د . تيسير ..عبد العزيز خالد فاجانى بشخصيته الجديدة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 04:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2004, 11:17 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د . تيسير ..عبد العزيز خالد فاجانى بشخصيته الجديدة




    التحالف يواجه مصيرًا مجهولاً... وعبد العزيز خالد فاجأني بشخصية جديدة لم أكن أعرفها
    الصحافة على خط ساخن مع مسؤول الدائرة السياسية بالتحالف الوطني البروفسير تيسير محمد أحمد

    هذا الرجل لديه اتصالات سرية مع الحكومة ، والدليل اعترافه بها
    البروفيسور تيسير محمد أحمد، معروف أنه اكاديمي متميز. لكن في السنوات الأخيرة وجد نفسه يحب لقب المقاتل بدلاً من البروف. إثر تفجر الخلافات داخل تنظيم التحالف الذي هو من أعمدته الأساسية، فصله قائد التنظيم مع ثلاثة آخرين، التقيناه عبر الهاتف لنتحدث عما يجري في التحالف. ونشير هنا إلى إننا قمنا بتأجيل هذا الحوار لننشره متزامناً مع حوار آخر مع العميد عبدالعزيز خالد وأخيراً قررنا فصل الحوارين، وننوه إلى أن مساعينا مستمرة مع سعادة العميد... الذي وافق مكتبه على الحوار مبدائياً..
    نشبت صراعات في التحالف اخيراً بين مجموعة يقودها قائد التنظيم عبد العزيز خالد، ومجموعة اخري أنت من ضمنها، وصلت الي فصيلكم من التنظيم. ماهي خلفية هذه الصراعات؟
    هي ليست صراعات بهذا المعني الذي يتحدث عنه الناس، ان الذي حدث مجرد اختلاف في آليات العمل العام ، لكن المحير في الأمر أننا بدأنا عملاً مشتركا وكنا متفقين على آليات العمل المشترك ، وفجأة وفي العامين الآخرين بدأت تظهر أنماط عمل مخالفة للمؤسسية والديمقراطية، حيث كنا نضع خطط العمل والاستراتيجيات . لكن للاسف ما يتم تنفيذه هو غير ما اتفقنا عليه .
    وفي الحقيقة ما حدث في العامين الآخرين كان شيئا غريبا وغيرمتوقع .
    د . تيسير، هل تريد ان تقول انك تفاجأت بما حدث في التحالف ؟
    انا لا استطيع ان انفي مفاجأتي بشخصية جديدة لعبد العزيز خالد، فأنا اعرفه قبل عشرين عاما وقلت له ذلك ، فقد ظهرت لنا شخصية ميالة الي الفردية ونسف المؤسسية، وتخطي الأطر التنظيمية، وايضا دخل في المسألة الحس الاستخباراتي والأمني ، والتكتم على الاشياء .
    لكن مؤكد ان لكل ذلك خلفيات، ولنقل مثلا اعلانكم عن الاندماج مع الحركة الشعبية .
    لا، هذا ليس صحيحا. صدقني يا عارف هذه ليست الحقيقة ولو تذكر في 28 فبراير 2002م، عبد العزيز خالد وقع على الوحدة ولم يسمك احد يده ويرغمه على ذلك . وقد القى خطابا غاية في الروعة و «بالمناسبة» شريط الفيديو موجود، ويمكنك الرجوع اليه ، ولذلك فإن الموضوع لم يكن الوحدة الا اذا استجدت اشياء أخرى مع أنه لم يقل شيئا واضحا .
    مقاطعة ـ اذا اين كانت المشكلة برأيك اذا لم ...
    دعني اوضح هذه المسألة رجاءً، جوهر الخلاف في اشياء أخري فمثلا يقوم عبد العزيز خالد بتجاوز المؤسسة التنظيمية باستمرار ، فهو مثلا اجري اتصالا مع مؤتمر البجا ووقع على مذكرة تفاهم معهم، وانا مسؤول الدائرة السياسية ، وهذا يقع ضمن نطاق اختصاصي ومسؤوليتي لم اعرف بذلك الا من الصحف.
    مقاطعة : طبعا هذا ليس اكتشافا مفاجئا، وإلا فإن الامر لك يكون مقنعاً ؟
    في الحقيقة اننا لم نكتشفه في لحظة واحدة .. صحيح ان هذه الاخطاء كانت تتراكم وانا شخصيا نبهت الاخ عبد العزيز اكثر من مرة الى خطورة هذا السلوك الذي يمارسه.
    د . تيسير، ارجو ان تسمح لي .. اننا لا نستطيع ان نتجاوز الخلافات حول موضوع الاندماج مع الحركة .. وانا لدي معلومات مؤكدة؟
    يقاطع ـ صدقني قضية الوحدة مع الحركة ليست المشكلة .. صحيح انه ابدي بعض المخاوف والهواجس، لكنها لم تكن الشئ الاساسي . وهنا لابد ان تعرف ان الحركة الشعبية كانت حريصة علي وحدة التحالف امام خيار الاندماج .. ود . قرنق شخصيا كان يقول «يا اخوانا، عبد العزيز عايز وقت اعطوه الوقت ...»
    اذا لماذا انفجرت هذه الخلافات طالما انتم متفقون على مسألة الوقت هذه ؟
    أقول لك بصراحة عبد العزيز خالد لديه اتصالات مع الحكومة، وهذه ليست المشكلة انما المشكلة انها سرية وبدون علم المكتب التنفيذي .
    ماهي اثباتاتكم لهذه التهم ؟
    هو نفسه لم ينكرها وقد اقر بها .
    اذا لديكم معلومات عن اتصالات لعبد العزيز خالد مع الحكومة .. وهذه هي المشكلة .
    هذه هي الحقيقة، فهو يقوم باتصالات تنسق لها السفارة السودانية في اسمرا ولديه اتصالات مع السفير الجيبوتي في اسمرا لتقوم حكومته بمبادرة مع الحكومة السودانية، وهو يعترف بذلك .
    ماهي مبرراته لهذه الاتصالات ؟
    هو طبعا يقول انه يريد ان يجري مشاورات استكشافية فقط، نحن لا نري غضاضة في ذلك لكن لماذا لا تكون بعلم الاجهزة وفي الضوء ؟
    من المحتمل ان يكون لعبد العزيز خالد مخاوف من المستقبل الذي ينتظره ان ذابت حركته في تنظيم آخر .
    اذا من المفترض ان يطرح مخاوفه على اجهزة الحزب ، ويناقش وجهة نظره داخل المؤسسات التنظيمية. صحيح هو بفتكر انو في استعجال في موضوع الوحدة مع الحركة لكن هذا الحديث لديه خلفيات اخرى .
    تقصد حديثه المتكرر عن حزب جماهيري ؟
    اعتقد ان هذا الحديث هو حق اريد به باطل. لا احد يرفض الحزب الجماهيري مطلقا لكن اعتقد الطموح الذي سعينا له وتجاوزنا به المفهوم الضيق للحزب، هو فكرة الوحدة مع الحركة .. وهو مشروع الحزب السوداني القومي المتطلع لبناء السودان الجديد .
    الا تعتقد ان مسألة الاستعجال التي ذكرها عبد العزيز خالد في محلها خصوصا وانكم اعلنتم في فبراير 2002م الاندماج.. ثم بدأتم تبحثون عن السبل الفنية الاجرائىة وربما لم تتفقوا في اشياء كثيرة .. عفوا دكتور تيسير، لكن كل هذا الامر بدأ وكأنه خطوة استباقية لشئ آخر ؟
    انا اريد ان اوضح هذه المسألة بصورة واضحة . وارجوك اسمح لي بذلك ، اولا الحوار في موضوع الوحدة بدأ منذ العام 1999م ، واحقاقا للحق، فإن الحركة الشعبية هي التي بادرت بفتح قنوات لهذا الحوار عن طريق نيال دينق وباقان اموم وغيرهما من الذين يميليون بصورة واضحة الى وحدة السودان الجديد . وواقع الامر انهم كانوا مندهشين من خطابنا السياسي ومستوي فعلنا ايضا، وقالوا يجب ان نتحاور فيما نتفق حوله وفيما نختلف فيه ايضا . وبالفعل بدأ هذا الحوار منذ العام 1999م واستمر حتى فبراير 2002م، وكان المقترح ان تكون هنالك جبهة لقوي السودان الجديد تضم البجة والحركة والتحالف وغيرها من التنظيمات ، الاخوة في مؤتمر البجا اعتذروا بحجة انهم غيرجاهزين لهذه الوحدة من الناحية السياسية والتنظيمية، ولكن كانت توصيتهم ان نستمر في هذا المشروع وبالفعل نحن كنا اكثر تنظيما واتساقا مع هذا المشروع ، وحتي القرار الذي اتخذ في 2002م، كان نتيجة اجتماع مجلس مركزي وهو بالمناسبة هيئة اعلي من المكتب التنفيذي، وانا الذي قدمت التقرير السياسي وعبد العزيز خالد نفسه من اصدر قرار الوحدة .
    لكن لماذا تراجع عنه ؟
    والله هذه مسألة لا اعرفها وانا مندهش لهذه المواقف الجديدة !!.
    هنالك من يقول إنك تقوم بهذا العمل (المقصود الاندماج) بتوصية امريكية ما ردك ؟
    يضحك .. يحاول ان يتحدث ولكنه يواصل في ضحكك طويلة .. دعني احكي لك هذه الحكاية، في سنة 1986م جاءني تيسير مدثر وبالمناسبة «الناس بتلخبط بيناتنا كثير» وقال لي «ياخي انت اخدت مننا في حزب البعث زمن كثير ، وعندما سألته عن الحكاية قال كنا نفتكر انك (CIA) ، ومرة ثانية تابع للمخابرات البريطانية وفي الحقيقة انا مازلت اعتقد اننا نخسر وقتا ثمينا في تخمينات لا جدوي منها .
    لكن لهذه التخمينات خلفية دورك في تقديم عبد العزيز خالد لامريكا وتقديم صورته على اساس انه البديل الثوري للسودان القديم .
    هذه كانت مهمتي كمسؤول للعلاقات الخارجية بالتحالف، وفي الحقيقة وجدت فرصة اعطاني لها دافع الضرائب السوداني حيث بعثت الى اكبر جامعة في كندا ودرست فيها، وخريجو هذه الجامعة انتشروا في مواقع كثيرة من العالم ، وكان من البديهي انني عندما احتاج اليهم اجدهم عونا لي، وبالفعل وجدت اصدقاء وزملاء في مواقع مراكز القرار في كثير من دول العالم اعانوني في مهمتي كثيرا .
    مع كل ذلك وطوال تلك الفترة ، انت تشارك في صناعة القائد السياسي، كيف تبرر لي قولك «فجأة اكتشفت شخصية جديدة في عبد العزيز خالد»؟. الا توافقني ان ذلك يبدو غيرمنطقي ؟
    المسألة لم تكن بهذا التقدير، انا في 15 يونيو 2003م قدمت مذكرة للمجلس المركزي تحوي جملة ملاحظات هي التي ادت الي تفاقم الوضع، ويمكن ان تقرأ ذلك مع حقيقة انني تقدمت باستقالتي اكثر من مرة وحاولت ان اقنع المكتب التنفيذي بأن الطريقة التي ينتهجها الاخ عبد العزيز ستؤدي الي كارثة .
    وما نتيجة هذه المحاولات ؟
    النتيجة انه اتهمني بمؤامرة عنصرية ؟
    لصالح من ؟
    ويضحك .. والله ما عارف!! فأنا من حلفا وولدت في جوبا، لكن لا ادري هذه المؤامرة لصالح من ؟
    وعلى ماذا اعتمد في هذا الاتهام ؟
    هو لم يجد ما يستند اليه .. لذلك قال فيما بعد انه لم يكن يقصدني انا بالذات، وحوّل الاتهام الى التيجاني الحاج .
    د. تيسير، البعض يتهمك بالاعداد لدور سياسي بمساعدة من بعض اصدقائك في الولايات المتحدة والحركة الشعبية خصوصا في جبهة قوي السودان الجديد ، وربما التحولات في شخصية عبد العزيز خالد تكون بدافع هذه الهواجس التي تتسرب بين وقت وآخر ؟
    اولا هذا الحديث انا لا اقبله. ثانيا انا غير محتاج لهذا الدور فايماني بالديمقراطية والعدالة، جعلني اتشرف بالعمل مع شباب مناضل ومستنير ومخلص لمبادئ التجديد والحرية، فحتي الاخ عبد العزيز دفع الله عندما اراد ان يخرج جلسنا مع بعض لوقت طويل احاول ان اثنيه عن قراره، والآن لا املك غير ان اقول عبد العزيز خالد رجل مناضل ووطني .. ليس لي دور مطلقا .
    متي التقيت بعبد العزيز خالد ؟
    في الحقيقة انا كنت استاذ في جامعة الخرطوم ومع ذلك كانت لي محاضرات في الاكاديمية العسكرية، كان ذلك في الثمانينات وهنالك التقيت بعبد العزيز خالد وعدد من الضباط الاصدقاء لكن حقيقة العلاقة ترسخت عندما كان يعمل مع اللواء عثمان عبد الله في المجلس العسكري الانتقالي عقب الانتفاضة مباشرة . وبحكم تمثيلي لنقابة اساتذة جامعة الخرطوم، اجتمعنا معهم كثيرا .
    ثم أين التقيتم مرة اخري في تجربة التحالف ؟
    بعد انقلاب 1989م،اترفدت من جامعة الخرطوم وحظرت من السفر مع بقية الوطنيين، لكن في بداية التسعينات جاءتني دعوة من الكونغرس الامريكي لحضور سمنار او ورشة عمل ذات طابع اكاديمي عن النزاعات في افريقيا، وذلك علي خلفية عملي مع الصادق المهدي في كوكادام وفعلا بعد معاكسات، سمح لي بالسفر. لبيت الدعوة ومن امريكا سافرت الي كندا حيث عرضت لي الجامعة التي درست فيها العمل معها كأستاذ مشارك، وهناك سمعت عددا من الوطنيين يتحدثون عن ضرورة صناعة حركة مقاومة ثورية وكانوا يتحدثون عن عبد العزيز خالد.
    من روّج لهذه الفكرة ؟
    في الحقيقة عبد العزيز خالد نفسه الذي روج للفكرة.
    وأين كنت في ذلك الوقت ؟
    كنت في كندا .. وللتاريخ انا لم احضر الاجتماع التأسيسي .
    وأين التقيت بعبد العزيز خالد ؟
    في امريكا .. يضحك ارجو الا يكون ذلك بمثابة فهم خاطئ مرة اخرى .
    في جو هذه الخلافات بينكم وعبد العزيز خالد، اين الموقف الاريتري الرسمي منها ؟
    هم يقولون نحن مع وحدة التحالف ، وليست لدينا علاقة بهذه الخلافات .
    هل يمكن ان تكون اريتريا تريد تخزين عبد العزيز خالد لتستخدمه ان احتاجت اليه بعد اتفاقية السلام، خصوصا اذا استمرت العلاقة في توترها مع السودان ؟
    هذا التحليل غير صحيح، ومهما كانت الخلافات مع عبد العزيز خالد ، فالمرء لا يقبل عموما أن يوجهه احد .
    كيف سيسير مشروع الاندماج مع الحركة الشعبية بعد هذه الخلافات ؟
    هذا يتوقف على مصير التحالف نفسه ، لكن بغض النظر عن مستقبل التحالف، اعتقد ان مشروع السودان الجديد سيمضي الي الامام .
    لكن عبد العزيز خالد اصبح له رأي في الاندماج ؟
    والله ما قال لي ، ولم اسمعه يتحدث عن هذا الرأى.
    بصراحة ، بعد اعلانكم عن الاندماج بوقت، شرعتم فعليا في اعلان تنظيمات طلابية بالداخل «التحالف الطلابي، الا يدل ذلك على تجاوز الاندماج لاعلان حزب جماهيري متجاوزا الاندماج مع الحركة .
    حسب علمي أن التحلاف الطلابي موجود اصلا، فقط كان يعمل سريا .
    أسف يا دكتور، لكن حسب معلوماتي المؤكدة لم يكن هنالك تحالف طلابي الا في جامعة واحدة . بل كانت لديكم ارتباطات ما .. او تحالفات من نوع ما، مع عدد من التنظيمات الطلابية مؤتمر الطلاب المستقلين وحركة المحايدين .. الخ فجأة تجاوزتم كل ذلك بإعلانكم لجسم طلابي مستقل .. في ظرف الاندماج ؟
    هذه المسألة كانت تقدرها الدائرة المختصة بالطلاب . ولديهم تكتيك في ذلك . لكن بصورة عامة، خطنا السياسي مع الاندماج ولم يتغير لحظة ، لكن احتمال يكون هذا من ضمن الاشياء التي يخطط لها من وراء ظهرنا وربما لو تأكد لنا ذلك، ستعمق الخلافات بيننا .
    بخصوص دائرتي وهي الدائرة السياسية، الامر لم يكن عندنا بهذه الصورة .
    الصحافة : نشكرك يا دكتور على رحابة صدرك وقد نلتقي مرة اخري ؟
    الف شكر، وفي الحقيقة انا سعدت بهذا الحوار كما











                  

03-09-2004, 11:28 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د . تيسير ..عبد العزيز خالد فاجانى بشخصيته الجديدة (Re: الكيك)




    برونويا التحالف بين عقلية المؤامرة وغياب المؤسسية

    بقلم: فائز الشيخ السليك
    رد صراعات التحالف الى قوى خارجية وللوحدة مع الحركة ميكانيزمات دفاعية ودفن للرؤوس \ الرمال
    خلفيات نشأة وتطور
    قوات التحالف السودانية.
    تكونت "قوات التحالف السودانية" فى منتصف التسعينات بدعم اقليمى كبير؛ وضمت الى صفوفه مجموعات من تنظيمات وسط صغيرة مثل "المؤتمر الوطنى" و"مؤتمر الطلاب المستقلين"، و"منظمة العمل الاشتراكى"، و"اتحاد القوى الوطنية"، وضباط من الجيش والشرطة والامن، ومنسلخين عن "الحزب الشيوعى" و"حزب البعث العربى الاشتراكى"، والناصريين، وقاعدة من المقاتلين القادمين من الهامش، كان معظمهم يعملون عمالاً زراعيين فى المشاريع الاثيوبية والاريترية- ويطلق عليهم لقب الجانقو- ورغم انتماء اغلبية المقاتلين الى الهامش، ورغم ان الشعارات المرفوعة تدعو الى التجديد والسودان الجديد؛ الا ان القيادة تمثل الوسط والشمال وتكاد نخلو من العناصر الاخرى مثل الشرق والجنوب والغرب عدا قيادى واحد منحدر من غرب السودان. واذكر اننى نقلت هذه الملاحظة الى عبد العزيز دفع الله بمعسكر الماظ فى يونيو 1997، حيث بدأت فى تلقى التدريب العسكرى، وكات دفع الله رئيساً للدائرة السياسية وقتها . وضحت له ان المعلومات التى جاءت بى الى هنا تقول ان التحالف يضم مجموعات من البجا ومن الانقسنا ومن الغرب، وانه ذو صلة قوية بالحركة الشعبية، كما ان الشهيد الصديق نصر الدين الرشيد فى عام 1998خريج جامعة ام درمان الاهلية، وكادر خطابى متميز " لمؤتمر الطلاب المستقلين" نقل الى هواجسه قائلاً. نحن ما بنحقق ثورة بالطريقة دى، نحن بنعمل على تجييش الهامش لمصلحة المركز. واغرقنى بساؤلاته القلقة.. ما هى علاقتنا مع قوى السودان الجديد؟. ولماذا لا نقود حوارات مع البجا والفدرالى؟. ولماذا تسود علاقتنا مع الحركة التوتر والقطيعة؟. لمصلحة من يتم كل ذلك؟؟.
    رحل نصرالدين وتساؤلاته لا تزال معلقة فى الهواء. وحتى على المستوى الفكرى والفلسفى لم يجتهد التحالفيون فى تفصيل الشعارات، وكل ما فعلوه كان ميثاقاً من 17 نقطة وصفتها بانها اقل من طموح برامج الاتحادات الطلابية عندما بدأنا فى النقاش حول ضرورة الالتزام بمنهج فكرى مقنع، وبرنامج سياسى واضح المعالم، كما حاولوا الارتباط بانتفاضة اللواء الابيض فى عام 1924 فى محاولة بائسة لايجاد متكأ تاريخى معتبرين ان الارتباط بتاريخ ربما جعلهم حركة سياسية متجذرة فى تربة السياسة السودانية تحاشياً لوصف ان التحالف حركة منبتة لا ارضاً قطعت ولا ظهرا ابقت. فسعوا الى تعليق شعارات على جدران مكاتب التحالف فى اسمرا مثل،التحالف امتداد لثورة اللواء الابيض.
    وعلى مستوى الانسجام والعلاقة التنظيمية تباعدت الامزجة، واتسعت المسافات بين ابناء الحركة المستقلة والعروبيين و الشيوعيين السابقين ، وبين المثقفين والعسكريين من جهة اخرى. ورما تنشأ التحالفات من حين الى آخر، فغالباً ما يقف الاكاديميون والمستقلون من التحالفيين الى جانب ابناء الحركة المستقلة والمؤتمر الوطنى فى مطالبتهم بالمؤسسية والديمقراطية والشفافية، فيما يقف العروبيون والشيوعيون السابقون فى خندق العسكرتارية؛ ليصفون كل من يقف ضدهم بانه مؤتمرجى، او مثقفاتى. وانوه الى ان الزواج بين العسكرتارية واليساريين السابقين شهد توتراً مرةً واحدة فى عام 1998 فيما يعرف بدورة القادة من العناصر الوسيطة حين تذمرت وثارت على امساك العساكر بخيوط التنظيم، وادعوا انهم يريدون انقاذ سمعة التحالف بسبب تجاوزات فى الميدان واتهام بعض العناصر ببيع اسلحة الى جهة غير معلومة. فانتفض العسكر على حساب علاقتهم مع المجموعة اليسارية المتمردة محبطين المحاولة فى مهدها، مصدرين عقوبات ضدهم بالسجن والحبس داخل معسكر تدريب الماظ. الا ان الامر الخفى هو اتساع الهوة بين القاعدة من الجانقو ابناء الهامش، وبين كل المجموعات القيادية والوسيطة.بمختلف تياراتها الفكرية والسياسية ومدارسها وخبراتها التنظيمية.
    وحين تأسس التحالف فى عام 1994 بعد انسلاخ العميد عبد العزيز خالد والعميد عصام الدين ميرغنى وآخرين من القيادة الشرعية فى القاهرة التى كان يقودها المرحوم الفريق فتحى احمد على؛ سارع العشرات الى الانضمام الى التنظيم الوليد نتيجة احباط جماهير الشعب السودانى فى الخيارات السياسية المطروحة انجاذباً لشعارات الانتفاضة الشعبية المسلحة، فيما تم تجنيد الآلاف من الجانقو فى المشروع الجديد الذى كان الاعلى صوتاً تلك الفترة، واعلانه اعلامياً بانه التنظيم الاول الذى يطلق رصاصة ضد النظام فى شمال البلاد رغم ان هذا الاعلان كان تزييفاً للتاريخ، وكنت انا من المعتقدين ذلك الى فترة طويلة، ثم اتضح لى لاحقاً ان "مؤتمر البجا" كان هو الاسبق الا ان ضعف آلياته الاعلامية والتنظيمية غيبت تلك الحقيقة. هذا غير نضالات "الحركة الشعبية" فى جبال النوبة، وفى النيل الآزرق.
    ولم يجتهد مؤسسوا المشروع الجديد فى شحذ واعمال الذهن لتفصيل العموميات، وعندما ادرك كثيرون ضرورة تفصيل ذلك كان بعض القادة يرفضون الامر بحجة حشد اكبر عدد من الناس حول البرنامج العام الذى يمكن ان يضم الوسط واليسار والقوميين العرب والقوميين السودانيين. ويعد ذلك واحداً من اسباب صراعات التحالف الداخلية حول مشروع الاندماج مع الحركة الشعبية. ويؤكد زعمى ذلك وقوف تيار اغلبية المؤتمر الوطنى والمستقلين، والحركة المستقلة الى جانب الاندماج الفورى مع الحركة، ووقوف التيار العسكرى المدعوم من العروبيين مثل البعثيين وجبهة كفاح الطلبة وبعض اليساريين فى خندق واحد يدعو الى بناء حزب جماهيرى فى محاولة للالتفاف حول الوحدة بكل الطرق رغم اعلان الاندماج فى 28 فبراير 2002 تتدحرج كرة الرمل وتفتت حباتها.
    لم تفاجئنى على الاطلاق مآل الأحوال "قوات التحالف السودانية"، بقدرما تدهشنى مواقف البعض الذين يلمحون الى ايادى اجنبية ضالعة فى صراعات قيادات التحالف؛ لان هذه التلميحات لا تخرج عن عقلية المؤامرة والاصابة بالبرونويا. وسبق ان اطلقت هذه الصفة على تنظيمنا حين كنت عضواً بالتحالف فى اكتوبر 1999 وكان التنظيم يمر بازمة مشابهة ان لم تكن اقل ضراوةً من المعركة المستعرة الآن.
    وفى عام 1999 كانت كل الاجنحة تقف فى صف واحد لاسيما الجناحين المتصارعين الآن، كما كان الصديق العزيز عبد العزيز دفع الله رئيساً للدائرة السياسية؛ حينها قلت فى مواجهة مع قائد التنظيم لا اود التطرق الى كل تفاصيلها . لكن كان ابو خالد يتحدث عن وحدة التنظيم وعن مؤامرة لنسف هذه الوحدة. قلت نحن مثل كرة الرمل، نحن لا نقف على ارضية صلبة لا فكرية ولا سياسية ولا تنظيمية ولا حتى مزاجية او عاطفية. واضفت يجب ان نبحث عن آليات التوحد بدلاً عن اطلاق جزافية فى الهواء؛ والنتحدث بحديث يشبه احاديث البشير عن وحدة الجبهة الداخلية، اما الحديث عن المؤامرة الخارجية فهو برونويا مثل حديث نظام الجبهة عن العدو الخارجى وعن الاستهداف ودول الاستكبار رغم اننى لا اسقط فى العمل السياسى استهداف الآخرين لنا ولمسيرتنا. واعتبرت ان الحديث عن المؤامرة هو ميكانيزمات دفاعية لتغطية عجزنا الداخلى ودفن الرؤوس فى الرمال حتى لا نواجه فشلنا واخفاقاتنا.
    وسردت مظاهر وتجليات الازمة واشرت الى اسبابها، والتى من اهمها غياب المؤسسية، وانعدام المنهج الفكرى الواضح ومحاولة خلق كاريزما للقائد دون بناء التنظيم، واشرت الى اساليب اخرى مثل العقلية الامنية واسلوب التقارير التى تكتب ضد اعضاء التنظيم انفسهم. وبعد اقل من شهر من تلك المواجهة تقدمت باستقالتى مع اخوين هما بكرى الجاك وعبد البارئ العجيل الذى كان من احد اعمدة اذاعة "صوت الحرية والتجديد"، اذاعة التحالف. وعمدت على تجاوز مرارات تلك المرحلة والتفرغ للعمل الصحافى، وعدم التطرق الى اسرار تلك التجربة باعتبار اننى قد اكون مخطئاً فى تقويمى؛ او متعجلاً فى اصدار احكام غير صحيحة، اضافةً الى اننى كنت ضمن عناصر تلك التجربة بسلبياتها وايجابياتها، واتحمل جزءً من ذاك التاريخ؛ فقد روجت للتحالف عبر الصحف السيارة مثل " الفجر"، وكنت مسؤولاً عن اصدارات التحالف مثل "فجر الثورة" و"رؤى" ولى بضع برامج تبث على مدار الاسبوع من الاذاعة.
    اعترت علاقتى مع التحالف موجات فتور مع البعض وعداء مع آخرين وجفوة مع فئة ثالثة، الا انها لم تتغير مع معظم المقاتلين، بل قويت مع بعضهم كثيراً، وهناك من اتصل بى لاقناعى بضرورة العدول عن موقفى دون جدوى. ثم قويت مؤخراً مع جل ان لم يكن كل اعضاء التحالف بمختلف اجنحته.
    وعندما تفجرت احداث منظمة امل الذراع الانسانى للتحالف فى يوليو 2000 حيث اصر الفريق السابق على رفض سياسات التنظيم الداخلية، وشكوا من محاولات التدخل العسكرى فى عمل المنظمة الانسانى الى درجة اعتقال عدد من موظفى المنظمة بمنطقة قرورة؛ فيما اتهم التنظيم مجموعة امل بالفساد، وانتهت الازمة باستقالة اعضاء المنظمة الا ان التنظيم اعلن اقالتهم بعد استلام الاستقالات المكتوبة والمسببة.
    تلت ذلك احداث عبد العزيز دفع الله والقى التحالف باللوم على حزب "الامة" وحمله المسؤولية، وتم ابعاد دفع الله بطريقة مختلفة قليلاً من الطريقة التى ابعد بها العميد خالد مسؤوله السياسى د. تيسير محمد احمد. والاقتصادى محمد عبد المنعم، والمستشار القانونى الاستاذ انور ادهم من المكتب التنفيذى ، وسقى خالد المجموعة الجديدة من نفس كأس دفع الله، وبصورة اكثر تجاوزأً للمؤسسة؛ مستنداً فى ذلك على " الشرعية الثورية" دون اجتماع اى هيئة تنظيمية، وربما حاول بيان امانة الاعلام فى التحالف التغطية على تصريحات مسؤول الاعلام المكلف سعد نصر الدين السيد لصحيفة "الشرق اللأوسط" اللندنية والتى اكد فيها فصل خالد لمخالفيه بقرار منفرد.
    واعلن دفع الله خروجه مع مجموعة "منظمة العمل الاشتراكى"، وفى خضم تلك الاحداث عقد مؤتمر "التجمع الوطنى" الثانى بمصوع ومنع دفع الله حتى من حضور الجلسة الافتتاحية وهو من العناصر الوطنية التى ساهمت فى ارساء دعائم التجمع منذ تأسيسه فى عام 1989 وشارك فى العديد من لجانه واعداد ملفاته فى اسمرا والقاهرة وطرابلس.
    ولم ننج نحن ثلاثتنا ومجموعة امل من نيران المعركة بتصنيفنا الى جانب تيار دفع الله رغم اننا سبقناه فى الخروج .واذكر ان البعض من عناصر التحالف وبالتواطؤ مع عناصر من تنظيم اساسى فى التجمع حاول منعى من تغطية المؤتمر الذى شارك فيه صحافيون من الخرطوم ومن كتاب النظام وعلى حساب التجمع تذاكراً واقامةً وحضوراً للجلسات!.
    مررت على بعض تفاصيل لملفات قليلة لتجربتى مع التحالف. فى محاولة لاعطاء خلفيات لتلك الاحداث وتصوير الذهنية التى تقوم بادارة العمل التنظيمى والتى تعتمد على الاقصاء والابعاد والاستعداء، وعدم احترام الاختلاف السياسى والفكرى لمن هم خارج التنظيم؛ وعدم احترام المؤسسة لمن هم ينتمون الى التنظيم، وفى الصراعات الأخيرة حاول البعض ربط الازمة بعامل خارجى، والاشارة الى قوة اقليمية بعينها؛ وربما يكون هذا جزء من الحقيقة اذا اصبحت القوى الخارجية المقصودة صديقة للخرطوم، او ان التحالف تخلى عن اجندته فى محاربة الحكومة وارتهن الى اجندة وبرامج النظام فى الخرطوم. وليس لاى قوة داعمة للسلام والتحول الديمقراطى فى السودان مصلحة فى تفتيت فصائل المعارضة السودانية.
    كما سعى التيار العروبى فى التحالف الى ربط الازمة بالحركة الشعبية مثلما ربطت سابقاً بالامة، وقبلها بعناصر لم تسمى لنا وقت تذمرنا، ومطالبتنا بالمؤسسية، ورفضنا للكثير من الممارسات؛ وقيل لنا ان الايام ستكشف لكم من كان يقف وراء تمردكم، ولا يعتقد اى ذو عقل يميز ان للحركة الشعبية مصلحة فى تقسيم التحالف كما يشير البعض، وحسب المعلومات المتوفرة لدى فان الحركة تطمح فى اكمال الوحدة مع تنظيم قوى ومتماسك، فلماذا تريد الحركة التحالف منهاراً؟ وما هى الخطورة التى يشكلها التحالف بشكله الحالى على برامج الحركة ومواقفها؟. وماذا تجنى القوى الاجنبية المقصودة من انهيار التحالف؟.
    الشئ الثابت هو ان هناك ازمة فى التحالف،وان صدار القرارات الفوقية لن يحل الازمة لانه يكرس لغياب الديمقراطية ويرسخ للانقسامات الا ذا اراد الذين يصدرون تلك القرارت غير المؤسسية اعلان تنظيم جديد،واستباق الآخرين فى اعلان انهم التنظيم الاصل والرئيس كما عودتنا التجارب السابقة.



                  

03-10-2004, 11:50 AM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د . تيسير ..عبد العزيز خالد فاجانى بشخصيته الجديدة (Re: الكيك)

    تشكر الأخ الكيك

    فوق
    للمزيد من التوضيح
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de