|
|
 أحقا أشعل نظام الانقاذ النار فى بيت الشيطان بدار فور?
|
أحقا أشعل نظام الانقاذ النار فى بيت الشيطان بدار فور ؟
أبو نمو وادى [email protected]
ينتابنى الالم والاحباط هذه الايام وانا انتمى الى بلد اسلامى يمارس حكامه أوسع " تطهير عرقى" عرفه أفريقيا .
نتيجة للتعتيم الاعلامى المحكم من قبل نظام الانقاذ فى السودان ؛ الكثيريين من السودانيين الذين لا قبل لهم بالقنوات الفضائية والانترنت لا يعلمون الكثير عن أن منطقة شمال دار فور وتحديدا دار زغاوة ، والتى تربو مساحتها على مساحة فرنسا ، قد تم تفريغها تماما من سكانها ومواشيها . لقد مارس النظام أكبر حملة جوية فى تاريخ السودان وضرب كل القرى والمدن بالطائرات وبالتنسيق مع مليشيات الجنجويد الذين زحفوا " وكملوا الناقصة" من حرق وتقتيل للعزل وتسميم لمصادر المياه . والنتيجة النهائية ان هرب من تبقى احياء من المواطنين والمواشى الى دولة تشاد واصبحت المنطقة فى فترة وجيزة جزء اصيلا من الصحراء الكبرى المنسية لا حياة فيها .
من يصدق من أهل السودان ان كل دار زغاوة بناسها وثروتها الحيوانية الضخمة من مذبد ؛ امبرو ؛ كرنوى ؛ الطينة ؛ فوراوية ؛ اورو ؛ شقيق كارو ، بامشى ؛ جكترا ؛ ابو قمرا ؛ عد الخير ، خزان اورشى ؛ أم حراز ؛ أم مراحيق ، الدور ؛ هذا غير القرى الصغيرة الكثيرة كلها صارت خاوية على عروشها بفعل " التطهير العرقى" .
يحصل كل هذا والناس فى السودان نائمون ، وليتهم ناموا وسكتوا . صحفية مرموقة بجريدة الشرق الاوسط الواسعة الانتشار مثل الاستاذة /هدى الحسينى فى لندن علمت بالاخبار من مصادرها العديدة بحكم منصبها كصحفية وارضت ضميرها الانسانى بمقالة " قنبلة " بتاريخ 19/2/2004 فضحت ممارسات النظام فى "التطهير العرقى " فى دار فور وحذرت من العواقب الوخيمة من هذه الجرائم وان المجتمع الدولى سوف لا يصمت كثيرا. وليت السودانيون سكتوا خجلا ، فقد انبرى بعضهم معلقين على المقال بان معلومات الكاتبة " منقوصة ومغلوطة" دون أن يجهدوا انفسهم لاكمال النقص وتصحيح الخطأ ، وقد أتهمها آخر – سودانى أيضا – بانها انحازت للطرف الآخر فى النزاع وتبنت اجندته ، ولا أدرى ما مصلحة كاتبة عربية مقيمة فى لندن لا تمت للسودان بصلة ؛ فى أن تتبنى " اجندة" شعب مقهور . يردد هؤلاء السودانيون من اهل الشمال وبطريقة ببغاوية أن الحكومة عمدت الى تنمية دار فور أكثر من الشمال ليس لشئ آخرغير أن رئيس الجمهورية قال مثل هذا الكلام فى مناسبة عامة دون ذكر اسم مشروع واحد اقامه نظام الانقاذ فى دار فور او اسم مشروع آخر كان قائما ولم يقم النظام بتصفيته . فى اعتقادى مثل هذا الحديث يعتبر نوع من بيع الكلام فى سوق كاسد لأن عهد " خم الناس بالكلام " قد انتهى وكل من يريد مخاطبة أهل دار فور من الآن فصاعدا عليه أن يسبق كلامه بالعمل والعمل الحقيقى وليس باعادة بث صور من الارشيف فى التلفزيون السودانى وتخصيص ساعات اليوم كاملا للرقصات الشعبية واللقطات المفبركة من المسئولين يتجولون هنا وهناك . ويا لفرحة أهل دار فور فقد نقل التلفزيون القومى حيا على الهواء لاول مرة فى تاريخ السودان صلاة الجمعة من جامع بالفاشر ! ، وقد القى الامام وعظا بليغا تكلم عن قتل النفس التى حرمها الله وضرورة طاعة ولى الأمر وهى أمور من صميم عقيدة الناس هناك ولكنها كلمة حق اريد بها باطل . أين هؤلاء الائمة والوعاظ عندما تنظم الحكومة حملة لحرق القرى الآمنة بالطائرات وتضرب الخزانات والآبار وتوجه من بعد مليشيات "الجنجويد" لقتل الاطفال والعجزة وتغتصب النساء فى وضح النهار ؟ آه آسف ، نسيت لأن ذلك يندرج تحت بند " طاعة ولى الامر" ! ما اسهل استغلال الدين فى السياسة وهى تجارة رائجة فى عهد الانقاذ ولكنها سوف تبور ان شاء الله فى أرض دار فور .
هنالك ايضا قول شائع يسوقه مجموعة من السودانيين ، خاصة أهل الشمال فى هذه الايام وذلك بغرض تعميم "التهميش " فى السودان كله وبالتالى لا جدوى من رفع السلاح للمطالبة بتطبيق العدالة . والكلام هوأن أحد قادة الجنوب قال فى زيارة له الى الاقليم الشمالى أن اهل الشمالية ينقصهم فقط غابة للتمرد على التهميش . هذا بالطبع كلام مردود لان الفئة القليلة التى تتحكم فى مصير السودان وثروته منذ الاستقلال هم من ابناء وسط وشمال السودان . ثم أن تعميم الظلم فى أقاليم السودان المختلفة يبرر السكوت أذا كانت فئة قليلة من الشعب السودانى تعيش على حساب الشعب كله ؟ ثم هذا المسئول الجنوبى الذى قال هذا القول "المأثور " أين هو الآن ؟ الم يرجع الى الدكتور جون قرن بعد أن مل مؤامرات السلطة وتنصلها من الاتفاقات الموقعة ؟ واذا كان تهميش الشمالية مثل تهميش الجنوب لماذا اعطى الجنوب 50% من ثروة السودان ، أهى نوع من المكافأة لحمل السلاح ؟ اذا كان الامر كذلك لماذا لا تحملون السلاح فى الشمالية اذا كنتم بالفعل مهمشين ؟
ما أود أن اقوله فى النهاية أن السودان لا يمكنه ان يعيش فى سلام ووئام حتى اذا تم توقيع اتفاقية السلام مع أخوتنا فى الجنوب ما دام شعبا باكمله تم قتله وطرد من تبقى منهم الى خارج الحدود كلاجئين والسودان بلد يملكه الجميع سواء كانوا فى اطراف دار زغاوة أو دنقلا أو نمولى والوضع الطبيعى أن يتفق الجميع على العيش واقتسام ثروته وسلطته على قدم المساواة وليس باقصاء بعضهم بعضا .
وانا أمام هذا المأساة يستحضرنى قصة طريفة وهو أنه فى معظم مناطق شمال دار فور " مسرح التطهير العرقى الآن " ؛ فى الماضى القريب والى الآن هناك ندرة فى كل شئ ؛ ندرة فى الماء والكلأ ؛ ندرة فى القوت ، ندرة فى المدارس والمستشفيات وكل مرافق الدولة . وحتى خلاوى تحفيظ القرآن هنالك ندرة لدرجة انه يتم استجلاب الفقراء (الشيوخ) من مناطق بعيدة مثل جبل مرة وكتم ودار مساليت وباغراءآت كبيرة لتلقين النشئ القرآن الكريم أو تسفير الابناء الى تلك المناطق للتعلم . والقصة أن جدى وشيخ القرية أنذاك ( رحمة الله عليه ) قد أحضر شيخا من منطقة بعيدة لتعليم أبنائه وبقيه ابناء القرية القرآن الكريم . وكان ضمن تلاميذ الشيخ أحد اعمامنا – امد الله فى عمره . وقد اعترض عمى هذا فى بادئ الامر ان يكون ضمن التلاميذ بزعم أنه كبير بعض الشئ بالمقارنة بأقرانه ، وبالتالى لا داعى "لتهبيل " نفسه أمام الصبية وهو الشاب المراهق . ولكن أمام اصرار والده شيخ القرية رضخ وصار ضمن تلامذة الشيخ . ولان العقاب الجسدى أمر حتمى لمن لا يحفظ القرآن عند شيوخ التحفيظ ، فقد كان عمنا المذكور أحد ضحايا العقاب الجسدى فى يوم من الايام . تحمل العم العقاب بكل رباطة جأش وعندما انتهى الشيخ من العقاب قام وانتفض وخاطب الشيخ باسمه المجرد وقال له بهدوء " انك بفعلك هذا تكون قد اضرمت النار فى بيت الشيطان وعليك تحمل تبعاته " ، واختفى بهدوء ايضا ولكنه لم يلبث لحظات حتى عاد متسلحا " بالعدة " اللازمة وبدأ الضرب اولا بالتلاميذ ليضمن ان أحدا لا يتجرأ الى الحيلولة بينه وبين الشيخ . وعندما انفض سامر الصبية سريعا انفرد بالشيخ وطرحه أرضا وانهال عليه ضربا مبرحا . ولسوء حظ الشيخ فقد غادر الجميع باكرا الى المزارع ولا احد بالبيت . وعندما علا صوت الشيخ بالاستغاثة سمعه أحد المارة واسرع لنجدته ولكن بعد ان اشبعه ضربا وركلا وفلقا . ارسل احد الصبية على عجل الى المزرعة لابلاغ شيخ القرية وجاء ووجد الرجل فى وضع سئ ودخل فى حرج شديد واحتاج الشيخ الى فترة اسبوع لتطيبه وضماد جراحه . وفى هذا الاثناء قام جدنا بتكبيل العم بالقيود خلال فترة الاسبوع وربطه أمام الدار الذى يسكنه الشيخ امعانا لاذلاله أمام الشيخ . وخلال هذا الاسبوع يطلب الجد من الشيخ صباح كل يوم الصفح له ولابنه العاق ويرد الشيخ بما معناه " ان شاء الله خير " موحيا بذلك أنه لم يتخذ القرار النهائى بعد فيما يختص بالعفو . حتى كان اليوم السابع واطمئن الشيخ على صحته وضماد جروحه . احضر جدى الشاى فى الصباح الباكر كالعادة ولكنه وجد الشيخ قد حزم متاعه مؤذنا بالرحيل . أمام ذهول الجد بادره الشيخ قائلا " اعلم انك تفاجأت برحيلى ولكنى حتى لا اترك لك مجالا لمحاولة أثنائى عن السفر فهذه هى المفاجاة الثانية " ، ومد يده الى المصحف الذى بجواره واقسم عليه قائلا للجد :
" اقسم بالله العظيم وبكتابه هذا الكريم أنى سوف لن أدرس القرآن لا ل
|
|
 
|
|
|
|
BousH
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست