من وقائع محكمة الضمير ........... قرين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 10:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-14-2004, 11:25 AM

hanouf56
<ahanouf56
تاريخ التسجيل: 06-02-2002
مجموع المشاركات: 1776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من وقائع محكمة الضمير ........... قرين

    فى قاعة محكمة الضمير الكبرى ، وعلى المنصة جلس قاضى الضمير وعلى يمينه ويساره مستشاريه وممثل الادعاء ةممثل الدفاع والمتهم الذى لا يتجاوز مره الاربعة والثلاقون ، وتباريح الحزن التى اكتست بها وجهه يوحى بأنه فوق السبيعين قابع فى قفص الاتهام ، وجماهير المحكمة بين متعاطفٍ معه والمستاء من فعلته والحياديون . وكلهم فى ترقب وانتظار .

    محكمة .............
    بدأت الجلسة
    القاضى موجهاً كلامه للمتهم : أنت متهم بمحاولة اشاعة الفرقة بين حبيبين ومتهم أيضاً بعدم مراعاة القوانين المتعارف بها .
    القاضى للمتهم : هل أنت مذنب ؟
    المتهم : لا باسيدى القاضى ...... أنا غير مذنب ولكنى مارست حقى فى الحب .
    القاضى : ولكنك حاولت أن تخطف قلب فتاة من حبيبها ؟
    المتهم : لاياسيدى لم أفكر فى ذلك قط .
    القاضى : هل كنت تعلم أن لها علاقة مع شخص آخر ؟
    المتهم : نعم سيدى القاضى .. كنت أسمع عن تلك العلاقة من الاصدقاء
    القاضى : وماذا تقول فى عدم مراعاتك لقوانين الحب وعدم اتباعك للخطوات المتعارف عليها من نظرة ثم بسمة وموعدُ ولقاء و .......
    البمتهم : لا ؤمن ان لحب قوانين . ثم اننى مارست كل تلك الخطوات عبر خيالى وكنت أحس و أتخيل وانا أحادثها بانها تسير بقربى وأنا ممسك بيدها ونتجول معاً فى شوارع العاصمة الخرطوم ، وفى قلب السوق العربى قرب الجامع الكبير وميدان ابو جنزير عبر زحمة المارة والمتجولين والشماسة ودعوات الشحاذين والمجزومين وفى حدائق السادس من أبريل مع ثلة العاشقين والمتنزهين نداعب الاطفال ونشير اليهم ونحن نغنى (( يلا باكر يا حليوة لما أطفالنا .... السمر يبقوا أفراحنا البنمسح بيها أحزان الزمن )) . وفى بعض الاحيان كان يخيل لى أننا نجلس فى شاطئ النيل الازرق فوق الرصيف تحت أشجار اللبخ قبالة جزيرة توتى وزالنسيم يداعب خصلات شعرها والمناظر الخلابة تهمس لنا ان الحياة جميلة والغد الاتى اجمل .
    هنا يتدخل ممثل الادعاء ، طالبا من القاضى السماح له باستجواب المتهم !
    ممثل الادعاء : هل يسمح لى سعادة القاضى ومستشاريه لاستجواب المتهم ؟
    القاضى : تفضل.
    ممثل الادعاء : منذ متى كنت تعرفها ؟
    المتهم : يخيل لى أننى اعرفها منذ كنا أطفالا نجرى ونلعب خلف الفراشات وفى أحلامى كنت أراها دائما فى فستانها الابيض وهى تمد لى بابتساماتها لحنا وامل.
    ممثل الادعاء : هل يعنى ذلك أنك لم تلتقى بها الا فى الاحلام ؟
    المتهم : اننى لم أراها فى الواقع ..... ولكننى تعرفت عليها عبر الاصدقاء والعمل العام والتقيت بها عبر الانتر نت وفى احلامى ايضا .

    ضجة فى قاعة المحكمة همس ووشوشة من جماهير المحكمة ، ويتدخل القاضى وهو يطرق طاولة المنصة بالمطرقة ، طالبا من الجماهير بالسكوت . ثم يوجه كلامه لممثل الادعاء ، بمواصلة استجواب المتهم !
    ممثل الادعاء : ومتى كان اول لقاء بينكم كما تقول ؟
    المتهم : من قبل تسعة أشهر مضت تقريبا
    ممثل الادعاء : وكيف تعارفتم مع بعضكم وكيف كانت اللقاء :
    المتهم : عبر صديق . وكأننا نعرف بعضنا من قبل .
    ممثل الادعاء : كم مرة التقيت بها فى النت ؟
    المتهم : اعتقد يوميا منذ لقائى الاول .... ماعدا ايام الجمعة وبعض الايام القليلة المجحفة .
    ممثل الادعاء : هل من الممكن أن تصف لنا بعض تلك اللقاءات ؟
    المتهم : كنا نلتقى كل صباحٍ ونتبادل الورود والابتسامات ونسمع روائع الاغانى معا ، ودائما ما كنا نلتقى فى احلامنا وتطلعاتنا وفيما نحبها ونكرهها . وكانت تخبرنى عن عشقها للورود والاطفال وعن حلمها بان تزور كل قرى السودان ومدنها وتستانث مع اطفالها وتمسح دموعهم وتوزع لهم الحليب والدواء ، وعن أمنيتها فى أن تجد وظيفة فى منظمة انسانية لكى تستطيع فى تقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين من ضحايا الحروب والكوارث . كانت تجذبنى اليها بخفة دمها ودماثة خلقها وحنانها الفياض وجمال روحها وانسانيتها المفرطة . يخيل لى انها كانت كروضة نيلية تدهشنى بتنوعها واختلاف الوانها . كما كنا نتحدث عن جمال النيل والحب وسحرالابتسامة , واغانى مصطفى سيد احمد وتجربته الفريدة فى ومساهماته الفعالة فى اثراء الساحة الفنية السودانية , وعن الحزب وسير المناقشات وعن التغيرات وكيفية مواجهة ممتطلبات المرحلة المقبلة ، كما انا نتناقش ونتبادل الاراء فى كل الاشياء والقضايا التى تهم الانسان والانسانية . تحثنا كثيرا عن مشكلة السودان فى جنوبه ومحادثات السلام وتقسيم السلطة والثروة وعن شبه الزواج الكثوليكى بين الحكومة والحركة الشعبية ، ومشكلة الهوية وهل نحن عرب أم زنوج وهل تعتبر لغة الانسان وديانته هما المقياس الاقوى للتحديد الهوية و أم شكل الانسان ولونه وتقاسيم وجههة وملامه . وعن الحضارة النوبية وأثرها فى تكوين الشخصية السودانية , وعلاقة الدين بالدولة والمواطنة . كنا نتحدث عن الاشتراكية وانهيار النموزج الاستالينى فى موسكو. وحلم ماركس ولينين وعن النظام العالمى الجديد وعن دور اليانكى ومحاولاته فى السيطرة على العالم بحجة محاربة الارهاب وعن اسرائيل والانتفاضة وأطفال الحجارة ومحمد الدرة و....و....
    وهكذا نحن حتى يحين وقت الفراق ., وانتهاء وقت عملها . ويبدأ طقوس الوداع . وكما بدأنا القاء بتبادل الورود ايضا نودع بعضنا بتبادل الورود وكلمات الوداع وخلى بالك على روحك وحافظى على نفسك . وكل الامنيات الحالمة ...و...و..
    كنت انتظرها كل يوم بشوق شديد وأمل وشغف , كما كنت أودعها بنفس الشوق والامل . كنت اظمأ واتوق للقائها عندما افتقدها . وكنت احس وانا معها بالمان وكانت دائما تطمئننى بامكانية تحقيق أحلامنا

    ممثل الادعاء : هل كانت تحدثك عن علاقتها وعن حبيبها ؟
    المتهم : لم نتطرق لتلك العلاقة الا فى بعض الاحيان ، وفى بعض التلميحات العابرة .
    ممثل الادعاء ؟ هل كنت تحبها بصدق ؟
    المتهم : نعم وأعشقها بجنون ...... ولو لم كنت احبها لما كنت ورط نفسى فى هذه المعمعة والالم الفظيع .
    ممثل الادعاء : ومتى صارحتها بحبك ؟
    المتهم من أرعة أشهر مضت .
    ممثل الادعاء : وكيف تم ذلك ؟
    المتهم : فى ذات ليلة شتئية باردة لم أتزوق طعم النوم فيها قررت أن أصارهها غا صباحا ، وفى صباح ذلك اليوم حاولت أن أستجمع كل شجاعت وقد كان ، الاانه رغم ذلك كان يدى يرجف على (الكى بورد) وانا اكتب وارح اليها بصدق شعورى وأحساسى ناحينها , واننى بحوجة ماسة اليها وباعجابى الشديد لها . وباختصار وبدون ان اطيل فى المقدمات قلت لها اننى ومنذ مدة اكتشفت انى واقع فى حبها . واننى حاولت اشرح لها من قبل ولكن شجاعتى لم تسعفنى ... و ....
    يقاطعه ممثل الادعاء موجها سآله وبماذا اجابت ؟
    المتهم : (( وقد تحشرج صوته فى حلقه وامتلأ مقلتيه بالدموع )) . هنا تكمن أساس المشكلة ياسيدى . وسكت قليلا وبلع ريقه . ثم واصل حديثه . يخيل الى انها لم ترفض الفكرة من أساسها او اننى لم افهم مقصدها تماما , لم تقل لى أنها لاتستطيع وانها متمسكة بحبيبها وعلاقتها مستقرة وان بينهما مشروع مستقبلى . أعتقد انها حاولت تعتزر لى بدبلوماسية وبدون ان تجرحنى , وراحت تحدثنى بان الرأيا مهم فى أى علاقة مستقبلية .وأننا لم نرى ونجلس مع بعضنا البعض , ثم حدثتنى عن علاقات متشابهة لاصدقاء لنا فشلت لانهم لم يروا بعضهم البعض . وانت يا صديقى بمجرد مانتلاقى ونشوف بعض سوف تغير رأيك . وان ماجميلة بالصورة التى تتخيلها انت . وثم الا تعرف ياصديقى ان علاقة الصداقة التى تجمعنا أجمل واكبر من كل العلاقات الخرى .
    حاولت أن اعتزر لها باننى يمكن تسرعت وأبحت لها بمشاعرى واحاسيسى ناحيتها وا اننى لم أقدر جيدا مدى العلقة بينها وبين حبيبها . ولكنها قالت لى ما جميل تعتزر وانت أصلا ماغلطان وانت من حقك تمارس حجاتك الخاصة بى حرية وكما تراها أنت , ثم لادخل لطرف ثالث فى هذا الموضوع , والحاجة دى بتخصنا نحن الاتنين . وعلى كدة نحن متفقين , وقلت لها بغض النظر من قرارك ومهما تكن النتيجة اننى سوف أكن لك بكل المشاعر الجميلة والود الحميم . وبعد ذلك اظن غيرنا الموضوع . وبدانا نتحدث فى بعض المواضيع الاخرى وبعض مانعانيه من مشاكل الحية اليومية والغربة والعمل وجو العمل واخبار الاصدقاء . ولكننا بين فينة واخرى كنا نرجع لذات الموضوع . وحين جاء وقت الفراق مارسنا كل طقوس الوداع والذى كنا نمارسه من قبل ، بدءا بتبادل الورود والدعوات وانتهاءا بالامنيات الحالمة . ورجعت من هذا اللقاء وانا أحمل فى داخلى رهط من الشعور والاحاسيس المتناقضة . لم انتبه الى زحمة المرور والعربات فى شوارع مدينة الرياض ولم اشعر بمايحدث حولى لاننى كنت أفكر فى جملة من الاشياء فى وقت واحد . كنت أفكر فى الانسان وحبه لذاته وسعيه الدؤوب وراء سعادته على حساب سعادة الاخرين . ثم هل هنالك سعادة حقيقية تستحق لكل هذا الجرى والسعى والمعاناة ؟ والقدر! وماكتب لنا من شقاء دائم وعن حلمنا وكيف أنها كانت أكبر من امكانياتنا والواقع المزرى الذى نعيشه لايرحم ويسرق منا كل ماهو جميل , ونحن لاحولة ولاقوة لنا به . كما اننا دائما مانحاول أن ندارى كل اخفاقاتنا وازماتنا واحباطاتنا بالتمنى والتناسى . كل هذا رغم أنه كل الجروح الكبيرة وان برأت لابد وأن تترك آثارها وتشوهاتها فى أجسامنا .
    ممثل الادعاء : وماذا جرى بعد ذلك ؟
    المتهم : توالت الاحداث وتفاقمت الازمات .
    قال هذا وتنهد قليلا واخذ نفسا بحرقة والم ، وبدأ عليه الارهاق والتعب . وتدخل ممثل الدفاع وطلب من هيئة المحكمة والمحلفين , بتأجيل الجلسه لأن موكله الماثل أمامهم يمر بحالة نفسية سيئة لاتسمح له بمواصلة الجلسة .
    وعلى المنصة تشاور القاضى مع مستشاريه , ثم قال ( نسبة للالتماس المقدم من ممثل الدفاع عن حالة موكله رأت هيئة المحكمة بتأجيل المحاكمة الى جلسة أخرى تحدد فيما بعد
    رفعت الجلسة
    محكمة!!!!

    ياليل لاترحل وقاسمنى الاسى
    واعزف على وتر الحنين نواحى
    وأشهد معى تابين حب راحل
    وارسم على جسد الغرام جراحى
    قد عشت عمرا أتقى غزو الهوى
    حتى انتهى بالاسر درب كفاحى

    حاتم قرين -- الرياض








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de