الموضوع المطروح فى غاية الاهمية , و أحسب أن لب الاشكالية ليس فى دعوة هذه الإدارة الأمريكيّة إلى دمقرطة الشرق الأوسط (او فلنقل دمقرطة العالم العربى لنكون أكثر وضوحا) , فالديموقراطيّة فى حد ذاتها مطلب مرغوب و ملح و محمود ويجب علينا أن نسعى إليه بكل السبل و الوسائل ....الاشكالية تكمن من وجهة نظرى فى رغبة الإدارة الأمريكية اللحوحة - التى تصل إلى حد فرض الوصاية و الضغط و الترهيب و الإبتزاز - فى فرض هذه الديموقراطيّة على النهج الليبرالى الرأسمالى , وهو النهج الغير متناسب مع مجتمعاتنا على صعيد القِيم الإجتماعيّة و الأعراف و التقاليد , وهو ما يهدد بتذويب الشخصيّة الشرق اوسطية و محو تقاليدها , وهو ما يجعل هذه الديمقراطية على هذا النهج رهانا خاسرا على المدى البعيد .

السيّد بوش يبشّر بديموقراطيّة ليبراليّة رأسماليّة و ليس بديموقراطية حوار أو ديموقراطيّة مداولة أو ديموقراطيّة توليفيّة كما فعلت فرنسا , الطرح الأمريكى يجعل إمتزاج السم بالعسل كإمتزاج الماء بالخمر وليس كإمتزاج الماء بالزيت( إذ لاحدود فاصلة فى الحالة الأولى كما هو الوضع فى الحالة الثانية)