هكذا تكتب الاشجار اغنياتها!!!! مقال عن رحلة مصطفي سيد احمد الفنية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 01:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2004, 08:30 PM

waleedi399
<awaleedi399
تاريخ التسجيل: 08-20-2003
مجموع المشاركات: 2767

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هكذا تكتب الاشجار اغنياتها!!!! مقال عن رحلة مصطفي سيد احمد الفنية

    الاخوة الاعزاء عموماً وعشاق فن الراحل المقيم فينا مصطفي سيداحمد على وجه الخصوص وانا اتجول في اعماق موقع شعراء الغابة والصحراء وجدت هذا المقال للأخ/ أسامة معاوية الطيب من السودانيين المقيمين في إمارة الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة أعجبت به كثيراً وأبت نفسي الا ان اشرككم فيه ووددت أنا انقله لكم كما هو وهذا نص المقال:

    بذرة ، تتصالح مع الأرض ، يتبادلان الدفء وأناشيد الوجد ، يتماسكان بخيوط الوعد لأيامٍ خضراء ، تحلم البذرة بالطول والحول ، تحلم بالتسامي على شقوق الأرض المظلمة ، على حرِّها حدّ النار ، على سكونها المميت ، تحلم بانطلاقة أوراقها وأفرعها لفضاءات الهواء والهوى ، الوجود أكثر وضوحاً وبراح ، الرحابة تشمل الأشياء ببياضها المغسول ، الحياة أقرب للحلم ، وسوعاً وشسوعا ، تحلم البذرة بارتقاءٍ مشروع ، وتظل تكبر وتكبر ، ولكنها تعلم ، حقيقتها الثابتة وتؤمن بها ، إنها وحين تثقلها الثمار والبذور لا تنشد ملاذاً غير أمها الأرض ، والتي تظل رحماً دافئاً ، ووعداً بالفضاءات الجديدة .

    وما بين رحلتها في أعماق الأرض وفضاءات الوجود الواسعة ، تبحث البذرة عن معنىً يفسِّر طموحها ! هي الحياة إذن !! وكلما أرهقتها الريح تتكئ على أمها الأرض ، التي كلما تسامت البذرة شجرةً في فراغ الكون العريض كلما أمعنت في التمسك بجذورها عميقاً بين حناياها ، وهذه حكمة الأمومة ، وتتقلب البذرة في أطوار البنوة الكثيرة تبدأ طفلةً تلامس بأوراقها الناعمة صحن خدِّ أمها الأرض الدافئة كلما مرّ على أهدابها نسيم ، وتفتأ تتراقص في أيام و ليال مراهقتها صوب حبٍّ جديد لعصفورٍ أعتاد أن يغنيها من إحدى الفروع ، وربما تراقصت ضعفاً عند ريحٍ قاتلة ، وتتحول إلى قلبٍ ناضج وفكرٍ واع ، لا تحركها الرياح الهائجة ولا تورِّد خدّيها ملاطفة النسمات الحائرة ، وتبدو أعمق في علاقتها مع الأرض ، أمٌّ الوعد ، والوجد ، وسنين الخلق ، ووعي التجربة ، ودنِّ الإلهام ، وخيوط الالفة لجلابيب الهناءة ، ومنتهى الشوق .

    وكذا الفنان ، أرضه الناس ، وجذره العطاء ، وماؤه الطموح ، فجّر أمانيه هدير شلالات من الألحان ، وغاص في أعماق ( أمّه ) أرضه الشعب ، نقّب في تراثها وثقافتها ، أحرق شمعات جهده في تكوين إطار لوحته خيالية الألوان ، توكأ على عصا واقعه حيناً ، وسيف حاضره أحياناً ، ونام على أحضان طموحه للمستقبل ، على عينٍ تذرف الدمع وتغني " عشرات حبابك سلامات يسلم شبابك سلامات " نزف دمه ، مجازاً وحقيقة ، عزف أوتاره لحوناً ونشيد ، أشترى بسهد أيامه نوم أحزانه وهو يخطو صوب شرايين القصيدة ، أمسك بالعود يغني واجتهد في صياغة دستور الوعي .

    " أنجبتني مريم الأخرى قطاراً وحقيبة

    ... أرضعتني مريم الأخرى قوافي ثم أهدتني المنافي

    ... هكذا قد خبروني ثم قالوا لي ترجّل "

    كلما أرهقه البحث عن موضوع شائك ، أدخل نفسه في موضوعٍ أكثر تعقيدا ، وهاهو يخرج إلينا سهلاً ، كالماء ، سمحاً كالنسيم ، عميقاً كالأرض ، حميماً كدفء خيوط النار في غرفةٍ شتوية ، تنعم بالمديدة ، وجاء بحراً ( ينجب ) أكثر من مقرن ، تكثر عليه الطيور البيض معلنةً حياة وجودٍ جديد ، تحتفي بجلابيبها البيض وتغني ( والغناء الصمت حيناً ) وما أغلى على الدنيا من رحيق الصمت حين ضجة الفراغ .

    أرهقته السنين فعلّمها الاحتمال وتطاولت الأيام عليه فقسا على نفسه يعلمها معنى التواضع ، ضنّت الذكرى على الحاضر في زمان ( الطمس ) المركّز فدندن " أديني إحساس بالأمل في كل رحلة شوق تطول

    ... وأدي القوافي الراجعة ليك في سكتك عشم الوصول

    ... ما الدنيا كلها انتظار والارتحال قدر الفصول

    ... الموجة تحلم بالضفاف والغيمة تحلم بالهطول "

    تخرج أغنياته فكراً يعرف كيف يكوّن عالمه ، ونبضاً يدقٌّ على وتر الأحبة ، وبعد ذلك ، يظل رهيفاً ، يرهقه الوجد وسنين الغربة والرغبة وحريق الدم في أوردته المنهكة ، جاء بذرةً صغيرة وتسرّب حثيثاً إلى أعماق الشعب ، تاق لمائها المتدفقة تراثاً وثقافة ، ونبت أوراقاً خضراء على صفحتها ، هبهبتها الأنسام ، وغازلها الضوء وتلّونت بندى الذوق الدفّاق ألواناً تدهش فرشاة الكون ! إنها وحي الله إلى عباده ، موهبةً وأعطيات ، كلما حرّك ماضي ذكرياته الأولى غناءً وترديد ، لوّن ألحان الغير ، وبات جديداً يطرق أبواب الحياة ، غنّى في سكون الليل ( رائعة أحمد المصطفى ) فسكن الليل حولنا وهدأت طيوره الضّاجة ، وأسلمتنا الظلمة إلى لحنٍ يتسرًب إلى حنايا صبحنا المأمول ، " هاهي الأنوار أطفت والدجى طلّ علينا

    ... والذي عيناك أخفت قد بدا لما التقينا

    ... والمنى في القلب رفّت واستقرت في يدينا "

    [aquq]رسمت حولنا لوحةً من البكاء الناعم والابتسامة العميقة ، والشهقة حد الشوق ، كتبَ ، والحرف تدهشه المعاني ، فينام حبرا ويصحو شعرا ، تتلقفه المسامع والأوتار وأجمل الألحان

    " رسمت في وجيها بسيمة ضو

    .. بتغالط في الزمن القاسي

    ... بتعاتب في الغنوة الصعبة ووتر محزون يحكي إحساسي

    ... تسأل عن شدو الأفراح يمكن لجراحنا يكون آسي

    ... ما بيشبع روحنا فرح زايف لو كان نتناسى وتتناسي "

    نبت شتلةً خضراء حد البرودة التي ينشدها أهلنا في الخضرة ، ولم تأتي شهور الصيف الحارقة على خضرته ووسامة أوراقه ، كان من بين جفاف مواسمه وحريق ( عصار ) الصيف وشّح مياه الأمل على أحواضه ينادي

    " حاجة فيك تقطع نفس خيل القصايد تشده أجراس المعابد

    ... تعّبتني وجنّنت حرف الكلام وبرضو أدتني السلام "

    أوَ هذه شتلة تموت؟

    كانت تحيا على رحيق الوعي ، وتنتح على أوراقها ندى الطموح ، وتغسل ريش عصافيرها اليابس بفيض دموعها ولحون أشواقها لفضاءات الهوى والهواء ( وقلّما تصبر شتلة ) لم تسقها الأرض حبّ الوعد وقناعة الوصول ولم يصالح النسيم خدودها رغبةً في مطالعات المستقبل ، وكانت حولها الشتول تذبل ثم تزوي في أركان الحوض موتاً للفكرة والوعي وتخضّر خضاراً زائفاً باعته الأيام بماء الواقع الآسن ، وكان هو شجرة ناضجة في ثياب الشتلة الرقيقة

    " يا ضلّنا المرسوم على رمل المسافة وشاكي من طول الطريق

    ... قول للبنية الخايفة من نار الحروف تحرق بويتات الفريق

    ... قول ليها ما تتخوفي دي النسمة بتجيب الأمل والأمل بصبح رفيق ... والأصلو في الجوف اندفن لا بيتنسي لا بنمحي لا بينتهي منو الحريق "

    ورويداً رويداً وقفت الشجرة تفتح أضلاعها للضوء والحبّ والمعنى ، وغاصت جذورها في أعماق أرضها ( الناس ) فوقفت تعطي الشموخ معناه وتمنح اللون عافيته ، وتكتب الحرف كما يريد له المعنى أن يقفز لذهن الفكرة.

    " مرهقٌ من خرقة الدنيا على أكتافه .. لم تستر الأشجان والأشواق والإشراق "

    وكلما داعب نسيم الأمس الحائر أوراقها المملوءة حياةً وحياء ، كلما فاضت على حوضها الذي صبرت معه على سنين الضنك الأولى وصابرَها كذلك ، طرحاً جديداً من البذور والثمار لتشقِّق شتلات أخر ، ولوّن أحلامه بلون حاضره وغنّى غنائية العطبراوي " في الأسى ضاعت سنيني فإذا متُّ اذكريني " إنها قصيدة جديدة المعاني في عالم الحبّ والإخلاص ، أو كنا قد نسيناك حتى تتمنّى الذكرى ؟

    عاد نجما في شبابيك الحبيبات القِدام

    عاد مشياً فوق أشواق المعاني

    والأماني والليالي والهيام

    وكأنما كان مقيماً لم تعفّره الرياح

    ولم يشاكسه الهوى القتّال يصفعه الغمام

    حطّ عن أكتافه سنوات غربته

    ودندن ثم دندن ثم نام

    هكذا كانت الأشجار دائماً تكتب أغنياتها

    (عدل بواسطة waleedi399 on 03-09-2004, 08:36 PM)









                  

03-09-2004, 08:33 PM

waleedi399
<awaleedi399
تاريخ التسجيل: 08-20-2003
مجموع المشاركات: 2767

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هكذا تكتب الاشجار اغنياتها!!!! مقال عن رحلة مصطفي سيد احمد الفنية (Re: waleedi399)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de