن مات ابي. كان الاصدقاء القدامى يقولون لي :
    " أنت الآن مجرد شبح لعالم قديم .. إنك تتحدث عن أسطورة من أساطير عالم مات لم يعد موجودا يا صديقنا "
    هل حقا إنتهى كل شيء، غاب عن الوجود إلى الأبد ؟ كأنهم كانوا يحلمون أو أنني كنت كمن هبط بمكوك فضائي إلى عالم آخر يحاول أن يتلمس طريقه في العالم الجديد.
    كنت أمشي برجل واحدة وعصا خشبية ووجه مشوه كذاك التقرير الذي كتبته وشوهته الصحيفة. خرجت من داخلي إليهم " أيها الــ.... مما كنتم تخافون ؟". تراجعت ذاكرتي للوراء وأنا أجلس على المقعد المتأرجح أداعب أختي الصغيرة حنينه، وهي تسألني :
    " هل ما قصصته كان خيالا أم واقعا ؟!".
    " أنا لا أكذب عليك يا حبيبتي "
    نفس القصص سأحكيها لاحقاً لبنتي حنينه، ستسألني :
    " بابا من يكون صدام حسين ؟ "
    لم أقل لها من كان صدام حسين أو من كان بوش. بــدأت الأشياء متباعدة لي، متناثرة. الواقع أنني لم أكن أعرف من أكون أنا. حاولت أن استجمع بقايا النعاس حتى أنام، لكن الكوابيس في يقظتي لم تجعلني استمتع بباقي حياتي .

    2- " ستيفن " يصلي
    لا تنظروا لما حولكم

    الواقع أنني مت. مت كما مات عدي. كانت ثمة صورايخ تعبر القارات وجنون عظيم اسمه صدام حسين يدمر يدمر العالم، كل إنسان كان يجري لا يعرف إلى أين، وسط عاصفة كبيرة اجتاحت كل شيء تقول " لا تنظروا لما حولكم ".
    نشرت الصحف في الصباح مانشيتات ضخمة في صفحاتها الأولى تقول " نهاية العالم بطريقة درامية ودمار شامل في العراق " وعنوان آخر يقول " الحلفاء يموتون بأسلحة صدام .. صدام يغرق مع شعبه وأعدائه في لعبة الموت".
    في تلك الليلة، كان صديقي ستيفن قد صلى. أعرف أنه كان متدينا في أيام حياته الأولى قبل أن يصبح ضابطا كبيرا ومخططا إستراتيجيا للحروب الثقيلة ورقما مهما في الولايات المتحدة الأمريكية، يعتمد عليه في بناء خطط الدمار وغزو الشعوب. وفي آخر رحلة لي لواشنطن قبل ثلاث سنوات قابلني مبتسما، لم يكن يعرف أن نهايته ستكون في العراق، ولم يكن يدرك أننا سنلتقي من جديد لنذوب سويا في عاصفة الموت والدمار. الآن تبدو بلدي مثل أرض لم تكن لم تولد، لم تكن في حسابات الماضي ولا الغيب، إنه الجنون يفرغ كل بالونات الحماقة.
    صلى ستيفن كأنه غاضب من مصيره القادم. كنت كمن يقشر برتقالة معطوبة. جلست. كان صدام حسين قد جلس ورائي جثة في مخبئه تحت الأرض. الآلاف الجثث تراصت على الأرض أكواما من جبال العفونة.
    في ذلك الصباح لم يكن للعالم ما يقوله، تعطلت الإذاعات وتوقفت الصحف اليومية وغير اليومية. هل كنت أقرأ سفراً من أسفار التلمود، أم أنني كنت أحكي عمّا رأيته من مأساة؟. التفت حولي كان بوش بوجه حزين ينظر من نافذة البيت الأبيض. كأنه يرنو إلىّ من مكان آخر، لم أتبين معالمه. رفعت عيني، تأرجح الكرسي، قالت لي حنينه :
    " بابا أريد كراسة "
    " ماذا سترسمين فيها أيتها الشقية ؟ "
    " سأرسم بوش وصدام "
    " من هما بوش وصدام ؟ "
    " قال لنا مدرس التاريخ في الفصل أمس أنهما رجلان حاولا ثقب بالون الدنيا "
    " وهل ثقباه ؟ "
                  

04-20-2004, 05:49 PM

ebrahim_ali
<aebrahim_ali
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 2968

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: روايتي ( دنيا عدي ) بمعرض أبوظبي الأربعاء (Re: emadblake)

    ياود ياعمدة أين أنت مختفي لا حس ولا خبر
    فوق حتى يقضى الله أمراً كان مفعولا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de