هذا لقاء عبر الهاتف مع الاستاذ فاروق ابو عسى في صحيفة الراي العام
Posted on: 6/17 at 3:44pm CDT
مع فاروق أبوعيسى عبر الهاتف الساخن
سأسعـى مـع آخرين لتگـوين حزب جـديد
حاوره: ضياء الدين بلال
أثارت التصريحات التي نسبت للأستاذ فاروق أبوعيسى لغطاً وجدلاً واسعين.. في نسبتها ونفيها بعد ذلك.. فقد نسب له القول بأن إعلان القاهرة لا يساوي الحبر الذي كتب به.. وأبوعيسى ظل دوماً يمثل صوتاً مؤثراً وقوياً داخل التجمع الوطني لذا توزن أقواله وتصريحاته بميزان بالغ الحساسية خاصة في هذا الظرف الذي يعتبر فيه البعض بأنه وغيره من القيادات الفردية داخل التجمع الأعداء المحتملون لبرامج التسوية القادمة التي بدأت فيها لعبة التحالفات.. قضايا ومواضيع متعددة طرحناها هاتفياً على أبو عيسى الذي استقبلنا استقبالاً رحباً.. وتكرم علينا بمعلومة شروعه مع آخرين لتكوين حزب سياسي.. الأسئلة كانت تدور حول مواقف فاروق المرتبطة بالقضايا التي يتصاعد غبارها للسماء..!!
* هنالك قول بأن الأستاذ فاروق أبوعيسى يدلي بآراء ناقدة ثم يسارع بعد ما تثير من ردود فعل لنفيها.. هذا حدث في الموقف من مشاكوس والموقف الأخير من إعلان القاهرة؟!!
= آرائي ومواقفي تعودت أن أسجلها رسمياً في المؤسسات التي أعمل بها في التجمع الوطني.. وملاحظاتي عادة ما تكون مكتوبة.. ولم أتراجع عنها لأنها مثلت الحقيقة.. وكل ما قلته أثبتت الأحداث صحته واعترف بصحته الجميع رغم «المناكفة والملاواة».. حديثي عن إعلان القاهرة كان واضحاً وأدليت به في مؤسسات التجمع وفي مواجهة الأطراف القيادية حتى في حزب الأمة..!!
* نريد خلاصة رأيك في إعلان القاهرة.. أنت نفيت ما نسب إليك ولكنك لم تثبت رأيك بوضوح؟!!
= لم أتراجع عن رأيي في إعلان القاهرة.. لأن رأيي ينطلق من إيمان حقيقي بمصلحة الوطن التي لا تحتمل المجاملة أو المداهنة.. إعلان القاهرة أنا معه في ما يهدف إليه من تحقيق إجماع وطني وحل شامل لكن العملية التي أخرج بها لم تكن محل رضائي.. فقد تم بوسيلة مرتبطة بالسودان القديم وهو الإكتفاء بلقاء زعامات تاريخية كوسيلة لحل مشاكل الشعب السوداني.. كنت أرى أن يكون الإخراج (أحسن من كدا).. وأن يلتف حول هذه الفكرة الجميع.. وكنت أريد أن يكون التجمع الوطني طرفاً أصيلاً في هذا اللقاء بكل ما فيه من فصائل وجماعات وأفراد إضافة للحكومة وتنظيمات المعارضة خارج التجمع..!!
* الملاحظ سعادة النقيب أن فصائل التجمع أصبحت تتسابق لتسوية ملفاتها الخاصة مع الحكومة على أساس ثنائي.. من قبل خرج حزب الأمة.. والحزب الاتحادي له لجان ومهاتفات مع الحكومة.. والحركة الشعبية على مشارف التوقيع في أغسطس على اتفاق معها. .والجميع أصبحوا يسعون لتأكيد رصيدهم الجماهيري وعقد التحالفات للفترة القادمة. المشكلة أصبحت تواجه القيادات الفردية داخل التجمع لذلك يكثر اعتراضها على مشاريع التسوية؟!!
= يا راجل منذ أول أيام التجمع تم الاتفاق على أن العمل من خلال الوعاء الواسع للتجمع لا يمنع أي فصيل للتحرك منفرداً ومستقلاً طالما أن التحرك ليس متعارضاً مع الأهداف المشتركة.. وفي ذلك أضافة لنشاط التجمع.. الشئ الثاني (والله أنا ما شايف أن السلطة أصبحت على مرمى حجر حتى يتسابق الناس إليها.. فالسلطة في السودان بعد 14 عاماً من الخراب والعزلة والتردي ليس هنالك عاقل يتجوعل لتولي أمر تلك الجنازة)..!!
* الوصف «بالجنازة» ألا تراه مبالغاً فيه؟!!
= التركة مثقلة. التدهور الحادث الآن قيل لي إن الخرطوم لها أسبوعان ثلاثة لا بها ماء ولا كهرباء.. وتدني مستوى معيشة المواطنين والضيق الحادث للمناطق المهمشة في الشرق والشمال والغرب.
* لكن هنالك وعوداً من قبل مؤسسات المجتمع الدولي وعبر شركاء الإيقاد لدعم الوضع السوداني تنموياً..؟!!
= أغلب حركتي ونشاطي في المجتمع الدولي.. وأعرف عنه الكثير.. وهنالك أكثر من تجربة في منطقتنا مثل التجربة اللبنانية وما قدم فيها من وعود بمليارات لم يصل منها أقل القليل.. وهنالك تجربة الشعب الفلسطيني بعد اتفاق أوسلو.. فالدول يجب أن تعتمد على نفسها ولا تنتظر المن والسلوى من الآخرين..!!
* هل هذا يعني أن لك موقفاً سلبياً من الدعم الخارجي؟!!
= أنا لا أتطرف لذلك الحد ولكن أنبه الى عدم التعويل المبالغ فيه والمفرط الذي أراه عند بعض الناس..!!
* أستاذ فاروق.. البعض يردد بأنك وعبد الرحمن سعيد وغيركما من القيادات الفردية داخل التجمع ستصبحون ضحايا التسوية القادمة؟!!
= (والله يا أخي لا أنا ولا عبد الرحمن سعيد بعد هذه السن راغبان أو طامعان كثيراً في أي مطمح أو مطمع شخصي.. نحن لا ننتظر مقابلاً لعطائنا).. يمكن الفصائل والأحزاب التي لديها مصالح وتطلعات حزبية يمكن مثل هذا الأمر يكون مهماً عندها (أنا شخصياً ما مهم عندي).. وهذا يمنحني من الجرأة والشجاعة ما يكفيني أن أقول رأئي على رؤوس الأشهاد ولا أخاف من أحد..!!
* هل المستجدات القادمة يمكن أن تعيد فاروق أبوعيسى لحظيرة الحزب الشيوعي؟!!
= هذا حديث سابق لأوانه.. وأنا مع كثير من زملائي فكرنا وما زلنا نفكر في تكوين حزب جماهيري واسع.. فالرافضون للأحزاب الحالية والناقمون والجالسون على «الترتوار» من مستقلين ومحايدين في هذه الصراعات الحزبية «بالآلاف المؤلفة» ويكفينا عمل حزب يجمع هذه القوى!!
* من يشاركك هذه الفكرة؟!!
= حينما يأتي الوقت سنعلن الأسماء، هنالك عدد كبير من القيادات السودانية معنا..!!
* هل هنالك اسم مقترح للحزب؟!!
= الفكرة لا تزال في مرحلة الاختمار..!!
* وماذا عن الإشاعة التي انطلقت من قبل بأنك قدمت طلباً لإعادة انضمامك للحزب الشيوعي؟!!
= بالصوت العالي.. أقول لك إن ذلك لم يحدث.. هذه إشاعات يطلقها البعض للتشويش على اسم فاروق أبوعيسى.. لكن لي علاقات جيدة بالشيوعيين والاتحاديين وحزب الأمة وغيرهم.. وأعمل دائماً على أن تكون هنالك علاقات خير بيني والآخرين. لأن كلمة المودة والحب تجلب الخير. وكلمة اللؤم والخبث تجلب الشر..!!
* لماذا هذا المبدأ لا يسود على علاقتك بالحكومة.. فأنت معروف بأنك من ألدَّ أعدائها وأكثرهم مقارعة لها؟!!
= السياسة ليست بها خصومة مطلقة.. الحكومة في فترة من الفترات ونتيجة سياسات معينة وأجندة مغلقة كنت صارماً وواضحاً في مناهضتها.. سواء كانت حكومة الجبهة أو غيرها. لكن الآن هنالك انفراجاً وتغييراً لحد ما.. هنالك سلوكيات جديدة غير سلوكيات السنين الأولى..!!
* هل هذه السياسات كافية لعودة فاروق أبوعيسى للخرطوم؟!!
= السودان وطني وليس هنالك ما يمنعني من المجئ إلى وطني لكن لي ارتباطاً تنظيمياً بالتجمع الوطني.. وقرار عودتنا مرتبط بموقف التجمع..!!
* أستاذ فاروق بمنطق أن الأحزاب داخل التجمع لها حق محاورة الحكومة ثنائياً.. هل هذا يعني أن القيادات الفردية مثلكم لها نفسي الحق؟!!
= ليس هناك ما يمنع (من قال لك أنا أو غيري ليس لنا تفاوض بشكل أو آخر مع الحكومة.. فإذا تم ذلك فلن يكون غريباً)..!!
* هل تم ذلك؟!!
=صمت فترة=
= ثم قال: لي علاقات في السودان متشابكة.. وليس هنالك حزب محل استثناء من هذا.. المرحلة المعقدة تفرض على التجمع التحاور في ما بينهم..!!
* أستاذ فاروق كم دامت فترة غيابك عن السودان؟!!
= منذ أن جاءت الإنقاذ وحتى اليوم لم أعُدْ للسودان لأن الإنقاذ بادرتني بوضع اسمي في القائمة السوداء وصادرت بيتي وممتلكاتي ومكتبي (أتمنى أن يكون ذلك جزءاً من الماضي، نحن أبناء اليوم.. السودان محتاج لنوع جديد من العلاقات المسؤولة التي تجمع ولا تفرق..!!)
* ألم تُعِد لك الحكومة ممتلكاتك مثل الآخرين؟!!
= لم أكن اهتم بهذا..آخرون كانوا معنيين بها كثيراً لكنني أصبحت رجلاً زاهداً في الحياة.. ومع هذا وللأسف الى الآن لم تعد لي حاجياتي..!!
* أستاذ فاروق ما هو موقفك من الحوار الجاري بين الحركة الشعبية والموتمر الشعبي؟!!
= أخي العزيز نتمنى ونحن أحياء أن يتوحد الجميع.. كل أمم العالم الحية تتجاوز أزماتها وخصوماتها، عبر الوحدة الوطنية يمكن أن نستلهم تجربة جنوب إفريقيا في التسامح والتصالح..
=مقاطعة=
* هل هذا يعني أنك توافق على انضمام المؤتمر الشعبي للتجمع؟!!
= هذا الأمر غير معروض الآن.. أنا أتحدث من حيث القاعدة والنظر.
* من حيث المبدأ هل توافق على انضمام الشعبي للتجمع؟!!
= (يا ضياء الدين ما تسألني أسئلة مدرسية.. بنعم أو لا.. من حيث المبدأ أنا مع وحدة وطنية تجمع كل أهل السودان.. طالما وافقت على الحوار مع نصف من الجبهة الإسلامية لماذا لا نتحاور مع النصف الآخر منها)..!!
* الحديث ليس عن الحوار ولكن عن الانضمام؟!!
= لم يقدم طلب بهذا المعنى.. يجب ألا نسبق الأحداث..!!
* أستاذ فاروق هنالك موضوع آخر ذو صلة بحديثنا.. وهو الموقف من مؤتمر المهمشين الذي عقد بألمانيا.. هنالك تحليل بأن جون قرنق أصبح يهتم بالقوى الجماهيرية.. فهو يتحرك على مسارين: مسار جهوي (مؤتمر المهمشين).. ومسار الأحزاب التقليدية (إعلان القاهرة) عبر تحالف مغلق؟!!
= جون قرنق جزء من التجمع ومن حقه إجراء اتصالات مع جهات أخرى.. وهو يتحرك وفق ما نتفق عليه.. فهو له أزمة متميزة (مشكلة الجنوب)..!!
* هل هذا يعني أنه شاوركم في مؤتمر المهمشين وإعلان القاهرة؟!!
= لم يشاورنا.. ولكن من قال لك بأن مؤتمر المهمشين نظمه جون قرنق.. مؤتمر المهمشين وراءه حزب آخر.. والحركة دعيت كما دعيت أحزاب أخرى..!!
* مؤتمر المهمشين كيان موازٍ للتجمع.. وهو جزء من ترتيبات اتفاق جنيف بين الحركة والشعبي؟!!
= أنا لست محامياً لجون قرنق أو المؤتمر الشعبي، هذا رأيي كمراقب للساحة..!!
* من الذي دعا لهذا المؤتمر في رأيك؟!!
= (معروف للناس كلهم!!).
* نريد أن تقوله لنا؟!!
= المؤتمر الشعبي.. كان هو القوى الدافعة لهذا المؤتمر أكثر من الحركة..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست