|
وا اماه
|
ست البايب يا حبيبة يا اغلى من روحى ودمى ياحنينة كلما رددت فايزة احمد هذه الاغنية .. اشرقت بالدمع.. لان اخر حائط كنت استند عليه رحل ذات مساء منذ عامين .. وانا فى قعر العالم متجولا فى متاهة الصقيع واحيانا هجير الشموس .. بكيت حتى انننى لا امتلك هذه اللحظة اى دمع وتهت لحد الان ولم اعد ذلك الانسان الذى اعرفه .. رحلت قامتى وظلى وقلبى وكل جوارحى فى تلك الليلية المظلمة من ليال شمال السودان.. انا ابن الحاجة امال الى اعطت من حنانها وما انفكت .. دارت بقدح الكسرة وقطرة الموية وجال فانوسها فى الخريف الماطر الذى يلوذ فيه الرجال بصقوف المنازل .. جالت لتتفقد المرق الانكسر والباب الانقلع والحيطة الاتهدت .. كانت امراة بالاف الرجال من هذا العالم .. تكافئهم فى الشهامة والنخوة وتسد الفرقة .. كنت وحيدها .. حتى واننى فى المرحلة الجامعية .. كانت تحضر حاملة معها الكعك وما لذ وطاب من الماكل والمشارب تسالنى عن دروسى وماذا فعلت فيها وكلمارات شابة حلوة تقول لى .. ما تعرسها يا ولدى ما تراها سمحة .. كانت تتمنى ان ترى احفادها .. كانت امى واختى وكل شئ فى الدنيا لاننى ببساطة لا املك اختا او اخا وووالدى توفى وتركنى صغيرا فصبرت على الى ان ربتنى وكبرتنى وعلمتنى ثم راحت منى وتركتنى .. واعتقد انه لا يوجد الم فى هذا الكون اكثر من هذا ولا مسغبة اوسع مدى منها ولا حسرة تملا عيونى بالدموع لحظة بعد اخرى شاك
|
|
|
|
|
|