كاسترو الساموراي الماركسي الأخير . . الجبل الذي لم تهزه الرياح الأمريكية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-28-2004, 11:35 AM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كاسترو الساموراي الماركسي الأخير . . الجبل الذي لم تهزه الرياح الأمريكية

    هوامش: هوعمود اكتبه كل اسبوع فى جريدة(الخرطوم) التى تطبع وتوزع داخل وخارج السودان ورايت ان انشر بعض مااستطع نشره من هذه الكتابات فى المنبر قبل نشرها فى الجريدة لعلنى استزيد من نفحات كتاب المنبر بمختلف الوان طيفهم السياسي وعميق طرحهم الفكرى واستأذنهم والاخ بكرى ان اقوم بنشرمايمكن نشره من مداخلات وردودفى تلك الصحيفة لتعم الفائدة وتنداح المعرفة على ضآلتها شيئا فشيئا، وحرى ان نعترف ان هامش الحرية المتاح على المنبر ليس متماهيا بالضرورة مع الهامش المتاح فى الجريدة،اى جريدة،لكن شعاعا اثر شعاع ينسل الفجر من جوف العدم
    .............................................................................
    بعد مقاطعة اقتصادية لأكثر من أربعين عاماً واكثر من ستمائة محاولة غزو وانقلاب وتهديد نووي وحصار إعلامي وسياسي وقف الجبل الكوبي شامخاً أمام العواصف الأمريكية- التي غربلت العالم ونخلت أنظمته السياسية والفكرية واختزلت ثنائيته المتوازنة في احادية مدمرة لا يدري أحد الى اين تمضي بهذا الكون - لتبقى التجربة الكوبية رسالة تطمين لهذا العالم البائس مفادها أن أمريكا مهما طغت فلن تقوم مقام العناية الإلهية في تشكيلها لأقدار هذا العالم فلئن استطاعت أن تنال من القاصي فلقد عجزت أن تنال من الداني وانها - أي امريكا- لا يمكن ان تكسر الا رقاب المتراخين والمطأطين الرؤوس، وانها يمكن ان تكون فوق القانون لكن لا يمكن ان تكون فوق الارادة، وان كاسترو علق بصموده الفأس على رقبة هذا الصنم الكوني ليثبت انه لن يحي من يشاء ويميت من يشاء كما يعتقد بعض المفزوعين والمروعين والمتهالكين من سابلة درب السلامة ووقوف هذا الماركسي العجوز في وجه العواصف الأمريكية على بعد أقل من 90 ميلاً من شاطئ ميامي أكبر (بوتيك) للمعارضة السياسية المدجنة- أي تلك التي تنمو في البيوت المحمية- يمثل حالة صمود فريدة في زمن بدأت تنهار وتتهالك فيه الإمبراطوريات الفكرية وأنظمة الحكم والقيادات السياسية وتنحني القامات العالية التي استأسدت على شعوبها وتحولت الى نعام في مواجهتها لأمريكا التى ناءت عليها بكلكل فكسرت ظهرها وارهبتها ورغبتها بالمال والسلطة والسلاح
    لقد كان كاسترو استثناء رائعاً فمع( نهاية التاريخ ) على الطريقة الرأسمالية وليس على الطريقة الهيجلية – الماركسية – ومع نفوق نظرية( حتمية التاريخ) التي اصبحت شعوذة فكرية؛ انهار كل ماهو ضد حتمية القدر الأمريكي ، انهار جدار برلين وانهار الستار الحديدي وانهار حلف وارسو وانهار عدم الانحياز وانهارت الرؤى الاشتراكية والقومية وانهارت أنظمة ومنظمات سياسية مناهضة لأمريكا وبقيت قطعة واحدة من قطع الدومينو تتكئ على خاصرة أمريكا اسمها كوبا ، وكان الظن السائد أن كاسترو يسند ظهره على حائط الشيوعية العالمية وناطورها المدجج بالسلاح (الاتحاد السوفيتي العظيم) ولكن مع انهيار الاخير وتفككه مبنى ومعنى سقطت هذه الفرضية وبقى كاسترو (الساموراي) الأخير في سلسلة المناضلين الكونيين ليس أمامه الا صورة صديقه المناضل الشاب ارنستو تشي جيفارا سيد شباب أهل النضال الأممي، وليس وراؤه الا عالم من الخائبين والخائفين ووالمهرولين
    بقى النموذج الكوبي الاختبار الأخير للمشيئة الأمريكية فى مواجهة المستضعفين وصار الرئيس الأمريكي مهووساً بالحديث عن الرئيس كاسترو واقام احلافاً تجارية وسياسية ضده وصار يتوعده في كل محطة ويخطط لاغتياله وحاول ان يقلل من مكانته في محيطه القاري فلم ينجح اذ حافظ كاسترو على وجوده الفاعل بين زعماء القارة اللاتينية وحافظ على مكانته الدولية وقدرته البارعة في ادارة ازماته الداخلية وعلاقته الاممية رغم الحملات التي انبرى لها الرئيس الأمريكي خلال العامين الماضيين وتركيز الاهتمام على خصمه الكوبي الفقير اكثر من اهتمامه بأي رئيس آخر.............و بعد اربعين عاما من الحصار والاستهداف ومؤامرات المخابرات الأمريكية التي اعدت له كل غيلة ونصبت له كل حيلة قاد كاسترو بلاده حتى اصبحت تتوفر على واحد من أعلى معدلات الأعمار وأقل معدلات للوفيات ومستوى عالي من التحصينات ونظام للرعاية الصحية متطور وعادل و إنجازات رياضية شهدتها المحافل الاولمبية والدولية في السنوات الماضية بزت فيها حتى الدول الصناعية الكبرى وهي الدولة الوحيدة التي رفعت مستوى العملة المحلية في مواجهة الدولار إلى الضعف وحافظت على ثباتها رغم الحصار والابتزاز والتخريب الاقتصادي واختفت الامية وارتفع المستوى العلمي في المدارس والجامعات بشهادة المنظمات الدولية ..! والسؤال الذى يطرح نفسه
    لماذا صمد كاسترو وانحنى قذافي حتى انكشفت عورته أمام القوميين العرب والجماهيريين الذين توعدهم بانتهاء ديمقراطية التمثيل وانبعاث ديمقراطية الجماهير؟....
    لماذا صمد كاسترو وانهارت الدولة العظمى وجرحت الماركسية فى خاصرتها حتى اصبحت ضعيفة ومهزوزة وعرضة( للتشليح) الفكري حسب الحاجة اوالرغبة في اثبات الذات ؟
    لماذا صمد كاسترو وتبخر غورباتشوف وأبناء السفاح الفكري امثال بوريس يلتسن وهابل وليش فاليسا وكل الذين تراخت عضلاتهم الفكرية بسبب المساج الأمريكي ؟....
    لماذا صمد كاسترو ونفق صدام حسين تحت التراب في جحر خرب ليظهر للملأ في صورة بشعة جسدت تفاهة العرب وامتلاء رأسهم بالقمل الفكري ؟
    ليس منا من يدرك الاسباب كلها لكن هنالك مؤشر ففى معرض رده على احدى تلميحات جورج بوش فى احدى خطبه النارية التى اتهم فيها كاسترو بالفساد المالى قال كاسترومخاطبا الرئيس الامريكى "لانك مليونير وابن مليونيرلاتستطيع ان تتصور وجود اشخاص لا يمكن رشوتهم وهم غير آبهين بالمال . . . كل ثروتي يا سيد بوش تجد متسعاً لها في جيب قميصك "
    الا يمكن أن تكون طهارة اليد و العفة السياسية هما السبب ؟ ؟ ؟

    (عدل بواسطة د.كرار التهامي on 02-28-2004, 04:15 PM)
    (عدل بواسطة د.كرار التهامي on 02-28-2004, 04:59 PM)









                  

02-28-2004, 12:31 PM

منعمشوف
<aمنعمشوف
تاريخ التسجيل: 12-08-2002
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاسترو الساموراي الماركسي الأخير . . الجبل الذي لم تهزه الرياح الأمريكي (Re: د.كرار التهامي)

    الا يمكن أن تكون العفة السياسية سبب ؟ ؟ ؟

    الا يمكن أن يكون الصدق والوضوح مع الشعب والإيمان بالهدف ونكران الذات أيضاً أسباب جعلت من الشعب الكوبى يلتف حول تجربة كاسترو ويعضدها، حتى أن أعداد كبيرة من الذين هربوا من مد الثورة الكوبية وعارضوها أيضاً بإيمان الحريص على مكتسبات الشعب الكوبى، عادوا من المنافى وهم مادون يد المساعدة لكاستروا وأبلوا بلاءً حسناً فى مزارع قصب السكر وهم الحاصلون على الشهادات العلياء فى شتى المجالات، وهذا(واعنى عدول أعداد كبيرة عن معارضة كاسترو عندما حسوا بصدق نواياه) هذا فى راى يا دكتور واحد من أهم الأسباب التى جعلت الثورة الكوبية تحقق نجاحات كبيرة خصوصاً فى الصحة والتعليم مالم تحققه اى دولة فى العالم.
    شكراً جميلاً لأمتاعنا بهذا المقال المجيد،وياريت نعرف أكتر عن هذه التجربة، شكراً مجدداً
                  

02-29-2004, 12:13 PM

Alia awadelkareem

تاريخ التسجيل: 01-25-2004
مجموع المشاركات: 2099

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاسترو الساموراي الماركسي الأخير . . الجبل الذي لم تهزه الرياح الأمريكي (Re: منعمشوف)

    تابعت البوست بشغف واترغب المزيد
                  

03-01-2004, 02:28 PM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاسترو الساموراي الماركسي الأخير . . الجبل الذي لم تهزه الرياح الأمريكي (Re: Alia awadelkareem)

    الاخت العزيزة عالية عوض الكريم

    تحية طيبة

    لك اجزل التقدير على الاهتمام والمتابعة واثمن رغبتك فى التعرف اكثر على التجربة الكوبية التى قصدت استعراضها لان العالم كله يرزح الان تحت الضغوط الامريكية ولايبدى اى قدر من المقاومةحتى العالم المتحضر الذى تعيشون فيه يخشى غضب امريكاويحسب حساباته فى اى مواجهة سياسية مع هذه الدولة المتجبرة المتغطرسة التى روت تاريخها بدماء المظلومين ناهيك عن اعمامنا فى العالم الثالث الذين يشنقون سياسيا اذا سحبت عنهم الخشبة الامريكية التى يقفون عليهاوهم معلقين فوق اكتاف شعوبهم ويبقى السؤال ماهو سر التجربة الكوبية التى حصنها من القدر الامريكى الظالم ساسعى جاهدا للاجابة وللمزيد...لك تحياتى وسلامى لبنتك الامورة
                  

03-01-2004, 01:53 AM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاسترو الساموراي الماركسي الأخير . . الجبل الذي لم تهزه الرياح الأمريكي (Re: منعمشوف)

    الاخ العزيز عبد المنعم(منعمشوف)

    تحية طيبة
    اشكرك على تعليقك الوافى واستاذنك فى ان اقوم بنشرها كتعليق على المادة الاساسية فى الصحيفة كأضافة للمتن الذى سينشر فيها....وحقيقة ان التجربة الكوبية تلفت نظر هذا العالم الشارد البصر والبصيرة الى اهمية الدرع السياسى الذى يمكن ان يشيده اى نظام حول نفسه بالطهر السياسى والعدالة والعبرة فى النهاية ليس بعقيدة النظام الرسمية اذا كان نظاما علمانيايعتمد مذهبا وضعيا يساريا او يمينيااو نظاما ينطلق من رؤى دينيةمسيحية او اسلامية او غيرهافالعبرة بالسلوك والالتزام الاخلاقى الصارم لرموز اى نظام ومؤسسيه وكلما تسامت القيم النظرية لتصبح قيما مجسدة فى الحراك السياسى لاى تجربة كلما كانت احق بالخلود والثبات وتمتلك القدر الاوفر من عناصر الديمومة فى مضاهاة الانظمة الاخرى واى فصام بين فضائل الفكر المطروح ويبن الواقع الفعلى للتجربة السياسية سيعيق هذه التجربة ويحطم بنيانهاويقضى عليها كما قضت كثير من الممالك والامم بذهاب الاخلاق والمروءة وساعود لابين اكثر مالم يستبن الان واطلق نفس دعوتك للذين يعرفون اكثر عن التجربة الكوبية وعناصر صمودها ان يضيفوا لنا ما ينفع...اتمنى ان اعود لك مرة اخرى بما طلبت من تفاصيل....
                  

02-29-2004, 05:10 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48793

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاسترو الساموراي الماركسي الأخير . . الجبل الذي لم تهزه الرياح الأمريكي (Re: د.كرار التهامي)

    Quote: "لانك مليونير وابن مليونير لا تستطيع ان تتصور وجود اشخاص لا يمكن رشوتهم وهم غير آبهين بالمال . . . كل ثروتي يا سيد بوش تجد متسعاً لها في جيب قميصك "

    عزيزي كرار
    تحياتي وأشواقي
    أكاد أجزم بأن هذا من أكبر العوامل في صمود كوبا وكاسترو، وأتمنى لهم كل الخير، ولكن أين نموذجه من أمثال صدام حسين والقذافي أو البشير.. أرجو أن تكون قد شاهدت المقابلة الخاصة التي أجراها فيصل القاسم مع كاسترو قبل ما يقرب من ثلاث سنوات
    لو لم تفعل

    Press here

    http://www.aljazeera.net/programs/special_interview/art...les/2001/6/6-5-1.htm
                  

03-02-2004, 09:39 AM

sultan
<asultan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاسترو الساموراي الماركسي الأخير . . الجبل الذي لم تهزه الرياح الأمريكي (Re: Yasir Elsharif)

    FEB 2, 2004

    Why Cubans haven't overthrown Castro
    by LYDIA CHAVEZ

    IN A rehearsal studio, a young Cuban ballet dancer turns through the air, pivoting as though some invisible power has unfurled him in an arc. Then, without pause, he leaps once, twice, and I gasp at the height of his grandes jetes and then gasp again because his pointed toe is heading right for a barre.

    Welcome to Cuba, a country that dazzles and disappoints, where one finds miracles and monsters, but no easy answers.

    Cubans recognise the contradictions as readily as any outsider. Yet even as inflation rises and the 77-year-old dictator tightens Internet access and closes the economic openings that encouraged self-employment in the mid-1990s, it is unlikely that Cubans will turn Mr Fidel Castro out before he dies.

    The rabidly anti-Castro Cuban exiles clustered in Miami argue that it is fear that holds Cubans back, but that's not true. A visitor in Cuba finds many ready to complain, but the palpable fear and visceral hatred rampant in El Salvador and Chile in the 1980s is absent in today's Cuba. Instead there is a kind of paralysis - born of a mix of loyalty, fear and indoctrination - as they grudgingly wait for Mr Castro to expire.

    Unlike in many of Latin America's freely elected governments, Mr Castro has actually provided his constituents with public services - and without earning a reputation for corruption.

    'All the free education and health care gives a certain balance,' said a prominent writer. 'Their work is less valuable,' he said, referring to the pesos Cubans earn in an economy sustained by dollar remittances from the foreign diaspora. But 'it's not a total disaster because people have this balance'.

    So, unlike the East Europeans who overthrew their corrupt political leaders in 1989, and some Latin Americans who did so more recently in Bolivia, Argentina and Ecuador, Cubans have failed to rally against Mr Castro. Yes, he jailed 75 independent journalists and others in an April sweep - that is the monster in him. But other dissidents remain free. That is the contradiction.

    Moreover, unlike other luxury-loving Latin American leaders, Cuban officials do not flaunt lavish lifestyles. Among Latin American countries, only Chile and Uruguay rate better than Cuba in Transparency International's corruption index. But this could change as dollars become hard to resist and Cubans use them to cut through ridiculous bureaucratic hurdles. Already, the dollar has created a divide in living standards between those who have greenbacks and those who don't.

    Despite a moribund economy, Mr Castro still delivers what the majority of Latin American residents fail to get - free health care and education and a relatively drug- and crime-free environment. With more than 40 per cent of Latin America's population living in poverty, Cuba stands out as an example of a country where being poor does not mean a life of squalor. Even World Bank president James Wolfensohn acknowledged in 2001 that Cuba had done a 'great job' on education and health care.

    More recently, in discussing the Bank's report this year, Making Services Work for Poor People, officials put Cuba among countries like Sri Lanka, Costa Rica and China that 'managed to achieve a level of outcomes in health and education that are extremely favourable'.

    This winter, the Cuban government re-invested some of its income from tourism in upgrading schools that deteriorated in the years following the loss of Soviet aid. 'Cubans are still endeared by that,' said one Western diplomat.

    Amazingly, many Latin American leaders fail to make the connection between reducing poverty and their own popularity. Compare Mr Castro's campaign to improve schools to a poverty reduction programme waged by Mexico's Institutional Revolutionary Party during a six-year period in the 1990s.

    Mexico spent 1.2 per cent of gross domestic product per year to provide basic services to communities in Mexico. According to Mr Santa Deverajan, the director of the World Bank's World Development Report this year, some studies showed that the programme could have reduced poverty by as much as 64 per cent. Instead, the money was doled out to municipalities based on political loyalty, so poverty fell by only 3 per cent. 'If they had just given it out equally to the entire Mexican population,' Mr Deverajan said, 'it would have reduced poverty by 13 per cent.'

    Such examples abound in Latin America, but it is a mistake for Mr Castro to think that Latin America is the competition. Cubans don't think it is. Their touchstones are Madrid, Paris and New York.

    An educated professional with a wife and two children takes a breath when he recalls a trip to Spain. 'It's hard to explain how I felt when I went there. It wasn't like another world or another planet; it was like another galaxy.' With family in Spain, he could immigrate, but he doesn't consider that option seriously. 'This is where I want to live, but 5 per cent of the way things are run has got to change. They blame everything on the embargo. We have a self-imposed embargo. We limit ourselves.'

    More precisely, Mr Castro limits Cubans. They want to breathe, but life with a patriarchal tyrant can be suffocating. Younger Cubans often sound like well-educated teenagers with parents who are too strict. They want to travel, publish what they want, dance when and where they want, and experience the world as Mr Castro experienced it.

    'It's not my fight,' says one 28-year-old Cuban, referring to the political battle of communism versus capitalism that keeps him trapped on the island. 'I'm a new generation. I want to see as they had the chance to see.'


    The writer, a professor at the University of California at Berkeley, is now editing a book about Cuba.

    ====
    Sudan for all the Sudanese
                  

03-02-2004, 10:03 AM

sultan
<asultan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاسترو الساموراي الماركسي الأخير . . الجبل الذي لم تهزه الرياح الأمريكي (Re: sultan)

    Dr. Karar and Others

    My apologies for writing in English, but I am pressed for time

    Change is long over due in Cuba. Either the establishment can lead this change or it will in the end destroy it

    Castro’s perpetual presidency must end. He is not the last Samurai of Marxism as it has none. He is merely a politician long overdue for retirement. Times have changed any true student of Marxism knows that change is inevitable – it is the type of change that can be controlled/moderated/directed to some degree

    To be sure, the Cuban revolution achieved a great deal for Cubans or even the struggle for national liberation in Southern Africa and many places in Latin America, but it is the interest of the people of Cuba that is paramount – they like all people on earth are entitled to more than just the basic of services. They are entitled to develop a political system that reflects their input and pluralism – even if it comes at the expense of some Revolutionary dogma

    This point ought not to be obscured by the role of the US or how we evaluate it - the interest of the Cuban people must come first

    If Castro is inclined to behave as a Samurai and not a revolutionary Marxist he is entitled. However, his own fate will always be insignificant when compared to the fate and aspirations of his nation


    Sudan for all the Sudanese

    (عدل بواسطة sultan on 03-03-2004, 09:01 AM)

                  

03-03-2004, 01:48 AM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاسترو الساموراي الماركسي الأخير . . الجبل الذي لم تهزه الرياح الأمريكي (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ ياسر النشيط

    تحية تليق بجهودك الزاخرة
    كالبحر...
    كنبع الفكرة الذى يرفد النهر..

    لقد لفت نظرى للمقابلةالرائعة مع الرئيس الكوبى فى قناة الجزيرة وقد رايت فيها جانبا اخر من الصورة نادرا مايوجد فى رؤساء الدول وهى المكنون الثقافى للقائد السياسى والقدرة على التحليل وايراد الحجج والاستدلال بالقرائن الاقتصادية والعلمية والسياسية وساسعى بقدر مايتوفر الوقت لاضافة مايمكن اضافته من هذه المقابلة للاجابةعلى السؤال : لماذا لم ينهار النظام الاشتراكى فى كوبا تحت وقع الضغوط الامريكيةمثله مثل الانظمة الاخرى التى اختارت الاستسلام او الانهيار؟؟؟
                  

03-02-2004, 10:17 AM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاسترو الساموراي الماركسي الأخير . . الجبل الذي لم تهزه الرياح الأمريكي (Re: د.كرار التهامي)

    المحترم

    عزيزى د. التهامى

    التحايا والتقدير كله

    هكذا، وبمثل ما عودتنا على أن نتفيأ حدائق طرحك البهية، على قلتها وجمالها، تجدنى الآن أستمتع مع كل كلمة والله، من هذه الكلمات السنابل، والتى فى كل واحدة منها ألف شمس زاهية، تهب دفء المتعة وضوء الفائدة

    أعتقد جازما أن واحدا من أهم أسباب رسوخ وبقاء تجربة العم فيديل، منذ أول يوم أتى فيه مكللا بغار النصر وهو يحتضن شوارع هافانا وهى تزغرد له فى أواخر خمسينيات القرن المنتهى، أن أهم السباب هو الصدق، صدق مطلق فى التعامل مع كل شئ، بدءا من الإيمان بالثورة ومرورا بتحقيق ما تيسر من منجزات وإنتهاء بمحبة الكوبيين لهذا الرجل، وهناك حتما اسباب عديدة، لكن الصدق سيدها

    طاف بالذهن ايضا الوجه الوسيم الباسم لذلك الإرجنتينى الصادق، تشى غيفارا، والذى أعتقد أنه وبالرغم من كثرة تناول سيرته الساطعة الفريدة، فى شتى وسائط التناول من كتب وصحف ودوريات وسينما، إلا أن تجربته المتفردة تلك لم تنل بعد أو لم تصادف الدرس والتحليل المحكم، ففى عالم هذا الإنسان، عوالم محتشدة تؤسس لنقاء الجنس الإنسانى وصدق المقصد فى مطلقه والإيمان بالمعتقد دونما تحديد لمكان أو زمان

    لا أود الإسترسال ترفقا بما هو متاح من مساحة هنا، ولكن أكرر التقدير والإعجاب والشكر لك أن أتحت لنا سانحة أن نقرأك

    ودمت

    أبوذر
                  

03-03-2004, 02:13 AM

منعمشوف
<aمنعمشوف
تاريخ التسجيل: 12-08-2002
مجموع المشاركات: 1423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاسترو الساموراي الماركسي الأخير . . الجبل الذي لم تهزه الرياح الأمريكي (Re: THE RAIN)

    العزيز د.كرار التهامي
    أشكرك جدا على تثمين مداخلتى ولا مانع بالطبع لدى فى نشرها برغم رأى فى أنها متواضعه مقابل ما تفضلت به من مقال شيق ومقارنة بما تفضل به الإعزاء ياسر الشريف و sultan وTHE RAIN من مداخلات وإضافات مجيدة وثرة، لكم التحايا يا شباب ومزيداً من الطرح الأنيق.
                  

03-06-2004, 05:05 AM

د.كرار التهامي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاسترو الساموراي الماركسي الأخير . . الجبل الذي لم تهزه الرياح الأمريكي (Re: منعمشوف)

    الاخوة الرائعون ابوذر وسلطان وعبد المنعم

    طاب يومكم حيثما كان المكان ومتى ما كان الزمان...

    نقتلع الوقت بشق الانفس من اكف الايام التى تعبر فوق روؤسنا على عجل وحينما نتوقف فى بيادر المنبر لا نحس بالندم على ساعات التوقف فى بعض البساتين المليئة بالثمار اليانعة مثل تلك المداخلات الرائعة مظهرا وجوهرا....نحن هنا لنتعلم ، كل حرف او فكرة جديدة تستحق التوقف والاجلال اما الزبد فيذهب جفاء على الوعد ساعود لقراءة هذه الافكار والمعلومات القيمة من جديد......
                  

03-06-2004, 10:29 AM

أبوالزفت
<aأبوالزفت
تاريخ التسجيل: 12-15-2002
مجموع المشاركات: 1545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاسترو الساموراي الماركسي الأخير . . الجبل الذي لم تهزه الرياح الأمريكي (Re: د.كرار التهامي)


    الخطاب الذي ألقاه رئيس جمهورية كوبا، فيدل كاسترو روس، في المنبر المفتوح للثورة، في مهرجان الاحتجاج على الحصار والافتراءات وتهديدات الرئيس بوش ونبذها، الذي أقيم في ساحة الجنرال الأركان "كاليكستو غارسيا"، أولغين، في الأول من حزيران/يونيو 2002.


    يا أبناء وطننا في أولغين وغرانما ولاس توناس وكوبا كلها:

    في العشرين من أيار/مايو، يوم المشهد المخزي لمجلس ميامي، بعث السخرية سماع السيد و. بوش وهو يتحدث باحتدام عن الاستقلال والحرية –ليس بالنسبة لبورتوريكو وإنما بالنسبة لكوبا-، ويحكي الكثير عن الديمقراطية، -ليس بالنسبة لفلوريدا وإنما بالنسبة لكوبا. وكان للسيد و. بوش تركيزاً خاصاً على الدفاع عن الملكية الخاصة، كما لو أن هذه الملكية ليست موجودة في كوبا.

    تنبّهتُ إلى أن السنين تمر. كم أصبح بعيداً ذلك الزمن الذي كان يتحدث فيه رجل بصوت دافئ ولهجة مقنعة، من على كرسي مقعدين بصفته رئيساً للولايات المتحدة، وكان يبعث الاحترام: إنه فرانكلين ديلانو روزفيلت. لم يكن يتحدث كمتصلّف أو كقاتل؛ ولا كانت الولايات المتحدة القوة العظمى التوسعية كما هي عليه اليوم. كان قد تم احتلال أثيوبيا. والحرب الأهلية الدموية الإسبانية كانت قد اندلعت. وكانت الصين تذهب محل غزو، وكان الخطر النازي-الفاشي يهدد العالم. كان روزفلت، الذي هو رجل دولة بالفعل برأيي، يناضل من أجل إخراج بلاده من عزلة خطيرة.

    كنت أنا في ذلك الوقت تلميذاً في الصف السادس أو السابع. في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من العمر. وأنا تولدت في قلب الريف، حيث لم يكن يوجد ولا حتى نور كهربائي، وفي كثير من الأحيان لم يكن بالإمكان الوصول إلى ذلك المكان إلا على الخيل، وعبر طرق ذات أوحال قذرة. كنت أقضي أشهر السنة أحياناً في مدرسة داخلية تمييزية –أي أبارثيد جنسي، الذكور على مسافة غير متناهية عن الإناث، مفصولين في مدارس تقع الواحدة عن الأخرى سنوات ضوئية- في سنتياغو دي كوبا، وأحياناً أخرى في إجازات قصيرة، مع أنني كنت أقضي إجازة أطول في الصيف، في بيران.

    أولئك الذين كنا أصحاب امتيازات، كنا نلبس ونحتذي ونتغذى. كان يحيط بنا بحر من الفقر. لا أعرف كم يبلغ حجم مزرعة السيد و. في تكساس؛ إنما نعم أذكر بأن والدي كان يهيمن على أكثر من عشرة آلاف هكتار من الأراضي. وكانت تحيط بالمساحة الخاصة بعائلتنا مساحات شاسعة أخرى، تتفاوت ما بين 110409 و115079 هكتاراً –ملكاً لل‍ "ويست إينديس شوغار كومباني" (West Indies Sugar Company) ولل‍ "يونايتيد فرويت كومباني" (United Fruit Company).

    عندما كان رئيس للولايات المتحدة يلقي خطاباً، كان ذلك أشبه بالقول: سيتكلم الخالق. كان ذلك منطقياً، فكل شيء كان يأتي من هناك: الجميل، الجيد، النافع؛ بدءاً من شفرة الحلاقة وحتى القاطرة؛ من بطاقة تهنئة عليها تمثال الحرية حتى فيلم سينمائي كاوبوي، الذي كان يأخذ عقول الصغار والكبار. وبالإضافة لذلك، "من هناك جاءنا الاستقلال والحرية". هذا ما كانوا يقولونه لعشرات الآلاف من العمال الزراعيين والفلاحين بدون أرض في تلك الأملاك، والذين كانوا يحصلون خلال جزء من السنة على فرصة عمل في تنظيف وقطع قصب السكر. حفاة، سيئو الملبس وجائعون، وكانوا يعيشون في ظل هول قوات الحرس الريفي، التي شكلها المتدخّلون، ببنادق "سبرينغفيلد" (Springfield) ومناجل طويلة ورفيعة، وقبعات وخيول من تكساس يبلغ طول قامتها سبعة أرباع، تزرع الذعر بطولها الشاهق عند عمالنا سيئي التغذية، والذين كانوا يقمعونهم بلا رحمة عند حدوث أي بادرة إضراب أو احتجاج.

    في تلك المساحات الشاسعة من الحقول، والعنابر والأكواخ المصنوعة من سعف النخيل والقرى الفقيرة ومصانع السكر كانت تظهر بين الحين والآخر غرفة صف بائسة مقابل كل 200 أو 300 طفل، بلا كتب، وبمواد مدرسية قليلة جداً، وفي بعض الأحيان بلا معلمين. لم يكن إلا في المساكن الداخلية لإداريي مصانع السكر الكبرى طبيب أو طبيبين للعناية بشكل أساسي بعائلات المديرين وكبار مسؤولي شركات السكر الأجنبية.

    خلافاً لذلك، كان يكثر وجود مهنيّ غريب، ذي مستوى تعليمي لا يزيد عن الصف الثالث أو الرابع –حكيم حقيقي بين جموع الأميين، وكان دائماً تقريباً إشبيناً وزائراً عرضياً للعائلات التي تعيش في الريف-، كان يتولى أمر الشؤون الانتخابية للمواطنين، فيستخرج بطاقات انتخابية ويوزع الوعود على الناخبين. كان هو المأمور السياسي. لم يكن ابن الريف يبيع صوته، ولكنه يساعد "صديقه". من كان يملك قدراً أكبر من المال ويتعاقد مع أكبر عدد من المأمورين السياسيين، إلا في حالات استثنائية، كان المرشح الفائز الأكيد كمرشح لمناصب تشريعية وطنية أو لغيرها من الوظائف التي يمكنها أن تكون ذات طابع بلدي أو إقليمي. وعندما كان يتقرر في أحد تلك الانتخابات تغييراً رئاسياً –وليس أبداً تغيير النظام السياسي والاجتماعي، فهو أمر لا يمكن التفكير به- وتنشأ نزاعات مصالح، كان الحرس الريفي يقرر من سيكون أصحاب الحكم.

    الأغلبية الساحقة من المواطنين كانت أمية أو شبه أمية؛ كانت تعتمد على فرصة عمل بائسة يجب أن يمنحها رب عمل أو مسؤول سياسي. لم يكن أمام المواطن أي خيار، ولا كذلك كان يتمتع بالحد الأدنى من المعارف الضرورية لأخذ القرار حول مواضيع المجتمع والعالم التي تزداد تعقيداً يوماً بعد يوم.

    لم أكن أعرف من تاريخ وطننا غير الأسطورة التي تناقلها الآباء والأجداد من فم إلى فم عن النضالات الماضية والبطولية في عصر الاستعمار، ما شكل في نهاية الأمر حظاً وافراً. ولكن ما تعنيه تلك الأحزاب السياسية التقليدية، الخاضعة لهيمنة الأوليغارشيات العاملة في خدمة الإمبريالية، كيف كان لهم أن يدركوا ذلك؟ من كان سيشرحه لهم؟ أين كان بإمكانهم قراءته؟ في أي صحافة؟ بأي أبجدية؟ وكيف سينقلونه؟ كان الجهد البارز والبطولي لمثقفي اليسار، الذين حققوا قفزات في تلك الظروف تستحق الإعجاب، يصطدم بالأسوار المنيعة لنظام إمبراطوري جديد وبالخبرة التي راكمتها الطبقات المهيمنة خلال قرون من الزمن من أجل الإبقاء على الشعوب مضطهَدة ومستغَلّة ومربكة ومنقسمة.

    حق الملكية الوحيد الذي كانت تعرفه كوبا كاملة تقريباً حتى عام 1959 هو حق الشركات الأجنبية الكبرى وحلفائها من الأوليغارشية المحلية بأن يكونوا أصحاب مساحات شاسعة من الأراضي، والموارد الطبيعية للبلاد، وبامتلاك المعامل الكبرى والخدمات العامة الحيوية والمصارف والمخازن والمرافئ والمستشفيات والمدارس الخاصة التي كانت تقدم خدمات ذات جودة لأقلية صغيرة جداً متميزة من المواطنين.

    تشرفت في أن أتولد في هذا المكان بالذات، في ما هي عليه أراضي هذه المحافظة حالياً، وإذا ما كان هذا المكان يقع على مسافة 54 كيلومتراً من هذه الساحة في خط مستقيم، فإن ذكراه هي قريبة جداً، على مسافة عشرة مليمترات أو عشر ثوانٍ في ذهني.

    لم أشاهد في تلك المساحات الواسعة المزروعة بقصب السكر إلا عشرات الآلاف من العمال بلا أرض أو أصحاب القطع بدون أي صك ملكية، معرضين للتهديد دائماً أو يطردهم فرسان خيول تكساس من أرضهم، أو في أحسن الأحوال، يدفعون أجوراً باهظة. وفي المدن كنت أشاهد القليل جداً من مالكي المساكن التي يعيشون فيها، والتي كان المواطنون يدفعون أجوراً باهظة لها. لم أرَ مستشفيات، ولا مدارس للشعب وأبنائه، ولم أرَ جيوشاً من الأطباء والمعلمين؛ لم يكن يشاهَد إلا البؤس والظلم واليأس في كل مكان. تمت مصادرة كل ملكية من الشعب وحرمانه منها.

    كان لا بد من العودة إلى البراري. كان لا بد من كسر القيود. وكان لا بد من صنع ثورة عميقة. كان لا بد من الاستعداد للنصر أو للموت. وهذا ما فعلناه.

    لقد أوجدت الثورة الاشتراكية من المالكين أكثر مما أوجدته الرأسمالية في كوبا على مدى قرون من الزمن. مئات الآلاف من العائلات الفلاحية هي اليوم صاحبة أراضيها، ولا تدفع مقابلها ولا حتى ضرائب. مئات آلاف أخرى تملكها كحق انتفاع مجاني وتستغلها بشكل فردي أو تعاوني، وهي صاحبة الآلات والورش والماشية وغيرها من الأملاك. والأهم: لقد حوّلت الثورة الشعب الكوبي إلى صاحب بلده نفسه. ما قضت عليه هو ملكية الوسائل الأساسية للإنتاج، وملكية المؤسسات المالية وغيرها من الخدمات الحيوية التي كانت بأيدي ناهبين ومستغِلّين للشعب، ممن كانوا يغتنون على حساب عرق العمال، أو كان استخدامها حكراً على أصحاب الامتيازات والأثرياء، حيث كان الفقراء والسود مستثنيين.

    الشوق للملكية الذي يمكن لرئيس حكومة إمبراطورية معاناته يمكن إشباعه برؤية أنه عدا عن الفلاحين هناك ملايين العائلات في المدن أصبحت مالكة للمساكن التي تشغلها، والتي لا تدفع مقابلها ضرائب أيضاً.

    كحاجة تاريخية للتغلب على التخلف الموروث، تتقاسم كوبا مع شركات أجنبية خطوط الإنتاج التي لا يمكنها تحقيقها بتكنولوجياتها وأرصدتها الخاصة، ولكن لا تحدد أي مؤسسة مالية دولية أو رأس مال خاص أجنبي مصيرنا.

    لا ينتهي سنت واحد إلى جيب كاسترو أو أتباعه. فليس من مسؤول ثوري كوبي رفيع يملك دولاراً في أي بنك، ولا حسابات شخصية بالعملة الصعبة داخل كوبا أو خارجها، ولا بأشخاص آخرين يضعها بأسمائهم. ليس هناك من واحد منهم يمكن رشوته. وهذا الأمر تعرفه جيداً مئات الشركات الأجنبية التي لها مصالح تجارية في كوبا. ليس من أحد بينهم مليونيراً كالسيد رئيس الولايات المتحدة، الذي يعادل راتبه الشهري حوالي ضعف رواتب جميع أعضاء مجلس دولة ومجلس وزراء كوبا خلال سنة. لا يمكن إدراج أي منهم ضمن القائمة الطويلة لكثيرين من أصدقاء السيد و. النيوليبراليين في أمريكا اللاتينية، الأبطال الأولمبيين في الاختلاس والسرقة. القليلون منهم الذين لا يسرقون أموالاً عامة وضرائب من الدولة، إنما يسرقون فائض القيمة من الفقراء والجياع ويقتلون سنوياً مئات الآلاف من الأطفال الأمريكيين اللاتينيين الذين بالإمكان إنقاذهم؛ إنه نظام يتشوق السيد و. لفرضه كنموذج على كوبا. إن إساءته مجانية. فعليه إلا يشكو لاحقاً من ردودنا القاسية.

    إن وقف استغلال أبناء البشر والكفاح من أجل المساواة الحقيقية والعدالة هو الهدف من ثورة لن تكف عن كونها كذلك أبداً.

    عظيم هو إنجاز الثورة الكوبية في كل البلاد وعظيم جداً هو في المنطقة الشرقية الحبيبة والبطلة، التي كانت المنطقة الأفقر والأكثر تخلفاً. المحافظات الشرقية الثلاث التي أرسلت إلى هذا المهرجان الاحتجاجي أكثر من 400 ألف مواطن مناضل ومتحمس –أولغين وغرانما ولاس توناس-، حققت خلال سنوات قصيرة إنجازات اجتماعية وإنسانية لا مثيل لها في العالم.

    بعض المعطيات مما كان لديها وما أصبح لديها قبل وبعد انتصار الثورة:

    الوفيات بين الأطفال: في السابق، أكثر من 100 بين كل ألف مولود حي؛ واليوم، 5.9 –أدنى بكثير من الولايات المتحدة.

    أمل الحياة عند الولادة: في السابق، 57 سنة، واليوم، 76.

    عدد الأطباء: في السابق، 344؛ اليوم، 10334.

    الوحدات الطبية: في السابق، 46؛ واليوم، 4006

    دور الرعاية: في السابق، 1470؛ واليوم، أكثر من 12 ألفاً.

    معلمو المرحلة الابتدائية: في السابق، 1682؛ واليوم، 77479.

    المراكز الجامعية: في السابق، صفر؛ واليوم، 12.

    لا يعرفون القراءة والكتابة: في السابق، 40.3 بالمائة؛ واليوم، 0.2 بالمائة.

    كان ينهي الصف السادس: في السابق، 10 بالمائة من بين 34 بالمائة فقط من الأطفال في السن المدرسي الذين كانوا يرتادون إلى المدارس العامة؛ واليوم، يذهب إلى المدرسة مائة بالمائة ويتخرج 99.9 بالمائة.

    أجهزة استقبال تلفزيوني للتعليم المرئي والمسموع: في السابق، صفر؛ واليوم، 13394.

    أجهزة لتعليم الكمبيوتر بدءاً من السن ما قبل المدرسي وحتى الصف السادس: 5563 يستفيد منها 237510 أطفال.

    أكثر من 27 ألف شاب بين السابعة عشرة والثلاثين من العمر ممن لم تكن تتوفر لهم فرص عمل يجتازون علوماً في المرحلة الثانوية في مدارس للتأهيل الشامل للشبان تمت إقامتها مؤخراً، ويتلقون مقابل ذلك دخلاً شهرياً.

    تتمتع هذه المحافظات الثلاث باثنين وستين متحفاً وثمانية وستين نادٍ ثقافي و21 معرضاً فنياً و72 مكتبة عامة.

    جميع أطفال كوبا، بغض النظر عن دخل آبائهم ولون بشرتهم، تؤمّن لهم عناية طبية بجودة رفيعة ومتزايدة منذ ولادتهم وحتى نهاية عمرهم؛ والتعليم، منذ السن ما قبل المدرسي وحتى التخرج كدكتور في العلوم، بدون أن يدفع سنتاً واحداً.

    لا يقترب أي من بلدان أمريكا اللاتينية من كوبا في هذه المؤشرات والإمكانات المذكورة البتة، وليس في وطننا طفل واحد يتسوّل في الشوارع أو يعمل لكي يعيش، بدون أن يتمكن من الذهاب إلى المدرسة. ولا كذلك مخدرات، التي تسم وتدمر الفتية والشبان.

    ليس هذا بنظام استبداد، كما يصنّفه السيد و. بعجرفته المتغطرسة. إنها العدالة، المساواة الفعلية بين أبناء البشر، المعرفة والثقافة المعممة، والتي لا يوجد بدونها، ولا يمكن أن يوجد استقلال حقيقي وحرية وديمقراطية في أي مكان على وجه الأرض.

    كان من واجب السيد و. أن يشعر بالخجل ذكر تلك المجتمعات التي يسود فيها الفساد والتفاوت والظلم ويدمرها النموذج الليبرالي كأمثلة للاستقلال والحرية والديمقراطية!

    إن الحرية والديمقراطية بالنسبة للسيد و. هي فقط تلك حيث المال يحلّ كل شيء، وحيث الذين يستطيعون دفع 25 ألف دولار في مأدبة عشاء مقابل الشخص الواحد –وهي إهانة بالنسبة لآلاف الملايين من الأشخاص الذين يعيشون في العالم الفقير والجائع والمتخلف- هم الذين سيحلون مشكلات المجتمع والعالم، وهم الذين يجب أن يقرروا مصير أمة كبرى كالولايات المتحدة وبقية الكوكب الأرضي.

    لا تكن أحمق يا سيد و. احترِم ذكاء الأشخاص القادرين على التفكير. اقرأ بعضاً من المائة ألف رسالة التي بعث لك بها طلائعنا. لا تسئ إلى مارتيه. لا تذكر هباء اسمه الطاهر. كفّ عن البحث عن عبارات عرضية لخطاباتك. احترم الآخرين واحترِم نفسك.

    الحصار المجرم الذي تعدنا بتشديده يضاعف شرف ومجد شعبنا، الذي ستتحطم على صخرته صموده كل مخططاتك القاتلة. أؤكد لك ذلك.

    يا أبناء وطننا: في وجه المخاطر والتهديدات، عاشت الثورة الاشتراكية اليوم أكثر من أي وقت مضى!

    الوطن أو الموت!

    سننتصر!
                  

03-06-2004, 01:47 PM

hamam

تاريخ التسجيل: 02-24-2002
مجموع المشاركات: 674

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاسترو الساموراي الماركسي الأخير . . الجبل الذي لم تهزه الرياح الأمريكي (Re: أبوالزفت)

    د. كرار
    وبقية الأخوة الكرام:
    نعم بقيت كوبا صامدة، وبالطبع كان لكاسترو دور مميز في ذلك الصمود
    ولكن دوره لم يكن هو كل شيء! أعني أن هذا الصمود المبهر لا يعود بالكلية لشخصية كاسترو وطهارة ملفه..
    في إعتقادي أن كاسترو ومهما بلغت قدراته ومزاياه لم يكن له أن يصمدلوحده في وجه التمدد الأمريكي الاقتصادي أو العسكري أو حتى الثقافي كما حدث في كثير من البلدان التي ذكرت كأمثلة.
    في رأي أن هنالك عنصر آخر ومهم جدا وهو الشعب ! نوعية الشعب الكوبي الذي يحكمه كاسترو! لو لم يكن ذلك الشعب على قدر من الوعي والمسؤولية الوطنية لما نجح كاسترو في صموده.

    أي راع مهما بلغت قدراته لا يمكنه أن ينجح في مقاصده بدون سند ودعم من رعيته.
    سأل أحدهم الامام على بن أبي طالب (رضي الله عنه)وهو خليفة للمسلمين عن السبب في عدم استقرار أوضاع الخلافة الاسلامية في عهد الخليفة عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب مقارنة بما كان عليه الحال في عهد الأولين (أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب)؟ فرد عليه الامام علي (كرم الله وجهه) قائلا:

    في عهد الصديق والفاروق كنت أنا و أمثالي هم الرعية؛ أنظر الآن من هم رعيتي؟

    رغم عظمة الصديق والفاروق، ما كان لهم أن يحققوا ما حققوه لو لم تكن من خلفهم رعية واعية مدركة لمسؤولياتها.

    تحياتي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de