قراءات: التوق الى حرية مستقلة عن العسكر و... الدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 05:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-16-2004, 04:33 PM

bushra suleiman
<abushra suleiman
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءات: التوق الى حرية مستقلة عن العسكر و... الدين


    ماذا تراه يقول "رئيس الحرب" (كما صارت تسميته الانتخابية) جورج دبليو للرئيس التونسي بن علي يوم الاربعاء، وهل تراه كان يستقبله لو لم تكن تونس تتهيأ لاستقبال القمة العربية الأكثر خطورة، بل خطراً، منذ قمة بيروت التي "أذاعت" مشروع سلام عربياً، ولم تنتظر يوماً سابعاً لتستريح؟!
    مفارقة كبرى تكون، وشديدة الاستغراب، أن يكون الرئيس بوش قد عزم - في زمن "الديمقراطية المجوقلة" المتعثّرة (جداً، جداً...) في العراق، و"المتلفزة" الى الشرق الأوسط الطامحين له بتوحيد الاسلام، افريقياً وعربياً وآسيوياً - مفارقة كبرى ان يعزم الرئيس الاميركي على تحميل رسالته الى أحد أواخر النظم العربية "العسكريتارية" (بعدما تساقط نموذجها الأقرب اليه، النموذج القذافي، بما يراوح بين المهزلة والمأساة!)...
    ***
    أياً تكن "الرسالة" العتيدة، وحتى لو جاءت مجرّد دعوة الى "القائد" بن علي للتمثل بالقذافي (من غيرحاجة الى اتهام نووي مزعوم) فقمة تونس العربية مدعوة في نظرنا الى وقفة رؤيوية تعيد إلى العرب شيئاً من رسوليتهم التاريخية في هذا الخضم الغامض الآفاق.
    نعم، مطلوب من قمة تونس، وربما بمبادرة لبنانية - نقولها لا تشاوفاً لبنانياً، بل نظراً الى طبيعة التكوين اللبناني الفذّ، وسنشرح في ما بعد، تجاوباً مع المشككين وحواراً! - مطلوب من قمة تونس ان تبادر دون انتظار مطالبة أو تهويل ولا حتى نصيحة من أميركا، إلى إعلان شرعة "دمقرطة" (المعذرة للتعبير، فقد صار دارجاً على بشاعته...) عربية ذاتية لا تكون على نمط "السلحفاة" الاصلاحية السعودية او السورية، بل في حجم ثوري يستعيد النقد الذاتي الذي توسله الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في خطبته في المنتدى الفكري في بيروت (كانون الاول 2003) لينطلق بزخم يذكِّر العالم بما كان لنا على تاريخه الحضاري من أثرٍ حتى الزمن الاندلسي، ثم ما كنا انطلقنا به من تحرّك نهضوي قومي تقدمي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الى ان اجهضت نهضتنا الأنظمة التي ركّبها الاستعمار الأنلكو- فرنسي وريث الامبراطورية العثمانية التي كانت ساطية على العروبة والاسلام، في "الشرق الأكبر" امتداداً الى نصف أوروبا وأكثر.
    ***
    في زمن يكثر فيه تأريخ الحريات والمفاخرة بأنظمتها، ألا يظن العرب، والقلّة المنوّرة بين حكامهم (أو تنطلق الثورات، ولعلها تأخرت...) انه آن أوان الاستشهاد بغير آيات التعصّب والسلفيات الأصولية، فنصير نتلو من مآذننا - قبل أن يصيبنا شيء من الملل والسأم من أصواتها الممَكْننة - آيات التسامح والحوار، و"آراء أهل المدينة الفاضلة"، مثلاً، للفيلسوف الفارابي (العربي - الأفغاني) او أشياء من الإمام الغزالي، بل نصوصاً استبقت التحديث الدارج من ابن خلدون، ثم - لِمَ لا؟ - قصائد صوفية لابن عربي وبعضاً من الموشحات الأندلسية التي ألهمت حضارتنا زمن انحطاط الملقين علينا دروسهم والعظات من علو دباباتهم والنفاثات المدمرة لعراقنا وفلسطين بالصواريخ، وبناة جدران الحقد والتعصّب، فإذا بنا نقاتل ارهابهم بالارهاب، بدل ان نبني صروح المعرفة والمحبة والتنمية والعدالة والحريات...
    ***
    لهذا، لا بدّ من التوقف عند مصادفة ذات أبعاد بليغة ولا أكثر، هي إحالة معاهدة ظنناها بائدة على مجلس النواب اللبناني، تقضي بانضمام لبنان الى "المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة" [ايسيكو] فضحها بيان من حزب "الكتلة الوطنية". وكان الأمر يكون روتينياً، وطبيعياً لو كانت أهداف المنظمة تنسجم مع "الأونيسكو" التي استضافت بيروت مؤتمرها العام الأول عام 1948 وتولى لبنان ودول عربية أخرى أمانتها العامة ورئاسة مجلسها مرات، فضلاً عن أنضامنا الى منظمة عربية منبثقة من الجامعة ومن "الأونيسكو" معاً، هي "الألكسو" وشرعيتها لم تأتنا بمثل ما جاءت ضرّتها "الاسلامية" تفرضه علينا!...
    فلماذا فجأة، وفي زمن الدعوات لا الى عولمة (لا مفرّ منها ولو احتاجت، انما من داخل، الى تحفظات وحدود) بل الى أنسنة حضارية تتجاوز الفروقات الدينية لتقيم بينها الحوار والتسامح والتكامل...
    لماذا، فجأة، الدعوة الى معاهدة، وفي لبنان الفخور بتعدديته الدينية التواق الى تآلفها والداعي كل يوم الى تكامل ثقافاتها... لماذا، فجأة الدعوة الى "جعل الثقافة الاسلامية محور مناهج التعليم في جميع مراحله ومستوياته" ثم الدعوة الأكثر خطراً وخطورة الى "اضفاء الصيغة الاسلامية على كل مظاهر الفن والثقافة والحضارة"؟!!!
    كلام لا نخالنا نظلم بعده احداً أن نحن قلنا ان خطوة ونصف خطوة فقط تفصلان بينه وبين الوهابية والاصوليات التي تتسابق الدول الاسلامية العريقة للتبرّؤ منها.
    أوَيكون لبنان "ذاهباً الى حجٍ ما" في الزمن الذي "الناس منه راجعة"؟
    ***
    وبتعابير أوضح وأصرح: أوَلا تتناقض هذه الأحكام مع الوجود المسيحي "المؤسس" في لبنان، ومع حقوق الجماعات المسيحية المكرّسة دستورياً؟...
    ثم، كيف نتجاهل ان هذا الوجود، في تكريسه الدستوري، وفي رمزيته السياسية العربية، الحضارية بل القومية، يختصر أبعاد "الرسالة" اللبنانية من حيث تعزيز شرعية الأقليات المسيحية العربية كلها، من ملايين أقباط مصر وصولاً الى كلدان العراق. ناهيك برمزية القدس، قدس أقداس النصارى والمسلمين على حد سواء المقدّسة للمسيحيين خصوصاً لا لقدسية حجارتها، بل لتوارث بشرها منذ مجيء السيّد المسيح الى هذه الأرض التي تقدّست بصلبه وقيامته.
    يضاف الى ذلك كله الجانب التاريخي المعاصر الذي يذكّرنا بدور المسيحيين في مصر وحتى سوريا ولبنان وفلسطين والعراق - العرب قبل الاسلام، ثم معه وبعده - في الحفاظ على اللغة العربية وآدابها خلال عصور الانحطاط وترجمة النصوص الإغريقية والرومانية إليها قبل انتقالها الى الغرب. وكان هذا الدور بمثابة التهيئة لدور المفكرين والشعراء والكتّاب المسيحيين في النهضة الحديثة، في الدعوة اليها وحمل مشعلها ونشر مؤلفاتها، فضلاً عما كان لأعلامهم، من المساهمة الخلاّقة المشهود لعبقريتها الفذّة في آداب الغرب الذي انكب على دراستها وترجمتها.
    وليس تكبّراً ان يستمر لبنان يفاخر لا بأن في كل مسيحي لبناني شيئاً من الاسلام، وفي كل مسلم مشرقي شيئاً من الثقافة المسيحية تميّزه عن سائر الاسلام - بل يفاخر لبنان، ابعد من ذلك بديمقراطيته التي تجوهرت وتتجوهر بالمشاركة الحضارية المستمرة نموذجاً يحتذى رغم حروب الآخرين على أرضه التي حوّلوها "ساحة" و"مسرحاً"، وربما لا يزالون، أو باستئنافها يطمعون!!!
    ***
    اما بعد فالتوق الى "أونيسكو اسلامية" سلفية التعابير - في زمن الطموح الى امتداد الحضارة الانسانية الى كل فضاء، وصولاً الى الفضاء الخارجي الأبعد...
    التوق هذا ليس "شر البلية"... فالأدعى الى الضحك يكون انسياق واشنطن مع ودّها التونسي - الليبي - العسكريتاري المفاجئ الى حنينها الأصيل الى الأنظمة التي ظنّت انها غلّبتها يوماً على الخطر السوفياتي: من حرب افغانستان حيث انتهى انتصارها على الروس الى قيام نظام الطالبان وإفلات بن لادنها من عقال "السي آي إي" للعدوان عليها في عقر دارها، بنتاغون واشنطن وأبراج نيويورك، فضلاً عن إفلات الاستبداد "الصدام - حسيني" حليفها حتى آخر حروبه، فيصير يوهمها بخطر نووي يبدو انه كان مزعوماً، او هي تستوهم لتبرّر حرباً تقترب بها أكثر فأكثر كل يوم من مصير فيتناميٍّ آخر.. علماً بأن الخروج من مستنقع فيتنام كان المناسبة الأولى لاغتيال نظام يميني كان موالياً لاميركا واقامة أول اختبار لعسكريتاريا تكون "سدّاً منيعاً في وجه الزحف الشيوعي" الآتي من الصين والروسيا معا... وقد شهدنا النهايات!!!
    فحذار أن يستدرجنّ أحد العرب والإسلام إلى سحر عسكري مستحدث ينقلب على السَّحَرة، وندفع نحن ثمن "الانقلابات"....
    ***
    مطلوب من العرب، من حكامهم في الدرجة الأولى زمنياً، ان يتحملوا مسؤولية الرسالة الاصلاحية النهضوية الديمقراطية المنوّرة، ديناً وثقافة وحضارة... ومطلوب من العرب، أمةً وشعوباً اذا تلكأ الحكّام أو جبنوا، أن يُخرجوا المتلبّسين بزائف الخرافات الدينية من معاقلهم - المخابئ الى نور حكم استقلالي حقاً... استقلالي مستقل عن الحاجة الى اميركا لتدلّنا على طريقنا الى الحرية والحكم الشعبي الحرّ...
    ذلك اننا إن لم نكن نحن، فرداً فرداً "أحراراً في أمة حرّة، فحريات الأمم عار علينا".
    غسان تويني
    النهار الاثنين 16 شباط 2004 - السنة 71 - العدد 21874








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de