كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 كيف استطاع الرسول (ص) التأثير في الآخرين في مجتمع جاهلي متمسك
|
هذه المشاركة منشورة من قبل أم براءة مشاكة منها ي الاسبوع :
مشاركة في أسبوع حب الرسول صلى الله عليه وسلم اهدئي مشاركتي هذه إلى جميع أصدقاء المنبر وارى أن تدوم الأسابيع حتى ننتفع بما يدور من نقاش .
حين نتأمل في سيرة الرسول الأكرم (ص) نراه كان النموذج المثالي في إقناع الآخرين بقبول دعوته،ونتسآل كيف استطاع الرسول ص التأثير في الآخرين في مجتمع جاهلي متمسك بأفكار غير قابلة للنقاش، ومتأصلة في نفوس شيوخ ذلك المجتمع.؟؟
كان ذلك عبر ما يلي:
أولاً : محتوى الفكرة
قوة الأفكار بمحتواها، وبما ترمي إليه من أهداف، وهكذا كانت الرسالة المحمدية حيث أنها جاءت الرسالة المحمدية لتحدث انقلاباً في ذلك المجتمع الجاهلي الطبقي بما تحمله من أهداف وما تحمله من مبادئ منها:
1. تحرير الناس من العبودية، وإلغاء الطبقية، وإعلان مبدأ العدالة والمساواة، وتكريم الإنسان وجعله يعيش حياته كما أرادها الله تعالى، وإعطاء المكانة الحقيقية للمرأة، ورفع الضيم عنها.
2. جاء الإسلام برسالة السعادة والطمأنينة، برسالة الحياة، جاء الإسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، من ظلمات الجهل والتخلف بمختلف أشكاله إلى نور العلم والتقدم و الرقي.
ثانياً: أسلوب الدعوة
طريقة الدعوة، والأسلوب المستخدم في طرح الفكرة له دوره في قبول الناس للفكرة، وهذا ما نجده في سيرة الرسول الأكرم (ص) فقد كان أسلوب الدعوة أسلوباً متميزاً وذلك من خلال:
أ) السرية في الدعوة: أستخدم الرسول (ص) أسلوب السرية في الدعوة وذلك لمدة ثلاث سنوات، فلم يشأ الرسول أن يعلن دعوته و يجابه بها صناديد قريش وإنما سعى لنشر دعوته الربانية بصورة هادئة وذلك لأنه لمن الصعب أن يصعق ذلك المجتمع الذي ترسخت فيه المبادئ الجاهلية ويعلن أن ما يمارسونه إنما هو عمل خاطئ.بالإضافة إلى أن الدعوة السرية كانت تهدف إلى بناء قواعد ورجال يسهمون في نشر الرسالة، وهذا ما حدث بالنسبة لمصعب بن عمير الذي أصبح سفير للرسول في المدينة المنورة.و استمر الرسول في دعوته حتى جاء النداء الإلهي ببدء الدعوة العلنية وذلك في قوله تعالى: {فاصدع بما تؤمر و اعرض عن المشركين}الحجر /94.
ب) البدء بالمقربين: انطلق الرسول في دعوته بدءاً من عائلته حيث شكل النواة الأولى المكونة من زوجته السيدة خديجة (رضي الله عنها) وسيدنا علي (كرم الله وجهه) الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة وزيد بن حارثة ربيب رسول الله (r) وكانت هذه العائلة هي القاعدة الأولى التي ستنطلق منها الدعوة الرسالية.
ت) الحكمة في الدعوة:كان الرسول الأكرم (ص) حكيماً في دعوته، فهو يعي متى وكيف ستخدم الأسلوب الأمثل، ومن يدعو ومن يستجيب لدعوته، ومن يرفضها. ولهذا نجد القرآن يؤكد على أن يكون الأسلوب أسلوباً حكيماً حيث يقول ربنا : {أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن}النحل /125.
ث) نبذ العنف في الدعوة: فلم يجبر الرسول الأكرم الآخرين على الدخول في الإسلام، وكان الشعار الإسلامي : {لا إكراه في الدين} ، فكل إنسان حر في اختياره و{ما على الرسول إلا البلاغ المبين} و {فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر"}،{"أ فأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}.كما إن غزوات الرسول لم تتخذ طابع العدوان وإنما كانت في أغلبها حروباً دفاعية.
ثالثاً: أخلاقيات الدعوة:
وحينما نريد الكتابة عن أخلاقيات الرسول فإننا بحاجة إلى كتابة المجلدات، وكل ما نكتبه عن هذه الأخلاق العظيمة إنما هو نقطة في بحر، ولكننا نذكر من أخلاقيات الدعوة التي تسهم في التأثير في نفوس الآخرين ما يلي:
§ الرحمة وعدم الغلظة: وقد تحدث القرآن عن ذلك بقوله: {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} ويقول تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} فلكي تكتسب قلوب الآخرين لابد من أن تملأ قلبك الرحمة و الرأفة.
§ التواضع: يقول تعالى: {واخفض جناحك للمؤمنين} أي تواضع لهم وفي السيرة النبوية الكثير من الشواهد على ذلك، ومن أروع ما ضربه مثلاً في التواضع أنه (ص) كان في سفر مع أصحابه فأمر بإصلاح شاة. فقال رجل: يا رسول الله، عليّ ذبحها، وقال الآخر، عليّ سلخها، وقال الآخر: عليّ طبخها، فقال رسول الله (ص): وعليّ جمع الحطب، فقالوا يا رسول الله، نحن نكفيك، فقال ص: قد علمت أنكم تكفوني و لكن أكره أن أتميز عليكم، فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزاً بين أصحابه، و قام فجمع الحطب.
§ حسن الاستماع: فقد كان (ص) يصغي بكل مسامعه لمن يعرض عليه شيئاً من مشاكله أو ما يهمه فقد ورد عند أرباب السير ما وضع أحدُ فمه في أذنه إلا أستمر صاغياً حتى يفرغ من حديثه و يذهب، وجاء أيضاً كان حسن الإصغاء إلى محدثه لا يلوي عن أحد وجهه و لا يكتفي بالاستماع إلى من يحدثه بل يلتفت إليه بكل جسمه.
§ الابتسامة و البشاشة: فمع كثرة المشاغل، ومع ما تتطلبه القيادة، وما مر به الرسول من أحداث ساخنة إلا أنه ومع كل هذا بقي صاحب البسمة التي كانت ترتسم على شفتيه.وقد ورد في القرآن الكريم توبيخ لذلك الرجل الذي عبس في وجه الصحابي عبد الله بن أم مكتوم حيث يقول ربنا:{عبس و تولى أن جاءه الأعمى}حيث كان من عمل الرجل إهانة لهذا الصحابي وسيرة الرسول الأكرم مفعمة بالمواقف التي تنم عن بشاشته مع أهله و أصحابه و بقية الناس.
وهكذا هي سيرة الرسول الأكرم (ص) تمثل الدرس المثالي في كيفية إيصال الفكرة، ونشر المبادئ الرسالية وجعل الآخرين يقبلون بها دون أي تردد. وما أحوجنا إلى تعلم هذا الدرس وأن نتخذ من سيرة الرسول خير أسوة و قدوة، حيث يقول ربنا:{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}الأحزاب /21.
أم براءة
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: كيف استطاع الرسول (ص) التأثير في الآخرين في مجتمع جاهلي متمسك (Re: مصطفى بابكر حامد)
|
الأخ مصطفى والأخت أم براءة شكرا على هذا الجهد الرائع
وبلا شك أن دراسة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم تزيدنا حبا له فكل لحظة من حياته تحتاج الى وقفات وبحمد الله تم توثيق حياته بصورة لم يسبق لها مثيل في التاريخ حتى أخوانه من الأنبياء لم يحظوا بهذا التوثيق التفصيلي فحياته صلى الله عليه وسلم نبراسا يهدي ونورا يضيئ وزادا يقوي . فما أحوجنا اليوم لمدارسة سيرته الطاهرة لنستلهم منها العبر ولتضىء لنا الدروب الشائكة.
اللهم سألتك بجميع أسمائك وصفاتك أن ترزقنا محبتك ومحبة رسولك وأن تجعلها زادا لنا في الدنيا والأخرة وأن ترزقنا شفاعته انك على كل شئ قدير.
ولكم خالص حبي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ASAAD IBRAHIM
انور الطيب
محمد عبدالقادر سبيل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست