|
|
 نائب البشير وقيادي في المعارضة يبحثان حرب غرب السودان
|
الخرطوم والحركة الشعبية تقتربان من حل معضلة المناطق الثلاث
نيروبي: مصطفى سري لندن: المهدي عبد الوهاب
في لقاء مفاجئ بمنزل السفير السوداني في نيروبي امس جمع علي عثمان طه نائب الرئيس السوداني ورئيس التحالف الفيدرالي السوداني عضو قيادة التجمع السوداني المعارض احمد ابراهيم دريج، واستمر لأكثر من ست ساعات، جرى التركيز على الاحداث التي تجري في دارفور حاليا. ودعا طه ودريج الى ايقاف نزيف الدم في دارفور كخطوة اولى في اتجاه استكمال التفاوض، وأن «السبيل الأوحد لمعالجة الخلافات والمشاكل السياسية كافة هو طريق الحوار الوطني المسؤول»، فيما دعا قائد حركة تحرير السودان في دارفور الى رعاية دولية لأي تفاوض او اتفاق.
وأكد طه في تصريح صحافي اصدره مكتبه ان الحكومة السودانية تؤمن بأن «كل قضايا السودان بالإمكان حلها خلال الحوار السوداني ـ السوداني» وأن المحادثات التي تدور الآن في نيفاشا لم تغفل وضع الأسس لمعادلة قسمة الموارد والسلطة في الاطار الفيدرالي الذي يحقق التوازن بين مستويات الحكم ومناطق السودان المختلفة. وأكد طه ان الحكومة ترحب بكل الجهود التي تدفع باتجاه الحل السياسي السلمي، وأن وقف القتال سيهيئ الظروف المناسبة لتحسين الاوضاع الانسانية، مشيرا الى ان الحكومة تبذل جهودها لتوفير الاغاثة، وترحب بما تقوم به المنظمات الوطنية والاجنبية في هذا الصدد.
من جانبه، اكد دريج انه سيعمل على حث جميع الأطراف لوقف العنف والعودة الى موائد التفاوض، لافتا الى ان مشاكل السودان السياسية ممكنة الحل في اطار الحوار الوطني. وقال دريج، حسب التصريح الصحافي، ان حل مشكلات السودان لا بد ان يكون سياسيا، والمطلوب هو وقف الاقتتال فورا والاتفاق على مواصلة التفاوض. وقال ان ذلك سيؤدي الى اتاحة الفرصة لمعالجة الاوضاع الانسانية التي ترتبت عن اندلاع القتال في مناطق شتى بدارفور.
يذكر ان اللقاء بين طه ودريج اريد له ان يكون سريا ولم تتح لأجهزة الاعلام الفرصة لحضور اللقاء او التوجه باسئلة لطرفيه. واضطر الطرفان الى اصدار بيان صحافي بعد اطلاع الصحافيين على حقيقة انعقاد الاجتماع.
من جهة اخرى علمت «الشرق الأوسط» من مصادرها ان كتيبة عسكرية تم تجميعها في الثامن عشر من يناير (كانون الثاني) الحالي في «فاما» بالجبال الغربية لمنطقة لقاوة (غرب مدينة كادوغلي عاصمة جبال النوبة) وينوي نقلها الى دارفور، لكن الكتيبة تمردت. ووقع اشتباك ادى الى اصابة ضابط مما دعا الى رفع حالة التأهب في كادوغلي.
وفي اتجاه ذي صلة، هجم العميد بيتر غاديت، الذي انضم لصفوف قوات الحكومة اخيرا، على منطقة «باو» في اعالي النيل اول من امس وقصف بالمدفعية مواقع للحركة الشعبية. وذكرت المصادر ان فريق وقف العدائيات سيتجه فورا الى المنطقة للتحقق من الاحداث.
وعلى صعيد المحادثات في نيفاشا تأكد امس ان الطرفين توصلا الى ما يشبه الاتفاق حول منطقتي جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، وان لجنة بدأت عملا لصياغة ما جرى الاتفاق عليه، فيما واصل طه وجون قرنق اجتماعا حول منطقة «أبيي» في الوقت الذي عكفت فيه لجنة اخرى على صياغة الاختلافات والاتفاقات حول المنطقة. ولم يتأكد متى سيغادر الوفد الحكومي لأداء فريضة الحج.
وفي ما يتعلق بتفاصيل الاتفاق حول منطقتي جنوب النيل الأزرق وجبال النوبة فان مصادر اكدت ان الاتجاه الغالب هو «حكم ذاتي واسع الصلاحيات لكلتا المنطقتين، وبميزانية مخصصة وتمثيل مناسب في البرلمان والحكومة المركزية».
من جهة اخرى، قلل قيادي جنوبي، فضّل عدم ذكر اسمه، من اهمية لقاء طه ودريج، فيما رحب به بحذر عبد الواحد محمد احمد النور.
وقال القيادي الجنوبي لـ«الشرق الأوسط» على الهاتف انه يرى ان دريج يقابل طه بصفته الزعامية في اقليم دارفور. واستبعد ان يكون يمثل حركة تحرير السودان او الذين يقاتلون في غرب السودان، معربا عن اعتقاده بأن الاجتماع «المفاجئ» قصدت به الخرطوم تحقيق «علاقات عامة دولية» خاصة مع الولايات المتحدة لتظهر أنها حريصة على السلام والاستقرار في الاقليم الغربي. ورأى، حسب تعبيره، ان الحكومة استخدمت لهذا الغرض «الحصان الخطأ». وقال عبد الواحد محمد احمد النور من موقعه في جبل مرة بغرب السودان لـ«الشرق الأوسط» عبر الجوال ان حركة وجيش تحرير السودان (المقاتلين في دارفور) ترحب بأي مفاوضات جادة تؤدي الى حل مشكلة الاقليم سياسيا واجتماعيا، لكنه شكك في مصداقية حكومة الخرطوم وقال انها «سادرة في حرق القرى انتقاما لهزائمها في الميدان».
وعلق النور على اجتماع طه ـ دريج بأن «دريج شخصية دارفورية تاريخية، لها وضعها الخاص وتضحياتها من اجل الاقليم، وله وجود عال في الساحة السياسية في القطر كله». ونبه النور الى ان حركتهم مستقلة ويجب ان تفهم على انها جسم مستقل، وترحب بالتعامل مع كل قوى تأخذ هذا في حسابها ويحترم استقلاليتها، مما يفهم منه ان دريج لم يجلس الى طه ممثلا للمقاتلين في دارفور.
وقال النور ان «اي جهد يؤدي الى المفاوضات والسلام نؤيده شريطة ان يجرى ذلك تحت رقابة ورعاية دوليتين». ولفت الى الاوضاع السيئة للاجئين على حدود السودان مع تشاد. وطالب بعمل سريع لتوصيل الاغاثة لأهالي الاقليم
|
|
 
|
|
|
|
elsharief
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست