|
رسالة إلى من يهمه الأمر: الحزب الشيوعي السوداني
|
رسالة إلى من يهمه الأمر: الحزب الشيوعي السوداني
شجرة مباركة تستحق السِقاية بماء العيون! ‹ *›
*- مبتدئاً بالتعريف: هذه رسالة وصية !. ولأن طابعها مفتوح، فهي تسعى ما وسعها السعي، إلىكل ذي فكرٍ ونظرٍِ داخل الحزب الشيوعي السوداني وخارجه على حدٍ سواء.
*- الحافز المُحَرك: قلقٌٌٌ وجودي حميم، إلتزام مُتحرر من قيود ومثالب نمط التفطير الوثوقي وعبادة " أصنام المعرفة "، إنشغال مهموم بقضايا المُعدَمين والمُهمشين والمُجردينَ من كافة اسباب السلطة والجاه وعلو المكانة لا شفيع ولا وجيع ولا صوت ، هجسْ مستديم بمآل أحوال الحزب الذي أمضيتُ شطراً من حياتي عاملاً فى صفوفه قبل ان أغادره فى التسعينات من القرن الماضي
*- شِعبَة الإرتكاز: قناعة لَم يُكفنها غبار الزمن و"تَلبُك" الأحداث، لَم تزعزعها شماتة المغرضين وهزء الساخرين وهمز الجاهلين وقذف المرجفين وكيد الخصوم السياسيين، لم تنل منها كذلك مرارة الإحباط وسوس القنوط وخذلان المشاريع الطوباوية وبوار أحلام اليقظة النهارية وكساد النظرية فى سوق السياسة السودانية، ولم يجرفها من "القيف" إلى بطن "الدوامة" الهدارة "هدام" التصدعات الكبرى والإنهيارات الكونية، التي اصابت قِسماً غير هين من حركة اليسار السوداني بالذهول والخرس ودوار الرأس وفقدان الإتجاه وسوداوية المزاج وعشى البصيرة والبصر وتَعْشم الفكر والإحساس الخانق بإنسداد الدروب وإنغلاق الأفق، الأمر الذي قد يدفع دفعاً لتسليم الرقاب –فى خنوع- لسطوة حكم القدر او لمشية المُتنفذين فى شئون البشرْ [ إنها حقاً أعراض ومظاهر حالة نموذجية تصلح لمناهج التحليل النفسي فى منسخته السودانية ]
*- دافع إضافي: تنامي ظاهرة بعينها داخل "صَريف" الحزب الشيوعي السوداني وخارج نطاقه التنظيمي أيضاً، يُعبرُ عنها تعالي نبرة أصوات يكسوها طابع الأسف والحسرة والتفجُع على سنوات العمر المسروقة وعبث الجهد المبذول ولا مردودية العرق المسكوب والوقت المهدر فى تأدية وتنفيذ واجباب ومهام العمل الحزبي ! وكأني بأصحابها تلك الأصوات تفصلهم خطوة واحدة – مجرد خطوة لا غير- عن المطالبة جهراً وعلناً بتعويضٍ مناسبٍ ومجزٍ يعادل "فاقد" العمر والشباب الذي ولى دون رجعةٍ، زائداً ربا الفائدة !!. وكأني باصحاب تلك الأصوات كانوا يغطون فى سبات دهري عميق تحرروا من أسر سلطانه بعد لأي ومشقة، وإستفاقوا يتحسس كل إمرء منهم "أناه" التى كانت ولأمدٍ طويلٍ نسياً منسياً، فى تلك السنين الخوالي، عندما كان الجميع فى تسابق محموم – يحملُ فيه الضريرُ المُقعد- يسترخصون فيه الغالي والنفيس، مُضحين بالأنا – التى صارت الآنإن اصحاب تلك الأصوات ينسون أو يتناسون أو لا يدركون [ جميع هذه الإفتراضات عندي بنفس القدر من السوء ] أن المُوَاطنة الحقة ليست حزمة من الحقوق والطيبات والمُتع فحسب، بل هي أيضاً مجموعة من الواجبات المستلزم تنفيذها والتضحيات الواجب تقديمها والضرائب الإجتماعية التي لا مفر ولا مهرب من سداد فواتيرها كفرد عين لا كفاية، إن أراد المرء الإحتفاظ والتمتع بحق الإنتساب ودفء الإنتماء للكيان الإجتماعي/السياسي المُعين.
*- الشجرة المباركة: إن الشتلة التى أودع ساقَها الغضه طين السودان نفر من الشباب المتميز فىأربعينات القرن الماضي، وناطحوا لأجلها سحائب السماء، وإجترحوا المآثر – الواحدة تلو الأخرى- دفاعاً عن حقها ونصيبها فى الضوء والماء وذادوا عن حياضها بجسارةٍ ونُبل أسطوري لا يُبارى، وزكوا عُودها النامي بطهارة اليد والقلب واللسان، وإقتدوها بمهجهم فى ساعة الإمتحان العسير، عند الخط الفاصل بين الموت والحياة، حين زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الجبال أثقالها وعصف الخوف وإصطكت الركبُ وتراخت العزائم وجحظت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتعالت فى الجو صيحات الهزيمة: ياليتني كنت ترابا !، تلك الشتلة الطيبة التى تكرم شعب السودان مانحاً اياها خير الأسماء وأجَلَها وأكثرها مصدقية فى التعبير الدقيق والمُحْكم عن نزوعه وتطلعه لمجتمع تسوده روح العادلة والمساواة والكفاية، لهي فى أمس الحاجة إلى من يتولها بالسِقاية ويغمرها بالعناية ويتعهدها
ان الحزب الشيوعي السوداني بخيره وشره، بغضه وقضيضه، بغثه وثمينه، بإنتصاراته المقيمة وإنكساراته الأليمة، ما يزال نماء شجرته ضرورياً وحيوياً في بيئةٍ جافةٍ مثل عتمور السودان، احالها "مَحْل" التقليدية والتأخر الإقتصادي والإستبداد السياسي وفساد الحكام وتنازع الهويات وإنطفاء فبس التنوير والمعرفة العقلانية وغياب العدل وسلطة القانون وإنعدام المساواة وإختناق مؤسسات المجتمع المدني الراسف فى أغلال الدولة الشمولية القاهرة – أحالها إلى صحراء بلقع لا يتسَيدُها سوى صوت الريح وعبثها فى الفراغ !
عثمان محمد صالح / هولندا
عضو سابق بالحزب الشيوعي السوداني
Email: osmanmsalih @hotmail.com
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة إلى من يهمه الأمر: الحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد الحاج)
|
الاخ عثمان والاخ خالد تحيه و تقدير شكرآ على فتح باب جديد على احدى المواجع القديمه المتجدده,اعتقد ان الكثيرين/ات من ابناء وبنات الشعب السودانى تطحن اذهانهم اسئله مماثله واخرى تذهب فى هذا الاتجاه او ذاك....انا منهم وحولى ومعى مجموعه من الاصدقاء والصديقات نتحاور كلما وجدنا الى ذلك سبيلا,منهم اعضاء/عضوات نشطين/ات سابقين/ات او.. او,المدهش ان هذه التصنيفات من تجربتى الخاصه ما عادت تمثل المعيار الرئيسي لموقع الشخص المعين فى تيار التغيير والتحديث والاستناره فى السودان (اعود مره اخرى بتفصيل لهذه النقطه) اشد على يدك لفتح حوار ناقد جاد موضوعى يخرج من ثنائيه نحن/انتم,والمحاكمات جاهزة الاحكام...لانى اعتقد ان القضيه اكبر من حاضر ومستقبل الحزب الشيوعى ويتجاز هذا لمستقبل مشروع الديمقراطيه ...العداله الاجتماعيه المساواه والتنوير
كل الاحترام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة إلى من يهمه الأمر: الحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد الحاج)
|
عثمان محمد صالح خالد الحاج عصام جبر الله لكم التحيه وانتم تنتفون شعيرات الوجع
لفتح هذا الحوار والخروج منه بنتائج لابد من العمل لاشراك الافيال التي ساهمت في هذا الركوض وهذا النفور والكل اصبح يتحدث باسم الماضي وبهذا الشكل لا اعتقد ان هنالك من يتحدث بالآن ، عصام وخالد اعتقد ان لكم القدره في استنطاق الافيال التي التزمت الصمت وغادرت الساحات التي تدافع فيها عن حياة ذاك الكيان المؤسسي والذي مازال يدفع بكثير من الرفاق والزملاء في معارك لن تنتهي ابدا وعاش نضال الحزب الشيوعي السوداني ضد ابناءه الذين يعملون على موته،،،،،، وعينك في الفيل ما ضله كلا ندريه مانضلا،، لاتخفو جراحكم فالجراح اوسمه
شكرا جميلا لكم ولابد من المواصله ان جاز السفر فيصل عباس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة إلى من يهمه الأمر: الحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد الحاج)
|
وصلتني الرسالة من الصديق الهميم علي عوض ، وحسنآ فعلت بتعميمها عبر البورد، وهي تستحق حوار جاد حولها ، وهو أيضآ يستحق ( عنزنا العرجه) الذي ما زلت أغني له ( الما من شعبنا ما منك ، عشقآ قدامنا أتارنك ،، للشمس بتمشي مبارنك ، فخرآ للشعب السوداني والطبقة العاملة الثورية) وما زلت أرتجيه وأتطلع لأن يكون مؤئلآ لمشروع حداثي وطني ديمقراطي ، وأن يسعى بتجربته وتاريخه وإمكانات كثيرة كامنة وعضوية تواقة للتغيير ، أن يلم شتات الفكرة وتبعثر قواها وتوزعها بين التنظيمات ، وأن يكتشف صيغة جديدة ،ووسائل جديدة ، ومواعين و أدوات ومبادرات ، تلبي طموحنا في حزب جماهيري ذي وزن. وفي أذن عثمان محمد صالح أهمس ، إذا كان ( مايزال نماء شجرته ضروريآ وحيويآ ) لماذا لا تسحب الإستقالة! وتشارك من موقع العضو الناقد والمبادر في نماء شجرته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رسالة إلى من يهمه الأمر: الحزب الشيوعي السوداني (Re: خالد الحاج)
|
العزيز خالد وعثمان أرجعتني هذه الرسالة الوصية ، بالغة الحكمة ، والتي من كمال الرأي السديد لزمن ندر بحركة كان فيها أختلاف المختلفين مع حزبهم الشيوعي في كامل وسامته ـ أقصد تحقق أختلافهم كفعل منتج ومفيد ، قدم معرفة وافرة ـ وان لم يتبينها كثيرون ـ لهم ولحزبهم السابق ولشعبهم كذلك . وهؤلاء المختلفين الذين فارقوا حزبهم لم يفارقوا مسيرته ولا غادرتهم كل تلك الآمال العظام في ضرورة نجاة شعبهم من كل الويلات التي جرعها لهم اليمين المخصي ، وهم ليسوا شخوصا نقرأ أسمائهم في كتب التاريخ ، ليسوا رجال يحكي لنا عنهم بل أحياء يرزقون قدموا لحزبنا كل شئ وقاسمونا نحن الذين ما زلنا بحزبنا الليالي البهيمة في بيوت الأشباح وحملوا معنا ببطولة نادرة هم هو همهم ولم ينتظروا جزاء ولا شكورا .. أن مأثرة الذين كعثمان يا خالد هو أنهم لم يأسروا أرواحهم الكبيرة في قالوا وقلنا وشغل المشاطات ، الشكل والنبايش علي طريقة مصريات حواري القاهرة الفقيرة فسموا بأختلافهم وأجبروا الشيوعيين لأرتقاء ذات السلمة. فالتحية لك ولعثمان الذي رأي فينا رأيا حسنا ولعلي بالرغم من اختلافي مع معظم ما ساهم به في المناقشة العامة أختلافا كبيرا تحية وأحترام . أبوعبيدة الماحي أمريكا ـ كلفورنيا
| |
|
|
|
|
|
|
|