|
|
 كوثر التريكي تحكي قصتها مع برامج ( الرئيس ) الذي تم ايقافه
|
"الأخ الأكبر"، او "الرئيس"، كما أسمته قناة "ام بي سي"، البرنامج الذي توقف قبل أن يولد، كان محاولة أخرى لتكريس تلفزيون الواقع في عالمنا العربي، هذا "التلفزيون"
الذي أثار الساؤلات والإستفسارات عن مدى جدواه أو الهدف الأساس من إدخاله إلى منازلنا في الوقت الذي بتنا نرى فيه الشاشة مرآة لكل ما يحدث خلف الجدران وداخل الغرف المغلقة. هل هو مطلوب فعلاً في حياتنا؟ وهل إن كل ما ينجح في الغرب يجب أن يحقق بالضرورة النجاح ذاته في بلادنا؟ وهل يعقل أن تصرف الملايين على مجرد مراهنات... وقبل الدخول في الموضوع الأساسي هنا، وهو الحوار الذي أجرته "إيلاف" مع المشتركة التونسية في برنامج "بيغ براذر"، لا بدّ من توجيه رسالة إلى كل هذه المحطات اللاهثة وراء شراء حقوق برامج تلفزيون الواقع من الغرب، بضرورة مراجعة حساباتها....
من هي كوثر التريكي ؟
أنا شابة تونسية ابلغ من العمر 32 سنة . كنت اعمل ملحقة تجارية مع غحدى الشركات الإيطالية.
كيف شاركت في برنامج "بيق براذر" الشرق الأوسط ؟
كأي مشترك آخر، شاهدت الإعلان في التلفزيون وأنا في تونس كنت أتابع البرنامج وقد عرض على القناة الإيطالية كما تابعت برنامجاً مشابها له عنوانه "اللوفت ستوري" في فرنسا وقد أغرتني الفكرة وبعد ثماني ساعات من اتصالي بالموزع الصوتي للبرنامج اتصلت بي ادارة "الام بي سي" من لندن وطرحوا علي عديد الأسئلة المتعلقة بشخصيتي. وبعد أسبوعين أعادوا الاتصال بي وأعلموني باني قبلت وطلبوا مني أن أرسل صوري وشريط فيديو مدته 10 دقائق . ثم أعلموني انه وقع اختياري مع 100 مشارك . بسرعة طرت إلى بيروت حيث قضيت أربعة أيام ثم أجريت اختبارات عديدة، إلى أن تم اختيار القائمة النهائية للمشاركين والتي ضمت 12 مشتركاً من بينهم انا. ثم حضرت نفسي للسفر إلى البحرين كان ذلك يوم 16 شباط (فبراير) وبكل صدق كان الاستقبال رائعاً ولم التق بأي مشترك من البرنامج .
كيف تصفين حياتك داخل ذلك المنزل؟
عشنا مع 37 كاميرا منها 28 داخل المنزل والبقية خارج المنزل وفي الحديقة. غرفة الجلوس كانت مشتركة طبعاً، بالإضافة إلى غرفة النوم الخاصة بالفتيات، وفي الجهة الأخرى غرفة نوم للشبان. ومن الشروط الأساسية أنه لا يحق لنا زيارة غرفة نوم الشبان، وبالعكس طبعاً. وخصصت لنا غرفة للصلاة، بداخلها كاميرا، لكن ليس بدف تصوير المشتركين وهم يصلون بل في حال تم استغلالها للتهرب من المواجهة. ولا يحق لنا استعمال الهاتف أو مشاهدة التلفاز أو قراءة الصحف، وأذكر انه في اليوم الأول كانت أعصابنا مشدودة بعض الشيء بسبب المراقبة والكاميرات ولم نكن عاديين أو طبيعيين. وكنا ندخل يوميا غرفة الاعتراف ليسألنا الرئيس حول مشاكلنا ولنا حرية مصارحته بكل شيء ويحق لنا أيضا زيارة "الرئيس" في أي وقت بالإضافة إلى حقنا في طلب مشورة طبيب نفسي. ومن الأشياء الطريفة التي أذكرها، كان ممنوعاً علينا تناول تناول أطعمة المعكرونة والأرز، فقط المواد الغذائية الأساسية من الخبز والحليب والسكر والقهوة. أما اللحم والسمك على سبيل فكنا نحصل عليها بعد نجاحنا في المهام التي تطلب منا .
ما هي طبيعة تلك المهام ؟
مثلاً إشعال الحطب في الحديقة والحفاظ على النار ملتهبة لمدة 5 أيام وكنا نتناوب على ذلك. لكن ساءت الأحوال الجوية وهبت رياح عاتية فوقع نقل المهمة إلى داخل البيت وتم تغييرها إلى الحفاظ على شمعة مشتعلة.
كيف تفسرين أسباب توقف البرنامج ؟
أعلمونا بان البرنامج اعتبر منافياً للأخلاق، غير أنني لم أقتنع بهذه الحجة، فالبرنامج درسته واختارته قناة عربية محترمة داخل بلد عربي له سمعة طيبة كما أننا كنا مراقبين 24 ساعة فهل يعقل أن نمارس اموراً منافية للأخلاق أو الأداب العامة اما ملايين المشاهدين وعينهم المراقبة طوال 24 ساعة يومياً؟ ولو كان هذا هدفنا لكنا شاركنا في أي بلد أوروربي مثلاً فيه مساحة أكبر من الحرية. وهنا اود التنويه فيما رأيته في البحرين، هو بلد عربي متمسك بالقيم العربية الأصيلة ومنفتح وعصري في الوقت عينه. والبرنامج جاء بعد دراسة دامت 3 سنوات والأكيد أن اختيار مملكة البحرين بعد كل هذه المدة جاء بعد توافق بين الجانبين أي بين القائمين على البرنامج والجهات المعنية في البحرين. لكن ربما لم تتوفر الدعاية المناسبة كما غابت القناة التي تبث على مدار الساعة حياتنا في البيت لتقربنا أكثر من الجمهور. لقد كانت طريقة بث لقطات من البرنامج مباشرة على الهواء غير كافية، واللقطات كانت متقطعة بحيث تجعل المشاهد يشك في أن ما يشاهده ليس مباشرا وليس من باب تلفزيون الواقع. وكل هذا كان يتم دون أدنى أي توضيح من قبل منتجي البرنامج.
كيف تقبلت الخبر، أي خبر إنهاء البرنامج ؟
دخلت علينا السيدة سلوى صويدة وهي المشرفة على البرنامج والسيدة ليلى مروة وهي التي نظمت سفرنا وإقامتنا والسيد أياد قاسم مخرج البرنامج والذي عرفنا فيما بعد أنه هو الذي كان يقوم بدور الرئيس. قالوا إن لديهم خبران الأول مفرح وهو نجاح البرنامج، والثاني محزن وهو أن البرنامج توقف. طلبنا تفسيراً مقنعاً، فاكتفوا بالقول أن البرنامج مخالف للأخلاق، الأمر الذي اعتبرناه خطيراً جدا فكيف ستعود الفتيات إلى بلادهن ومنازلهن وهن يعلمن أنهن كن طرفا في برنامج صنفته إدارته نفسها ضمن البرامج غير الأخلاقية عوض أن تدافع عنا تلك الإدارة وتشد من أزرنا. البرنامج أضر بنا إلى حدّ كبير، حتى أن البعض أوقف عن المعل عدا المشاكل العائلية التي حصلت.
قيل إن قبلتك مع الشاب السعودي هي السبب المباشر في إيقاف البرنامج فما هو تعليقك ؟
في اليوم الأول أراد المشترك السعودي أن يبادر بالتحية، وقبلني على خدي كما يحدث عادة بين كل الأصدقاء ، فالأمر كان عادياً لا غير والقبلة كانت أخوية. لكن الخطير أن الصحافة البحرينية روجت للحكاية مما اضر بي معنويا فهل يعقل أن تكتب الصحافة " قبلة تونسية سعودية توقف البرنامج"، ومثل هذا الكلام المبهم يفهم منه الناس انه مسالة غير أخلاقية، والبعض قال أننا بنات شارع، بينما كنا نؤدي رسالة وهي تقري وجهات النظر بين الشباب العربي. حتى بعض الصحف التونسية سامحها الله نشرت الحكاية وهناك من كتب عن الأمر وهو لا يعرف البرنامج أصلا وكتب ما كتب . والغريب أيضا أن ما سمي بالقبلة كان في اليوم الأول للبرنامج فلماذا لم يثر الموضوع إلا بعد توقف البرنامج.... لقد ظلمنا فعلاً ولم أشاً الحديث إلا رغبة مني في إيضال الحقيقة وتوضيح ما جرى.
|
|
 
|
|
|
|
abas
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست